غزة - «عُمان»: بهاء طباسي: تشير المرجعيات العسكرية الإسرائيلية إلى أن العقيدة العسكرية في السياق الإسرائيلي لا تقتصر على كونها منظومة عملياتية تضع الإستراتيجيات والتكتيكات الحربية، بل تشكّل أحد أبرز مكونات العقلية والهوية والسيكولوجيا الإسرائيلية المرتبطة بالوجود الإسرائيلي.

ولكن على مدار أحداث ومعارك الصراع «الإسرائيلي-الفلسطيني» لم تكن هناك عمليات نوعية هزت أركان العقيدة العسكرية الصهيونية مثل «طوفان الأقصى»، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر عام 2023.

وبإجماع خبراء عسكريين ومراقبين، فإن «طوفان الأقصى» أظهرت نقاط الضعف والثغرات في الإستراتيجيات الدفاعية الراسخة في العقل الجمعي الصهيوني.

مفهوم العقيدة العسكرية الإسرائيلية

الصحفي والمحلل السياسي أمير كوهين تحدث في إحدى مقالاته، تحت عنوان «برويترس»، أي (المتظاهرون)، عن العقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي تنطلق وفقًا له من أن الدولة اليهودية لا يمكنها خسارة أي حرب، والهدف الإستراتيجي هو تجنب تورط إسرائيل في وقت واحد في نزاعين مسلحين أو أكثر، وإن يكن بدرجات متفاوتة من كثافة العمليات القتالية، على طول حدودها.

وعرّف الخبراء العسكريون مفهوم العقيدة العسكرية بأنها «مجموعة المبادئ والتوجهات التي تعتمدها الدولة في إستراتيجياتها العسكرية»، ووفقًا لهم فإن إسرائيل واحدة من الدول القليلة، التي طورت عقيدة عسكرية وطنية شاملة وطبقتها عند تطبيق مفهوم استخدام القوات المسلحة في النزاعات الإقليمية.

وقبل أن نتطرق لمبادئ وتوجهات العقيدة العسكرية الإسرائيلية، يجب أن نوضح مسببات عمليات «طوفان الأقصى»، التي ضربت العقيدة العسكرية الصهيونية في مقتل.

طوفان الأقصى

أعلن قائد هيئة الأركان في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس محمد الضيف، الشهير بـ«أبو خالد»، بدء عملية «طوفان الأقصى»، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى.

وقال الضيف، في كلمة مسجلة بثتها قناة الأقصى: «نعلن عن بدء عملية طوفان الأقصى، التي استهدفت مواقع العدو من خلال خمسة آلاف صاروخ وقذيفة»، موضحًا أن «العدو دنّس المسجد الأقصى، واستباحه بشكل متكرر ومستفز، وهذا ما لا تقبل به المقاومة الفلسطينية».

ومنذ عقود، كانت القدس هي قبلة لأفئدة ملايين المسلمين حول العالم، وتعتبر مكانًا مقدسًا يتوسطه المسجد الأقصى، إلا أن التوترات المستمرة وتزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد ومحيطه، أسهمت في تأجيج الصراع.

وقبل اندلاع «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023، شهد المسجد الأقصى سلسلة من الاقتحامات المتكررة من قِبل مستوطنين يهود مدعومين من قوات الاحتلال، مما أدى إلى تصاعد الغضب الفلسطيني.

هنا، يمكن اعتبار عملية «طوفان الأقصى» ليست مجرد حدث عابر، بل هو تجسيد للاحتقان الذي تفجر عبر صفحات التاريخ التي تحررت أحداثها كنسخ طبق الأصل في كل عام بل في كل يوم وساعة، كنتيجة حتمية على الإصرار والتعمد الصهيوني على اغتصاب المقدسات الإسلامية.

فخرجت مظاهرات حاشدة في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، رافضة لهذا السلوك الإجرامي، معتبرة أن «الأقصى هو الخط الأحمر ولا يجب الاقتراب منه»، وحملت رسائل متجذرة «تطالب بالحرية والعدالة، وتعبّر عن تمسك الفلسطينيين بأرضهم ومقدساتهم».

ردود الفعل العربية والدولية كذلك لم تكن بعيدة عن المشهد، حيث هزت الأحداث ضمير العالم، واستدعت دعوات متكررة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الإجراءات القمعية والممارسات التي تضر بالسلام.

