حقوق الطفل اليتيم في الإسلام ، للطفل في الإسلام حقوقًا وواجبات، وزاد الإسلام في الحقوق لليتامي حفاظًا عليهم وعلى أموالهم بدون الأب والأم، كما حث الشرع على كفالة اليتيم، وتربيته والإحسان إليه والقيام بأمره ومصالحه.

في الإسلام.. 3 حقوق للطفل تبدأ قبل زواج الأبوين 10 حقوق للطفل بعد مولده في الإسلام حقوق الطفل اليتيم في الإسلام

1- وضحت الإفتاء أنه للطفل اليتيم الحق في الحفاظ على ماله، وهذا الحق منوط بكفلاء اليتامى والأولياء والأوصياء على اليتامى، فيحفظونها عليهم ويسلمونها لهم عند رشدهم؛ قال تعالى: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ﴾ [النساء: 6].

2-  وروى النسائي في "السنن الكبرى" وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اللهُمَّ إِنِّي أحرج عَلَى حق الضعيفين: الْيَتِيم، وَالْمَرْأَة»، وهذا اليتيم له حق الرعاية الاجتماعية؛ فيجب على الدولة ومؤسسات المجتمع كفايته والعناية به؛ فروى الترمذي وأبو داود عن سهل الساعدي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا»، وأشار بأصبعه السبابة والوسطى.

 

كفالة اليتيم والتبني في الإسلام 

تابعت الإفتاء أن الإسلام قد حثَّ على كفالة اليتيم وتربيته والإحسان إليه والقيام بأمره ومصالحه حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كافل اليتيم معه في الجنة فقال: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا. رواه البخاري، وفي رواية مسلم: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ».

وأضافت: “وأوجب الجنة لمن شارك اليتيم في طعامه وشرابه؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ»" رواه أحمد.

واستشهدت بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ الْبُيُوتِ إِلَى اللهِ، بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ» رواه الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ -وَأَحْسِبُهُ قَالَ- وكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ» متفق عليه.

التبني في الإسلام 

فيما بينت الإفتاء أن التبني: فهو اتخاذ الشخص ولد غيره ابنًا له، وقد حرَّم الإسلام التبني وأبطل كل آثاره؛ وذلك بقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ﴾ [الأحزاب: 4-5].


وانتهت الإفتاء إلى أن وأمر من كفل أحدًا أن لا ينسبه إلى نفسه، وإنما ينسبه إلى أبيه إن كان له أب معروف، فإن جُهل أبوه دُعِيَ مولًى وأخًا في الدين،وبذلك منع الناس من تغيير الحقائق، وصان حقوق الورثة من الضياع أو الانتقاص وحفظ من اختلاط الأجانب وخلوتهم ببعضٍ المتمثلةِ في اختلاط المتبنَّى بمحارم المُتبنِّي أو المتبنَّاة بالمُتبنِّي وأبنائه وأقاربه، فهذا فسادٌ عريضٌ لا يعلم شرَّه إلا الله تعالى الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، وعليه: فإن مسؤوليات الكفالة في الإسلام هي كل مسؤوليات وواجبات التبني عدا ما منعه الإسلام من تغيير الأنساب وما يترتب على ذلك من الآثار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حقوق الطفل اليتيم الإسلام صلى الله علیه وآله وسلم فی الإسلام الیتیم فی رضی الله حقوق ا

إقرأ أيضاً:

جوهر الإسلام خير كله

جوهر الإسلام جوهر عظيم ونفيس، فالإسلام عدل كله، رحمة كله، سماحة كله، إنسانية كله. وهو خير كله، وقد أجمع من يعتد برأيهم من أهل العلم قديمًا وحديثًا على أن كل ما يحقق هذه الغايات الكبرى الجليلة والعظيمة وما يحقق المصالح المعتبرة للبلاد والعباد هو من صميم الإسلام، وما يصطدم بذلك أو يتصادم معها إنما يتصادم مع الإسلام وغاياته وفطرته النقية ومقاصده السامية.

