تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون في الضفة
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
شهدت مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، اليوم السبت، سلسلة من الاعتداءات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون على المزارعين الفلسطينيين، حيث استهدفت الاعتداءات تحطيم أشجار الزيتون ومهاجمة المزارعين ومنعهم من جني المحصول.
وتركزت الاعتداءات في مناطق شرق مدينة رام الله وجنوب نابلس وشمال سلفيت، كما ورد في تقارير محلية.
وهاجم مستوطنون من مستوطنة "يش كودش" المزارعين أثناء قيامهم بقطف الزيتون في المنطقة الشرقية في قرى قصرة وجالود ودوما جنوب نابلس. وهددوهم بالسلاح، مما أجبرهم على مغادرة المكان وذلك بحسب رئيس بلدية قصرة هاني عودة.
وقال عودة إن جيش الاحتلال اقتحم المنطقة في وقت مبكر من صباح السبت، وأمر المزارعين بإخلاء الأرض تحت ذريعة "أسباب أمنية".
وأكد رئيس مجلس قرية دوما، سليمان دوابشة، أن قوات الاحتلال لاحقت المزارعين في الجهة الغربية للقرية، ومنعتهم من الاقتراب من شارع "ألون" الاستيطاني. وأوضح أن استمرار هذه الإجراءات يهدد الموسم الزراعي لهذا العام بالكامل.
وفي قرية ياسوف شمال سلفيت، أقدم مستوطنون من مستوطنة "تفّوح" على قطع 10 أشجار زيتون مثمرة. وأوضح رئيس مجلس القرية، وائل أبو ماضي، أن هذه الأشجار تعود ملكيتها لأهالي القرية، وتزيد أعمارها عن 25 عاما.
وأشار أبو ماضي إلى أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سلسلة من الهجمات شهدتها القرية منذ بداية الشهر، وشملت تخريب ممتلكات المواطنين وإرهابهم بشكل متواصل.
وفي قريتي المغير وترمسعيا شرق رام الله، تعرضت عائلة فلسطينية لهجوم من قبل مجموعة مستوطنين مسلحين خلال قطفهم ثمار الزيتون.
اعتداءات متواصلةوقال رئيس مجلس القرية، أمين أبو عليا، إن الهجمات قامت تحت حماية جيش الاحتلال، مضيفا أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، حيث مُنع المزارعون في العام الماضي من الوصول إلى تلك الأراضي لقطف الزيتون.
وتظهر التقارير أن الاعتداءات على المزارعين الفلسطينيين وحقولهم تتزايد بشكل ملحوظ خلال موسم قطف الزيتون، والذي يمتد عادة بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. وتتراوح تلك الاعتداءات بين سرقة ثمار الزيتون، واقتلاع الأشجار، وتهديد المزارعين بالسلاح.
ووفقا للإحصائيات الفلسطينية، تم تدمير نحو 278 ألف شجرة زيتون منذ عام 2012، معظمها بسبب الاعتداءات الإسرائيلية والمستوطنين.
وتتوقع وزارة الزراعة الفلسطينية عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون هذا العام نتيجة هجمات جيش الاحتلال والمستوطنين، مما سيؤدي إلى فقدان نحو 15% من محصول الموسم.
وقد كان موسم 2023 صعبا بشكل خاص على المزارعين الفلسطينيين، حيث تزامن مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الاعتداءات في الضفة الغربية.
وأفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن القيود على الحركة والعنف من المستوطنين وجيش الاحتلال تسبب في صعوبات كبيرة للمزارعين الفلسطينيين في موسم الزيتون لهذا العام، مما يهدد بتفاقم الخسائر الاقتصادية والزراعية في المناطق الفلسطينية.
وتأتي هذه الاعتداءات في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 140 ألف فلسطيني حتى الآن. كما توسعت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد 749 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و250 شخصا واعتقال أكثر من 11 ألفا و100 شخص منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات فی الضفة
إقرأ أيضاً:
كيف رمضان بدون الأقصى؟ سؤال ينكأ جراح فلسطينيي الضفة
انتصف شهر رمضان المبارك، ومرت الجمعة الثانية في المسجد الأقصى بحضور 80 ألف مصل فقط، في انخفاض واضح مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجلّت الجمعة الثانية عام 2023 حضور 250 ألف مصل، وذلك بفعل تضييقات الاحتلال غير المسبوقة للعام الثاني على التوالي على دخول فلسطينيي الضفة الغربية المدينة الفلسطينية المقدسة المحتلة.
ورغم أن الدخول لم يكن متاحا وسهلا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنه لم يكن بهذه الصعوبة، حيث حصر الاحتلال دخول فلسطينيي الضفة إلى القدس في رمضان بيوم الجمعة، وحدد عدد المسموح لهم أسبوعيا بـ10 آلاف فقط.
كما اشترط توفر تصريح دخول وبطاقة ممغنطة (بطاقة ذكية تصدرها سلطات الاحتلال) سارية المفعول، ومغادرة القدس قبل حلول المساء، وحدد أعمار الداخلين بمن تجاوزت أعمارهم 55 عاما للرجال و50 عاما للنساء وأقل من 12 عاما للأطفال، مما يعني حظرا تاما لدخول عنصر الشباب، وانتقاء 10 آلاف من أصل نحو 3 ملايين و400 ألف نسمة هم سكان الضفة المحتلة.
