تُعدّ الطائرات بدون طيار، أو ما يُعرف بالدرون، من أحدث التقنيات التي أثرت بشكل كبير على العديد من القطاعات، خاصة في مجالات اللوجستيات والمراقبة. حيث يتم استخدامها بشكل متزايد لتحسين كفاءة العمليات، وتعزيز السلامة، وتقديم حلول مبتكرة لتحديات متعددة تواجه الموانئ والمدن الصناعية. في هذا التقرير، نستعرض كيف يمكن لهذه القطاعات الاستفادة من استخدام الدرون، مع التركيز على التطبيقات العملية، والتقنيات المستخدمة، والتجارب الناجحة، وأهداف التنمية المستدامة.

تحسين كفاءة العمليات اللوجستية

يقول عماد بن عامر الرميمي، مبتكر ومختص في مجال الدرون والذكاء الاصطناعي: «تتعدد فوائد استخدام الدرون في تحسين كفاءة العمليات اللوجستية، حيث تُعد قدرة الدرون على مراقبة مناطق واسعة من الموانئ والمدن الصناعية بسرعة تفوق الطرق التقليدية من أبرز فوائدها. كما يمكن للدرون تحديد الأخطاء والملحوظات بسهولة، ما يتيح تحليل هذه البيانات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا النوع من المراقبة يسهم في الكشف المبكر عن المشكلات، ما يوفر الوقت والموارد».

كما يعد استخدام الدرون وسيلة فعالة لنقل الطرود الصغيرة والأدوات المهمة بسرعة عبر المناطق الحيوية. حيث توفر حلًا للحد من الازدحام وتقليل الوقت الضائع في عمليات النقل. كما تسهم أيضًا في تجميع بيانات دقيقة حول حركة البضائع والمركبات، ما يساعد على تحسين تدفق العمل وتقليل الزحام. كذلك، تستخدم تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد والذكاء الاصطناعي لفحص المخزون بالمستودعات الكبيرة بدقة وسرعة، ما يسهل تحديد الكميات المتوفرة والاحتياجات المستقبلية.

التطبيقات العملية للدرون في المراقبة وتحليل البيانات

وأشار الرميمي إلى أن التطبيقات العملية للدرون في مجال المراقبة وتحليل البيانات متعددة الأبعاد. وتُستخدم الدرون لمراقبة خطوط السكك الحديدية والجسور والمستودعات، ما يساعد في اكتشاف الأعطال مبكرًا والتقليل من حوادث السلامة، كما تقدم الدرون بيانات حية حول حركة المرور داخل الموانئ والمناطق الاقتصادية، ما يسهل تنظيم الدخول والخروج وتسهيل تدفق الحركة. حيث تُستخدم أيضًا لرصد الانبعاثات الضارة والتلوث في المناطق الاقتصادية، ما يُعزز جهود المراقبة البيئية ويساعد في تطبيق معايير السلامة البيئية.

التقنيات المستخدمة في تطبيقات الدرون

تستند تطبيقات الدرون إلى مجموعة من التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي (AI) الذي يُستخدم لتحليل البيانات بشكل متقدم واتخاذ قرارات في الوقت الفعلي، ما يُسهم في تعزيز كفاءة العمليات. تعتمد الدرون أيضًا على أنظمة تحديد المواقع (GPS) التي توفر دقة عالية في تحديد المواقع، ما يُسهل عمليات التوجيه والمراقبة، وتُستخدم الكاميرات الحرارية والتصوير ثلاثي الأبعاد لمراقبة المرافق بشكل فعّال واكتشاف الأعطال.

وقال الرميمي: «هناك العديد من التجارب الناجحة حول العالم التي توضح فعالية استخدام الدرون، ففي سنغافورة، تُستخدم الدرون في الموانئ لتفتيش السفن ورصد الحمولات، ما أسهم بتقليل وقت التفتيش وزيادة كفاءة العمليات اللوجستية. وفي نيذرلاند، استخدمت الدرون لمراقبة تدفق البضائع ومتابعة العمليات في ميناء روتردام، ما أدى إلى تحسين إدارة الموارد وزيادة الإنتاجية، وأما في الولايات المتحدة، فقد تم توظيف الدرون لرصد التسربات البيئية في حقول النفط والموانئ، بالإضافة إلى استخدامها في نقل الطرود، ما يسهم بتعزيز السلامة والكفاءة».

