رئيس الوزراء الياباني يدعو إلى اتخاذ نهج واقعي بشأن إزالة الأسلحة النووية
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
طوكيو "وكالات ":دعا رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا اليوم السبت، إلى اتخاذ نهج واقعي بشأن إزالة الأسلحة النووية، وذلك بعد يوم من منح جائزة نوبل للسلام عام 2024 لمنظمة "نيهون هيدانكيو" للناجين من هجوم بقنابل ذرية.
وأشار إشيبا، الذي هنأ تليفونيا تيرومي تاناكا،رئيس المنظمة البالغ من العمر 92عاما، إلى الحاجة للردع النووي بوصفه"استجابة براجماتية"،بينما قال إن إزالة الأسلحة النووية هو الهدف النهائي،بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء.
كانت لجنة جائزة نوبل في النرويج قد أعلنت أمس، فوز "نيهون هيدانكيو" بالجائزة تقديرا "لجهودها في مجال تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية".
وأظهر عمل المجموعة "من خلال شهادة الشهود أنه لايجب على الاطلاق استخدام الأسلحة النووية مجددا".
وكان قد تم تأسيس المنظمة في عام 1956 عقب القاء الولايات المتحدة قنابل ذرية على هيروشيما ونجازاكي. واليابان هى الدولة الوحيد التي تعرضت لهجوم نووي.
وقال تاناكا، وهو نفسه أحد الناجين من القنبلة الذرية، والمعروفين باسم الهيباكوشا في اليابان، إنه أعرب لإشيبا خلال محادثتهما الهاتفية عن قلقه بشأن بقاء اليابان تحت المظلة النووية الأمريكية.
في هذه الاثناء، أعرب سكان هيروشيما عن أملهم في ألا ينسى العالم أبدا القصف الذري الذي تعرّضت له مدينتهم عام 1945، الى ذلك، يأملون أن تؤدي جائزة نوبل للسلام إلى تعزيز جهود السلام العالمي وتحفيز زعماء العالم لزيارة الموقع.
وقالت الطالبة وي توريزاوا (21 عاما) لرويترز خلال زيارتها لحديقة السلام التذكارية في هيروشيما بصحبة صديقتها "كشعب ياباني، أعتقد أننا يتعين علينا ضمان ألا يحدث ذلك مرة أخرى".
وأضافت "بما أن اليابان هي البلد الوحيد الذي عانى من تفجيرين نوويين، ولأن أمورا مماثلة قد تتكرر في دول أخرى، أعتقد أن اليابان ربما تكون في أفضل موقع للحيلولة دون حدوث ذلك".
وفي أغسطس آب العام المقبل، تحل الذكرى الثمانون للتفجيرين النوويين والتي من المرجح أن تسلط الضوء على إرث الناجين من التفجيرين النوويين، ويُعرفون باسم (هيباكوشا)، وأن تعيد إثارة الجدل حول الأسلحة النووية.
ووصف ياسوهيرو سوزوكي، الذي كان يزور الحديقة مع زوجته وابنه وابنته، منح المنظمة الممثلة للناجين من القنبلتين جائزة نوبل للسلام بأنه "ثوري".
وقال سوزوكي المقيم في منطقة فوكوكا "الطاقة النووية مفيدة جدا للعالم، لكننا لا بد أن نكون حذرين لكي لا نسيء استخدامها". وأضاف "آمل أن تصبح تلك (الذكرى) فرصة للناس حول العالم للتفكير في جوانب مختلفة من هذه المسألة".
من جهتها، اجتذبت حديقة السلام التذكارية في هيروشيما زوارا من اليابانيين والأجانب، ومنهم زعماء لدول مثل باراك أوباما الذي ألقى خطابا في الحديقة حينما كان رئيسا للولايات المتحدة في 2016 وعانق أحد أفراد هيباكوشا خلال بكائه.
وقال هيروكازو تانابي، وهو سائق مقيم في هيروشيما خلال نزهة بالحديقة، "أعتقد أنه لا يزال بوسع رؤساء دول وحكومات حول العالم القدوم (إلى اليابان)، وآمل أن يبذلوا جهدا لزيارتها".