#صابرون: اعتقال 11 شاباً من عمال الضفة الغربية غرب القدس المحتلة بحجة الدخول دون تصاريح. pic.twitter.com/76DgBkCn72
— صابرون (@SabronPS) February 25, 2025
إعلان من صعب إلى أصعبخلال السنوات الماضية، كان السبيل أمام الممنوعين من دخول القدس عدة طرق للوصول إلى الأقصى: القفز من فوق جدار الفصل العنصري ، أو المرور من ثغرة فيه، أو دفع مبالغ كبيرة والاختباء داخل مركبة تمر من الحاجز العسكري وسط مخاطر عالية قد تصل حد الاعتقال والسجن أو الأذى الجسدي.
وحتى تلك الطرق الخطيرة لم تعد متاحة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث شدد الاحتلال إجراءاته على الحواجز ومحيطها، وصاعد من تنكيله بحق من يتم القبض عليهم خلال محاولتهم دخول القدس أو بعد نجاحهم في الدخول.
كما عمدت شرطة الاحتلال -في انتهاك غير مسبوق- إلى اقتحام المسجد الأقصى ومصلياته خلال ساعات الفجر أو صلاة القيام، والبحث بدقة عن أي مصل من الضفة يحمل الهوية الفلسطينية، الأمر الذي أنهى حالة الأمان التي كان يعيشها الفلسطيني داخل المسجد ممن استطاع الوصول بشق الأنفس.
وفي ظل ذلك المنع والتقييد، سألت الجزيرة نت بعضا من فلسطينيي الضفة الذين اعتادوا الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وحرموا هذا العام. فأجابوا أن رمضان كان على الدوام فرصة ذهبية لوصال الأقصى الشريف، وسط تخوفات أن يصبح هذا المنع أمرا واقعا بسبب تمريره للعام الثاني، مستذكرين أهالي قطاع غزة الذين يحظرون تماما عن المسجد الأقصى.
"يوميا أشاهد الصور ومقاطع الفيديو التي كنت التقطتها في الأقصى، وأعيش على ذكرياتها، وأبكي شوقا" هذا ما قالته شذى حسن من مدينة رام الله شمال القدس، مضيفة أنها تنتظر رمضان سنويا بفارغ الصبر "لأنه كان الأمل الوحيد لدخول المسجد".
وتصف المواطنة رمضان الحالي والماضي بـ"الموحش" مضيفة أن المسجد الأقصى هو الدواء لقلبها. وأكملت "أكثر ما أشتاق إليه وأفتقده جدا هو اعتكاف العشر الأواخر، وبالرغم من كل التحديات التي كانت تواجهنا آنذاك إلا أن لتلك الأيام والليالي سعادة خاصة".
أما إباء شريدة من مدينة نابلس شمال الضفة، فقالت إنها تذهب إلى المسجد الأقصى برفقة عائلتها منذ عمر السادسة، ومنذ ذلك الحين حتى عمر الـ23 لم تقطع الصلاة في المسجد الأقصى في رمضان أبدا.
إعلانوأضافت بتأثر "بالنسبة لي رمضان هو المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى هو رمضان، أنا بدون المسجد الأقصى حرفيا كالسمكة بدون ماء، وهذا أول رمضان يمر عليّ بدون الأقصى".
واختنقت العبرات في عيني براءة وأثرت على صوتها الذي ارتجف قائلا "أحاول أن أتناسى، وألا أشاهد أي مقطع متعلق بالأقصى.. لقد كان رمضان يشحننا لسنة كاملة، فوجودنا في الأقصى المبارك كان يشعرنا بقيمة الرباط ، كنا نُذل في الطريق ونتعب كثيرا لكن ذلك كان يزول بمجرد رؤية القبة الذهبية".
#شاهد | مسن فلسطيني يتحدث بحرقة عن منع الاحتلال دخوله إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى في الجمعة الثانية من رمضان pic.twitter.com/BE1ONss4jz
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 14, 2025
الأقصى حياة كاملةيستذكر محمد النتشة من مدينة الخليل (جنوب الضفة) رفقاءه في الاعتكاف وشد الرحال إلى الأقصى والذين غيّبتهم سجون الاحتلال أو استشهدوا برصاصه خلال الأشهر الماضية، ويقول "لم تكن الطريق يوما معبّدة إلى الأقصى، ومهما ضاعفوا العقبات سنحاول بعون الله ونأمل أن نصله ونعتكف فيه، كلما ذهبنا إلى الأقصى ازداد الشوق.. إنه حياة كاملة".
وفور أن سألنا "ب ش" التي فضلت عدم نشر اسمها: ماذا يعني رمضان بدون الأقصى؟ وانهمرت دموعها ودعت "يارب لا تحرمنا، يا رب رُدّنا إليه وأكرمنا" وكان التأثر واضحا على الشابة وهي ترى المستوطنين من جميع أنحاء الضفة يقتحمون المسجد الأقصى بكل سهولة، بينما تمنع هي بشكل كامل منذ عامين.
وقد وصفت صعوبة الوصول قائلة" كنا نتعرض لأعلى درجات القهر والذل والإهانة أثناء محاولتنا الوصول إلى المسجد الأقصى سابقا، وكنا ندفع مبالغ مالية وصلت إلى 140 دولارا على الفرد لقطع مسافة قصيرة نحو القدس".
وختمت قائلة "الأقصى بوصلة الأمة، فإذا ضاعت البوصلة ضاعت الأمة، كل الطوفان قام لأجل الأقصى، ووفاء للدماء النازفة يجب أن نحافظ عليه، وكلنا يقين بأن الله سيردنا إلى المسجد الشريف قائمين معتكفين بصحبة إخواننا في غزة".
إعلان