القرن الأفريقى فى قلب الدولة المصرية
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
«العفى محدش يقدر يأكل لقمته»
جملة قالها الرئيس السيسى فى أحد اللقاءات تثبت الأيام والتحديات أنها كانت تشير إلى دلالات معينة ومجهود جبار وعظيم من قائد وطنى شجاع، استطاع أن يبنى دولة قوية وعافية بشعبها وجيشها وشرطتها.. ورفع تصنيف جيش مصر إلى التاسع عالميًا فى أحد التصنيفات العسكرية.
لا يخفى على أحد الصحوة الدبلوماسية التى تقوم بها مصر مؤخرًا، فهناك تحركات كبيرة جدًا تجرى على قدم وساق، من بعض أبناء الوطن المخلصين الوطنين، هدفها حماية وطن وبلد.
أيقن السيسى أن بقاء هذا الوطن شامخًا لن يتحقق إلا باستقراره والحفاظ على مقدراته، لن يكون الا بالاستقرار بشقيه السياسى والاقتصادى، فنحن دولة مواردها محدودة، ونعتمد على صناعتنا وزراعتنا بأيدينا وعرقنا، معادلة قرأها السيسى من أول يوم تولى فيه الحكم، وعمل على بناء جيش قوى لا يستهان به وحينما، يأخذ القرار على الجميع أن ينصت وإذا رسم خطوطًا حمراء لا تجرؤ قوة أن تتخطاها.
منذ أيام حط رحال السيسى فى دولة مهمة فى القرن الافريقى وهى إريتريا بناء على دعوة رسمية من الرئيس الإريترى «أسياس أفورقي» الذى كان على رأس مستقبليه وعقدت قمة ثلاثية بحضور الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، تناولت القمة العلاقات بين البلدين الإفريقين المهمين فى القرن الافريقى وبين مصر، اضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن فى القرن الأفريقى والبحر الأحمر، على النحو الذى يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.
زيارة السيسى لن تكن مصادفة وإنما جاءت بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها كل من اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، ووزير الخارجية بدر عبدالعاطى إلى أريتريا لبحث استعادة الملاحة عبر باب المندب وتطورات الأوضاع فى الصومال.
كلمة مهمة جدًا ألقاها الرئيس السيسى عقب الاجتماع الثلاثى المشترك، رسمت قواعد وتحركات ومواقف، من شأنها دعم الاستقرار فى الصومال وفى القرن الافريقى.
حالة من التفاؤل تلوح فى الأفق من التحركات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية التى تقوم بها القاهرة فى القرن الافريقى الذى يعتبر امتداد الأمن القومى المصرى.
ودعنى عزيزى القارئ وعلى سبيل المثال، أن أعود بك بالذاكرة إلى 30 يونيو 2013 أثناء ثورة المصريين على الجماعات الارهابية التى أرادت اختطاف الوطن، وما صاحب هذه الثورة من توترات، ومحاولات تصدير صورة خاطئة عما حدث فى مصر، وتبعها تجميد لعضوية مصر بالاتحاد الأفريقى وغيرها من الأمور، ثم تحركت الدبلوماسية المصرية، ليصدر قرار بإجماع أعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقى (15 عضوًا) بعودة مصر إلى مكانتها الطبيعية بجميع مواقعها فى الاتحاد الافريقى، وكنت على يقين أن مصر ستنتصر فى النهاية، والى الآن أؤكد أن من أكثر الملفات التى نجحت فيها دولة 30 يونيو هو ملف العلاقات الخارجية.
وأقولها للمصريين ما أشبه الليلة بالبارحة، تحركات مصر الدبلوماسية احرزت «هدف فى المقص» كلاكيت عاشر مرة، وستنتهى إلى نتائج تؤكد عظمة الدولة المصرية، وريادتها فى افريقيا والقرن الافريقى بما يضمن السلام والاستقرار لكل الدول الافريقية. انتظروا انتصارًا جديدًا من رئيس شجاع ودولة عفية بشعبها وجيشها وشرطتها.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق عبدالعزيز كلمة حق الرئيس السيسي مصر
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: المبادرة «المصرية - العربية» لإعمار غزة تحمل رسائل سياسية واضحة للعالم برفض المخططات الإسرائيلية
قال الدكتور عمرو حسين، خبير العلاقات الدولية، إن الدور المصرى محورى ومؤثر فى القضية الفلسطينية، حيث يمثل مركز ثقل فى منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن مصر لعبت دوراً بارزاً فى جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإعادة الحياة إليه عبر إدخال المساعدات الإنسانية، وتنظيم عودة النازحين من جنوب إلى شمال غزة.
كيف ترى أهمية ملف إعادة إعمار غزة فى هذا التوقيت الحرج إقليمياً ودولياً؟
- ملف إعادة إعمار غزة بالغ الأهمية، خاصة أنه يمثل رداً مباشراً على المزاعم الإسرائيلية والأمريكية التى تذرَّع بها الرئيس دونالد ترامب بأن قطاع غزة أصبح غير صالح للعيش ويحتاج ما بين 10 و15 عاماً ليكون قابلاً للحياة، وهو ما كان سيؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية بدلاً من حلها، إذ إن استمرار الدمار يعزز فرص التهجير، ما يهدد الأمن الإقليمى ويشعل الأوضاع فى الشرق الأوسط، وهو ما لاقى رفضاً دولياً وعربياً، ما يعكس الوعى الكبير بخطورة التوسع الإسرائيلى على حساب الأراضى الفلسطينية وانتهاك القرارات الدولية التى تنص على ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية المحتلة.
