جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-26@01:56:53 GMT

النقد والشاعر والقصيدة

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

النقد والشاعر والقصيدة

 

 

علي بن سهيل المعشني

asa228222@gmail.com

 

تُعدّ الكتابة الشعرية من أسمى الفنون الأدبية التي تُعبر عن المشاعر والأفكار بأسلوب فني مميز. ومع ذلك، فإنَّ القدرة على كتابة الشعر لا تعني بالضرورة فهم الأدوات النقدية التي تُستخدم لتقييم وتحليل النصوص الشعرية. إن جهل الشاعر بأدوات النقد قد يؤثر سلبًا على تجربته الشعرية، وعلى قدرة النصوص التي يكتبها على إثارة مشاعر المتلقي.

- افتقار الشاعر للوعي الفني:

عندما يجهل الشاعر أدوات النقد، فإنِّه قد يفتقر إلى الوعي الفني الضروري لفهم كيفية تركيب النص الشعري فالنقد الأدبي ليس مجرد تقييم، بل هو عملية تحليل تساعد الكاتب على فهم مكونات النص من لغة، وإيقاع، وصورة، ورمزية. بدون هذا الوعي، قد تكون النصوص ضعيفة أو غير متماسكة.

- صعوبة تلقي النقد:

الشاعر الذي لا يمتلك أدوات النقد قد يجد صعوبة في تلقي الآراء النقدية من الآخرين. فبدون فهم لمبادئ النقد، قد يعتبر أي تعليق أو رأي مُحبطًا أو غير عادل. وبالتالي، قد يفقد فرصة التعلم والنمو الفني من تجاربه السابقة.

- النقد البناء مفتاح الإبداع:

من أفضل الطرق لتطوير مهارات الشاعر. النقد البناء وهو الذي يُساعد الشاعر على التعرف على نقاط قوته وضعفه، مما يتيح له الفرصة لتحسين أسلوبه وتقنياته. لكن عدم وجود نُقاد ملمين بأدوات النقد، يؤدي إلى ضعف تطور الحركة الشعرية.

- البعد الزماني:

يمتاز الشعر بقابليته للتعبير عن اللحظات الزمنية والمراحل التاريخية المختلفة. عندما يكتب الشاعر، فإنه غالبًا ما يتفاعل مع الأحداث الجارية أو يستلهم من تجارب شخصية أو اجتماعية مرتبطة بالزمان. جهل الشاعر بأدوات النقد قد يؤثر على قدرته في توظيف هذه اللحظات الزمنية بشكل فعّال. فبدون فهم العوامل الزمنية وتأثيرها على المعاني، قد تتفقد النصوص الشعرية بعدًا عميقًا يربطها بالسياق التاريخي أو الثقافي.

على سبيل المثال، الشاعر، يحتاج إلى توظيف الرموز والإشارات الزمنية بشكل يُعزز من فهم القارئ. إذا لم يكن لدى الشاعر وعي نقدي، قد يتجاهل العناصر الزمنية التي يمكن أن تضيف عمقًا للأحداث وتساعد على ربط الأفكار والمشاعر بالشعور الزمني.

- البلاغة وأساليب الشعر:

البلاغة هي أحد الأعمدة الأساسية في كتابة الشعر. أدوات مثل الاستعارة، والتشبيه، والجناس تُستخدم لإثراء النصوص الشعرية وجعلها أكثر عمقًا. الشاعر الذي يفتقر إلى معرفة هذه الأدوات قد يكتب نصوصًا بسيطة لا تحمل عنصر البلاغة المطلوب. النقد يساعد الشاعر على التعرف على الأساليب البلاغية الفعّالة وكيفية استخدامها.

- الإبداع والنقد:

الإبداع هو العنصر الجوهري الذي يميز الشعراء. عندما يجهل الشاعر أدوات النقد، قد يجد صعوبة في تمييز الأساليب الجديدة والمبتكرة التي يمكن أن تُثري نصوصه. إن القدرة على استيعاب النقد تساعد الشاعر على إعادة النظر في أفكاره واستلهام أساليب جديدة، مما يؤدي إلى إنتاج شعر مبتكر ومؤثر.