ويشعر كثير من اليابانيين بأن على الولايات المتحدة الاعتذار عن التفجيرين اللذين أسفرا عن مقتل مئات الآلاف ودفعا اليابان إلى الاستسلام بعد أيام خلال الحرب العالمية الثانية. وتعتمد اليابان منذئذ على الولايات المتحدة في الحماية إذ تخلت عن الحق في شن حرب وتعرف جيشها بأنه للدفاع عن نفسها فقط.
وقالت الطالبة أياني تاكيجوتشي (22 عاما) التي كانت تزور الحديقة بصحبة توريزاوا، إنه لشرف أن تُمنح منظمة تمثل ضحايا القنبلتين الذريتين جائزة نوبل للسلام.
وأضافت تاكيجوتشي "أنا أدرس بكلية التربية، وأدركت في الآونة الأخيرة أهمية تحقيق السلام من خلال التعليم".
وكان سوسومو أوغاوا (84 عاما) يبلغ خمس سنوات في السادس من أغسطس 1945 عندما ألقت الولايات المتحدة القنبلة الذرية على هذه المدينة الواقعة في غرب اليابان ودمّرتها بشكل شبه كامل، وكان العديد من أفراد عائلته من بين الضحايا البالغ عددهم 140 ألفا.
وروى أوغاوا لوكالة فرانس برس اليوم السبت "قُتلت والدتي وخالتي وجدتي وجدي في القصف الذري".
ولا يتذكر أوغاوا الكثير، لكن القصاصات التي جمعها لاحقا من أقاربه الناجين وآخرين، كونت لديه صورة جهنمية.
وأضاف "كل ما كان يمكنهم فعله هو الإخلاء وإنقاذ حياتهم فيما كانوا يشاهدون أشخاصا آخرين (يموتون) داخل الجحيم".
وتابع "يجب التخلي عن كل الأسلحة النووية في العالم. نحن شهدنا هول الأسلحة النووية، لأننا نعرف ما حدث في هيروشيما".
وما يحدث الآن في الشرق الأوسط يحزنه كثيرا. وقال "لِمَ يتقاتل الناس؟... إيذاء واحد الآخر لن يجلب أي شيء جيد".
واليوم السبت، كان العديد من السياح وبعض السكان يتجولون في حديقة هيروشيما التذكارية للسلام المخصصة لذكرى ضحايا القنبلة الذرية.
يذكّر هيكل مبنى قريب من موقع سقوط قنبلة "ليتل بوي" (الولد الصغير) وتمثال لفتاة بذراعين ممدودتين بالدمار الهائل الذي خلّفته.
وقال جونغ جايسوك (43 عاما) وهو مدرّس في مدرسة ابتدائية كورية جنوبية أتى لزيارة الموقع، لوكالة فرانس برس إن "التوتر في شرق آسيا يتصاعد لذلك يتعين علينا تعزيز الحركة المناهضة للأسلحة النووية".
بدوره، قال كيوهارو باجو (69 عاما) وهو مستشار أعمال متقاعد لوكالة فرنس برس إنه مع الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط، فإن العالم "يواجه أزمات لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية في ما يتعلق بالأسلحة النووية".
وأضاف أن القصص التي يرويها "الهيباكوشا"، وهو الاسم الذي يعرف به الناجون من القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي "يجب أن تكون معروفة للعالم".
وأعرب عن أمله في أن تساهم جائزة نوبل التي منحت للمنظمة في "نشر تجارب الناجين من القنبلة الذرية في كل أنحاء العالم" بما في ذلك من خلال دفع الناس إلى زيارة هيروشيما.
من جهتها، قالت كيواكو مياموتو (65 عاما) إن جائزة نوبل "شيء عظيم، لأن ثمة سكان محليين لا يشعرون حتى بأنهم معنيون" بما حدث في هيروشيما.