ومع تصاعد ردود الفعل، أصبح العالم يتابع قلقًا التطورات في الأراضي المحتلة، مستشعرًا الأبعاد الإنسانية والسياسية لهذا النزاع، إلى أن انفجر الأمر ونفذت حركة حماس عمليات طوفان الأقصى، ونفذ الجناح العسكري لحركة حماس عمليات عسكرية نوعيه في الداخل الفلسطيني المحتل.

محددات العقيدة العسكرية الإسرائيلية

عصفت «طوفان الأقصى» بأساسيات العقيدة العسكرية الصهيونية، التي تستند إلى 6 محددات هي «الأمن القومي، والرد السريع والفعالية، والتفوق التكنولوجي، والعمليات المشتركة، والقوة العسكرية الاستباقية، والإستراتيجية النفسية»، وفقًا لصالح النعامي، الخبير الإستراتيجي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية.

وأكّد «النعامي» أن العقيدة العسكرية الإسرائيلية ترتكز على مبدأ حماية الأمن القومي، متخذة من حماية الجمهور الإسرائيلي والدولة من التهديدات الخارجية والداخلية أولوية قصوى، إذ يتم التركيز على رصد وتحديد التهديدات باستخدام أجهزة استخبارات متقدمة.

وأشار إلى أنها تعتمد على القدرة على الرد السريع والفعّال على أي اعتداء، بما تتضمنه تلك الاستجابة من تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ضد الأهداف الموجودة على الأرض، مستندة إلى الاستثمار الصهيوني الضخم في التطور التكنولوجي العسكري، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة، والأسلحة الذكية، موضحًا أن الابتكار التكنولوجي هو عنصر مركزي في إستراتيجية الكيان الصهيوني العسكرية.

وبيّن أن القوات المسلحة الإسرائيلية تعتمد على التنسيق المشترك بين مختلف الأفرع، مثل «الجيش، القوات الجوية، والبحرية»، مما يعزز القدرة على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة، فضلًا عن اتخاذ إجراءات استباقية ضد التهديدات المحتملة، مثل عرقلة تطوير الأسلحة لدى الأعداء أو مهاجمة مواقع تشتبه بها تستخدم لأغراض عسكرية.

كما أكّد «النعامي» خلال حديثه لـ«عُمان» أهمية الحرب النفسية في العقيدة العسكرية الصهيونية، حيث تستخدم الأجهزة العسكرية لدولة الكيان ما لديها من إمكانيات مالية وتكنولوجية واستخباراتية وإعلامية ضخمة في تقويض الروح المعنوية للعدو.

واستشهد المحلل الإستراتيجي الفلسطيني بترويج المتحدثين الإعلاميين لجيش الاحتلال أن «حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة إرهابية»، مع أن «المتأمل للعدوان الصهيوني على قطاع غزة المستمر منذ أكثر 11 شهرًا، وما تضمنه من قتل وتشريد وتدمير شنته آلة البطش الصهيونية ضد المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم في القطاع المحاصر، سيعرف تحديدًا من هو الإرهابي».

انهيار العقيدة العسكرية الصهيونية

تسببت عمليات «طوفان الأقصى» في انهيار العقيدة العسكرية الصهيونية، كونها تضمنت عنصري المفاجأة والدقة، اللذان أخلا بالتوازن الأمني للكيان الصهيوني،

فبين ليلة وضحاها اخترقت ثلة قليلة من مقاتلي «حماس» التحصينات العسكرية الإسرائيلية قرب مستوطنات غلاف غزة عبر تفجير فتحات في «الجدار العازل» واستخدام طائرات شراعية ومظلات أسقطت مقاتلين خلف خطوط العدو، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 آخرين.

تسبب هذا العمل البطولي من قبل المقاومة في إحداث تغييرات كبرى في التكتيكات العسكرية الإسرائيلية وتعزيز قدرات الطرف الفلسطيني، وفقًا لتقييمات ودراسات أعدتها مراصد صحفية وبحثية متخصصة في الشؤون الدفاعية، ارتأت أن «طوفان الأقصى» أجبرت جيش الاحتلال على إعادة تقييم التهديدات، وتعديل إستراتيجيته ضد الأنفاق والأسلحة المستخدمة من قبل المقاومة.

