كاميرا الجزيرة تتمكن لأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان من دخول منطقة الخرطوم بحري شرقي العاصمة الخرطوم، بعد تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا، وسيطرته على أحياء كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.شاهد:تقرير: أسامة سيد أحمد – الجزيرةإنضم لقناة النيلين على واتساب

.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ورحل شلنكح “ابو نفاش” بحري وفارس طرفتها

لو ظل سكان بحري القديمة يقيمون في منطقتهم واحيائهم حتى الآن لشهدت المدينة اليوم التشييع الأضخم في تاريخها باحدى مقبرتي حلة حمد او حلة خوجلي.
بالامس، وفي اجواء هذه الحرب الفادحة، الحارقة، المستعرة غيب الموت ونعى الناعي عزالدين محجوب على كرار، الشهير بشلنكح"ابو نفاش" بحري وفارس طرفتها الذي لا يشق له غبار .
ولد عزالدين الذي عرف بالاوساط الفنية والرياضية والاجتماعية بمدينة الخرطوم بحري، عام ١٩٤١م. وتلقى تعليمه الأولى بمدرسة امين ثم الوسطى بالمدرسة النصفية التي كانت تقع بمكان غير بعيد من سينما الوطنية بحري وموقع معهد النور (القديم).
لعب كرة القدم بفريق الوادي بحيه، حى الدناقلة شمال والذي زامل فيه لاعبين بارزين امثال سيد قديم، وكمال محمد علي، وحسن إبراهيم حاج، وحمود بابكر. ولكن شهرة شلنكح انطلقت بانضمامه ومنذ العام ١٩٦٤م ضمن فرقة بلبل بحرى الصداح حينها، ومغني لياليها الملاح المرحوم ايوب فارس عندما تميز عزالدين، ومن ضمن اعضائها باجادة العزف على الايقاع، ملتحقا ومشاركا ايضا ايامها مع الفنانين عبد العظيم حركة، وحسن وردي.
. اطلق عليه لقب شلنكح تأسيا باسم لاعب من شمبات كان يلعب في خانة الجناح الايسر اسمه عبد العزيز الامين وبحيث ظل ارتباطه حارا وعميقا بناديه، نادي الاتحاد منذ عام ١٩٥٨م.
بوفاة ملك، بل وزعيم الظرفاء البحراوي تنطوي حقبة خصبة من التاريخ الاجتماعي للمدينة تصدر فيه عزالدين، وعلى مر نصف قرن، او يزيد مشهد امهر صناع الطرفة الاجتماعية النقدية الساخرة الذكية. فقد كان شلنكح شخصا لماحا وقادرا رغم جسده النحيل وهدوئه العظيم من تحريك امواج الحياة الاجتماعية بانحاء وسط بحري بقفشاته وتعليقاته التي تناقلتها الاجيال جيلا بعد جيل. كما ظل يشكل، وطيلة حياته التي مرت كالنسيم نقطة تلاقي والتقاء بينهم وهم يبحثون ويتابعون ما يقول ويصدر عنه وهم يحيطون بموقع جلسته في مناسباتهم المتنوعة والتي نادرا ما لا يغيب عنها.
عزالدين لم يكن منتجا فقط للنكتة السطحية العابرة ولكن للنكتة العميقة، الساخرة، البليغة، التي تسكن الذهن والوجدان بدون استئذان، وتحرض متلقيها على مقاومة عاتيات الرياح، والمصائب والاكتشاف والفهم للاشياء وطبائعها. حتى في ايام الحرب ظل مصدرا للمقاومة وإلهام محيطه الكبير بالصبر والتحلي بالشجاعة بما خرج منه من مواقف بالغة الطرافة.
آخر تعليقاته الساخرة كانت مع احد مجندي الدعم السريع ممن اجتاحوا الحى واستوطنوا به منذ بداية الحرب حتى اللحظة، وكان شلنكح مقيما بمنزلهم رافضا الخروج.. فعندما راى الدعامي شلنكح خارجا من بيته ذات مرة صاح في وجهه: يا زول ماشي زين؟ رد شلنكح بكل هدوء: ماشي اركب المواصلات.
اليوم ورغم العزاء الساخن، المفتوح باغلب مدن السودان وعواء هذه الحرب المستم، المتصاعد، تدخل احياء بحري القديمة بيت عزائها الخاص، وتغرق في دموعها ضفة النيل المواجهة، وميدان فريق الاتحاد، وبيوت الدناقلة شمال، وخور نصر الدين، ومدرسة الاميرية وقبتى خوجلي وحمد، وذكريات نوادي الكفاح، والثريا، والتذكار بما ابقاه بها، وعطرها عزالدين من سماحة، وخلق، وظرف وتواصل.
اليوم تدخل الحرب لحم بحري الحى وينفجر نافوخها برحيل احد اساطين الحب و زمن الفكاهة الجميل.
وداعا ايها الفارس والمحب الكبير للناس والمكان والزمان الذي كأنما بات يقترب من ان يصبح مجرد ذكرى مفعمة بالشخصيات النادرة، والاحداث العظيمة لماضٍ ولى، وراح.

wagdik@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • إثيوبيا تستدعي السفير السوداني لديها احتجاجا على تصريحات وزير خارجية الخرطوم
  • بالفيديو.. شاهد عيان يحكي جرائم غير متوقعة أرتكبها أفراد الدعم السريع بحي الحلفايا: (كانوا يمنعونا من أداء الصلاة وإذا استغفرت الله أمامهم بدوك طلقة وقتلوا أفراد أسرة من أجل الظفر بفتياتهم)
  • «المرجان العظيم».. اكتشاف مخلوق بحري بحجم ملعبي كرة سلة
  • الجنيه السوداني يدخل ساحة الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» .. مسؤول رفيع سابق بالبنك المركزي: تبعات القرار كارثية
  • ما سر خلاف الجيش السوداني و«الدعم السريع» حول معبر «أدري»؟
  • مصادر: الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع في الفاشر
  • دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
  • ورحل شلنكح “ابو نفاش” بحري وفارس طرفتها
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • الابلاغ عن حادث بحري جنوب غربي الحديدة