ديننا العظيم دين مكارم الأخلاق، ورسالته جاءت لإتمام هذه المكارم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ» (رواه أحمد)، فحيث يكون الصدقُ، والوفاءُ، والأمانةُ، والبرُّ، وصلةُ الرحم، والجودُ، والكرمُ، والنجدةُ، والشهامةُ، والمروءةُ، والسماحة، والتيسير، وإمهال المعسر، وكفُّ الأذى عن الناس، وإماطةُ الأذى عن الطريق، وإغاثةُ الملهوف، ونجدةُ المستغيث، وتفريجُ كروب المكروبين، وغير ذلك من صالح الأخلاق يكون صحيحَ الإسلام ومقصده، وحيث يكون الكذبَ، والغدرَ، والخيانةَ، وخلفَ الوعد، وقطيعةَ الأرحام، والفجورَ فى الخصومة، والأثرةَ، والأنانيةَ، وضيقَ الصدر، فانفض يدك ممن يتصف بهذه الصفات ومن تديُّنهم الشكلى، واعلم أنهم عبءٌ ثقيل على الدين الذى يحسبون أنفسهم عليه، لأنهم بهذه الصفات منفِّرون من دين الله، صادُّون عنه بأفعالهم وإن دعوا إليه بأطراف ألسنتهم وما لا يجاوز حناجرهم، وإن زعموا عكس ذلك وأقسموا واجتهدوا، فلا خير فيهم، ولا وزن لقَسَمِهِم.

الإسلام دين العمل والإنتاج والإتقان وعمارة الكون، فحيث يحدث ذلك يكون التطبيق العملى لمنهج الإسلام، وحيث يكون التخلف والكسل والتواكل يكون عدم الفهم أو التقاعس عن التطبيق والامتثال العملى لمنهج الإسلام.

المسلِمُ الحقيقى مفتاح لكل خير مغلاق لكل شر، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «المُسلِمُ من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ وَيَدِهِ» (رواه أحمد)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ، قِيلَ: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: شَرُّهُ" (أخرجه البخارى)، وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قيل للنبى (صلى الله عليه وسلم): يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا خير فيها، هى من أهل النار» قالوا: وفلانة تصلى المكتوبة وتصدق بأثوار، ولا تؤذى أحدا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «هى من أهل الجنة» (أخرجه البخارى).

إن فهم جوهر الإسلام، ومعرفة أسرار رسالته السمحة والوقوف على مقاصده وغاياته السامية وتطبيق ذلك كله فى ضوء مستجدات العصر ومتطلباته، يعد ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المعاصرة وكسر دوائر التحجر والجمود والانغلاق وسوء الفهم وضيق الأفق، كما يعد سبيلاً للخروج من هذا الضيق إلى عالم أرحب وأوسع وأكثر نضجًا ووعيًا وبصرًا وبصيرة وعملا على تحقيق مصالح البلاد والعباد ومرضاة رب الأرض والسماوات. 

 

الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • 10 حقوق للطفل بعد مولده في الإسلام
  • في الإسلام.. 3 حقوق للطفل تبدأ قبل زواج الأبوين
  • حقوق الطفل في الإسلام.. قبل الولادة وبعدها
  • فضل الجيش المصري.. تعرف على صحة الأحاديث النبوية عنه
  • تضمن فعاليات ثقافية ورياضية وفنية تحمل رسائل هامة بالذكرى الأولى لـ طوفان الأقصى ، إقامة مهرجان ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 
  • دار الإفتاء: كل أمرٍ يعطل الإنتاج ممنوع شرعًا ومجرَّم قانونًا
  • ما هى حقوق الطفل في الإسلام؟.. الإفتاء تجيب
  • جوهر الإسلام خير كله
  • لماذا نُصلى على النبي ليلة الجمعة؟