وبسبب عنصر المباغتة، اكتشف جيش الاحتلال أنه في حاجة ماسة إلى زيادة التنسيق بين الوحدات العسكرية وأجهزة الاستخبارات، لتعزيز كفاءة عملياته العسكرية وتوقع النشاطات العدائية، بالإضافة إلى تطوير وتحسين الأنظمة الدفاعية مثل «القبة الحديدية» ووسائل الكشف عن الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وبينما فشلت الأجهزة العسكرية للاحتلال في التصدي لهجوم «السابع من أكتوبر» في حينه، برز اتجاه داخل القوات المسلحة الإسرائيلية نحو تحسين القدرة على الردود السريعة والاستجابة للتهديدات الناشئة بشكل أكثر فاعلية، مع تغيير جهود الحرب النفسية، لتعزيز القوة المعنوية للجنود والمواطنين الإسرائيليين.

فشل عسكري بعد عام من الحرب

وبعد نحو عام من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب الثلاثة المعلنة من قبل الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو وهي «القضاء على حركة حماس وإنهاء حكمها في القطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، وضمان عدم تشكيل قطاع غزة تهديدًا لأمن الاحتلال في المستقبل».

فما زالت «حماس» موجودة في قطاع غزة، وتنفذ عمليات ضد جيش الاحتلال، وتحتجز المئات من الأسرى الإسرائيليين، كما أن صواريخها تطول العمق الإسرائيلي.

وفي السابع عشر من سبتمبر 2024، أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، جاهزية الحركة لخوض معركة استنزاف طويلة مع جيش الاحتلال في قطاع غزة، بدعم من محور المقاومة، وهو تحالف عسكري سياسي غير رسمي بين إيران وفلسطين وسوريا وحزب الله اللبناني، مناهض للغرب والاحتلال.

حاول رئيس وزراء الاحتلال التغطية على فشل جيشه في غزة، فزعم أن «عددًا من الأسلحة التي حصلت عليها المقاومة أتت عن طريق الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة»، وهو ما دفع الخبير العسكري، ورئيس جهاز الشؤون المعنوية بالجيش المصري السابق، اللواء سمير فرج، للرد على ذلك، إبان زيارة رئيس الأركان المصري، للحدود مع غزة، في الخامس من سبتمبر الماضي.

وقال اللواء سمير حينذاك: «إنها رسائل عسكرية تعمل جنبًا إلى جنب مع العمل الدبلوماسي»، موضحًا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية فشل في تحقيق أهدافه العسكرية، «وما بقي له إلا أن يرمي اللوم على الآخرين».

سر نجاح طوفان الأقصى

كل تلك الأشياء مجتمعة تشير بما لا يدع مجالًا للشك إلى نجاح عملية «طوفان الأقصى»، وهو ما أكده المحلل السياسي الفلسطيني إياد جودة، الذي فنّد الأسباب التي أدت إلى نجاح العملية.

يرى «جودة» أن «طوفان الأقصى» لم تخلُ من الابتكار والتفكير غير التقليدي، إذ طورت الفصائل الفلسطينية إستراتيجيات جديدة ومفاجئة تعكس فكرًا جديدًا في الحرب و«تكتيكات القتال»، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة في ربط المقاتلين ببعضهم البعض.

وأشار النعامي إلى تطوير «حماس» لمهاراتها القيادية والتنظيمية داخل الحركة، سواء في الداخل أو الخارج، ما خلق نوعًا من التعاون بين الأعضاء، والقدرة على الابتكار بطريقة فعّالة، ورسم إستراتيجيات تتسم بـ«المرونة» في أوقات الأزمات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: طوفان الأقصى جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

  صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير

وفي افتتاح أعمال المؤتمر أكد عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أهمية المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي والموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.

واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مبينًا أن المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422 هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية.

وأوضح الشامي، أن قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خطى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبدالملك بدر الدين في هذا الطريق بالقول والفعل وكان حقًا سيد القول والفعل.

وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ومنها لا تكاد تخلو محاضرة أو خطاب دون أن يركز على هذه القضية والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.

كما استعرض أبرز مراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى"، ومنها انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل – سويسرا في أغسطس 1897م برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود وما تلاها من مؤتمرات واجتماعات وصولاً إلى إعلان نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني.