أهداف التنمية المستدامة

وأكد الرميمي أن الدرون تُعَد أداة مهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فالاستخدام في عمليات المراقبة والنقل يقلل من الحاجة لاستخدام المركبات الكبيرة، ما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون، كما تسهم أيضًا بمراقبة التلوث البيئي وتحليل البيانات البيئية، ما يُحسن من جودة الهواء والمياه في المناطق الصناعية، من خلال تحليل بيانات الطاقة في المرافق الصناعية والموانئ، ما يمكن من تحسين استهلاك الطاقة وتقليل الفاقد، ويُعزز من كفاءة العمليات. وأضاف الرميمي: «تُظهر الابتكارات المستقبلية في مجال استخدام الدرون إمكانيات هائلة، وستكون الدرون متعددة المهام ذاتية القيادة مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتتكيف مع الظروف البيئية والمهام المتعددة بشكل ديناميكي، كما سيتم تطوير درون أسرع وأكبر لنقل الحمولات بشكل أسرع وأكثر أمانًا، يشمل ذلك دمج الطاقة المتجددة والهيدروجينية في تشغيل الدرون، ما يعزز من كفاءة الأداء ويقلل من الأضرار البيئية».

كما أضاف: استخدام الطائرات بدون طيار (الدرون) في العمليات اللوجستية والمراقبة في الموانئ والمدن الصناعية يفتح آفاقًا جديدة لتحسين الكفاءة وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال التطبيقات المتنوعة والتقنيات المتطورة، يمكن للدرون أن تؤدي دورًا أساسيًا في مواجهة التحديات اللوجستية والبيئية، ومع استمرار الابتكارات في هذا المجال فمن المتوقع أن تزداد فعالية الدرون في المستقبل، ما يؤثر إيجابيًا على جميع جوانب العمليات اللوجستية والإدارة البيئية.

الموانئ والمدن الصناعيةسفيان المعمري من ميناء صحار يقول: «تعتبر طائرات «الدرون» أدوات فعالة تسهم في تحسين الوصول إلى المواقع التي يصعب الوصول إليها باستخدام وسائل النقل التقليدية من خلال استخدام الدرون، يمكن تقليل التكاليف والوقت اللازم للوصول إلى هذه المواقع، ما يسهل عمليات النقل في الموانئ والمدن الصناعية، حيث تعمل طائرات «الدرون» على تحسين سلسلة الإمداد من خلال تقديم حلول مبتكرة لنقل البضائع، فبدلًا من الاعتماد على الشاحنات التقليدية أو الوسائل الأخرى التي قد تواجه زحامًا مروريًا أو صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق، تستطيع الدرون تجاوز هذه العقبات بسرعة، كما يمكن استخدامها لنقل الإمدادات إلى المناطق النائية أو المواقع التي يصعب الوصول إليها بسبب التضاريس الوعرة، وهذا يعزز من كفاءة العمليات اللوجستية بشكل كبير».

مراقبة وتحليل البيانات والتقنيات

كما أشار المعمري إلى أنه في مجال الهندسة، تعدّ المراقبة وجمع البيانات أمرًا بالغ الأهمية، حيث إن تقنيات طائرات «الدرون» تمكننا من إجراء تفتيشات دورية كل 3 أشهر بدلًا من التفتيش السنوي، ما يساعد في تحديد الحاجة للصيانة مبكرًا، وهذه القدرة على المراقبة المنتظمة تعزز من السلامة العامة وتساعد في تقليل التكاليف المرتبطة بالصيانة، وعندما يمكن تحديد المشكلات مبكرًا، يصبح من السهل معالجة العيوب قبل أن تتحول إلى مشكلات أكبر، ما يوفر الوقت والموارد. بالإضافة إلى ذلك، يتمكن المهندسون من جمع بيانات دقيقة تتعلق بالأداء العام للمنشآت، ما يمكنهم من تحسين العمليات بشكل مستمر.

أما حول التقنيات المستخدمة حاليًا في تطبيقات «الدرون» فقد قال المعمري: «نستخدم تقنيات متقدمة مثل التعلم العميق (Deep Learning) لتحليل البيانات المجمعة من الطائرات، حيث إن هذه التقنية تتيح لنا رسم خرائط لمواقع التشققات وتآكل المواد، ما يساعد باتخاذ قرارات مستنيرة».