وأضافت لوكالة فرانس برس "في هيروشيما، نصلي في 6 أغسطس ويذهب الأطفال إلى المدرسة"، رغم أن هذا اليوم يحل خلال العطلة الصيفية، "لكنني فوجئت برؤية بعض الناس خارج هيروشيما لا يعرفون الكثير" عما حدث.
وقالت إنها، مثل كثر في هيروشيما، تعرف أشخاصا قُتل أقاربهم في القصف أو كانوا شهودا عليه.
وأشار باجو إلى أنه فيما يبلغ متوسط العمر بين أعضاء "نيهون هيدانكيو" أكثر من 85 عاما، من الضروري أن يستمر الشباب في معرفة ما حدث.
وقال "لقد ولدت بعد 10 سنوات من رمي القنبلة الذرية، لذلك كان هناك العديد من الناجين حولي. شعرت بأن الحادث أمر مألوف بالنسبة إلي. لكن بالنسبة إلى المستقبل، ستكون هذه مشكلة" لجعل الجيل المقبل يحافظ على ذكريات الهيباكوشا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جائزة نوبل للسلام الولایات المتحدة الأسلحة النوویة القنبلة الذریة فی هیروشیما ما حدث
إقرأ أيضاً:
الأسلحة الكيميائية.. سر نظام الأسد المظلم الذي يخشاه الغرب وإسرائيل
تُثير ترسانة الأسلحة الكيميائية لنظام بشار الأسد في سوريا قلقًا عالميًا مستمرًا، خاصة بعد انهياره المفاجئ الذي ترك تساؤلات مفتوحة حول مصير هذه الأسلحة، رغم الجهود الدولية لإجبار النظام السوري على تفكيك مخزونه الكيميائي عقب مجزرة الغوطة عام 2013، التي أودت بحياة 1400 شخص باستخدام غاز السارين، فإن الشكوك ما زالت تحوم حول نجاح النظام في إخفاء جزء من ترسانته وتجديدها لاحقًا.
تاريخ أسود لتطوير “الكيماوي”بدأت سوريا مسيرتها في امتلاك الأسلحة الكيميائية عام 1971 بإنشاء مركز البحوث والدراسات العلمية بدعم من الاتحاد السوفيتي.
وفي السبعينيات، حصلت دمشق على مواد كيميائية من مصر عشية حرب أكتوبر 1973، لاحقًا، تزايد اهتمام النظام بتطوير هذا السلاح، خاصة بعد فقدانه الحليف المصري وتعرضه لضربات إسرائيلية قوية في لبنان عام 1982.
بحلول منتصف الثمانينيات، أكدت تقارير استخباراتية أميركية وجود منشآت سورية لإنتاج غاز السارين والخردل، ومع حلول التسعينيات، حوّلت دمشق مصانع كيماوية زراعية إلى مرافق لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وكشفت تقارير لاحقة عن حصول النظام على مئات الأطنان من المواد الكيميائية من دول أوروبية، مما ساهم في تطوير عوامل أعصاب فتاكة.
الكيماوي في وجه الشعبتحوّلت الأسلحة الكيميائية إلى أداة حرب ضد الشعب السوري بعد اندلاع الثورة عام 2011، ففي 2013، شهدت الغوطة الشرقية هجومًا بالسارين، دفع المجتمع الدولي إلى إجبار النظام على تفكيك ترسانته تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ومع ذلك، كشفت تقارير لاحقة عن هجمات جديدة للنظام باستخدام الكلور وغاز الأعصاب، أبرزها مجزرة خان شيخون عام 2017 وهجوم دوما 2018.
قلق إسرائيلي وغربيتخشى إسرائيل والغرب وصول هذه الأسلحة إلى أيدي فصائل معارضة أو تنظيمات مسلحة، مما يهدد أمن المنطقة، هذا القلق دفع إسرائيل إلى شنّ غارات جوية مكثفة استهدفت مراكز أبحاث ومستودعات أسلحة كيميائية، أبرزها مركز البحوث العلمية بدمشق.
