أصبحت "أوبن إيه آي" المنصة المفضلة للجهات السيبرانية الراغبة في التأثير على الانتخابات الديمقراطية عبر العالم. وفي تقرير مكون من 54 صفحة، قال مُبتكر "شات جي بي تي" إنه عطّل أكثر من 20 عملية وشبكة مضللة في جميع أنحاء العالم حاولت استخدام نماذج الشركة، وفقا لموقع "سي إن بي سي".

وتراوحت التهديدات بين مقالات مكتوبة بالذكاء الاصطناعي على مواقع الويب، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي من قبل حسابات وهمية.

وأوضحت الشركة أن تحديثها حول التأثير والعمليات السيبرانية كان يهدف إلى تقديم صورة شاملة لما تراه، وتحديد مجموعة أولية من الاتجاهات حول ملاءمة الذكاء الاصطناعي لمشهد التهديد الأوسع.

ويأتي تقرير "أوبن إيه آي" قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية الأميركية. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، فإن هذا العام هو عام مهم للانتخابات على مستوى العالم، حيث تجرى انتخابات تؤثر على أكثر من 4 مليارات شخص في أكثر من 40 دولة.

وأدى انتشار المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي إلى مخاوف جدية من نشر معلومات مضللة متعلقة بالانتخابات، حيث زادت حالات التزييف العميق بنسبة 900% على أساس سنوي، وفقا لبيانات من شركة "كلارتي" (Clarity) المتخصصة في التعلم الآلي.

وذكرت "أوبن إيه آي" في تقريرها أن استخدامات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالانتخابات تتراوح في تعقيدها بين طلبات بسيطة لإنشاء محتوى، وجهود متعددة المراحل معقدة لتحليل منشورات وسائل التواصل والرد عليها.

وأضافت أن محتوى وسائل التواصل يتعلق في الغالب بالانتخابات في الولايات المتحدة ورواندا، وبمستوى أقل الانتخابات في الهند والاتحاد الأوروبي.

واستخدمت جهات إيرانية في أواخر أغسطس/آب الماضي منتجات "أوبن إيه آي" لإنشاء مقالات طويلة وتعليقات على وسائل التواصل حول الانتخابات الأميركية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى. ولكن الشركة قالت إن غالبية المنشورات التي حُددت تلقت القليل من التفاعل أو لم تتلقَ قط أي تفاعل، بحسب التقرير.

وفي يوليو/تموز الماضي حظرت الشركة حسابات "شات جي بي تي" في رواندا، كانت تنشر تعليقات تتعلق بالانتخابات على منصة "إكس".

كما استخدمت شركة إسرائيلية "شات جي بي تي" في مايو/أيار الماضي لإنشاء تعليقات على وسائل التواصل حول الانتخابات في الهند. وكتبت "أوبن إيه آي" أنها تمكنت من معالجة الحالة في أقل من 24 ساعة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، تناولت "أوبن إيه آي" عملية سرية استخدمت منتجاتها لتوليد تعليقات حول انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا والسياسة في الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبولندا.

وقالت الشركة إنه في حين تلقت معظم منشورات وسائل التواصل القليل من التفاعل، رد بعض الأشخاص الحقيقيين على المنشورات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ولم تتمكن أي من العمليات المتعلقة بالانتخابات من جذب مشاركة وهمية أو بناء جماهير مستدامة من خلال استخدام "شات جي بي تي" وأدوات "أوبن إيه آي" الأخرى، كما ذكرت الشركة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وسائل التواصل الانتخابات فی شات جی بی تی أوبن إیه آی

إقرأ أيضاً:

دراسة ألمانية تدق ناقوس الخطر بشأن إدمان تيك توك

تمثل التطبيقات الإلكترونية مثل تيك توك، وإنستغرام، ويوتيوب، والألعاب الإلكترونية تهديدا أكثر خطورة بالنسبة للمراهقين مقارنة بالمشروبات الكحوليات وتعاطي القنب، حسبما أظهرت دراسة جديدة في ألمانيا، تسلط الضوء على عدد المراهقين الذين لديهم عادات إدمانية وخطيرة تتعلق بوسائل الإعلام الرقمية.

وقال رينير توماسيوس، المدير الطبي للمركز الألماني لحالات الإدمان في الطفولة والبلوغ في جامعة المركز الطبي هامبورج-إيبيندروف، التي أجرت الدراسة بالتعاون مع شركة التأمين الصحي "دي إيه كيه": "نحن نواجه تسونامي من اضطرابات الإدمان بين صغار السن، والتي أعتقد أننا نقلل من شأنها بصورة كاملة".

وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من ربع من يبلغون من العمر من 10 إلى 17 عاما يظهرون استخداما خطيرا أو كبيرا لوسائل التواصل الاجتماعي، في حين يعتبر 4.7% مدمنين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفقا للخبراء. وقال توماسيوس لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "الأرقام المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المثير للمشاكل أعلى بواقع خمسة إلى خمسين مرة مقارنة بالاستهلاك الخطير للقنب والكحوليات في هذه الفئة العمرية".

وعلى الرغم من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على عكس الكحوليات أو القنب، له تأثير غير مباشر فقط على الجهاز العصبي المركزي للمرء، فإن نفس التأثيرات تنطبق على ما يعرف علميا بـ"نظام المكافأة في الدماغ".

وأضاف توماسيوس أنه في كلا الحالتين، توجد خطورة الإدمان "حيث يحدث سعي نحو المزيد والمزيد من الأمر ويحدث فقدان السيطرة".

وأوضح: "المقدار الكبير من الوقت الذي يتم استهلاكه في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي يؤدي لإهمال جوانب أخرى من الحياة".

ويشار إلى أن فقدان السيطرة على سلوك المرء في التعامل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على حياة صغار السن. وفي الكثير من الحالات، يمكن أن يؤدي ذلك لتراجع الأداء الدراسي، وغالبا يصل الأمر إلى الفشل. وعلاوة على ذلك، يحدث الانعزال الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالوسائل الترفيهية والخلافات العائلية.

ووفقا للدراسة يعد الصبية هم الأكثر تضررا بوجه خاص، حيث ينطبق على 6% منهم معيار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المرضي، في حين أن الرقم بالنسبة للفتيات يبلغ نحو 3.2%.

ويقول توماسيوس إن الفتيات غالبا ما يتمتعن بمهارات اجتماعية أكبر خلال فترة البلوغ. فهن يمارسن المهارات الاجتماعية بصورة مختلفة وفقا لدورهن القائم على النوع، ويعزلن أنفسهن بوتيرة أقل من الصبية، وهذا يعد عاملا رئيسيا عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالإدمان القوي.

وأشار إلى أن الفرق بين استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الخطير والمرضي ليس دائما واضحا. وقال "من الأعراض المعتادة المبكرة تراجع الأداء الدراسي وفقدان الاهتمام بالدروس". مع ذلك فإن أزمة البلوغ أو الاضطراب العاطفي الناجم عن الضغط بين أصدقاء المدرسة يمكن أن يكون السبب وراء حدوث مثل هذه المشاكل.

ويصنف استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على أنه مرضي عندما تستمر الأعراض لنحو 12 شهرا على الأقل. وقد استخدمت الدراسة عن عمد معيار الـ12 شهرا من أجل تجنب التشخيصات المبكرة ولضمان التمييز عن الأزمات المؤقتة خلال فترة البلوغ.

ويوضح توماسيوس أنه على الآباء التدخل سريعا، قبل أن يتطور الإدمان، في حال استخدم صغار السن وسائل التواصل الاجتماعي بصورة خطيرة. ومن المهم أن يستخدم الآباء حدسهم وأن تربطهم علاقة جيدة مع الإبن أو الإبنة.

وبجانب التنظيم المستمر لوقت ومحتوى استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، من المهم بصورة خاصة أن يظهر الآباء اهتماما بأنشطة أبنائهم الإلكترونية، حسبما قال توماسيوس. وأضاف "عليهم أن يقدموا الإرشاد. يتعين أن يكونوا معلمين ومشرفين جيدين".

مقالات مشابهة

  • شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تغير نماذج أعمالها بعد نجاح DeepSeek
  • ردا على وسائل إعلام خارجية.. الجيش السوداني ينشر خريطة لمواقع سيطرته
  • "المراهقة": كيف يتحول الشباب إلى التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • سباق نحو الذكاء العام.. اختبار جديد يتحدى أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الوشق يواصل تصدر منصات التواصل الاجتماعي بعد هجومه على جيش الاحتلال
  • دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر ..
  • ماراثون انتخابي مبكر في العراق .. تدخّلات خارجية تستبق صناديق الاقتراع
  • ماراثون انتخابي مبكر في العراق .. تدخّلات خارجية تستبق صناديق الاقتراع - عاجل
  • دراسة ألمانية تدق ناقوس الخطر بشأن إدمان تيك توك
  • دراسة: إدمان وسائل التواصل لا يقل خطرا عن الكحول