كما أن التعلم العميق يسمح لنا بمعالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة وكفاءة، فعلى سبيل المثال، يمكن للدرون جمع الصور والفيديوهات من عدة مواقع ، ويقوم النظام بتحليل هذه البيانات لتحديد المشكلات المحتملة، حيث يُعد هذا النوع من التحليل ضروريًا لضمان سلامة المنشآت وكفاءة العمليات، ما يسهم في اتخاذ خطوات استباقية لتجنب الأعطال».

تجارب ناجحةوأكد المعمري أنه توجد العديد من الدول التي بدأت تعتمد على طائرات «الدرون» في مختلف المجالات، ففي سلطنة عمان، بدأ استخدام «الدرون» في ميناء صحار منذ عام 2019، كما أن هناك تجارب كثيرة في استخدام الدرون بالدول الأخرى تشمل مجالات متنوعة مثل الزراعة، حيث تُستخدم لمراقبة المحاصيل وجمع البيانات حول حالة التربة، وأيضًا في قطاع الخدمات الصحية لنقل الإمدادات الطبية إلى المناطق النائية. هذه التجارب تعكس الفوائد الكبيرة لطائرات الدرون في تحسين الكفاءة وزيادة الأمان في العمليات.

وأضاف المعمري: «على الرغم من الفوائد الكبيرة للدرون إلا أنها تواجه بعض التحديات القانونية والتنظيمية في سلطنة عمان، ومن أبرز هذه التحديات الحاجة للحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة، مثل الطيران المدني، حيث إن هذه الإجراءات قد تستغرق وقتًا طويلًا، ما يؤثر على عملياتنا ويؤدي إلى تأخيرات غير مرغوبة. علاوة على ذلك، هناك قضايا تتعلق بالخصوصية والسلامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، حيث إنه من الضروري التفاعل المستمر مع السلطات المعنية لضمان الامتثال للتشريعات والمتطلبات القانونية، ما يسهل العملية ويساعد على تحقيق الأهداف المرجوة. كذلك فإن مخاوف الخصوصية والأمان تعدّ من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها عند استخدام الدرون، لذا ينبغي أن نكون حذرين في المناطق الحساسة، لضمان عدم انتهاك الخصوصية. ويجب تطبيق تقنيات الأمان مثل تشفير البيانات وأنظمة التعرف على الوجه الذي يمكن أن يساعد في تعزيز الأمان، كما أن تدريب الفرق العاملة على التعامل مع الدرون بشكل آمن وفعال يعد جزءًا أساسيًا من عملية الاستخدام، ما يضمن سلامة البيانات وحماية الخصوصية».

الجامعات ومراكز البحثوأضاف المعمري: «نحن نعمل بشكل وثيق مع الجامعات ومراكز البحث لتطوير تطبيقات جديدة لطائرات «الدرون» والتعاون مع جامعة السلطان قابوس، ولدينا مختبر في الذكاء الاصطناعي، والذي يسهم في تطوير مشروعات مبتكرة. وهذا التعاون يعزز من قدرة الباحثين على تقديم حلول جديدة ومبتكرة يمكن استخدامها في عدة مجالات، كما يسهم بتوفير بيئة تعليمية عملية تسهم بإعداد الجيل القادم من المتخصصين في هذا المجال».

تطبيقات الدرون في الزراعة

من جانبه، يذكر خلفان الطوقي، خبير اقتصادي، أن «التجارب الناجحة لاستخدام الدرون في معالجة أمراض النخيل تُظهر أهمية هذه التكنولوجيا في القطاع الزراعي بشكل خاص، فمن خلال المراقبة الدقيقة للحقول وتطبيق العلاجات بشكل فعّال، تمكنت الدرون من زيادة صحة النباتات وإنتاجيتها.

على سبيل المثال، يمكن للطائرات بدون طيار أن تقوم بمسح المناطق الزراعية وتحديد مناطق الإصابة بالأمراض بدقة عالية، ما يُساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات موثوقة».

علاوة على ذلك، يمكن استخدام الدرون في رصد مستويات الرطوبة والتغيرات المناخية، ما يتيح للمزارعين توقع احتياجات المحاصيل وتخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة، كما يُسهم استخدام الدرون في الزراعة بتحسين الإنتاجية والحفاظ على البيئة من خلال تقليل استخدام المواد الكيميائية والمبيدات الزراعية.

