الجزيرة:
2024-10-12@18:20:51 GMT

هذه أشهر قصص التجسس الإسرائيلية على العرب وأميركا

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

هذه أشهر قصص التجسس الإسرائيلية على العرب وأميركا

قبل أيام، صدر كتاب لرئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون بعنوان (Unleashed)، وهي مذكرات يكشف فيها تفاصيل وخفايا رئاسته للحكومة البريطانية. أحد القصص اللافتة في تلك المذكرات، ما كشفه جونسون بأن فريقه الأمني ​​عثر على معدات تنصت عندما استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرحاضه الشخصي في عام 2017.

حدث ذلك خلال لقائهما في مكتبه القديم، حين استأذن نتنياهو للذهاب إلى الحمام الموجود داخل "ملحق سري".

هذه قصة واحدة من عشرات أو مئات القصص، القديمة والحديثة التي تكشف مركزية التجسس في العقلية الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق لامتلاكهاlist 2 of 2كيف أنهى طوفان الأقصى معارك إسرائيل الخاطفة وأقحمها في حربٍ بلا نهاية؟end of list

وثمّة وصف شهير لإسرائيل بأنها "جيش له دولة"، وهو تعبير يُستخدم للدلالة على مدى هيمنة الأمن والمؤسسة العسكرية على الدولة الإسرائيلية، وتأتي معهم أجهزة الاستخبارات في صنع السياسات الوطنية والأمنية والإستراتيجية في الداخل والخارج، ولهذا السبب حرصت إسرائيل منذ وقت مبكر على تفعيل الأنشطة الاستخباراتية لأفرادها وخلاياها منذ إنشائها، سواء في الدول العربية أو الأوروبية التي جاءت الهجرات اليهودية منها، فضلا عن بقية دول العالم.

ولأن إسرائيل تشكّلت في واقع سياسي وديمغرافي مخالف ومعادٍ لها في التوجهات والأفكار واللغة والدين والعرق، ويُنظر إليها على أنها مغتصبة للحقوق الفلسطينية خاصة والعربية عامة، فضلا عن دخولها في العديد من الحروب منذ إنشائها وحتى يومنا هذا؛ فإنها صنعت لنفسها شبكات واسعة من الجواسيس وأطلقتهم على المحيط العربي، ومن اللافت أنها تمكنت من اختراق أقوى وأهم حلفائها وهي الولايات المتحدة الأميركية كما سنرى.

إيلي كوهين الجاسوس الذي اقترب من قلب سوريا

ويأتي إيلي كوهين بصفته واحدا من أشهر وأخطر جواسيسها في ستينيات القرن العشرين على رأس القائمة، فقد وُلد كوهين في الإسكندرية عام 1924 لعائلة يهودية من أصل سوري، وخلال فترة شبابه في مصر انخرط في الأنشطة الصهيونية وانضم إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني، حيث عَمل على تشجيع هجرة اليهود المصريين إلى فلسطين، كما بدأ في تلك الفترة بالتعاون مع شبكات تجسس صهيونية خصوصا مع منظمة يقودها الجاسوس "جون دارلينغ"، حيث قام بعدة عمليات تهدف إلى زعزعة استقرار مصر عبر استهداف المنشآت الأميركية.

وعقب حرب 1948، هاجرت عائلته إلى إسرائيل، بينما بقي إيلي في مصر مستمرا في أنشطته التي حاول فيها زعزعة الأمن، ولهذا السبب تعرض للاعتقال مرتين بسبب نشاطاته التجسسية، وبعد إطلاق سراحه عام 1956، هاجر أخيرا إلى إسرائيل عام 1957، وهناك بدأ تدريبه المكثف ليصبح جاسوسا محترفا؛ إذ تعلم اللهجة السورية وأتقن اللهجة المحلية لتوظيفها داخل البلاد، ودُرِّب على مهارات التجسس مثل استخدام الحبر السري والأجهزة اللاسلكية.

