الجزيرة:
2025-02-02@14:28:02 GMT

مؤتمر بحثي بإثيوبيا يناقش تحديات استقرار أفريقيا

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

مؤتمر بحثي بإثيوبيا يناقش تحديات استقرار أفريقيا

أديس ابابا– تحت عنوان "أفريقيا: تحديات الهشاشة وفرص الاستفادة من التنافس الدولي"، ينعقد في أديس أبابا أول مؤتمر بحثي ينظمه معهد الشؤون الخارجية في إثيوبيا بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء الذين ناقشوا أبرز التحديات التي تواجه القارة السمراء، من الأمن القومي والأزمات الاقتصادية والسياسية، إلى التهديدات البيئية والتكنولوجية.

وفي الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان "الهشاشة والأمن الإقليمي"، سلط محمد زكريا، الباحث الاقتصادي من أفريقيا الوسطى، الضوء على عبء الديون الثقيلة الذي تواجهه العديد من الدول الأفريقية وعواقبها السلبية، مثل انخفاض الإنفاق الحكومي وزيادة الفقر والاضطرابات الاجتماعية.

وأشار إلى دور الاستعمار والحرب الباردة اللذين خلّفا إرثًا دائمًا من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في العديد من البلدان الأفريقية، جعلها أكثر عرضة لأزمات الديون، مبيّنا أن المؤسسات الضعيفة والفساد وسوء الإدارة مما أسهم في تفاقم الديون وإعاقة التنمية الاقتصادية.

وشدد محمد زكريا على الحاجة إلى حلول شاملة، إذ تتطلب معالجة أزمة الديون في أفريقيا نهجًا متعدد الأوجه يشمل تخفيف الديون وتحسين الإدارة وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري والبنية الأساسية.

المؤتمر البحثي بأديس أبابا يشارك فيه نخبة من الباحثين والخبراء من القارة الأفريقية (الجزيرة) الإرهاب والقرصنة

وتناول الباحث الصومالي المهتم بشؤون القرن الأفريقي الدكتور محمود عبدي العلاقة المعقدة بين الإرهاب والقرصنة في أفريقيا، مشيرا إلى أنهما غالبًا ما يشتركان في أسباب جذرية متماثلة مثل الفقر، وضعف الحكم، والصراعات الإقليمية.

وركز عبدي على منطقة الساحل والقرن الأفريقي وخليج غينيا، مسلطا الضوء على تكييف الجماعات الإرهابية والقراصنة تكتيكاتها لاستغلال التقنيات الجديدة، مثل وسائل التواصل ونظام تحديد المواقع، والتهرب من جهود مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة.

ودعا عبدي إلى اتباع نهج متعدد الأوجه وإستراتيجيات شاملة وتعاونية لمعالجة هذه التهديدات، من أبرزها:

التدخلات العسكرية والاقتصادية. إشراك المجتمعات المحلية في جهود مكافحة الإرهاب والقرصنة. التعاون الإقليمي باعتباره عنصرًا حاسمًا في القضاء على هذه الظواهر.

من ناحيته، قدّم السياسي الموريتاني الباحث المهتم بالشؤون الأفريقية محمد جميل منصور تحليلا شاملا للمنافسة الدولية المتزايدة على النفوذ في أفريقيا، خاصة أن موارد القارة الغنية وموقعها الإستراتيجي يجعلها مرغوبة للقوى العالمية.

وسلط جميل منصور الضوء على التحديات الرئيسة التي تواجه أفريقيا نتيجة لهذه المنافسة، ومن أبرزها الوجود العسكري المتزايد وتجارة الأسلحة اللذان أصبحا يزعزعان الاستقرار ويفاقمان الصراعات.

وشدد على أهمية تبنّي الدول الأفريقية نهجا إستراتيجيا للتعامل مع القوى الأجنبية، عبر فهم دوافع هذه القوى ومصالحها، بما يمكنها من الاستفادة من زيادة الاستثمار والتعاون، مع التخفيف من المخاطر المحتملة.