إمكانيات استخدام «الدرون» في مجالات أخرى

كما أشار الطوقي إلى أن فوائد الطائرات بدون طيار لا تقتصر على الزراعة فقط، بل يمكن توظيفها في العديد من المجالات الأخرى. في قطاع اللوجستيات، تُعدّ الدرون أداة فعّالة لتحسين كفاءة العمليات التجارية، من خلال توفير الوقت والجهد في نقل البضائع، يمكن أن تُسهم بتقليل تكاليف التوصيل وتحسين تجربة الزبائن. يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لتوصيل الطرود بسرعة إلى المناطق النائية أو ذات التضاريس الوعرة، حيث تكون وسائل النقل التقليدية غير فعّالة.

كما يمكن توظيف الدرون في مجالات مثل التصوير الجوي، حيث تُستخدم في توثيق الفعاليات أو تقديم خدمات المراقبة للأماكن السياحية. وتُستخدم أيضًا في مجال الأمن، حيث تسهم بعمليات المراقبة والتفتيش على المنشآت الحيوية.

أهمية دمج التكنولوجيا

ويؤكد الطوقي أهمية الدراسات التي تشير إلى أن التكامل بين الدرون والتقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة، يمكن أن يُحسن بشكل كبير من الإنتاجية ويُعزز جودة الخدمات والمنتجات، ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التي تجمعها الطائرات بدون طيار، ما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة ومبنية على بيانات دقيقة.

من خلال دمج هذه التكنولوجيا مع التطبيقات الأخرى، يمكن للشركات تحقيق نتائج مرضية وزيادة الأرباح، ويتطلب ذلك استراتيجية واضحة تضمن تكامل الأنظمة وتحسين الأداء العام، كما يجب على المؤسسات العمل على تطوير المهارات اللازمة لدى الموظفين لضمان الاستفادة القصوى من هذه التقنيات الحديثة. كما أشار الطوقي إلى «أنه رغم الفوائد المحتملة، قد يواجه القطاع الخاص في سلطنة عمان تحديات متعددة عند محاولة استخدام هذه التكنولوجيا. من أبرز هذه التحديات التكلفة المرتفعة، التي قد تشكل عائقًا أمام تحقيق الفوائد الاقتصادية المرجوة، تشمل التكاليف المرتبطة بالاستثمار في الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى التدريب اللازم للمستخدمين والصيانة الدورية للتكنولوجيا، علاوة على ذلك، هناك تحديات تنظيمية وتكنولوجية تتطلب معالجة شاملة، حيث يجب أن تكون هناك استعدادات قانونية وتنظيمية واضحة تدعم استخدام الدرون وتُيسر عملية دمجها في الأنشطة التجارية والصناعية، فغياب الإطار القانوني المناسب قد يُعيق الاستفادة الكاملة من هذه التكنولوجيا. ويجب على الحكومة العمل على وضع القوانين اللازمة التي تحدد الاستخدامات المشروعة للطائرات بدون طيار، وضمان السلامة والأمان في الفضاء الجوي».

دور الجهات المعنية

يؤكد الطوقي على أن تعزيز استخدام الطائرات بدون طيار في سلطنة عمان يتطلب جهدًا جماعيًا من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي، كما يجب أن تتعاون هذه الأطراف لإنشاء بيئة ملائمة تشجع على الابتكار وتضمن تحقيق الفوائد المرجوة من هذه التقنية الحديثة. ويجب أن تشمل هذه الجهود تنظيم وحلقات عمل ومؤتمرات تهدف إلى رفع الوعي حول الفوائد المحتملة لتكنولوجيا الدرون وتوفير التدريب اللازم للمستخدمين.

وبشكل عام، فإن المستقبل واعد لاستخدام الطائرات بدون طيار في سلطنة عمان، شريطة معالجة التحديات الحالية واستغلال الفرص المتاحة، من خلال الاستفادة من التجارب العالمية وتطبيق استراتيجيات فعّالة، يمكن لسلطنة عمان أن تُعزز موقعها في مجال التكنولوجيا لتحقق نتائج إيجابية في مختلف القطاعات، حيث إن تفعيل هذه التكنولوجيا ليس فقط خطوة نحو التطور، بل هو أيضًا استثمار في مستقبل أكثر كفاءة واستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: استخدام الطائرات بدون طیار استخدام الدرون فی الذکاء الاصطناعی هذه التکنولوجیا وتحلیل البیانات فی سلطنة عمان یمکن استخدام العدید من ما یساعد یساعد فی ما یسهم یسهم فی ما یمکن فی مجال من خلال ت ستخدم حیث إن عزز من إلى أن

إقرأ أيضاً:

برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة

أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته التفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، برهنت عن حجم المجهود التي تبذله الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة لتعافي واستعادة قوة الاقتصاد الوطني، على كافة الأصعدة التى تتعدد ما بين تدشين المشروعات الاستثمارية العملاقة، لتوفير فرص جاذبة للمستثمرين، فضلا عن الإجراءات والتيسيرات التي تعلن عنها الحكومة باستمرار لدعم أصحاب المشروعات الضخمة والمتوسطة والصغيرة، لافتاً إلى أن هناك إعادة هيكلة تمت رأسا على عقب لمنظومة التعامل مع المستثمر خلقت بالفعل سوق جاذب قادر على التواجد بل ومنافسة الأسواق الناشئة أيضا بمحيط المنطقة.

