إسرائيل هو لقب للنبى يعقوب، مشتق من لفظة عبرية مكونة من مقطعين «إسرا» وتعنى «عبد» أو «مصارع»، و«إيل» أى الله، وقد ذُكرت كلمة «إسرائيل» فى القرآن الكريم 41 مرة، منها أربعون مقرونة بكلمة «بني» للإشارة إلى أبناء يعقوب عليه السلام، وأولاده الاثنى عشر، الذين انحدروا من نسل الكنعانيين؛ تلك القبائل السامية التى عاشت فى شبه الجزيرة العربية وأقاموا حضارة عريقة فى بلاد الشام، ثم هاجروا مع النبى يعقوب حينما حل الجدب إلى مصر القديمة ومن ثم خرجوا إلى صحراء سيناء حينما طاردهم فرعون مصر، حيث أُنزلت ألواح التوراة على موسى عليه السلام، وبعد أن عاقبهم الله بالتيه والضياع فى الصحراء أربعين سنة لعصيانهم وتمردهم، تمكنوا من دخول فلسطين بعد موت موسى عليه السلام، ثم أقام داود عليه السلام مملكة لبنى إسرائيل فى القدس بعدما انتصر على جالوت ومن ثم انقسمت إلى مملكتى إسرائيل ويهوذا اللتين ظهرتا فى القرن التاسع قبل الميلاد كممالك فى الشام القديمة قبل أن تدمرا على يد نبوخذ نصر، ملك البابليين، الذى قام بسبيهم وتدمير هيكل سليمان، ومن ثم بدأ شتات بنى إسرائيل بالتزامن مع فترة النفى البابلى فى القرن السادس قبل الميلاد.
وقد حدثنا القرآن الكريم بعد ذلك عن «اليهود»، نسبة إلى يهوذا، أحد أبناء إسرائيل، وذلك فى حقبة ظهور الإسلام بما شهدته تلك الحقبة من سجالات كثيرة بينهم وبين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ونشوب حروب وغزوات انتهت بطردهم من المدينة بعد مؤامرات ودسائس لاستئصال شأفة المسلمين فى المهد.
وفى العصر الحديث عاد اسم إسرائيل مجددًا إلى الظهور بعد منح إمبراطورية بريطانيا العظمى وعد بلفور أثناء قيام الحرب العالمية الأولى بتأسيس دولة تجمع شتات اليهود–بنى إسرائيل سابقًا- من كل دول العالم وغرس خنجر فى ظهر العرب -بل قلبهم- بإعطائهم أرض فلسطين، حيث أعلن بن جوريون عن قيام دولة إسرائيل فى عام 1948. ورغم أن إسرائيل أيديولوجيًا دولة دينية، فإنها حظيت بتأييد مطلق من الدول العلمانية الإمبرالية التى تفصل بين الدين والسياسة، حيث قامت بتدعيمها وإمدادها بالأسلحة لضمان تفوقها على محيطها العربى فى حربها السياسية ذات الغطاء الدينى الزائف دلالة على ازدواجية تصل حد «الفُجر السياسى».
ومنذ ذلك التاريخ الملعون، أى منذ ستة وستين عامًا هو تاريخ إعلان إسرائيل ولم يغمض للفلسطينيين -والعرب أجمع- جفن مع كل هذا الإرث اللاإنسانى المثقل من الحروب والمذابح والشهداء والثكالى والأرامل دون أن تطرف عين الضمير العالمي، لذا فلا تتعجب عندما تجد أن «إسرائيل» غدا اسمًا ممقوتًا لأكثر الدول دموية فى تاريخ الإنسانية، فيكفى أن تذكره ليقشعر بدنك بكل مشاعر المقت والكره التى يحملها إنسان إزاء اسم ما؛ ولو كان النبى إسرائيل، رمز السماحة والعفو والصبر، يدرى أن اسمه سيقترن بهذا الكيان الوحشى الصهيونى لبكى دمًا على تلك المشاهد الدموية لوحشية الإنسان ضد أخيه الإنسان.
إن «إسرائيل الصهيونية» نموذج فاضح لجبروت الظلم وسيادة قانون الغاب فى عالم لا يعترف إلا بلغة القوة! وهى كنهاية أى شر إلى زوال.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل مصر القديمة علیه السلام
إقرأ أيضاً:
أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مِن أينَ أبدَأُ وَاللِّسانُ عاجِزٌ عَن وَصفِ طه المُصطفى المُتَنَوِّرِ
لَو كُلُّ ما في الكَونِ مِن قَلَمٍ جَرى يُدَوِّنُ في وَصفِكَ مِن أسطُرِ
لَتَوَقَّفَ القَلَمُ بِوَصفِك حائِراً مَهما تَكونُ حِبارُهُ مِن أبحُرِ
وَيَقُولُ عُذرَاً سَيِّدِي خَيرَ الوَرى فَلَقَد تَحَيَّرَ كُلُّ ما في دَفتري
في وَصفِكُم قرآنُ فِيكم يُجهَرا يُتلى لِيَومِ الدِّينِ يِومِ المَحشَرِ
خُلُقٌ عَظِيمٌ آيُهُ مُتَيَسِّراً في حَقِّكُم طه الحَبيبِ الأَنوَرِ
صَلَّى عَلَيكَ اللهُ ما قَلَمٌ جَرى ما خَطَّ في الأَوراقِ مِن مُتَسَطِّرِ
فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تُنْجِينَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ الأَهْوَالِ وَالآفَاتِ وَتَقْضِي لَنَا بِهَا جَمِيعَ الْحَاجَاتِ وَتْطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ السَّيِّئاتِ وَتَرْفَعُنَا بِهَا عِنْدَكَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الْغَأيَاتِ مِنْ جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ.