لأول مرة.. السيمفونية العُمانية "ثلاثية غزة" للموسيقار ناصر الطائي في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
◄ انطلاق العرض الدولي الأول اليوم على مسرح الجمهورية بالأوبرا المصرية
◄ الرحبي: للموسيقى دور محوري في تعزيز التضامن بين الشعوب
◄ الطائي: "الثلاثية" تترجم مشاعر الواقع وتُسلط الضوء على دور الفن في المقاومة
◄ "ثلاثية غزة" تهدف لرسم خارطة طريق جديدة للأغنية العُمانية وصولًا للعالمية
الرؤية- مدرين المكتومية
يحتضن مسرح الجمهورية التابع للأوبرا المصرية، في القاهرة اليوم الأحد، العرض العالمي الأول "ثلاثية غزة"، للموسيقار العُماني الدكتور ناصر بن حمد الطائي؛ وذلك ضمن فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الثاني والثلاثين.
ويعد "ثلاثية غزة" هو أول عمل عُماني مخصص للعزف وفق أسلوب الأوركسترا الغربية التي تمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية وتعكس روحانية الشرق وعمقها الوطني، إذ تقدم العرض السوبرانو المصرية أميرة أحمد والفنانة السورية لينا شماميان، فيما يقود الأوركسترا المايسترو المصري جورج قُلته.
وقال الموسيقار الدكتور ناصر بن حمد الطائي إنَّ "الثلاثية" تشكل انعكاسًا حضاريًا ملموسًا لمدى تأثر الموسيقى العربية بشكل عام والعُمانية بشكل خاص، بالتجارب الغنائية الغربية وخصوصًا تلك التي ظهرت في القرن التاسع عشر.
وأشار الطائي إلى أنَّه على الرغم من القالب والإطار الغربي لـ"الثلاثية"، إلّا أن العمل يمزج بين روحانية الشرق وبين الإطار الغربي واللحني المبني على أنماط ورقصات الفالس والتانغو والتعددية اللحنية، مضيفًا: "تكمن الجذور العُمانية في الاختيارات النصية، حيث تم تأليف كلمات الأغنية الأولى (روح الروح)، والاعتماد في الأغنية الثالثة على قصيدة (وحيدة غزة) للشاعر العُماني سماء عيسى، أما الأغنية الثانية (غزة هاشم) فهي من كلمات الشاعر الفلسطيني محمد يوسف العمور".
وأوضح الدكتور ناصر بن حمد الطائي أنَّ "ثلاثية غزة" تنسجم مع ثيمة المهرجان عن "التأثير والتأثر"؛ حيث يستقي العمل من الإطار الغربي والتوزيع الأوركسترا والتنقلات السُلّمية وتعددية الأوزان الموسيقية، ولكنه يأخذ بعدا شرقياً من حيث احتكامه لأسس الموسيقى الشرقية وثيمة الحزن والنوستالجيا المتأصلة في الموسيقى الشرقية، لتجتمع الأغاني الثلاثة رغم اختلافها في سلالم المينور المظلمة.
وتابع الطائي قائلًا: "بعد أكثر من 50 عامًا من انفتاح السلطنة على العالم، يخرج عمل سيمفوني غنائي هو الأول من نوعه ليترجم مشاعر الواقع؛ حيث يتعرض قطاع غزة لحملة إبادة جماعية من الكيان الصهيوني الغاشم أمام العالم كله، ومن هذا المنطلق فإننا في (الثلاثية) نشدد على أهمية دور الفنون في المقاومة والتعبير عن مبادئ الحب والحرية والسلام، والتي هي متأصلة في ثقافتنا العربية منذ الأغاني الوطنية لسيد درويش، مرورًا بمدرسة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في جمهورية مصر العربية، والمدرسة الرحبانية ومارسيل خليفة في لبنان، وأغاني الناس الغيوان وجيل جلالة في المغرب، والفولكلور الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال ويمجد مبادئ الحرية والعدالة ويدعو لغد أفضل عن طريق الفنون".