ما تقييمك للدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية؟ والجهود المستمرة لإحباط مخططات التهجير؟
- الدور المصرى محورى ومؤثر، إذ تمثل مصر مركز ثقل فى منطقة الشرق الأوسط، ولعبت دوراً بارزاً عالمياً وإقليمياً فى دعم القضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، وقادت مصر جهود وقف إطلاق النار، وإعادة الحياة إلى القطاع عبر إدخال المساعدات الإنسانية، وتنظيم عودة النازحين من جنوب إلى شمال غزة، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم فى ظل المبادرة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة التى تمثل بالفعل حائط صد لمخططات التهجير، حيث تتمسك مصر بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، وترى أن دعم الشعب الفلسطينى والحفاظ على حقوقه هو جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الأمن القومى العربى ككل.
كيف تنعكس جهود مصر فى إعادة إعمار غزة وصون حقوق الشعب الفلسطينى؟
- مصر تاريخياً لم تتخل عن القضية الفلسطينية، وهناك اتصالات ومحادثات مستمرة مع الدول العربية، بما فى ذلك المملكة العربية السعودية والأردن، لتعزيز الموقف العربى الموحد فى القمة الخماسية المرتقبة فى الرياض يوم 20 فبراير، والقمة العربية الاستثنائية فى 27 فبراير، واللتين ستشهدان بلورة خطة عربية موحدة لمواجهة تهجير الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة، والدول العربية باتت تدرك أن المساس بفلسطين يهدد الأمن القومى العربى بأكمله، ما يجعلهم أكثر إصراراً على التصدى لمؤامرات التهجير ودعم إعادة الإعمار.
ما أبرز التحديات التى تواجه مصر فى إدارة ملف إعادة الإعمار وسط الضغوط السياسية الإقليمية والدولية؟
- أبرزها الضغوط السياسية والاقتصادية من بعض الدول المانحة التى قد تتردد فى دعم إعادة الإعمار خوفاً من إغضاب الولايات المتحدة أو الإضرار بمصالحها الاقتصادية، بالإضافة إلى ذلك، المناورات الإسرائيلية المستمرة لعرقلة أى جهود تنموية فى غزة، إما من خلال تصعيد عسكرى أو وضع عراقيل إدارية وسياسية، رغم ذلك مصر تضع هذه التحديات فى حساباتها وتبحث عن بدائل تمويلية عربية ودولية لضمان استمرار مشروعات الإعمار دون الرضوخ لأى ضغوط خارجية.
برأيك ما الرسائل السياسية التى توجهها هذه المبادرة المصرية العربية للمجتمع الدولى بشأن القضية الفلسطينية؟
- المبادرة المصرية العربية تحمل رسائل سياسية واضحة للمجتمع الدولى، تؤكد فيها رفضها القاطع لمخططات التهجير ومحاولات شراء الأراضى الفلسطينية أو استبدالها بمشروعات اقتصادية، كما أن التصريحات المصرية، خاصة الأخيرة، كانت حاسمة فى هذا الشأن، حيث أكدت أن غزة أرض فلسطينية يجب أن تعود لأصحابها، وزيارة السفير بدر عبدالعاطى إلى واشنطن ولقاءاته مع صناع القرار الأمريكى، كانت فرصة لعرض وجهة النظر المصرية الرافضة لتهجير الفلسطينيين، والتأكيد على أهمية دعم إعادة الإعمار كخطوة أساسية نحو السلام والاستقرار.
توافق الفصائل الفلسطينية على رؤية موحدة تدعمها الدول العربية سيشكل ضغطاً على إسرائيل للعودة إلى المفاوضاتكيف يمكن للقيادة المصرية توظيف نجاحاتها فى هذا الملف لدعم القضية الفلسطينية دولياً؟
- القيادة المصرية يمكنها استثمار نجاح جهود إعادة الإعمار فى تقوية الموقف الفلسطينى دولياً، عبر تقديم نموذج يعكس قدرة الدول العربية على دعم الشعب الفلسطينى وإعادة بناء ما دمره الاحتلال، ونجاح مصر فى هذا الملف سيفتح الباب لإحياء عملية السلام التى تعطلت منذ عام 2008، خاصة إذا توافقت الفصائل الفلسطينية على رؤية موحدة تدعمها الدول العربية، مما سيشكل ضغطاً على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات.
حجم الجهود المبذولةالمنظمات الدولية تدرك حجم الجهود المصرية فى دعم إعادة الإعمار، حيث أشادت وكالة أونروا بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان أول من أدان وقف عمل الوكالة داخل غزة، واتصال الأمين العام للأمم المتحدة بالرئيس السيسى كان تأكيداً على دعم المجتمع الدولى لجهود مصر فى إدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء العدوان، فى ظل الأوضاع المأساوية التى تعانى منها غزة من تدمير للبنية التحتية، ونقص المرافق الأساسية، وغياب أماكن الإيواء المناسبة.