إبراء- الرؤية

اطلقت أولى فعاليات أكتوبر العمران في محافظة شمال الشرقية 2024، والتي تشرف على تنفيذها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ممثلة في المديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني بمحافظة شمال الشرقية.

وقال سالم بن علي البلوشي مدير عام المديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني بمحافظة شمال الشرقية، إن فعاليات أكتوبر العمران لهذا العام ٢٠٢٤جاء بحلة جديدة وبوسم مميز بعنوان "إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل"، مضيفا أنه سيتم استعراض المشاريع العقارية والتخطيطية الرائدة في سلطنة عمان، وتبادل الأفكار وأفضل الممارسات في مجال التخطيط العمراني، بالإضافة إلى عرض التجارب الدولية الناجحة وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث يناقش الحدث أربعة محاور رئيسية، وهي محور بصمة الشباب، ومحور الترفيه في المدن، ومحور مدن ملهمة، ومحور مشاريع المستقبل.

وأشار إلى أن الاستعدادات للحدث في محافظة شمال الشرقية بدأت بجلسات العصف الذهني مع المختصين في المديرية والدائرة الاقليمية؛ لاختيار مواقع تنفيذ الفعاليات والأيام المقترحة وتحقيق التكاملية مع الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المحلي لتبادل الآراء والمقترحات لتنفيذ فعالية تليق بمكانة الوزارة.

وتابع قائلا: "أولى الفعاليات اختير أن تكون في ولاية وادي بني خالد ذات الطابع السياحي والبيئة الجاذبة للسياحة لما تتميز به من مقومات طبيعية كالبرك المائية الخلابة، وستحتضن الولاية فعالية المسارات الجبلية في أولى الفعاليات".

وتحتضن ولاية المضيبي ثاني الفعاليات وتحديدا في جمعية المرأة العمانية، إذ تتضمن ردهة العمران ومخططي المستقبل والفن المجسد، حيث سيتم مناقشة مواضيع تختص بالتخطيط والعمران والتحديات الإقليمية التي تواجه العملية التخطيطية التي ستكون محل نقاش مع المختصين والأكاديميين بالمحافظة بمشاركة من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية وجامعة الشرقية وخبرات التخطيط بالمحافظة.

وتختتم فعاليات أكتوبر العمران في شمال الشرقية يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري بالتزامن مع فعالية ندوة "قيادة نحو المستقبل.. تعزيز السلامة والاستدامة في رياضة السيارات"، والتي تندرج تحت محور النقل المستدام بالاستراتيجية العمرانية التي ستقام بالتكامل مع نادي بدية للسيارات والمشاركة بورقة عمل بعنوان النقل المستدام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: أکتوبر العمران شمال الشرقیة

إقرأ أيضاً:

اليسار السوداني بين التشظي ورهانات المستقبل

زهير عثمان

اليسار السوداني، كتيار فكري وسياسي، لعب دورًا محوريًا في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي في السودان منذ منتصف القرن العشرين. ورغم إسهاماته الكبيرة، فإن تشظيه وتحولاته تعكس صراعات داخلية وخارجية مرتبطة بالواقع السوداني المعقد. لفهم هذه الظاهرة، يتعين التعمق في جذور اليسار السوداني، ديناميكيات تطوره، وتأثير السياقات المحلية والعالمية عليه.
منطلقات الماركسية السودانية
اليسار السوداني بدأ بنهج ماركسي كلاسيكي مستلهَم من الأدبيات الأممية، حيث سعى إلى تفسير التناقضات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. تبنى الماركسيون السودانيون رؤى مستمدة من الأدبيات اللينينية، مع محاولات لتكييفها مع السياق السوداني، الذي يتميز بتنوع إثني وثقافي واسع. لكن، وبمرور الوقت، برزت تحديات كبرى تمثلت في غياب القدرة على تحقيق التوافق بين النظرية والممارسة، خاصة في ظل تدخلات الأنظمة الحاكمة وقمعها.

الانشقاقات والتحولات
شهد اليسار السوداني عدة انشقاقات كانت في جوهرها تعبيرًا عن خلافات أيديولوجية وتنظيمية. من أبرزها انشقاق مجموعة حق، التي جاءت كرد فعل على الجمود الأيديولوجي داخل الحزب الشيوعي السوداني. حركة حق، بمحاولتها إعادة قراءة الماركسية، عكست توجهًا جديدًا يميل إلى تخفيف النزعة الأيديولوجية لصالح مقاربات أكثر واقعية.

