«العم عبد الجواد» 40 عاما مع المحراث البلدي الفرعوني بقنا (صور)
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
ملامحه الصعيدية وبشرته السمراء، خطوات ثابتة متساوية مع خطوات البقرتين يسير من خلفهما العم عبد الجواد محمد محمد إسماعيل، ممسكا بآلية يدوية ليحرث الأراضي الزراعية في قرية العليقات بمركز قوص بقنا في مهنة أساس آلتها فرعونية وورثها أبا عن جد، ويطلق عليها «المحراث البلدي» أو المحراث الفرعوني نسبة إلى أن المصريين القدماء أول ما استخدموا هذه الآلة وجرها بالحيوانات لتقليل الأرض وأعمال الزراعة.
العم «عبد الجواد»، صاحب الـ55 عاما، يعمل في مهنة الحرث باستخدام محراث البقر منذ أكثر من 40 عاما، ورث تلك المهنة عن والده، لتقليب وزراعة الأراضي في قرية العليقات ومحيطها، ورغم استخدام الجرارات الزراعية الحديثة، إلا أن عددا كبيرا من المزارعين يفضلون المحراث البلدي كونه يعمل على تهوية الأرض بشكل متقن عن الآلة المدارة بالغاز.
يقول «عبد الجواد» لـ«الوطن»، إن المحراث البلدي في الأثاث فرعوني وعمره أكثر من 3000 عام والدليل على ذلك أنه منقوش على جدران المعابد القديمة في بداية تاريخ الزراعة في العصور الفرعونية، موضحا أن مكانته ما زالت موجودة لدى المزارعين لأنه مثل العشرات من الأدوات الفرعونية الموجودة كالجروف والفأس والشقرف التي لا يمكن أن يستغنى عنها المزارع.
وعن مكونات المحراث البلدي، كشف أنه مكون من قطع خشب من شجر الثنط كونه متين، وقطعة حديدية تستخدم لتقليب الأرض ويجرها بقرتين من النوع البلدي لأنه هادئ ومطيع.
فؤائد المحراث البقريوأوضح أن العمل في حرث الأرض يبدأ مع ظهور ضوء الشمس عقب الفجر حتى الساعة 11 ظهرا ، ثم استراحة ، ويستأنف الحرث عقب صلاة العصر حتى نهاية ضوء الشمس من على الأرض، موضحا أن من فوائد محراث البقر البلدي أن يحرق ويقلب أضيق الأراضي وهذا لا يستطيع الجرار الزراعي فعله، فضلا أن الزراعة بمحراث البقر دقيقة وتدر محصول أفضل لأن كل شيء محطم يدويا.
وتابع: «المزارعون يستخدمون محراث البقر في الزراعات الشتوية مثل القمح والفول والترمس والعدس وعباد الشمس وغيرها، أما في زراعات فصل الصيف نستخدم المحراث في زراعة الذرة الرفيعة والشامية وفج زراعات القصب وتقليب الأراضي للتهوية».
وأكد أن المحراث البلدي، لن يندثر حتى قيام الساعة رغم الزراعات باستخدام الأدوات الحديثة، لأن استخدام محراث البقر في الأرض يضمن لها تهوية جيدة للتربة وبالتالي زيادة المحصول.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الزراعة الأراضي الزراعية محافظة قنا قنا عبد الجواد
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يُناقش "رحلة تحدي الصمم" لفايدة عبد الجواد في "رنين الصمت"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضافت قاعة "فكر وإبداع"؛ "بلازا 1" في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور "كاتب وكتاب" ندوة لمناقشة كتاب "رنين الصمت.. صماء أسمعت العالم"؛ للدكتورة فادية عبد الجواد، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ وقد شارك في الندوة كل من: الكاتب الصحفي أحمد عامر عبد الله، والدكتور أسامة حماد، وأدارها الدكتور إيهاب بديوي.
في بداية الندوة، أشاد الدكتور إيهاب بديوي؛ بمناقشة كتاب "رنين الصمت"، وأهمية الكتاب الذي يسلط الضوء على تجارب الحياة الإنسانية؛ ويعطي الأجيال الجديدة أملًا في المستقبل؛ وأكد أن الكتاب يحمل رسائل قيمة تعكس قوة الإرادة والصمود، لا سيما في مواجهة التحديات الكبرى التي قد يواجهها الفرد؛ فالكتاب يتناول السيرة الذاتية للدكتورة فادية عبد الجواد، التي أصيبت بحمى شوكية في سن الـ11، مما أدخلها في غيبوبة استمرت لعدة أسابيع، لتستيقظ بعدها فاقدة للسمع؛ ورغم التحديات الجسيمة التي واجهتها، استطاعت أن تواصل مسيرتها التعليمية والطبية، وأن تحقق حلمها في أن تصبح طبيبة.
وبدأت الدكتورة فادية عبد الجواد؛ حديثها؛ معبرة عن سعادتها لمناقشة تجربتها ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب، وأوضحت كيف كان والداها الداعم الأكبر في مسيرتها، حيث كان يشجعها منذ صغرها على القراءة والتفوق الدراسي؛ كما تحدثت عن تجربتها خلال فترة المرض، حيث كانت القراءة هي الوسيلة الوحيدة للترفيه والمعرفة، ووسيلة للتغلب على شعورها بالعزلة بعد فقدان السمع؛ واستعرضت أيضًا مراحل التحديات التي مرّت بها بعد فقدان السمع، مؤكدة أنها لم تستسلم للظروف، بل كانت مصممة على النجاح واستكمال مسيرتها التعليمية حتى أصبحت طبيبة؛ وأوضحت أن إيمانها العميق بالله كان دافعًا أساسيًا لها لتتجاوز الصعوبات، مشيرة إلى أن الصمم كان بمثابة قيد، لكنها استطاعت التغلب عليه بفضل الله وإرادتها القوية.
وأعربت عن إيمانها العميق بأهمية قضية الصمم، فالمشكلة تؤثر على ملايين المصريين؛ وأكدت أنها تولي هذه القضية أهمية خاصة بعد استعادة سمعها، وأنها أسست جمعية الصم وضعاف السمع؛ وقامت بتولي إدارتها لعدة سنوات؛ كما قدمت مشروعًا بعنوان "السمع حياة.. فلنحيا"، والذي يهدف إلى إيجاد حلول لمشكلة الصمم في مصر بحلول عام 2030، مطالبةً بتضافر جهود الدولة لتلبية احتياجات هذه الفئة من المجتمع.
ومن جهته، أكد الكاتب الصحفي أحمد عامر؛ على أن ما لفت انتباهه في قصة "الدكتورة فادية"؛ هو كيفية تعاملها مع تحدي فقدان السمع، حيث استكملت تعليمها في المدرسة العادية بدلاً من الانتقال إلى مدارس متخصصة للصم؛ وهو ما يعكس دعمًا هائلًا من أسرتها، ولا سيما والدها الذي آمن بقدرتها على مواجهة هذه المحنة.
وأشاد الدكتور أسامة حماد، بإرادة الدكتورة فادية عبد الجواد؛ وقوة شخصيتها، مشيرًا إلى أن مسيرتها تمثل أنموذجًا يحتذى به في الصبر والتحدي، وأوضح أن الأسرة أدت دورًا محوريًا في دعمها طوال هذه المرحلة الصعبة.