كوبا.. لؤلؤة الكاريبي التي تضع إحدى قدميها في الماضي
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
لقد اقتحمت كوبا مخيلة العالم بفضل المكتشف كريستوفر كولومبوس عندما رست سفينته على شواطئها لأول مرة عام 1492 فأصبحت تعرف بمفتاح العالم الجديد قبل أن تتحول إلى بلاد الثورة والصمود والحرية، كما يوضح برنامج "المسافر".
وقعت كوبا تحت احتلال الإسبان 4 قرون هاجمها خلالها الإنجليز والفرنسيون والهولنديون والأميركيون ولصوص البحر، لكنها نجت في النهاية بعدما دفعت أثمانا باهظة وظلت من الدول القليلة التي ما زالت تحتفظ بإحدى قدميها في الماضي.
لم تندفع هذه البلاد -التي يراها البعض شعلة للثورة ويراها آخرون رمزا لدكتاتورية الثوار- نحو الحداثة كما فعلت غيرها من دول الكوكب فكانت آخر الخارجين من ثوب الاشتراكية والشيوعية ورفضت التخلي جملة واحدة عن ماضيها ومكانها ومكانتها غير عابئة بما يجري في هذا العالم من تحولات.
ولا تزال كوبا محتفظة بشكلها القديم وممتنة لماضيها الذي لا يعجب البعض ومتمسكة بمعارك ثوارها -من أمثال تشي غيفارا وفيدل كاسترو– وتذكاراتهم وصورهم وتاريخهم بكل ما فيه من انتصارات وهزائم.
متحف الفنون الجميلةعندما تزور متحف الفنون الجميلة الذي تأسس في عام 1913، ستجد أدلة على ما عاشته كوبا من حصار واضطهاد وحروب استمرت عقودا.
كان هذا المبنى ناديا للمستعمرين ثم حوّله الثوار إلى محكمة عليا ثم إلى متحف للفنون الجميلة وقد استعاد الأعمال التي تعتبر من تراث كوبا وحافظ عليها وروج لها وأصبح مرجعا أساسيا لكل متذوق أو دارس أو باحث عن تاريخ الفنون في هذا البلد.
يضم المتحف مجموعات من حقب الاستعمار حتى العصر الحالي وبداخله غرف مخصصة للمناظر الطبيعية والدينية وحياة الكوبيين اليومية تمر من خلالها عبر مدارس فنية متنوعة من الانطباعية إلى الواقعية.
وفي القاعة المخصصة لفترة سبعينيات القرن الماضي تطغى الواقعية المفرطة على الأعمال المعروضة التي تترجم تعلق الفنانين الوجداني بالثورة وهو ما يمكن رؤيته بسهولة في بعض الأعمال التي تحتفل بالصور الرمزية القوية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
ويمكن للزائر أيضا أن يستقل "الباراموتور" وهو في طائرة شراعية بموقد يعمل بالطاقة وتطير بمساعدة محرك بسيط، وقد اخترعت هذه التقنية وانتشرت بدءا من ثمانينيات القرن الماضي.
وتعتبر الباراموتور واحدة من الرياضات السهلة في كوبا لكنها تمنح المسافر فرصة إلقاء نظرة من علٍ على هذه البلاد التي تستلقي ساحرة على شواطئ الكاريبي خصوصا لو كنت في باراديرو.
تقع جزيرة باراديرو الخضراء على شاطئ الكاريبي وقد اتخذها أباطرة المال الأميركيون منتجعا لهم حتى انطلاق الثورة نهاية الخمسينيات والتي ألغت نفوذهم. لكنها ما زالت وجهة مفضلة للسياح الأميركيين بسبب شمسها الاستوائية ونباتاتها دائمة الخضرة وصفاء مياهها ورمال شواطئها الناعمة والبيضاء.
تمتد باراديرو شريط طوله 30 كيلومترا من اليابسة داخل المحيط الأطلسي وهي تضم أكثر من 20 كيلومترا من الشواطئ الرملية البيضاء.
سينفويغوس.. لؤلؤة الجنوبأما سينفويغوس -أو عروس الجنوب كما يسمونها- فهي تجمع بين الأناقة الفرنسية والروح الإسبانية وأجواء الكاريبي وهي المدينة الوحيدة التي نجت من طغيان المعمار الإسباني المسيطر على كوبا، فهي مدينة فرنسية الروح والتصميم.
تقع هذه المدينة على الساحل الجنوبي للبلاد وهي تطل على أكبر خليج في كوبا وتبتعد 250 كيلومترا عن العاصمة هافانا ويبلغ عدد سكانها ربع مليون نسمة.
وخلف هذه المدينة الأسطورية، تقف جبال إسكندري التي منحتها اسمها لؤلؤة الجنوب لأنها أحدث المستوطنات الاستعمارية التي تم بناؤها في كوبا.