وفي عام 1961، غادر إيلي كوهين إلى الأرجنتين تحت هُوية جديدة باسم "كامل أمين ثابت"، وبوصفه رجل أعمال سوري. وبفضل جاذبية شخصيته وقدرته على بناء علاقات مع الجالية السورية في الأرجنتين، أصبح شخصية معروفة ومرموقة بينهم هناك، وبعد تكوين شبكة علاقات قوية قرر العودة إلى سوريا لتنفيذ مهمته التجسسية الرئيسية.

وصل كوهين إلى دمشق عام 1962، وعلى الفور شرع في بناء شبكة علاقات واسعة مع كبار المسؤولين السوريين وضباط الجيش وقيادات حزب البعث من الطبقة الأرستقراطية، وبفضل قدرته على إقناع الآخرين بصدقه، أصبح كوهين واحدا من المقربين للقيادة السورية العليا، وشارك في العديد من الاجتماعات الحساسة التي كانت تتعلق بالأمن القومي السوري، وتمكن من نقل معلومات مهمة إلى إسرائيل، بما في ذلك تفاصيل عن التحصينات العسكرية السورية في الجولان والخطط الدفاعية.

وخلال فترة عمله جاسوسا، أرسل كوهين رسائل مشفرة إلى الموساد بانتظام تحتوي على معلومات حسّاسة، مثل التحركات العسكرية السورية وصفقات الأسلحة التي أبرمتها سوريا مع الاتحاد السوفياتي، كما تمكّن كوهين من زيارة الجبهة السورية في الجولان وتصوير المواقع الدفاعية باستخدام كاميرا خفية في ساعة يده، وقد ساعدت هذه المعلومات إسرائيل لاحقا في حرب الأيام الستة عام 1967، حيث لعبت دورا مهما في تدمير الدفاعات السورية بسرعة بفضل بنك الأهداف والمعلومات المسبقة.

وبحلول عام 1965، بدأت السلطات السورية في الشك بنشاطات كوهين، وذلك بمساعدة من المخابرات السوفياتية والمخابرات المصرية التي كان لديها أرشيف وصور عن كوهين أثناء مقامه في مصر، وقد تعقّبت إشارات لاسلكية كان يرسلها كوهين إلى إسرائيل، مما أدَّى في النهاية إلى اكتشافه، وفي يناير/كانون الثاني 1965، ألقَت السلطات السورية القبض عليه متلبّسا أثناء إرسال رسالة، وبعد محاكمة سريعة حُكم عليه بالإعدام شنقا، وبعد فشل عشرات المحاولات من الوساطات للإفراج عنه، نُفِّذ الحكم في ساحة المرجة بدمشق في 18 مايو/أيار 1965، وعُلِّقت جثّته علنا تحذيرا وعبرة للآخرين.

مغامرات إيهود باراك الاستخباراتية في سوريا ومصر

يُعد إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع الأسبق، واحدا من هؤلاء الساسة والعسكريين الإسرائيليين الذين شاركوا في عمليات تجسس خلف خطوط العرب، وخاصة سوريا ومصر، فقد كان قائدا لوحدة النخبة الإسرائيلية "سييرت متكال"، وواحدا من الشخصيات البارزة التي تركت بصمة في العمليات الاستخباراتية لإسرائيل في الستينيات والسبعينيات، ففي مذكراته بعنوان "بلادي، حياتي: القتال من أجل إسرائيل، البحث عن السلام"، يروي باراك مغامراته الشخصية خلال تلك الفترة، بما في ذلك تسلله إلى عمق الأراضي السورية والمصرية لتنفيذ عمليات سرية تتعلق بالتنصت على اتصالات الجيشين السوري والمصري.

