بوابة الوفد:
2024-10-12@18:14:21 GMT

جحيم على الأرض…؟

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

ستظل إسرائيل ذلك الكيان الغاصب الذى يعيش على القتل واستنزاف الآخرين. حالة من الجنون سكنت هذا النزق «نتنياهو» فتحوّل معها إلى مصّاص دماء، وباتت رياضته المفضلة الرقص على الأشلاء. يصور له خياله المريض أن الانتصار الأبدى سوف يتحقق له بعد ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم وآثام حول معها الأرض الفلسطينية إلى مقابر متناثرة بعد أن حلت بها كارثة إنسانية غير مسبوقة حققها هذا الوغد عبر سفكه للدماء.

ولقد استغل هذا النزق الدعم الأمريكى اللامحدود من أجل تحقيق أهدافه التى يلخصها فى إرساء شرق أوسط جديد، معتمدا فى ذلك على الركيزة الأساسية وهى الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأكبر له، وعليه فلو توقف الدعم الأمريكى لتوقف العدوان الإسرائيلى خلال أقل من شهر. ذلك أن هذا الدعم هو العنصر الأساسى فى اجتراء نتنياهو على الحق واستمراره فى شن العدوان.

كان «نتنياهو» قد تعهد فى أعقاب الهجوم الذى شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر بشن عملية عسكرية تنتهى بتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وإعادتهم، والقضاء على حركة حماس. فى المقابل جرى تدمير واسع لقطاع غزة ليسقط خلاله عشرات الآلاف من القتلى والضحايا الفلسطينيين، ليصل عدد القتلى منذ بدء حرب غزة فى السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن إلى ما يزيد على 42 ألف قتيل، وعدد الإصابات إلى نحو 98 ألف مصاب غالبيتهم من الأطفال والنساء. وفى معرض التعليق قال رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدنى فى غزة إن أكثر من 500 أسرة فى قطاع غزة مُحيت تماما من السجلات المدنية بعد قتل جميع أفرادها.

ولقد أدى تفاقم الأحداث إلى نزوح نحو المليون وتسعمائة ألف فلسطينى. وغدا جميع السكان الباقين فى القطاع فى حاجة إلى المساعدة. إنها الحرب التى خلقت المزيد من الآلام والمعاناة. ولقد أصبحت هذه الحرب بعد مرور عام على اندلاعها كابوسا لا نهاية له كما قال المفوض العام لوكالة «الأونروا»، وشدد على أن قطاع غزة بات مكانا غير صالح للعيش حيث يواجه سكان القطاع الأمراض والموت والجوع. كما أن القمامة ومياه الصرف الصحى تملأ الشوارع. هذا فضلا عن أن السكان باتوا محاصرين من جراء هذه الظروف فى 10% فقط من الأرض، وتنقلوا على مدار عام بحثا عن الأمان الذى لم يجدوه. لقد لحقت الأضرار بنحو ثلثى إجمالى المبانى فى القطاع، وبدت غزة غارقة فى الذخائر والمتفجرات، وبدا أن تطهيرها من الذخائر غير المتفجرة قد يستغرق أربعة عشر عاما حيث أن الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام.

كذلك تضرر القطاع الصحى فى غزة بشكل كبير، إذ تسببت الحرب فى خروج غالبية مستشفيات القطاع عن الخدمة، ليظل من بقى فى الخدمة يعمل بقدرات محدودة وتحت ظروف قاسية للغاية وسط نقص حاد فى الأدوية والمعدات الطبية. وهو ما حدا بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية «مارتن غريفيث» إلى أن يقول فى يونيو الماضى: (بأن القصف الإسرائيلى على غزة منذ السابع من أكتوبر حول القطاع الفقير الخاضع لحصار إلى جحيم على الأرض)، ويضيف قائلا: (الغريب أن يستمر تدفق السلاح من الولايات المتحدة ودول أخرى على إسرائيل رغم التأثير المروع للحرب على المدنيين فى غزة)، مشيرا إلى أن الكثير من العاملين فى المجال الإنسانى والأمم المتحدة قد نالوا حتفهم.

وتقول الأمم المتحدة إن حجم الدمار فى القطاع كبير لدرجة أن عمليات إعادة الإعمار قد يتطلب عقودا من الزمن وعشرات المليارات من الدولارات. وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائى إلى أن القطاع يحتاج إلى نحو ثمانين عاما لاستعادة جميع وحدات الإسكان المدمرة بالكامل، ليظل الوضع الإنسانى فى حالة يرثى لها. وعليه نتساءل: ترى من يتحمل مسئولية الدمار الكبير الذى ألمّ بالقطاع؟ أخذا فى الاعتبار أن الدول الكبرى تتحمل جزءا من المسئولية فيما لحق بالقطاع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد جحيم على الأرض إسرائيل نتنياهو الدعم الأمريكي

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد ضحايا "مذبحة دير البلح" إلى 28 شهيدًا فلسطينيًا

 

غزة- الوكالات

قال مسعفون إن 28 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال استشهدوا في ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في وسط غزة اليوم الخميس، كما صدرت أوامر لثلاثة مستشفيات في شمال القطاع بالإخلاء مما يعرض حياة المرضى للخطر.

وشنت إسرائيل الغارة، التي أُصيب فيها كثيرون أيضا، على مدينة دير البلح التي لجأ لها مليون شخص بعد فرارهم من القتال في مناطق أخرى من القطاع بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إنه نفذ "ضربة دقيقة على إرهابيين" أقاموا مركزا للقيادة والتحكم في مدرسة، بحسب زعمه دون دليل.

