جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-03@03:06:00 GMT

القراءة في زمن "الطوفان"

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

القراءة في زمن 'الطوفان'

 

 

صالح البلوشي

 

لم تغير عملية "طوفان الأقصى" التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 المعادلات السياسية في الشرق الأوسط فحسب، وإنما استطاعت أن تغير أيضًا الحياة اليومية لكثير من الشعوب العربية، والتي كانت قد هجرت النشرات الأخبارية والتحليلات السياسية لسنوات طويلة بعد النكسات الكبيرة التي أصابت الجسد العربي بعد 2011، والتي أدت إلى تدمير دول عربية كبيرة مثل العراق وسورية وليبيا واليمن.

لقد عادت الشعوب العربية إلى متابعة القنوات الفضائية من جديد بعد أن أعاد "الطوفان" جزءًا من التضامن العربي حتى وإن كان الأمر من الناحية العاطفية.

وبعيًدا عن التحليلات السياسية لما حدث في السابع من أكتوبر فقد أعادت هذه العملية فلسطين مجددًا إلى الوجدان والعقل العربي، ومن مظاهر ذلك البحث عن الكتب التي تتحدث عن القضية الفلسطينية وتاريخ الصهيونية وعلاقتها مع الاستعمار الغربي.

وإذا تحدثت عن نفسي فإنَّ جدول القراءة اليومية بالنسبة لي انقلب رأسًا على عقب، وباتت فلسطين على رأس جدولي اليومي، وأذكر أنني بعد العملية سارعت إلى الرجوع إلى الموسوعة الموجزة "اليهود واليهودية والصهيونية" للدكتور عبدالوهاب المسيري والتي تتكون من جزأين كبيرين وكنت قد اقتنيتها منذ عدة سنوات، مع العلم بأنَّ الموسوعة الأصلية تتكون من 8 مجلدات ضخمة، وهي حصيلة عمل شاق وبحث استغرق من المؤلف سنوات طويلة، بمساعدة فريق عمل من باحثين مساعدين ومترجمين.

 وقد تحدث المسيري عن تجربته مع الموسوعة في كتابه الضخم "حياتي الفكرية"، ولكن للأسف فإن المتوفر في دار النشر والأسواق هو الموسوعة المختصرة فقط ولا أدري ما هي أسباب عدم طباعة الموسوعة كاملة؟

وإضافة إلى الموسوعة قمت باقتناء كتب أخرى للمسيري مثل كتاب "رحلتي الفكرية.. في البذور والجذور والثمر"، وهو أحد أروع السير الفكرية التي قرأتها في حياتي إذ إنه ينقل القارئ إلى محطات فكرية مختلفة من حياة المسيري ومنها قصته مع الكتب التي ألفها وخاصة المختصة بالصهيونية، بالإضافة إلى كتاب مهم أيضاً بحجم صغير نسبيا بعنوان "الصهيونية والحضارة الغربية".

ومن الكتب المهمة التي اقتنيتها خلال الطوفان كتابان مهمان جدًا لمعرفة الحركات اليهودية داخل "إسرائيل" والمبادئ التي تقوم عليها وطرائق تفكيرها، وهما "الأحزاب الدينية الإسرائيلية ودورها في صنع القرار السياسي" وكتاب "الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل" وكلاهما للدكتور محمد عمارة تقي الدين.

وبما أن الأدب يمثل أحد أعمدة الحركة الصهيونية التي من خلالها تسعى إلى الانتشار عبر توظيف الأساطير اليهودية لخدمة أهدافها السياسية، فإنه من المهم جدا الاطلاع على الدراسات الأدبية النقدية التي تحلل الأدب الصهيوني وعلاقته بالصهيونية، ومن الكتب التي حرصت على قراءتها دراسة مهمة جدا بعنوان "الأدب الصهيوني والاستشراق.. التضليل والصور الاختزالية" للباحث يوسف يوسف.

وأخيرًا.. هناك مقولة منسوبة لوزير الدفاع الصهيوني الأسبق موشي ديان: "إن العرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا يطبقون"، ومن يتأمل اليوم موقف كثير من المثقفين والكتاب العرب للأسف يجد أن كثيرًا منهم منفصلون تمامًا عمّا يحدث اليوم في غزة وجنوب لبنان، فهل تنطبق عليهم المقولة المنسوبة لموشي ديان، أم أنه الخلاف الآيديولوجي أو الفكري، وإن لم يكن الخلاف الفكري، فهل السبب هو الخوف من الحرمان من الدعوات للمهرجانات الثقافية والجوائز الأدبية؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قصائد "العازي" و"المنكوس" تنثُر جمالياتها في "أبوظبي الدولي للكتاب"

 

أمسية استثنائية شهدت محاضرة حول "الموسوعة العلمية للشعر النبطي" و مشاركة نجمان من "أمير الشعراء"

 

أبوظبي- الرؤية

تواصلت الأمسيات الشعرية في مجلس "ليالي الشعر"، أحد أبرز برامج معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، وسط حضور واسع من الشعراء والمهتمين بالشعر الشعبي والفنون التراثية الأصيلة في دولة الإمارات.