ووفقا لهذه المذكرات، في أغسطس/آب 1963، تلقى باراك، الذي كان مُلازما شابا آنذاك، أمرا بقيادة عملية حساسة وخطيرة، كانت تقضي بتسلل فريق مكون من خمسة جنود إلى مرتفعات الجولان لزرع جهاز تنصّت على خط اتصالات سوري، ولم يكن الأمر بسيطا؛ لأن الفريق واجه ظروفا معقّدة في رحلته إلى الهدف. وبحلول الظلام، عبر باراك وفريقه الحدود إلى الشمال حاملين معهم رشاشات "عوزي" وقنابل يدوية، وقد مروا بجوار ثلاثة جنود سوريين نائمين دون أن يكتشفوا أمرهم، بحسب روايته.

تضمنت المهمة مجموعة من التحديات، لكنهم تمكنوا تجاوز هذه الصعوبات وربط جهاز التنصت على رأس عمود الهاتف بنجاح، وعندما تلقوا أمر العودة، قام باراك بإطفاء جهاز الاتصال لتجنب أي رصد غير متوقع، ثم عادوا إلى إسرائيل بعد ثلاث ساعات من الموعد المحدد.

وعقب نجاحه هذا، نفّذ باراك عمليات أخرى في الجولان، منها عمليات تنصت مشابهة، وقد لعبت المعلومات التي جُمعت من هذه الأجهزة دورا كبيرا خلال حرب عام 1967، حيث ساعدت القوات الإسرائيلية في استيلائها على مرتفعات الجولان في غضون 36 ساعة فقط.

ولم تكن الجبهة السورية هي التحدي الرئيسي لإسرائيل في تلك الفترة، فقد كان الجيش المصري هو الأكبر في العالم العربي، وكان يسعى لتوحيد العالم العربي ضد إسرائيل تحت قيادة عبد الناصر، وفي تلك الظروف كان التنصت على الجيش المصري في عمق سيناء أمرا ضروريا، ولكن الأمر تطلب أجهزة أكبر وأكثر تطورا، ولم يعد بإمكان إسرائيل وقتذاك الاعتماد على أجهزة يمكن حملها على ظهور جنود الكوماندوز، بل كان هناك حاجة إلى تكنولوجيا أكثر تقدما.

وفي تلك المرحلة كانت القوات الجوية الإسرائيلية قد تسلمت أول مروحيات نقل كبيرة من طراز "سيكورسكي S-58″، مما فتح بابا جديدا لتنفيذ عمليات أكثر تعقيدا. قاد باراك العملية الأولى التي استُخدمت فيها هذه المروحيات، وكانت مهمة حساسة للغاية بحسب روايته، ورغم أن معظم تفاصيل هذه العملية ظلت سرية، فإن باراك يشير إلى أنها كانت تعتمد على تشاور مع جيولوجيين لتحديد أفضل المواقع لإخفاء أجهزة التنصت في عمق سيناء.

في إحدى تلك العمليات، شارك باراك مع فريقه في توصيل جهاز تنصت بخط الاتصالات المصري في أوائل عام 1964. ورغم الضباب الكثيف الذي غطى الصحراء، وكاد أن يتسبب في تحطم المروحية، نجح الفريق في تنفيذ المهمة بنجاح، ولم تكن هذه المهمة الأولى أو الأخيرة التي قادها باراك، لكنها كانت بداية لعمليات أخرى مشابهة قدمت لإسرائيل معلومات استخباراتية حاسمة عن تحركات الجيش المصري في سيناء.

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك (رويترز)

وفي أوائل السبعينيات، جاءت عملية جديدة بقيادة باراك لتركيب جهاز تنصت آخر، ولكن هذه المرة فوق قناة السويس انطلاقا من سيناء التي كانت إسرائيل قد احتلّتها سنة 1967، وبحسب باراك كانت العملية معقدة، حيث شملت هجمات على منشآت مصرية للتغطية على المهمة الرئيسية، كما هو الحال في مهام سابقة، وقد اكتشف الفريق أن تركيب الجهاز كان أصعب بكثير من المتوقع وكاد أن يلغي المهمة.

لكن توجيهات القيادة مكّنت المجموعة من إكمال المهمة بنجاح قبل شروق الشمس، وقد أتاحت هذه العملية لإسرائيل لأول مرة منذ احتلالها سيناء فرصة الحصول على اتصالات مباشرة من داخل الأراضي المصرية، مما ساعد في صياغة الإستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية في تلك الفترة.