هذا الانقسام لم يكن ظاهرة منعزلة، بل يعبر عن جدلية الصراع داخل تيارات اليسار عالميًا، حيث تأثرت الحركات اليسارية في السودان بتراجع الماركسية التقليدية عالميًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وصعود النيوليبرالية كأيديولوجيا مهيمنة.

مقاربات جديدة للماركسية
في أواخر حياته الفكرية، أبدى ماركس اهتمامًا بتنوع سبل التطور التاريخي، متخليًا عن التصور الآلي للتاريخ الذي كان حاضرًا في البيان الشيوعي. هذا التحول، الذي التقطه مفكرون عالميون، انعكس في محاولات قادة يساريين كنهرو وسنغور وماو تسي تونغ لتكييف الماركسية مع واقع بلدانهم.

بالنسبة للسودان، فإن هذا التوجه يفتح آفاقًا لإعادة قراءة الماركسية بما يتناسب مع التحديات السودانية، مثل التعدد الثقافي، والنظام القبلي، والتركيبة الاقتصادية الريفية. هذه القراءة قد تسهم في تطوير رؤية يسارية حديثة تنطلق من الواقع السوداني بدلًا من استنساخ نماذج خارجية.

اليسار بين الهوية الوطنية والعولمة
أحد التحديات الكبرى التي تواجه اليسار السوداني اليوم هو التوفيق بين الهوية الوطنية ومتطلبات العولمة. فبينما تسعى التيارات اليسارية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية داخل السودان، تجد نفسها مضطرة للتعامل مع أنماط اقتصادية وسياسية عابرة للحدود. هذا التحدي يستدعي إعادة صياغة المفاهيم التقليدية لليسار بما يضمن الحفاظ على الخصوصية السودانية مع الانفتاح على القضايا العالمية.

رهانات المستقبل
في ظل التحولات الراهنة، يحتاج اليسار السوداني إلى مواجهة عدة أسئلة جوهرية: كيف يمكنه استعادة دوره كقوة فاعلة في الحراك السياسي؟ ما هي الأدوات التي يحتاجها لتجاوز الانقسامات الداخلية؟ وهل يستطيع بناء مشروع سياسي يجمع بين الطموح الوطني والتحديات الكونية؟

الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب تجاوز الخطاب النخبوي والانفتاح على قضايا الجماهير. كما تتطلب تبني رؤية شاملة ترتكز على العدالة الاجتماعية، والمساواة، واحترام التنوع الثقافي. هذه الرؤية لن تتحقق إلا من خلال تجديد الفكر اليساري السوداني وتطوير أساليب عمله.

اليسار السوداني يقف اليوم على مفترق طرق، حيث تتقاطع فيه التحديات الداخلية والخارجية. وبينما يمثل التشظي عائقًا، فإنه أيضًا فرصة لإعادة بناء المشروع اليساري على أسس جديدة. هذا المشروع يحتاج إلى قراءة نقدية للتاريخ، واستلهام الدروس، مع الانفتاح على المستقبل بروح تقدمية تتجاوز الأيديولوجيات الجامدة.

اليسار السوداني، إذا استطاع تجاوز أزماته الراهنة، يمكن أن يكون قوة تغيير حقيقية تساهم في بناء سودان جديد قائم على العدالة والمساواة والحرية.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • الصناعة هى المستقبل
  • هزاع بن زايد: الفعاليات التراثية أولوية لطالما حرصت عليها القيادة الحكيمة
  • السلم الاجتماعي في العراق: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل
  • إطلاق فعاليات المؤتمر الوطني للنشء بــ"شمال سيناء" في دورته الثالثة
  • قصور الثقافة تنظم العديد من الفعاليات التوعوية والفنية بالغربية
  • حوكمة العمران ومخالفات البناء.. كيف أنهت التنمية المحلية البناء العشوائي في المحافظات؟
  • الإمارات 2024.. إنجازات ضمن مصافّ الدول المتقدمة
  • اليسار السوداني بين التشظي ورهانات المستقبل
  • وزارة التنمية المحلية تكشف جهودها لحوكمة العمران واستبعاد 1.5مليون طلب تصالح
  • جولدن جلوب 2025|انطلاق الفعاليات بحضور راشيل سميث