- تعليم النقد:

يُعد التعليم النقدي أساسيًا للشعراء. من خلال فهم الأدوات النقدية؛ حيث يمكن للشعراء: تنمية المهارات العمل على تحسين النصوص الشعرية من خلال النقد الذاتي، وإقامة حوار بنّاء مع النقاد يساهم في وضوح الرؤية وإدراك المعاني العميقة للشعر، ووتوسيع الآفاق.

إن الاطلاع على أعمال شعراء آخرين وفهم كيف تم تقييم نصوصهم. يساهم بفعالية في توسيع مدارك وآفاق الشاعر.

وأخيرًا.. في عالم الأدب، يعتبر النقد أداة أساسية للشعراء. عندما يجهل الشاعر أدوات النقد، فإنه يفًوت فرصة مهمة للتطور والنمو. يجب أن يسعى الشعراء إلى فهم هذه الأدوات واستيعابها لتحقيق أقصى استفادة من تجربتهم الفنية. فالتفاعل مع النقد يعد جزءًا من الرحلة الإبداعية، ويُسهم في خلق شعر يعبر عن رؤية فنية عميقة ومؤثرة، متأثرة بالزمان والمكان على حد سواء.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الفتوى في الإسلام ليست من حق أي شخص ولها أدوات معينة.. فيديو

قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إن التيارات التى تعمل على وأد النفس الإنسانية تعطى لأنفسها حق من حقوق لله وهذا يتحقق فيه قول الله: «يفترون على الله الكذب».

وتابع المفتي في حوار خاص مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، «عندما نتحدث عن الله بما لا نعلم أو بغير مراد الله فهي قضية خطيرة جدا لأنه تجاوز للحدود البشرية ».

وأشار الدكتور نظير عياد، إلى أن البعض يقوم بأعمال تخريب تحت ستار الدين وهذا لا يمثل الدين وإدعاء مكذوب، فالدين الإسلامي الحقيقي يُحقق الخير للناس في الدنيا والفلاح في الآخرة.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن المؤسسات الدينية لها أذرع كثيرة عبر مئات الآلاف من المساجد تضم أئمة وخطباء أكفاء من أسوان إلى الإسكندرية، حيث تم تعيين خطباء للمساجد، ويوجد 250 لجنة فتوى من خريجي الأزهر الشريف؛ للرد على أسئلة المواطنين على مستوى المحافظات.

وأكد الدكتور نظير عياد، أن الفتوى في الدين مسئولية وأمانة لا يدرك أهميتها إلا من عاش المراحل التعليمية والآلية التى يتم إعدادها لهذه المهمة، مردفًا: «ليس أي شخص له حق الفتوى لأن لها أدوات معينة وإعداد خاص لمن يتصدى لها».

واختتم المفتي: يجب أن تكون الفتوى مناسبة للواقع ولا يلزم عنها هدم نص دينى أو خروج عن ركن من أركان الشرع، فنحن أمام منظومة متكاملة في الفتوى وأخطرها أن يكون المفتي مدركا لما يقوله الشارع.

مقالات مشابهة

  • الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد
  • التنسيق النقابي بقطاع الصحة يشن إضرابات واحتجاجات في تصعيد جديد
  • كيف يقوّض شات جي بي تي الحافز على الكتابة والتفكير من خلال الذات؟
  • خبير: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي أدوات استراتيجية للنهوض بالوطن 
  • رغدة منير: العقوبات الغربية كانت أهم أدوات الضغط على نظام بشار الأسد
  • السيطرة على حريق بمخزن أدوات كهربائية في شارع الجمهورية
  • مفتي الجمهورية: الفتوى في الإسلام ليست من حق أي شخص ولها أدوات معينة.. فيديو
  • ألسن عين شمس تناقش أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
  • طريقة عمل الشعرية باللبن خطوة بخطوة
  • طريقة تحضير الشعرية باللبن بخطوات بسيطة