الأجهزة التي رُكِّبت خلال هذه العمليات أُطلق عليها اسم "المصادر الخاصة"، وأصبحت جزءا أساسيا من أدوات جمع المعلومات لدى إسرائيل، وعشية حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، فُعِّلت هذه الأجهزة لفترة قصيرة، لكنها أثبتت أهميتها في توفير معلومات استخباراتية حيوية، ومع ذلك يرى باراك أن استخدامها بشكل أوسع كان من الممكن أن يمنح إسرائيل إنذارا مسبقا عن الهجوم المصري السوري المشترك الذي وقع في بداية الحرب.

يشير إيهود باراك إلى أن هذه العمليات رغم كونها محفوفة بالمخاطر، فإنها كانت ضرورية لضمان تفوق إسرائيل الاستخباراتي في تلك الفترة؛ لأن النجاحات التي تحقَّقت في الجبهتين السورية والمصرية لم تكن نتيجة العمليات العسكرية المباشرة فقط، بل كانت تعتمد بشكل كبير على المعلومات التي جُمعت من هذه الأجهزة السرية.

لاحقا، وبحسب إيهود باراك، استمرت وحدة "سييرت متكال" في تنفيذ عمليات مشابهة، وبفضل هذه الإنجازات استطاعت إسرائيل بناء شبكة استخباراتية ساعدتها على تقويض فاعلية جيرانها وتعزيز سيطرتها وتثبيت احتلال الأرض. وكان كل ذلك جزءا من إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن العرب، وخاصة مصر وسوريا.

 

التجسس على الحليفة الأهم "أميركا"

واحدة من أشهر عمليات التجسس الإسرائيلية على الحليفة الكبرى الولايات المتحدة الأميركية، وهي القضية التي أثارها وقام فيها بدور البطولة جوناثان جاي بولارد، وهو الاسم الذي تردّد بقوة في تاريخ الجاسوسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فقد وُلد جوناثان بولارد في 7 أغسطس/آب 1954 في تكساس، وعمل محللَ استخباراتٍ مدنيا في البحرية الأميركية، لكنه استغل منصبه للتجسس لصالح إسرائيل، ما تسبب في أزمة كبرى بين الحليفين.

نشأ بولارد في عائلة أكاديمية؛ إذ كان والده أستاذا في جامعة نوتردام، أما هو فقد تخرَّجَ في جامعة ستانفورد عام 1976 بدرجة في العلاقات الدولية، ورغم محاولاته الانضمام إلى وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، فقد رُفض بعد اكتشاف تناوله للمخدرات، واتجاهه لرواية قصص خيالية. لاحقا، حصل بولارد على وظيفة في البحرية الأميركية بوصفه محللا استخباراتيا، وهو الأمر الذي أتاح له الوصول إلى معلومات حساسة، ثم قاده في النهاية إلى الاتصال بالسفارة الإسرائيلية والتجسس لصالحها، حيث اتصل بولارد بالسفارة الإسرائيلية وقدم خدماته عبر الكولونيل أفيم سيلا الذي كان يدرس في الولايات المتحدة حينئذ، وقد عمل تحت إشراف وحدة تُسمى "لاكام" (LAKAM)، وهي وحدة استخباراتية داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وفي عام تجنيده نفسه عام 1984، قام بولارد ببيع أسرار عسكرية إلى إسرائيل من خلال تزويدها بصور فضائية وأسرار مهمة حول الجيوش العربية، وقد استخدمت إسرائيل بعض هذه المعلومات في عمليات عسكرية، مثل قصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985. وبمرور الوقت، بدأت الشكوك تحوم حول بولارد في مكان عمله، خاصة بعد ملاحظات عن سلوكه غير المعتاد، ففي أكتوبر/تشرين الأول 1985، رُصِد بولارد يحمل حزمة من الملفات السرية إلى سيارة زوجته، ما أدى إلى وضعه تحت المراقبة، وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1985، قُبِض عليه خارج السفارة الإسرائيلية بعد محاولته طلب اللجوء، كما أُلقي القبضُ على زوجته آن هندرسون أيضا.