من جهته، قال سعادة عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية، إنه على امتداد التاريخ البشري، كانت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحضارة الإنسانية، باعتبارها لغة عالمية تخاطب النفس البشرية بشكل مُباشر، وتلامس وجدان الإنسان عبر العصور والثقافات المختلفة، خاصة تلك التي تتبنى قيمًا إنسانية سامية مثل السلام والحرية، لأنها تقوم بدور محوري في تعزيز روح التضامن بين الشعوب، ورفع الروح المعنوية في مواجهة التحديات.
وأضاف: "بعد ما يزيد عن نصف قرن من انفتاح السلطنة على العالمين العربي والغربي، يخرج عمل سيمفوني غنائي هو الأول من نوعه ليترجم مشاعر العرب؛ حيث يتعرض قطاع غزة لحملة إبادة جماعية فيأتي هذا العمل للدكتور ناصر الطائي، ليعرض لنا صورة فنية جديدة وفريدة تمزج بين الفنون الشرقية والغربية".
وأكد: "وإيمانًا من الطائي بالدور الهام للموسيقى في كتابة التاريخ ودعم الصمود الباسل في غزة، أتت (ثلاثية غزة) لتجسد الألم والأمل، ولتُسقط القناع عن همجية الاستيطان الغاصب وترفع صوت الحرية والأمل إلى آفاق مجيدة، كما أن هذا العمل الفني يولد من منصة عريقة هي مسرح الجمهورية بالقاهرة، حيث عرضها العالمي الأول، وهي ولادة تمنحها شهادة جدارة نحسب أنها تستحقها".
وذكر الرحبي أن وجود الموسيقى العُمانية في القاهرة- عاصمة الفن العربي- يؤكد عمق العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين، وهي أحد أبرز عناصر القوة الناعمة التي تربط بين الدول العربية في العصر الحديث، مشيرا إلى أن "الثلاثية" تنسجم مع السياسة العُمانية الواضحة التي تدعو لوقف العنف ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة.
وقالت الأستاذة الدكتورة شيرين عبد اللطيف بدر أستاذة الموسيقى العربية ورئيسة اللجنة العلمية لمؤتمر الموسيقى العربية، إن "ثلاثية غزة" تشكل انعكاسًا لمدى التأثير والتأثر فى الموسيقى العربية بشكل عام، والموسيقى العُمانية بشكل خاص، لافتة إلى ان هذه المحاولة الجادة والفريدة من نوعها تتوافق مع إشكالية مؤتمر الموسيقى العربية فى دورته الثانية والثلاثين؛ حيث تناولت كتابة الأغنية العُمانية للأوركسترا الغربية، خاصة وأن "الثلاثية" تمزج بين روحانية الشرق وأنماط الموسيقى الغربية.
وأضافت أن الأغنية الأولى "غزة هاشم" من كلمات الشاعر الفلسطيني محمد يوسف العمور، والثانية "روح الروح" من كلمات المؤلف الموسيقي الدكتور ناصر الطائي، فيما تأتي الأغنية الثالثة "وحيدة غزة" وهي قصيدة من كلمات الشاعر العُماني سماء عيسى.
وأكدت أن "ثلاثية غزة" عمل سيمفوني عُماني وعربي يعكس التأثير والتأثر والتفاعل مع الحضارة الغربية في قالب جديد وفريد من نوعه، ويُعيد للموسيقى العربية إرثها الروحي ويحاكي الغرب فى استخدام المؤلف الموسيقى للقالب الأوركسترالي الغربي.
يُشار إلى أنَّ "ثلاثية غزة" بمثابة عمل سيمفوني عُماني يُقدم في قالب جديد وفريد من نوعه؛ إذ إنه يعيد للموسيقى العربية إرثها الروحي والوطني التليد ويحاكي الغرب بقالب أوركسترالي غني وأخاذ.
وقد كُتبت "ثلاثية غزة" في صيف 2024، بعد أشهر من انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي سلطت الضوء على حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الكاملة وحقه في السلام.
وتهدف "الثلاثية" إلى رسم خارطة طريق جديدة للأغنية العُمانية تخرج فيها من الحيز المحلي إلى العالم العربي وإلى العالمية، بالإضافة إلى التأكيد على دعم القضية الفلسطينية والعمل على الارتقاء بالموسيقى العربية والأغنية العربية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مهرجان ليوا الدولي يترقب منافسات «الخيول العربية»
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
يستعد عشاق رياضة الفروسية لبدء منافسات مسابقة الخيول العربية، يوم الاثنين بالميدان المخصص لهذه السباقات، في منطقة تل مرعب، ضمن «مهرجان ليوا الدولي 2025»، والذي يتوقع أن يشهد إقبالاً كبيراً من عشاق تلك الرياضة، سواء من المشاركين أو الجمهور الكبير الذي يتابع منافسات مهرجان ليوا الدولي من داخل الدولة وخارجها.
ينطلق سباق الخيول العربية الأصيلة عبر شوطين، وتبلغ مسافة الشوط الأول 2100 متر، فيما ستكون مسافة الشوط الثاني 1400 متر، وحددت اللجنة المنظمة مجموعة من الجوائز القيمة للفائزين بالمراكز الأولى في السباق الذي تنطلق فعالياته في الساعة الثالثة والنصف عصراً، قبل بدء منافسات التحدي بين المشاركين.
وحددت اللجنة المنظمة مجموعة من الاشتراطات والمعايير اللازمة للمشاركة في السباق، ومنها أن يكون سباق الخيول العربية الأصيلة مخصصاً للخيول ذات التوليد المحلي فقط، وألا يقل عمر المتسابق عن 18 عاماً، وأن تكون سعة الشوط الواحد 12 جواداً فقط من البوابة، ويجب إحضار الجواز الأصلي للجواد المشارك «واهو» ويشترط ارتداء خوذة الرأس، على أن يتم فحص الخيول من قبل اللجنة المنظمة، ويحق للمالك المشاركة بجواد واحد في كل شوط، كما يشترط أن تحمل جميع الخيول شريحة إلكترونية.
يعتمد سباق الخيول العربية الأصيلة على سرعة الخيل ومهارة الفرسان، وهو من الرياضات التي عرفتها المنطقة قديماً، ويستمتع بها الملايين من عشاقها، كما تولي الإمارات اهتماماً متزايداً بالفروسية، ونشر ثقافتها عالمياً، من خلال الفعاليات والبطولات التي تنظمها، الأمر الذي أسهم بشكل فاعل في نشر القيم والثقافة الإماراتية على نطاق واسع عالمياً.
وتضطلع الإمارات بدور كبير في تنظيم وإقامة السباقات والفعاليات محلياً وحول العالم على مدار العام، وهو ما أسهم في تأكيد المكانة المرموقة للدولة، وتطوير سباقات الخيول في العالم، ودعم مساعي الحفاظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة، وتشجيع المربين على الاهتمام بها ورعايتها في القارات المختلفة.
ونظراً لما تمثله الرياضات التراثية من أهمية لدى عشاق تلك المسابقات، حرصت اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا الدولي على اتخاذ الترتيبات والتجهيزات اللازمة لإنجاح المسابقات، وخروج المهرجان بالمستوى المتميز الذي يلبي طموحات الآلاف من عشاق التحدي والمغامرة والإثارة، بجانب أصحاب العراقة والأصالة في المسابقات التراثية من المشاركين والزوار والجمهور الكبير الذي يحرص على حضور المهرجان ومتابعة فعالياته الشيقة والمميزة، والتي تم اختيارها بعناية لتلائم احتياجات الجميع، بعد أن أصبح «ليوا الدولي» مهرجاناً للجميع، ونجح في وضع اسمه ضمن «روزنامة» الفعاليات الرياضية والسياحية المتميزة في المنطقة.
وقال علي الهاملي، أحد المهتمين بسباقات الخيول العربية الأصيلة، إن مهرجان ليوا الدولي أصبح من العلامات المتميزة لعشاق رياضة الفروسية والخيول العربية الأصيلة، نظراً للاهتمام برياضة الخيول العربية، من خلال المسابقات التي ينظمها، ويشارك فيها نخبة من أشهر ملاك الخيول، وكذلك أمهر الفرسان، لذا يوجد الآلاف من عشاق تلك الرياضة في موقع سباق المهرجان في «تل مرعب»، سواء من المشاركين أو الجمهور من محبي سباقات الخيول العربية الأصيلة.