أدوات حرب تُثير الرعب العالمي
تُعد الأسلحة الكيميائية واحدة من أخطر أدوات الحرب، إذ تُعرِّفها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأنها مواد سامة مُصممة خصيصًا لإحداث الوفاة أو التسبب بأضرار جسيمة من خلال التفاعلات الكيميائية. تُستخدم هذه الأسلحة في أشكال متعددة، مثل السوائل، أو الغازات، أو البخار، أو الغبار، ما يجعلها سريعة التأثير وصعبة الاكتشاف في بعض الأحيان.
أنواع الأسلحة الكيميائية وتأثيراتهاتنقسم الأسلحة الكيميائية إلى عدة فئات رئيسية، لكل منها خصائصها وأعراضها المدمرة:
1. العوامل المنفّطة:
أبرزها غاز الخردل، الذي يُصنَّف ضمن المواد المُنفّطة التي تُسبب حروقًا شديدة في الجلد والأغشية المخاطية، يظهر هذا الغاز عادةً في شكل سائل أو بخار عديم اللون والرائحة، لكنه يُصبح بُني اللون وله رائحة الثوم عند خلطه بمواد أخرى، ويُؤدي التعرض له إلى التهابات جلدية حادة، ومشكلات في الجهاز التنفسي، ما يجعله سلاحًا مؤلمًا طويل الأثر.
2. العوامل الخانقة:
تشمل هذه الفئة الكلور، الذي يكون عادةً في حالة غازية. عند استنشاقه، يُهيج الكلور الجهاز التنفسي ويُسبب تراكم السوائل في الرئتين، مما يؤدي إلى الاختناق، رغم استخدام الكلور في التطبيقات المدنية مثل تنقية المياه، إلا أن استخدامه العسكري يُعد محظورًا بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
3. العوامل العصبية:
تُعتبر هذه الفئة الأخطر على الإطلاق، وتشمل غازات مثل السارين وفي إكس، تُهاجم هذه المواد الجهاز العصبي مباشرةً، وتُسبب تشنجات شديدة، وفقدان السيطرة على العضلات، مما يؤدي إلى شلل عضلات القلب والجهاز التنفسي، وبالتالي الوفاة، يُعد السارين، الذي طُوِّر خلال الحرب العالمية الثانية، الأخف وزنًا والأكثر تطايرًا، حيث يتحول إلى سائل عديم اللون والرائحة في درجة حرارة الغرفة.
استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيميائية مرارًا ضد المدنيين، حيث تُشير التقارير إلى أن الكلور كان المادة الأكثر استخدامًا بسبب سهولة إنتاجه وصعوبة إثبات استخدامه، إذ يتبخر سريعًا بعد الهجوم، ووفقًا لبيانات بي بي سي، يُشتبه في وقوع 79 هجومًا بالكلور نفّذه النظام السوري.
من ناحية أخرى، كشفت شهادات منشقين عن مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري لصحيفة لوموند الفرنسية عام 2020 أن براميل الكلور تُصنع محليًا في ورشات خاصة، أبرزها في جمرايا ومصياف.
كما أظهرت التحقيقات أن سوريا استوردت بين عامي 2014-2018 مركبات كيميائية محظورة من 39 دولة، بينها 15 دولة أوروبية، أبرزها مادة أيزوبروبانول، التي تُستخدم في إنتاج غاز السارين.
أداة حرب محظورةتُشكّل الأسلحة الكيميائية تهديدًا عالميًا بسبب سهولة إنتاجها وصعوبة اكتشافها، وهو ما يجعلها أداة مثالية للحروب غير التقليدية، ورغم حظر استخدامها دوليًا، إلا أن استمرار استخدامها في النزاعات المسلحة، كما حدث في سوريا، يُسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي في منع انتشار
تساؤلات بلا إجاباترغم الجهود الدولية، لا تزال الأسئلة قائمة حول مصير الترسانة الكيميائية السورية، استمرار استخدام النظام لهذه الأسلحة بعد تفكيكها رسميًا يُشير إلى وجود مخزون مخفي، ما يجعل هذه القضية تهديدًا دائمًا لأمن المنطقة والعالم.