بعد اعتقاله، تعاون بولارد مع السلطات الأميركية واعترف بجريمته كاملة، ورغم هذا التعاون فقد حُكم عليه عام 1987 بالسجن مدى الحياة، بينما حُكم على زوجته بالسجن لمدة خمس سنوات. وخلال المحاكمة زعم بولارد أن دافعه الأساسي كان حماية إسرائيل من أعدائها، بيد أن الوثائق أشارت إلى أنه كان يتلقى مبالغ مالية من الإسرائيليين.

كانت هذه القضية بمنزلة فضيحة كبيرة في مسار العلاقات الأميركية الإسرائيلية، حيث كانت إسرائيل قد نفت في البداية أي تورط لها، لكنها اضطرت لاحقا للاعتراف بعلاقتها ببولارد، وأعلنت أنشطة التجسس بوصفها تصرفا فرديا، وقد اعتذر رئيس الوزراء آنذاك شيمون بيريز عن القضية، وأكد أهمية العلاقات بين البلدين، وتفكيك الخلية الاستخباراتية التي كان يعمل في إطارها بولارد داخل الولايات المتحدة.

أمضى جوناثان بولارد ما يقرب من 30 عاما في السجن، وبعد الإفراج المشروط عنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، مُنع من مغادرة الولايات المتحدة حتى عام 2020. وطوال هذه العقود الثلاثة التي أمضاها بولارد في محبسه، استمرت إسرائيل في محاولاتها لاستعادته أو تخفيف عقوبته، ولكن الأميركان أصروا على إمضائه ثلاثين عاما كاملة.

من أهم المعلومات التي سربها بولارد ما يتعلق بمنظومات الأسلحة الكيميائية في دول مثل العراق وسوريا، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي ساعدت في التخطيط لعمليات عسكرية، وقد كانت هذه المعلومات ذات أهمية كبيرة لإسرائيل في ظل الظروف الأمنية المتوترة في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، ورغم الإفراج عن بولارد، فإن قصته تبقى واحدة من أبرز حلقات التجسس بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

الأمر اللافت أنه في مايو/أيار 2014، نشرت صحيفة "نيوزويك" تقريرا بعنوان "إسرائيل لن تتوقف عن التجسس على الولايات المتحدة" يفيد بأن إسرائيل كانت تشن أنشطة تجسسية واسعة النطاق في الولايات المتحدة، ومع ذلك، تُكتِّم على هذا الأمر بسبب الضغوط السياسية من اللوبي المؤيد لإسرائيل، ووفقا للتقرير بدأت الأنشطة التجسسية الإسرائيلية في التسعينيات واستمرت بعد تعهد إسرائيل بالتوقف عن التجسس عقب فضيحة بولارد، ورغم التحذيرات المستمرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، استمرت إسرائيل في أنشطتها دون عقوبات حقيقية بسبب العلاقات القوية والضغوط السياسية.

وقد أشار التقرير إلى أن الأنشطة التجسسية الإسرائيلية كانت تستهدف الحصول على معلومات حساسة في العديد من المجالات، بما في ذلك الصناعات الدفاعية والمؤتمرات العلمية، وقد استُخدمت وسائل مختلفة لجذب المسؤولين الأميركيين، مثل دعوات لزيارة إسرائيل، وتقديم الهدايا والامتيازات لهم، بما في ذلك المخدرات والنساء جزءا من جهود التجسس. ولفتت المقالة إلى أن المسؤولين الأميركيين كانوا على دراية تامة بهذا النشاط، لكن كان هناك تردد في اتخاذ إجراءات صارمة.