مجتمع معولم

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "أفريقيا في سياق مجتمع معولم"، حيث استعرض الأكاديمي والباحث في شؤون النيجر وأفريقيا إدريس آيات التحديات والتعقيدات المرتبطة بتعريف الهوية الأفريقية، خاصة في سياق العولمة الثقافية، مشيرا إلى أن العولمة رغم أنها جلبت الفرص وسهلت التبادل الثقافي، لكنها أدت أيضًا إلى تآكل القيم التقليدية وفرض المعايير الثقافية الغربية.

وشدد إدريس على الحاجة إلى مشاركة الأفارقة بشكل نشط في تشكيل هوياتهم الخاصة، عبر فهم تاريخهم وثقافتهم وقيمهم، وهو الأمر الذي سيمكنهم من التغلب على تحديات العولمة وبناء شعور أقوى بهويتهم.

من جهته، استعرض أستاذ العلوم السياسية في الجزائر والمتخصص في الشؤون الأفريقية الدكتور بوحنية قوي قضية "الحروب بالوكالة" والمليشيات العابرة للحدود، منبهًا على أن الضعف المؤسساتي والفساد والانقسامات العرقية كلها عوامل جعلت أفريقيا ساحة للتنافس بين القوى العظمى التي باتت تلاحق أهدافها الجيوسياسية عبر دعم المليشيات والجماعات المسلحة دون الدخول في مواجهات مباشرة.

وحذر بوحنية من العواقب المدمرة لحروب الوكالة على الدول الأفريقية، والتي تشمل الأزمات الإنسانية وتحويل الموارد إلى الصراعات وعدم الاستقرار الإقليمي، داعيا إلى تعزيز الدبلوماسية والحوار بين الجماعات المتنافسة لحل النزاعات بطرق سلمية وتعزيز المؤسسات الإقليمية الأفريقية، وتحسين الحكم الرشيد، فضلا عن الضغط على القوى الخارجية لوقف دعمها للجماعات المسلحة.

من جهته، سلط العميد في الجيش الإثيوبي سيبسيبي دوبي الضوء على "حروب الجيل الرابع" التي وصفها بأنها تمثل تهديدًا غير مسبوق للدول الأفريقية، مشيرا إلى أنها طمست الخطوط الفاصلة بين المدنيين والمقاتلين، وأصبحت سمة بارزة في العديد من الصراعات الأفريقية مثل الصومال والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأكد العميد سيبسيبي دوبي أن حروب الجيل الرابع تفرض تحديات كبيرة على العقائد العسكرية التقليدية، وتتطلب مرونة أكبر وتكيفًا مع طبيعة الصراعات الجديدة، مشددا على ضرورة الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة لمواجهة التهديدات المتطورة، وإصلاح الجيوش لتكون أكثر قدرة على التكيف والاستجابة السريعة للتهديدات، فضلا عن معالجة الأسباب الجذرية للصراع مثل الفقر وعدم المساواة، واتخاذ تدابير اجتماعية واقتصادية.

الفاعلون والمؤسسات

أما الجلسة الثالثة والأخيرة من اليوم الأول للمؤتمر البحثي فجاءت بعنوان "الفاعلون والمؤسسات"، وقدم فيها الدكتور إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في المغرب، تحليلا لتدخل الجيوش في السياسة الأفريقية، على خلفية الانقلابات العسكرية.

وأوضح حمودي أن التدخل العسكري مرتبط بعوامل مثل ضعف الدولة وعدم احترام الدساتير، خاصة في الدول التي يسعى فيها الرؤساء لتمديد ولاياتهم خارج الأطر الدستورية، مما يدفع الجيوش إلى التدخل ردًّا على هذه الخروقات.

وأشار الأكاديمي المغربي إلى أن ضعف الاحترافية داخل الجيوش الأفريقية أسهم في زيادة الانقلابات، معتبرا أن هذا الضعف هو إرث من الحقبة الاستعمارية التي شكلت الجيوش لخدمة الأنظمة وقمع الشعوب.

