بوابة الوفد:
2025-03-03@09:56:46 GMT

جحيم على الأرض…؟

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

ستظل إسرائيل ذلك الكيان الغاصب الذى يعيش على القتل واستنزاف الآخرين. حالة من الجنون سكنت هذا النزق «نتنياهو» فتحوّل معها إلى مصّاص دماء، وباتت رياضته المفضلة الرقص على الأشلاء. يصور له خياله المريض أن الانتصار الأبدى سوف يتحقق له بعد ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم وآثام حول معها الأرض الفلسطينية إلى مقابر متناثرة بعد أن حلت بها كارثة إنسانية غير مسبوقة حققها هذا الوغد عبر سفكه للدماء.

ولقد استغل هذا النزق الدعم الأمريكى اللامحدود من أجل تحقيق أهدافه التى يلخصها فى إرساء شرق أوسط جديد، معتمدا فى ذلك على الركيزة الأساسية وهى الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأكبر له، وعليه فلو توقف الدعم الأمريكى لتوقف العدوان الإسرائيلى خلال أقل من شهر. ذلك أن هذا الدعم هو العنصر الأساسى فى اجتراء نتنياهو على الحق واستمراره فى شن العدوان.

كان «نتنياهو» قد تعهد فى أعقاب الهجوم الذى شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر بشن عملية عسكرية تنتهى بتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وإعادتهم، والقضاء على حركة حماس. فى المقابل جرى تدمير واسع لقطاع غزة ليسقط خلاله عشرات الآلاف من القتلى والضحايا الفلسطينيين، ليصل عدد القتلى منذ بدء حرب غزة فى السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن إلى ما يزيد على 42 ألف قتيل، وعدد الإصابات إلى نحو 98 ألف مصاب غالبيتهم من الأطفال والنساء. وفى معرض التعليق قال رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدنى فى غزة إن أكثر من 500 أسرة فى قطاع غزة مُحيت تماما من السجلات المدنية بعد قتل جميع أفرادها.

ولقد أدى تفاقم الأحداث إلى نزوح نحو المليون وتسعمائة ألف فلسطينى. وغدا جميع السكان الباقين فى القطاع فى حاجة إلى المساعدة. إنها الحرب التى خلقت المزيد من الآلام والمعاناة. ولقد أصبحت هذه الحرب بعد مرور عام على اندلاعها كابوسا لا نهاية له كما قال المفوض العام لوكالة «الأونروا»، وشدد على أن قطاع غزة بات مكانا غير صالح للعيش حيث يواجه سكان القطاع الأمراض والموت والجوع. كما أن القمامة ومياه الصرف الصحى تملأ الشوارع. هذا فضلا عن أن السكان باتوا محاصرين من جراء هذه الظروف فى 10% فقط من الأرض، وتنقلوا على مدار عام بحثا عن الأمان الذى لم يجدوه. لقد لحقت الأضرار بنحو ثلثى إجمالى المبانى فى القطاع، وبدت غزة غارقة فى الذخائر والمتفجرات، وبدا أن تطهيرها من الذخائر غير المتفجرة قد يستغرق أربعة عشر عاما حيث أن الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام.

كذلك تضرر القطاع الصحى فى غزة بشكل كبير، إذ تسببت الحرب فى خروج غالبية مستشفيات القطاع عن الخدمة، ليظل من بقى فى الخدمة يعمل بقدرات محدودة وتحت ظروف قاسية للغاية وسط نقص حاد فى الأدوية والمعدات الطبية. وهو ما حدا بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية «مارتن غريفيث» إلى أن يقول فى يونيو الماضى: (بأن القصف الإسرائيلى على غزة منذ السابع من أكتوبر حول القطاع الفقير الخاضع لحصار إلى جحيم على الأرض)، ويضيف قائلا: (الغريب أن يستمر تدفق السلاح من الولايات المتحدة ودول أخرى على إسرائيل رغم التأثير المروع للحرب على المدنيين فى غزة)، مشيرا إلى أن الكثير من العاملين فى المجال الإنسانى والأمم المتحدة قد نالوا حتفهم.

