كشفت صحيفة نيويورك تايمز بتقرير نشرته اليوم السبت أن مخطط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتنفيذ طوفان الأقصى كان جاهزا عام 2022، لكن الحركة أرجأت تنفيذ الهجوم في ظل تواصل مع حزب الله وإيران، وفق وثائق نقلت عنها الصحيفة.

واستندت نيويورك تايمز على وثائق تلخص 10 اجتماعات لقادة حماس، قالت إن الجيش الإسرائيلي عثر عليها داخل حاسوب محمول وجده بما وصفه بأنه مركز قيادة للحركة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأضافت أنها تأكدت من صحتهم بعد الحديث مع عناصر سابقين في حماس ومحللين سياسيين.

تأجيل الهجوم

وأفادت الوثائق بأنه في يونيو/حزيران 2022 كانت الاستعدادات للهجوم على بعد شهر تقريبا من الانتهاء.

وتضمن المخطط حينها ضرب 46 موقعا يعمل بها الجيش الإسرائيلي الذي يحرس الحدود، ثم استهداف قاعدة جوية رئيسية ومركز استخبارات في جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى المدن والقرى، وهو ما حصل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت الصحيفة إن الوثائق لا تشرح سبب تأجيل الهجوم، لكن الموضوع المتكرر فيها هو جهود قيادة حماس لحشد الدعم للعملية من إيران وحزب الله.

دعم الحلفاء

وذكرت الوثائق أنه في يوليو/تموز 2023، أرسلت حماس مسؤولا رفيع المستوى إلى لبنان، حيث التقى بقائد إيراني كبير وطلب المساعدة في ضرب المواقع الحساسة في بداية الهجوم الذي كان يسمى بـ"المشروع الكبير".

وأخبر القائد الإيراني حركة حماس أن إيران وحزب الله داعمان من حيث المبدأ، لكنهما بحاجة إلى مزيد من الوقت، ولا تذكر الوثائق مدى تفصيل الخطة التي قدمتها حماس لحلفائها، وفق نيويورك تايمز.

وتذكر الوثائق أن حركة حماس خططت لمناقشة الهجوم بمزيد من التفصيل في اجتماع لاحق مع الأمين العام لحزب الله في ذلك الوقت حسن نصر الله، لكنها لا توضح ما إذا كانت المناقشة قد حدثت.

وأظهرت الوثائق أن حماس تأكدت من الدعم العام لإيران وحزب الله، لكنها خلصت إلى أنها تحتاج إلى المضي قدما دون مشاركتهم الكاملة، وذلك لمنع إسرائيل من نشر نظام دفاع جوي جديد متقدم قبل وقوع الهجوم.

وقالت الوثائق إن قادة حماس في غزة أطلعوا القيادي الشهيد إسماعيل هنية على مخططهم، دون إيضاح حجم التفاصيل الذي كان على علم بها.

خداع إسرائيل

وأفادت الوثائق بأن حماس تجنبت عمدا المواجهات الكبرى مع إسرائيل منذ عام 2021 لإبقائها مقتنعة أن الحركة لا تريد التصعيد.

لكن الوثائق أشارت إلى أن حماس "لم تعد تستطيع الصبر" على الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والمسجد الأقصى.

وأظهرت أيضا أن الحركة أرادت استغلال الوضع الداخلي في إسرائيل بعد استلام أقصى اليمين للسلطة، والاضطرابات التي أثارتها خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح القضاء.

نفي إيراني

وفي حديثها مع صحيفة نيويورك تايمز، نفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ما ورد في الوثائق.

وقالت إن "كل التخطيط واتخاذ القرار والتوجيه اتخذ من قبل الجناح العسكري لحماس المتمركز في غزة، وأي ادعاء يحاول ربطه بإيران أو حزب الله، إما جزئيا أو كليا، خالٍ من المصداقية ويأتي من وثائق ملفقة".

وكانت إيران وحزب الله نفيا بأعقاب طوفان الأقصى علمهم المسبق بالهجوم، كما لم تعلن حماس سابقا عن إطلاعها إيران أو حزب الله بمخططاتها، لكن الحزب أعلن في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إسناده لغزة، كما أكدت إيران مرارا دعمها المستمر لفصائل المقاومة.

فشل إسرائيلي

وبأعقاب العثور على الوثائق، خلص الجيش الإسرائيلي، في تقرير داخلي منفصل حصلت عليه نيويورك تايمز، إلى أن الوثائق حقيقية وتمثل فشلا آخر من جانب مسؤولي الاستخبارات في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضحت الصحيفة أن اكتشاف الوثائق أثار اتهامات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية نتيجة فشل الجواسيس الإسرائيليين في الحصول عليها قبل أن تشن حماس هجومها.

وأدت عملية طوفان الأقصى إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي، فضلا عن إصابة نحو 5 آلاف آخرين، بحسب الأرقام التي سمحت بنشرها الجبهة الداخلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات إیران وحزب الله نیویورک تایمز طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

ترامب: إيران مفلسة ولم تعد تمول حماس وحزب الله

في أول تصريح له عن إيران بعد أدائه اليمين الدستورية وبدء ولايته الجديدة، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن سياسات بلاده تجاه طهران أثبتت نجاحها في الضغط على النظام الإيراني. 

وقال ترامب: "إيران باتت مفلسة، وليس بوسعها بيع النفط كما كانت في السابق، ولم تعد لديها الأموال الكافية لدعم حزب الله وحماس".  

تصريحات ترامب تأتي في ظل استمرار العقوبات الأمريكية المشددة على إيران، والتي استهدفت بشكل رئيسي قطاع النفط والموارد المالية للنظام الإيراني، بهدف تقليص نفوذه الإقليمي والحد من دعمه للفصائل المسلحة في المنطقة.  

وأضاف ترامب أن هذه السياسات تُظهر التزام إدارته بـ"مواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها إيران، مشددًا على أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن هدفها في تحقيق أمن واستقرار المنطقة.  

تصريحات الرئيس الأمريكي أثارت تفاعلات واسعة؛ حيث اعتبرها أنصاره دليلًا على نجاح سياساته الخارجية، بينما وصفها معارضوه بأنها تزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية.  

يُذكر أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران شهدت توترًا متصاعدًا خلال السنوات الأخيرة، وسط تصعيد في العقوبات وتبادل الاتهامات بين الطرفين بشأن التدخلات الإقليمية والبرامج النووية.

مقالات مشابهة

  • إيران: صُدمنا وتفاجأنا بعملية حماس في أكتوبر ضد إسرائيل
  • نيويورك تايمز ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب لضمان صموده
  • غزة وترامب | اللواء سمير فرج يفضح مخطط أمريكا قبل 25 يناير.. ومن انتصر في حرب القطاع «حماس أم إسرائيل»؟
  • القسام تكشف عن عمليات جديدة في معركة طوفان الأقصى
  • ترامب: إيران مفلسة ولم تعد تمول حماس وحزب الله
  • حماس تكشف تفاصيل الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل
  • قريباً..دبلوماسي أوروبي: إسرائيل قررت ضرب منشآت إيران النووية
  • إبراهيم الأمين: حماس قدمت نموذجا جديدا في المقاومة خلال طوفان الأقصى
  • نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزة
  • ما سر الهدايا التي منحتها «حماس» للأسيرات الإسرائيليات في غزة؟