وعرّج عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.

وبين أن السيد القائد أعلن عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وبالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا نحو كيان العدو الغاصب، مؤكدًا أن إعلان قائد الثورة للموقف اليمني، جاء في وقت تفرج العالم العربي والإسلامي والدولي على ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحرب إبادة جماعية وانتهاكات وتدمير وقتل للنساء والأطفال بغزة في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراعات مثيل.

وقال "يكاد الموقف اليمني هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرر المضي قدَما وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة "، مستعرضًا نبذة عن الموقف اليمني المساند لغزة بحسب ما أعلنه السيد القائد والمتضمن استمرار القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش ومناطق جنوب فلسطين المحتلة.

وبين الشامي، أن الموقف اليمني المساند لغزة، تضمن أيضًا استمرار إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي أمام حركة الملاحة الإسرائيلية سواء للسفن الإسرائيلية أو تلك السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وكذا استمرار ضرب السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية المتواجدة أو العابرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي في إطار الدفاع عن النفس والرد على العدوان بمثله، والتأكيد على أن حرية الملاحة البحرية آمنة ومفتوحة لجميع دول العالم عدا الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.

وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الخارجية إسماعيل المتوكل، ورئيس الفريق الوطني للتواصل الخارجي السفير الدكتور أحمد العماد، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.

وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية عن أهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص، مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا تستند فيه إلى التوافق الفلسطيني ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.

وقال "إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع الغاشم وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية".

واعتبر أبو شمالة، أن تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب وأفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني الصابر المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.

كما أكد أن معركة "طوفان الأقصى" ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.

وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن "طوفان الأقصى"، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي لا يضاهي لشعب صبر وصابر حتى أذهل العالم.

وألقيت كلمات من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشارت في مجملها إلى أهمية الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.

وأكدت الكلمات أن معركة طوفان الأقصى هي امتداد لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأشارت إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، من معاناة تحت وطأ العدو الصهيوني وما يفرضه من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.

وشددت الكلمات على ضرورة رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، وحقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، معبرين عن تطلعهم لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.

ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته في حماية الشعب الفلسطيني وحقهم في العودة إلى بلادهم بأمان والتأكيد على أن الحل والسلام الدائم، لافتة إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفضهم لمؤامرة الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم الأصلي.

واعتبرت الكلمات مؤامرات التهجير للفلسطينيين، جريمة مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.. مؤكدة أن معركة طوفان الأقصى جاءت رداً على الانتهاكات والاعمال الإرهابية الصهيونية وضد سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني .

وتطرق المتحدثون إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وما يُمارسه من انتهاكات تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ضاربًا بها عُرض الحائط، داعين المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والوقوف ضد مخططات التهجير الهادفة تصفية القضية الفلسطينية.

وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار "لستم وحدكم" وفي إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبية وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وصولاً إلى مواجهة بحرية في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.

وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق اكثر من 1150 صاروخا وطائرة مسيرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به وكذا السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى استهداف اكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء "أم الرشراش" بنسبة 100 بالمائة، فضلاً عن تمكن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية "أم كيو9"، أربعة أضعاف ما تم إسقاطها خلال العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.

تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، ريبورتاج عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد قاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى".

مقالات مشابهة

  • سلوفينيا: قلقون من التأثير المستمر للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • الاتحاد الأوروبي يعبر عن قلقه العميق إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة ويدعم حل الدولتين
  • محللون: إقرار جيش إسرائيل بفشل 7 أكتوبر يطمس حقائق طوفان الأقصى
  • ما الإستراتيجية العسكرية التي ينفذها الاحتلال بالضفة؟ الفلاحي يجيب
  • تخرج دفعة جديدة من دورات “طوفان الأقصى” في حجة
  • حجة.. تخرج دفعة جديدة من دورات “طوفان الأقصى” في عزلة شمسان بمديرية المحابشة
  • كتائب القسام تشيع 40 شهيدًا من مجاهديها ارتقوا خلال معركة “طوفان الأقصى”
  • شاهد | المحررون الفلسطينيون خارج سجون العدو الإسرائيلي بعد عقود من الزمن