وتنوعت فقرات المجلس التي أقيمت على مدار أمسيتين شعريتين، احتفتا بجماليات الشعر النبطي وفنونه المتوارثة، وقدّمتا نماذج إبداعية تمزج بين العمق التراثي والتألق المعاصر.

واستُهلت الأمسية الأولى بجلسة حملت عنوان "أصوات شعبية إماراتية"، قدّمها الإعلامي محمد العامري، واستضاف فيها الشاعرين بخيت المهري ومحمد بن عزيز الشحي، إذ قدّما نماذج من فن المنكوس، أحد أبرز ألوان الغناء البدوي، والذي يشتهر بطابعه الشجي واعتماده على بحر الطويل، وغالباً ما يُعبر عن الوجد والغزل والفخر.

وسلطت الجلسة الضوء على فن "العازي"، الذي يُعد من الفنون التراثية غير المادية المُدرجة على قائمة اليونسكو، ويتميّز بأدائه الجماعي الذي تتوسطه شخصية "العازي"، الشاعر صاحب الصوت القوي والحضور اللافت، وهو يلقي قصائد الفخر والحماسة بإيقاعات متعدّدة، تترافق مع صمت الطبول وتجمّع الجمهور في دائرة احتفالية تحاكي روح البادية.

وفي الأمسية الثانية، قدّم الدكتور غسان الحسن، أحد أبرز الباحثين في الشعر النبطي، محاضرة حول "الموسوعة العلمية للشعر النبطي"، والتي ألّفها بعد سنوات من البحث والتقصي العلمي، وناقشه خلالها الإعلامي عارف عمر. واستعرض الحسن خلال الجلسة دوافعه لتأليف الموسوعة، والصعوبات التي واجهها في جمع المادّة وتبويبها، موضحًا أن العمل المؤلف من 20 جزءاً يشكّل مرجعًا غير مسبوق في دراسة الشعر النبطي من حيث تاريخه، وأوزانه، وتفعيلاته، وبيئته الثقافية، والاجتماعية.

وأكّد أن الموسوعة تسعى لتوثيق الشعر النبطي كتراث حي ومكوّن أساسي من هوية الخليج العربي، مشيرًا إلى دورها في إغناء البحوث الأكاديمية، والمشاريع الثقافية التي تهتمّ بالفنون الشعبية.

واختُتمت الأمسية الثالثة باستضافة اثنين من ألمع نجوم برنامج "أمير الشعراء"، وهما الشاعرة علياء السيفي والشاعر عبد الرحمن الحميري، في جلسة حوارية أدارتها الإعلامية لمياء الصيقل، إذ تحدّث الضيفان عن بداياتهما الشعرية، وتجربتهما في البرنامج الذي أتاح لهما مساحة للتألق والوصول إلى جمهور واسع، ثم قدّما مجموعة من أجمل قصائدهما، التي تنوعت بين الغزل، والرؤية الوجدانية، العاطفية العميقة، وسط تفاعل كبير من الحضور.

ويحظى مجلس "ليالي الشعر"، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، إذ يقام ضمن فعاليات المعرض بهدف تسليط الضوء على أصالة الشعر النبطي، وفنونه المتعددة، واستضافة نخبة من شعراء ومختصي التراث الشعبي. وشهدت الأمسيات حضوراً لافتًا من المهتمين والباحثين، وعلى رأسهم الدكتور سلطان العميمي، المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في الهيئة.

مقالات مشابهة

  • حكم صلاة الناس خلف إمام جالس لعذر مرضي.. أزهري يجيب
  • الموسوعة السعودية “سعوديبيديا” تعرض تجربتها في الأمم المتحدة
  • صفعة جديدة للأمريكي.. طوفان بشري مليوني بصنعاء إسناد لغزة وتحديا للولايات المتحدة
  • قصائد "العازي" و"المنكوس" تنثُر جمالياتها في "أبوظبي الدولي للكتاب"
  • قصة مواطن تعلم حياكة البشت قبل تعلم القراءة والكتابة.. فيديو
  • «الحرية المصري»: لم يتم الاستقرار على عدد المرشحين لارتباطه بالقانون |فيديو
  • المراجعات الفكرية الثاقبة.. زكي نجيب محمود مثالًا
  • هل نحتاج الكتاب اليوم؟
  • موسوعة غينتس
  • حماية الملكية الفكرية : النشر سند قانوني لصاحب المنتج الإبداعي .. فيديو