العالم الجديد يتبلور: والعراق بلا بوصلةٍ ولا قبطان!
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد : عندما نقول ان العالم الجديد آخذ بالتبلور فهو ليس كلاما عابراً بل هذه حقيقة باتت ثابتة. والدول التي تمتلك قيادة حكيمة وفيها رجال دولة استعدت مبكرا اولا، وحددت اتجاهاتها وبوصلتها ثانيا، وعرفت أين تقف ثالثا لتنتقل مع دول العالم وبسلام إلى فضاء العالم الجديد. إلا العراق ومنظومة الدول الفاشلة في العالم فهي تترنح في مكانها ،ولا تمتلك ادنى الخطط والاستراتيجيات لعملية الانتقال للعالم الجديد.
اولا:- وقد يسأل سائل او متابع لوضع العراق ويقول “لماذا أصبح العراق الذي يعتبر دولة محورية في الشرق الأوسط، ودولة رأس بامتياز فكيف اصبحت ذيلا للآخرين؟ وكيف اصبح دولة فاشلة؟ وكيف قبل العراقيين بذلك ؟ وهو سؤال يسمعه العراقيين اينما ذهبوا وسافروا !.
والجواب عن هذا السؤال يجب ان يكون بمنتهى الشجاعة وهو :
١- ان الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا دولتان قادتا غزو العراق واحتلاله استنادا إلى أكاذيب وبدلا من بسط النظام الديموقراطي الحقيقي وبناء المؤسسات تركتا حدود العراق سائبة لسنتين وبشكل متعمد. فدخل العراق ولأول مرة تنظيم القاعدة الارهابي وجميع الخلايا والتنظيمات المتطرفة في دول الجوار ولم تعترضهم أمريكا وبريطانيا وقوات التحالف كواجهة احتلال وهي المسؤولة عن كل شيء في العراق حينها . فعبثت تلك التنظيمات الارهابية والمتطرفة في العراق وفي النسيج الاجتماعي العراقي ( المسالم الوسطي الذي لا يعرف الطائفية والكراهية والتطرف من قبل )فأصبح الجسد العراقي ولأول مرة مشوهاً بعدوى التطرف والإرهاب والطائفية والكراهية !
٢-الولايات المتحدة وبريطانيا ودول التحالف سمحتا لإيران ان تتوغل داخل العراق وتتمدد وتتوغل داخل المجتمع والنسيج العراقي والطائفي( ومن الجانب الآخر :منعت واشنطن ولندن الدول الخليجية والعربية من مساعدة العراقيين بالتصدي للخلايا الأرهابية ولإيران ) والسبب لكي ينمو المشروع الطائفي ولاول مرة في العراق و الذي بدأته تنظيم القاعدة ومنظمات متطرفة ” سنية ” ،وجاءت إيران لتكمل المشروع الطائفي بنصفه الشيعي. وبالفعل ولدت الطائفية البغيضة والتفكك الاجتماعي وتنامت الكراهية والمناطقية والطائفية بين العراقيين !
٣-وتركت واشنطن ولندن إيران تتحرك وتتوغل وتعمل وتنظم مايحلو لها في العراق بشرط لا تضايق ولا تهدد التوغل الاسرائيلي السري داخل العراق والذي كان تحت العباءتين الاميركية والبريطانية ولسنوات طويلة ( وان مفاوضات السفير الاميركي في العراق كروكر والسفير الإيراني في العراق قمي قبل سنوات طويلة هدفها وضع استراتيجية عدم الاحتكاك بين الإيرانيين والاسرائيليين في العراق مقابل السكوت عن التوغل لإيراني في العراق سياسيا واقتصاديا وامنيا واجتماعيا وطائفيا )وبالفعل حدث ذلك !
٤- سمحت امريكا وبريطانيا ولأول مرة في تاريخ العراق ان يهيمن رجال الدين والمرجعيات الدينية على النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني في العراق وبدعم إيراني كبير. فتجذر النظام الثيوقراطي والإقطاع السياسي بدلا من النظام الديموقراطي فولد من رحم الثيوقراطية والإقطاع السياسي عشرات الديكتاتوريين والديكتاتوريات في العراق.ونتيجة ذلك ولدت ثنائية استبدادية لحكم العراق( دينية وسياسية وعائلات ) منذ عام ٢٠٠٥ وحتى الساعة وتحت مرأى الاميركيين والبريطانيين ودول الغرب . وكان ولازال شعارهم ( نهب الدولة وأصولها ) عملاً وفعلاً وشعاراً وممارسة منذ ٢٠٠٥ وحتى الساعة!
ثانيا : يعتبر نقل الحالة اللبنانية ( اللبننة ) نحو العراق لتصبح قاعدة سياسية و نظام وحكم وادارة في العراق وبدعم ايراني ودعم رجال الدين في العراق والذي لعبت ايران بذلك دورا خطيرا في تفكيك العراق كدولة وتفكيك المجتمع كناس ومرجعيات اجتماعية وقبلية ودينية. فتلك الحالة اللبنانية التي نقلوها للعراق جلبوها بادنى مستوياتها فدمرت جميع ميادين الحياة في الدولة العراقية وعطلت كل شيء واصبح اعتماد العراق كدولة ومجتمع على ايران وبعدها تحول العراق إلى سوق استهلاكي لإيران وتركيا. وبسبب ذلك زحف العراق ليكون ضمن الدول الفاشلة عالميا وتربع لسنوات طويلة في هذه القائمة . لا بل اصبح في العراق دويلات سياسية ودينية ومليشياتية وفئوية هي اقوى من الدولة والحكومة. وتمارس مايحلو لها من نهب وسلب وقمع وفساد واخراس وانتهاك لحقوق الإنسان ومحاربة حرية التعبير !