أقيمت هذه المدينة بسبب الحقول الخصبة المحيطة بها وبسبب قربها من سانتا كلارا وموقعها على الطريق التجاري بين مدن أميركا الجنوبية فضلا عن مينائها الذي كان مركزا لتصدير السكر والتبغ والقهوة والمانجو. وقد شهدت المدينة حروبا طاحنة بين البحرية الأميركية والمستعمرين الإسبان وانتهت بطرد الإسبانيين من كوبا نهائيا.
تعتبر ساحة خوسيه مارتن الساحة الرئيسية في المدينة وتشتهر بمبانيها الرائعة مثل القصر الأزرق والقبة الحمراء وتياترو توماستيري ويقف في وسطها تمثال للبطل التاريخي خوسيه مارتن بهيئته الأسطورية.
وتضم المدينة أيضا مسرحا تاريخيا هو مسرح توماس تيري الذي بني تخليدا لأحد أغنى الرجال في كوبا وهو تاجر سكر عاش في القرن الـ19، وقد بنى أولاده هذا المسرح وفق الطراز الإيطالي وهو على شكل حدوة حصان وتم تزيينه بالرخام والباركيه المنحوت باليد من نحو ألف مقعد وافتتح سنة 1889 مع أوبرا عايدة الشهيرة.
وتمتاز المدينة بطرازها الكلاسيكي الحديث مما جعلها مدينة نادرة في منطقة الكاريبي كونها تحتوي على هذه المجموعة المعمارية الاستثنائية.
ومن أجمل المعالم التاريخية بمدينة سينفويغوس قصر فيرير وهو مغن اشتهر مطلع عشرينيات القرن الماضي، وقد بنى هذا البيت ليكون الأجمل في المدينة لكنه لم يعش فيه إلا يوما واحدا بسبب تلقيه عروض عمل في هافانا التي غادر إليها وظل بها حتى وفاته.
12/10/2024المزيد من نفس البرنامجكوبا جزيرة الثورة والسيجار.. رحلة في عبق التاريخ وسحر الحاضرplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 27 seconds 02:27سانت كلارا.. أهلا بكم في مدينة تشي غيفاراplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 31 seconds 02:31المسافر يستكشف هافانا.. عراقة التاريخ وأناقة الفوضى المعماريةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 27 seconds 02:27المسافر في المالديف 2023/9/2play-arrowمدة الفيديو 23 minutes 54 seconds 23:54المسافر في ماليزيا (ج 1)play-arrowمدة الفيديو 24 minutes 26 seconds 24:26المسافر- جنوب أفريقيا.. رحلة عند نقطة التقاء المحيطين الهندي والأطلسيplay-arrowمدة الفيديو 22 minutes 41 seconds 22:41المسافر يكمل جولته بصحاري قطر الفاتنة وجزرها الرائعةplay-arrowمدة الفيديو 23 minutes 42 seconds 23:42من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات arrowمدة الفیدیو فی کوبا
إقرأ أيضاً:
أمير هشام يكشف تفاصيل الفيديو المتداول عن كهربا ويوجه نصيحة للاعب
أكد الإعلامي أمير هشام، أنه فوجئ بتداول فيديو لـ محمود عبدالمنعم كهربا لاعب النادي الأهلي، وهو في حالة شجار مع بعض الأشخاص.
وقال عبر برنامجه بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: "بالتأكيد الشكل غير جيد، ولا أحب رؤية اللاعبين في هذه المواقف، خصوصًا عندما يكون الأمر متعلق باللاعبين المصريين".
وأضاف: "علمت أن الواقعة بالفعل حدثت، ومنذ فترة طويلة، وكانت في (حفل زفاف) وليس فى ملهى ليلي، وحصل مشادة بين كهربا وأحد الأشخاص، والفيديو المتداول صحيح".
وأكمل: "رسالتي لـ كهربا.. (لماذا تضع نفسك في هذه المواقف؟)، ربنا أنعم عليك بالموهبة والتعاطف الجماهيري في العديد من المواقف منذ أن كنت لاعبا في الزمالك، ولكن ما الداعي للدخول في هذه المشكلات؟!".
وزاد: "أي لاعب سوف يندم كثيرًا على دخوله في تلك الأزمات، بعض اللاعبين تفوت الفرص، وتندم بعد الاعتزال، المفترض أن اي لاعب (يحمد ربنا على النعم)، والمفروض أن يكون كهربا أو أي لاعب آخر على قدر المسئولية، وأن يُجاهد نفسه لتحمل أي ضغوط، وعدم الدخول في مشاحنات، اللاعب المفروض أن يقدر النجومية التي وصل إليها وأن يكون مسئولا عن تصرفاته".