وقد أثار التقريرُ جدلا كبيرا، حيث واجه انتقادات من الداعمين لإسرائيل الذين اتهموا التقرير بمعاداة السامية. ورغم ذلك أكد مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأميركية أن هذه الأنشطة التجسسية كانت حقيقية وتُشكِّل تهديدا كبيرا، مشيرين إلى أنه لو كانت دولة أخرى غير إسرائيل متورطة في مثل هذه الأنشطة، لكانت ردود الفعل الأميركية أشد.

أخيرا، أشار التقرير إلى أن هذه الأنشطة أثرت على مساعي إسرائيل للانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرات الأميركي، حيث أظهرت الأدلة التي جمعتها الوكالات الأمنية الأميركية أن الأنشطة التجسسية الإسرائيلية كانت عائقا كبيرا أمام تحقيق هذا الهدف.

تلك هي لمحة عن بعض العمليات التجسسية التي قامت بها إسرائيل على مصر وسوريا في ستينيات القرن العشرين، وعلى الحليفة الكبرى أميركا في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، وهي تكشف لنا أنها محور أساسي من محاور قيام هذه الدولة واستمرارها في الشرق الأوسط، وفي العالم أجمع، وكما نعلم، فإن ما خفي أعظم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أبعاد الولایات المتحدة فی تلک الفترة إلى إسرائیل إیهود باراک إسرائیل فی السوریة فی بما فی ذلک التی کان إلى أن

إقرأ أيضاً:

عز العرب: إسرائيل تركز على نقل الثقل العسكري من غزة للجبهة الشمالية

قال الدكتور محمد عز العرب، خبير بمركز الأهرام للدراسات، إن هناك إشكالية رئيسية ترنبط بتعنت الإسرائيلي الذي يرتبط بتصور يميني متطرف لنقل جبهة الصراع من غزة إلى الجبهة الشمالية في لبنان وهذا ياتي مع غياب أي ضغوط دولية فعاله وليس الضغوط التي تمارسها  الولايات المنحدة الأمريكية التي تأتي بدون أي جدوى.

‏⁧ جيش الاحتلال لسكان جنوب لبنان: ممنوع العودة لبيوتكم حتى إشعار آخر الاحتلال يزعم اغتيال غريب الشجاع قائد وحدة الصواريخ المضادة للدروع في الرضوان نقل قوات اليونيفيل في لبنان

وأضاف «عز العرب»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية» ، أن إسرائيل تتحدث عن نقل قوات اليونيفيل في لبنان إلى ما بعد 51 كيلو متر وبالتالي التصريح التي أشارت فيه الأمم المتحدة أن سلامة وأمن قوات اليونيفيل في  لبنان في خطر متزايد توحي بأن هناك إشكالية كبيرة.

الجبهة الشمالية تتصاعد

وتابع: «  تحدث مساعد الأمين العام لعملية السلام جان بيير لاكروا عن ضرورة تنفيذ القرار 1701  وأن اليونيفيل مكلفة بتنفيذ هذا القرار»، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية تتصاعد بدرجة كبيرة لان إسرائيل تركز على نقل الثقل العسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية.

مقالات مشابهة

  • إيران حذّرت حلفاء أمريكا العرب من مساعدة {إسرائيل}
  • ماذا حصل للقوة الإسرائيلية التي دخلت متنكرة للقطاع؟
  • عملاء في لبنان.. هذا ما يقومون به في الأماكن التي تستهدفها إسرائيل
  • العمال العرب يبحث مقاضاة إسرائيل أمام العدل الدولية
  • خبير: إسرائيل تركز على نقل الثقل العسكري من غزة إلى الجبهة الشمالية
  • عز العرب: إسرائيل تركز على نقل الثقل العسكري إلى الجبهة الشمالية
  • عز العرب: إسرائيل تركز على نقل الثقل العسكري من غزة للجبهة الشمالية
  • صحيفة تكشف: إسرائيل لن تستطيع إنهاء الحزب.. وأميركا تحاول استغلال الفرصة
  • جندتهما عبر التواصل الاجتماعي..اعتقال سوريين في بيروت بتهمة التجسس لصالح إسرائيل