وتقول الأمم المتحدة إن حجم الدمار فى القطاع كبير لدرجة أن عمليات إعادة الإعمار قد يتطلب عقودا من الزمن وعشرات المليارات من الدولارات. وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائى إلى أن القطاع يحتاج إلى نحو ثمانين عاما لاستعادة جميع وحدات الإسكان المدمرة بالكامل، ليظل الوضع الإنسانى فى حالة يرثى لها. وعليه نتساءل: ترى من يتحمل مسئولية الدمار الكبير الذى ألمّ بالقطاع؟ أخذا فى الاعتبار أن الدول الكبرى تتحمل جزءا من المسئولية فيما لحق بالقطاع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد جحيم على الأرض إسرائيل نتنياهو الدعم الأمريكي

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: السودان يواجه خطر السقوط في "الهاوية" ما لم تتوقف الحرب  

 

 

الخرطوم - حذّرت الأمم المتحدة الخميس 27فبراير2025، من أن السودان يواجه خطر السقوط في "الهاوية" واحتمال مقتل مئات الآلاف من مواطنيه ما لم تنته الحرب المدمرة في البلاد وتتدفق المساعدات.

ورسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك صورة قاتمة للسودان، حيث انتشرت المجاعة بالفعل وفر الملايين من منازلهم وسط قتال عنيف.

منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وقال تورك أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "لا أستطيع أن أبالغ في وصف خطورة الوضع في السودان، والمحنة المؤلمة التي يعيشها الشعب السوداني، والحاجة الملحة التي يتعين علينا أن نتحرك بها لتخفيف معاناتهم".

وأضاف أن "الأزمة الإنسانية المدمرة التي بدأت منذ اندلاع النزاع المسلح في عام 2023 أدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم".

وتابع المسؤول الأممي "نحن ننظر إلى الهاوية. تحذّر الوكالات الإنسانية من أنه في غياب تحرك لإنهاء الحرب، وتقديم المساعدات الطارئة، وإعادة الزراعة إلى مسارها الطبيعي، فإن مئات الآلاف من الناس قد يموتون".

في معرض حديثه عن الوضع في السودان، قال فولكر تورك إن أكثر من 600 ألف سوداني "على شفا المجاعة"، مع تقارير تفيد بأن المجاعة استشرت في خمس مناطق، من بينها مخيم زمزم للنازحين في شمال إقليم دارفور.

علقت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية عملياتها في مخيم زمزم ومحيطه الاثنين بسبب تصاعد العنف، وتبعها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء.

وقال تورك إن خمس مناطق أخرى قد تواجه المجاعة في الأشهر الثلاثة المقبلة، في حين تعتبر 17 منطقة أخرى معرضة للخطر.

ولفت إلى أن ما يقدر بنحو 8,8 مليون شخص أجبروا على ترك منازلهم إلى مخيمات وأماكن أخرى داخل السودان، بينما فر 3,5 مليون شخص آخر عبر الحدود.

وأكد أن "هذه أكبر أزمة نزوح في العالم".

وتابع المسؤول الأممي "إن نحو 30,4 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، بدءا من الرعاية الصحية إلى الغذاء وغير ذلك من أشكال الدعم الإنساني. وما زال أقل من 30% من المستشفيات والعيادات تعمل، وتتفشى الأمراض في مخيمات النازحين".

وحث فولكر تورك المجتمع الدولي على العمل معا لإيجاد طريق للسلام.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: خطة عمل مشتركة مع فرنسا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • العميد طارق يناقش خطط إنعاش السياحة في المناطق المحررة
  • زنزانة 65.. دراما جريئة تفضح جحيم السجون في مصر (شاهد)
  • حرب المعادن الأوكرانية مستمرة.. بعد توتر العلاقة بين ترامب وزيلينسكى.. السؤال الذى يشغل العالم لماذا تجعل واشنطن اتفاقية التعدين عنصرًا حاسمًا فى عملية السلام مع روسيا؟
  • "التعاون الإسلامي" تؤكد أهمية مواجهة الإجراءات الإسرائيلية تجاه الأونروا
  • غوتيريش يحذّر من خطورة تجدد الحرب في غزة
  • السيسي: إقامة الدولة الفلسطينية هي الضمانة الوحيدة لسلام دائم في الشرق الأوسط
  • التفاصيل الكاملة للمشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض
  • شاهد: مشادة حادة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه خطر السقوط في "الهاوية" ما لم تتوقف الحرب