ثالثا : وبسبب ماجاء أعلاه تراجعت الوحدة الوطنية ، ونُبذت الثقافة الوطنية والعربية وتم تمييع وسحق التاريخ العراقي الوطني والحضاري والاجتماعي .وحُوربت العروبة وقومية الشعب العراقي بل تم احتقارها وهي العربية( علما هي شرف لكل مسلم وعربي لانها تمتد إلى الرسول العربي محمد ص والى اهل البيت عليهم السلام ). فصار الشيعي الوطني المعترض لأساليبهم صداميا وبعثيا ، وصار السني الوطني المعترض ارهابيا ووهابيا وتكفيريا .وترسخت ثقافات جديدة في العراق وجميعها وافدة مثل ” التجهيل ، والخرافة ، والتجارة بالدين ، وتبرير سرقة ثروات الشعب، ونشر المخدرات ، والسماح للتمييع والمثلية والجندر ، ومحاربة الزراعة والصناعة والكهرباء والصحة والتعليم ، وتدمير الجامعات والمدارس الحكومية ، وترسيخ القبلية والطائفية والحزبية والصنمية والذيلية، وتدمير التراث ، وسرقة أثار وحضارة العراق وطمسها ” وختموها باستيراد تنظيم داعش الارهابي الذي دمر نصف العراق ب” فيلم هندي”
واخيراً اصبح الذي ينتقد إيران صهيونياً ” وهذه موضة جديدة ” . علما نحن لسنا مع إيران ولا مع اسرائيل بل مع العراق !
سمير عبيد
١٢ اكتوبر ٢٠٢٤ user
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العراق
إقرأ أيضاً:
العراق وبريطانيا يتفقان على حزمة تجارية تصل إلى 15 مليار دولار
وقع رئيس وزراء المملكة المتحدة، كير ستارمر، ورئيس مجلس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، اتفاقية شراكة وتعاون واسعة النطاق، بشأن التجارة والتعاون الاقتصادي والاستراتيجي.
وأوضح مجلس الوزراء العراقي في بيان، الأربعاء، أنه تم الاتفاق بين الجانبين على حزمة تجارية بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني (15 مليار دولار)، والتي تعادل أكثر من 10 أضعاف إجمالي التجارة الثنائية في العام الماضي، وستكون مدعومة بسلسلة من اتفاقيات ضمان الصادرات، لتعزيز العلاقة التجارية المتنامية بين البلدين.
جاء ذلك ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى المملكة المتحدة خلال الفترة من 14 إلى 16 يناير 2025.
واتفق البلدان على تطوير وتعزيز التعاون بين المملكة المتحدة والعراق في مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك التجارة والاقتصاد والاستثمار.
وناقش السوداني وستارمر، هدفاً مشتركاً يتمثل في زيادة الازدهار والتزامهما بتوسيع التجارة والاستثمار بين العراق والمملكة المتحدة، واتفقا على الاستفادة من خبرة القطاع الخاص في المملكة المتحدة في البنية التحتية الحيوية للمياه والطاقة والاتصالات والدفاع، وتأمين مشاريع استثمارية مستقبلية في قطاعات الطاقة النظيفة والأدوية والخدمات اللوجستية والخدمات المالية.
وأكدا أنه سيتم دعم ذلك من خلال مذكرة تعاون لتمويل الصادرات البريطانية (UKEF) من أجل تعزيز استثمارات القطاع الخاص وتمويله في العراق.
وضمت المشاريع المشتركة مشروع إزالة الألغام حيث تم تعيين شركات بريطانية لإزالة حقول الألغام القديمة في جميع أنحاء العراق، بعقد قيمته 330 مليون جنيه إسترليني.
كما تم الاتفاق على إعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية، حيث سيقوم خبراء من القطاع الخاص البريطاني بإعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني، بما يوفر للعراق تغطية دفاعية جوية.
وشملت الاتفاقيات مشروع المياه الشامل، حيث سيقود تحالف شركات بريطانية مشروعاً كبيراً للبنية التحتية للمياه بقيمة تصل إلى (5.3) مليار جنيه إسترليني من صادرات المملكة المتحدة، وسيؤدي ذلك إلى تحسين جودة المياه وريّ الأراضي الزراعية وتوفير المياه النظيفة في جنوب وغرب العراق، مما يحسن ظروف العيش لملايين العراقيين.
كما جرى تعيين شركة بريطانية لإنشاء البُنية التحتية واسعة النطاق لمحطّات تحلية ومعالجة المياه بمشروع مياه البصرة، بما يوفر المياه النظيفة لـ 3 ملايين عراقي في محافظة البصرة، وتبلغ قيمة هذا المشروع ما يصل إلى (3.3) مليار جنيه إسترليني من الصادرات البريطانية.
وضمت المشاريع مشروع الربط البيني لشبكة الكهرباء بين العراق والسعودية، حيث ستربط أنظمة نقل الطاقة البريطانية الصنع بين الشبكتين العراقية والسعودية، وهو مشـروع تبـلغ قيمـته (1.2) مليار جنيه إسترليني على الأقل.