وأضاف "العسال"، أن حديث الرئيس السيسي كشف عن أن الدولة المصرية تُدير الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة، فقد نجحت في توطيد العلاقات الاقتصادية المشتركة مع كبرى التجمعات العالمية، فسنجد أن مصر كانت حاضرة وبقوة في التجمعات الاقتصادية الهامة مثل البريكس أو منظومة الدول الثماني النامية، مشيراً إلى أن هذا التواجد يمنح السوق المصري فرصة لتحقيق الاستفادة المتبادلة مع أعضاء هذه التكتلات، خاصة أن تجمع مثل  دول البريكس (BRICS)، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، يحمل أهمية استراتيجية وسياسية واقتصادية كبيرة، خاصة في ظل تنامي نفوذ البريكس كمجموعة تسعى لكسر هيمنة الدول الغربية والمؤسسات التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن تجمع دول البريكس يسعى أيضا إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما يمكن أن يساعد السوق المصري على تنويع مصادر التمويل، بجانب حجم المزايا التى تعود علينا في  دعم المشروعات التنموية، مثل البنية التحتية والطاقة، مما  يتيح  تعزيز خططنا في مجالات مثل التحول للطاقة النظيفة والمشروعات الصناعية والزراعية، بجانب البعد السياسي الهام الذى تسعى إليه الدولة من خلال التوسع في شراكتها الدولية مع أقوى الأنظمة الاقتصادية مثل الصين، مؤكداً أيضا أن انعقاد قمة الدول الثمانية في مصر لأول مرة منذ 24 عاما، كانت خطوة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الأعضاء، خاصة أن تلك  المنظمة ناتجها المحلي يبلغ  5 تريليون دولار وحجم الكتلة السكانية لها يمثل حوالي 14% من سكان العالم.

وأوضح النائب هاني العسال، أن حديث الرئيس بشأن سعي الدولة  لمواكبة الأسواق الأوروبية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ومن أهمها طاقة الشمس والرياح، دلالة على الطفرة التى تحققها الدولة في مجالات الطاقة في ظل السباق العالمي وزيادة التحديات العالمية مع الصراعات الجيوسياسية التى تلقي بظلالها على المنطقة، لافتاً إلى أن مصر قد أطلقت استراتيجية الطاقة المستدامة 2035، التي تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة بحلول عام 2035، حيث تعمل الاستراتيجية على تعزيز تنويع مصادر الطاقة بين الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، فقد نفذت مشروع مزرعة رياح جبل الزيت والتى تعد واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم، لذلك تسعى إلى زيادة التعاون مع الأسواق العالمية والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، لتوفير التمويل والدعم الفني لمشروعات الطاقة.

مقالات مشابهة

  • تيراهابتكس النيجيرية لصناعة الدرون تكسب مليوني دولار في عامها الأول
  • معضلة تؤرق الاقتصاديين في الولايات المتحدة.. هل يضع ترامب حلولا لسقف الدين؟
  • وزير البترول يشهد توقيع اتفاقيتين لشركة ABB لرفع كفاءة استخدام الطاقة
  • برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة
  • وزير البترول يشهد توقيع اتفاقيتين لرفع كفاءة استخدام الطاقة بمصانع أبوقير للأسمدة
  • مدير التعليم بأسيوط يوجه برفع مستوى كفاءة المدارس وتدريب الطلاب على استخدام التابلت
  • الغرف السياحية: مصر تخطط لزيادة أعداد السياح عبر استراتيجيات مبتكرة
  • تحالف النخبة يقدم حلولا لمشاكل الزراعة
  • تقرير دولي: حماية الانتخابات الليبية تعتمد على مبادرات رقمية مبتكرة مثل “فلتر”
  • لماذا تحلّق طائرات الدرون في السماء الأميركية مؤخرا؟