وتنفي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مثل هذه الاتهامات. وقال المسعفون إن 54 شخصا آخرين أُصيبوا في الغارة على المدرسة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي هجوما بدأه قبل ستة أيام في شمال القطاع عندما أرسل قواته إلى مخيم جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في غزة وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا المجاورتين.

وزعم الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس أنه قتل 12 مسلحا على الأقل من حماس وحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران مشيرا إلى أنهم كانوا يعملون من مركز قيادة وتحكم بموقع في جباليا كان في السابق مجمعا طبيا.

وأضاف أن كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت مخزنة بالموقع.

ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن 130 شخصا على الأقل استشهدوا حتى الآن في العملية التي تقول إسرائيل إن هدفها هو منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها.

وأمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء منطقة تُقَدر الأمم المتحدة عدد المحاصرين فيها بأكثر من 400 ألف شخص.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن الجيش الإسرائيلي أمهل المرضى والأطباء أمس الأربعاء 24 ساعة لمغادرة المستشفى الإندونيسي ومستشفيي العودة وكمال عدوان وإلا سيتعرضون لخطر المداهمة على غرار ما حصل في مستشفى الشفاء بمدينة غزة في وقت سابق من الحرب.

وتقول إسرائيل، التي لم تعلق بعد على أوامر إخلاء المنشآت الطبية، إن حماس لديها مراكز قيادة داخل المستشفيات، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان إن حياة ثمانية مرضى، معظمهم من الأطفال، داخل أقسام العناية الفائقة ستتعرض للخطر إذا أجبرهم الجيش الإسرائيلي على الإخلاء.

وأضاف أبو صفية في رسالة مصورة بالفيديو لوسائل الإعلام "هؤلاء الأطفال مصابون بشظايا في كل أنحاء أجسامهم والأطراف العليا والدماغ، حالتهم خطيرة ومحتاجين لأجهزة تنفس صناعي".

وأضاف "الوقود ينفد من المستشفى والاحتلال يمنع وصول شاحنات الوقود إلى الشمال".

* مناشدة من أجل المساعدة

وناشد أبو صفية دول العالم الضغط على إسرائيل للسماح للطواقم الطبية في المستشفيات الثلاثة بشمال غزة بمواصلة عملها قائلا "رسالتنا رسالة سلام من أجل هؤلاء الأطفال".

وقال "نطلب من العالم أن يقف معنا بتركنا (نعمل) وبفتح المجال لإدخال ما هو مطلوب حتى نستطيع أن نقدم خدمة طبية آمنة لشمال غزة".

وقال راميش راجاسينجهام، مدير التنسيق بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن فريق المكتب ومنظمة الصحة العالمية لم يتمكن من الوصول لمستشفى كمال عدوان رغم حصوله على الضوء الأخضر من الجيش الإسرائيلي.

وأضاف في اجتماع بالأمم المتحدة أن الفريق "أُجبر على الانتظار عند نقطة التوقف لساعات وفي النهاية أُلغيت المهمة. وهي ممارسة معتادة".

وقال المسؤول الدولي إن "الظروف الأساسية لعمليات مساعدة فعالة غير متاحة على نحو كبير أو غائبة بالمرة".

وقال مسعفون إن القصف الإسرائيلي بالقرب من مستشفى كمال عدوان تسبب بالفعل في بعض الأضرار بالمنشأة. وقال مسؤولون إنهم يعرفون أن العديد من القتلى كانوا ممددين في الطرقات خارج المستشفى بسبب النيران الإسرائيلية.

وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان جباليا والمناطق المجاورة التوجه إلى المناطق المخصصة للأغراض الإنسانية في جنوب غزة، لكن مسؤولين فلسطينيين ومسؤولين من الأمم المتحدة يقولون إنه لا توجد أماكن آمنة يمكن الفرار لها في القطاع المكتظ بالسكان.

وقال فيليب لازاريني، مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمام مجلس الأمن إنه "يتم دفع مئات الآلاف من الأشخاص مرة أخرى للانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تُطاق".

وأضاف أن "سكان غزة يترنحون مرة أخرى على شفا مجاعة من صنع الإنسان".

وقال سكان إن قوات إسرائيلية حاصرت جباليا من كل الاتجاهات وأمرت السكان بالمغادرة من أحد الممرات، وأضافوا أن القوات تستجوب المغادرين وتعتقل بعضهم بينما يتم إطلاق النار على أي شخص يحاول الخروج من طريق مختلف.

وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إنهما يطلقان الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون على القوات الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عشرات المسلحين، وعثر على أسلحة، وفكك بنية تحتية عسكرية في الشمال.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 42 ألف فلسطيني استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي. كما نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ودمرت أجزاء كبيرة من القطاع.

مقالات مشابهة

  • تبعات الحرب على لبنان بعد عام على اندلاعها
  • تبعات الحرب على لبنان بعد عام على انطلاقها
  • أين يحيى السنوار؟ وهذه مطالبه للتوصل إلى هدنة في غزة| محلل فلسطيني يعلق
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: الشرق الأوسط يشهد أكبر مراحل الخطورة.. و«اليمين المتطرف» يتسابق لتحقيق أهدافه بالمنطقة
  • ارتفاع عدد ضحايا "مذبحة دير البلح" إلى 28 شهيدًا فلسطينيًا
  • جحيم في فلوريدا.. الإعصار «ميلتون» يضرب الولاية الأمريكية ويحولها إلى دمار وحطام |فيديو
  • شاهد.. حضر الحزن وغابت الاحتفالات المتوارثة في موسم قطف الزيتون بغزة
  • بن جامع: هدف الاحتـلال الصهيوني واضح وهو طرد الفلسطينيين من أرضهم 
  • مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني محذراً الاحتلال: سنسوي عشرات المراكز الإسرائيلية مع الأرض