كما أشار إلى أن ضعف المؤسسات الإقليمية، مثل الاتحاد الأفريقي، في مواجهة الانقلابات شجع على تدخل الجيوش، داعيًا إلى تعزيز المهنية العسكرية واستقلال الجيش عن السياسة لضمان استقرار الأنظمة السياسية في أفريقيا.

من جهته، استعرض الباحث السياسي السنغالي هارون با أزمة الدساتير والمؤسسات السياسية في أفريقيا، موضحًا أن معظم الدول دخلت مرحلة الاستقلال دون مقومات كافية لبناء دول حديثة ومستقرة، وذلك جعل دساتيرها مشوهة. كما أشار إلى أن سياسات الإقصاء والحزب الواحد أعاقت تطور الحياة الدستورية والسياسية في القارة.

وقال هارون با إن تغوّل السلطة التنفيذية في العديد من الدول الأفريقية أدى إلى إضعاف مؤسسات البرلمان والقضاء، مشيرا إلى أن الحل يكمن في إجراء إصلاحات جذرية في المؤسسات السياسية الأفريقية، عبر تقوية المؤسسات القضائية ومكافحة الفساد وتعزيز دور المجتمع المدني وصياغة قوانين واضحة ومبسطة تتناسب مع احتياجات المجتمعات الأفريقية.

صورة من مؤتمر بحثي ينظمه معهد الشؤون الخارجية بإثيوبيا بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات (الجزيرة)

من جهته، استعرض أستاذ الدراسات الأفريقية وخبير تسوية الصراعات في مصر الدكتور بدر حسن الشافعي مسيرة منظمة إيكواس منذ تأسيسها في عام 1975 ودورها البارز في مجال التدخل الأمني وتسوية النزاعات الداخلية في غرب أفريقيا.

ولكن "إيكواس"، ورغم أن موجة الانقلابات الأخيرة في دول مثل مالي وغينيا وبوركينا فاسو أدت إلى تآكل المكتسبات الديمقراطية وزعزعة الاستقرار الإقليمي، اكتفت بفرض عقوبات اقتصادية وتعليق العضويات، بحسب الشافعي.

وأوضح الأكاديمي والخبير المصري أن الانقلابات الأخيرة أدت إلى تراجع سنوات من التقدم في الحوكمة الديمقراطية في غرب أفريقيا، كما خلقت بيئة خصبة للتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مشيرا إلى أن بعض الدول التي شهدت انقلابات بدأت في تشكيل تحالفات جديدة تهدد وجود "إيكواس" كمنظمة رائدة.

وشدد على أهمية استعادة الحكم الديمقراطي في غرب أفريقيا وتعزيز التعاون الإقليمي، وإلا فإن مستقبل منظمة "إيكواس" سيكون على المحك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدول الأفریقیة مشیرا إلى أن السیاسیة فی فی أفریقیا العدید من الضوء على

إقرأ أيضاً:

تفاصيل دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي.. أبو الغيـط يطالب بوضع وثيقة.. ووزير الاتصالات: التطورات التكنولوجية فرضت تحديات جديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

طالب السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم العلماء العرب بضرورة وضع وثيقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم العربية والمصالح العربية،وبما يضمن احترام تراثنا الثقافي وإثراءه.

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية لدائرة الحوار العربية حول: "الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية" الذي يضمعددا من العلماء العرب في مجال الذكاء الاصطناعي بحضور وبمشاركة وزير الاتصالاتوتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراءالاتصالات والمعلومات العرب، ورئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، ورئيسالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور إسماعيل عبد الغفار،ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان. 

وقال إن  دائرة الحوار العربية حول: "الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقاتمبتكرة وتحديات أخلاقية"، يأتي عقدها تأسيساً على قرار الدورة العادية الأخيرةالسادسة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك.

وأضاف أن عدداً كبيراً من الدول العربية تسعى وبقوة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادةمن الذكاء الاصطناعي ومواكبة تطورات ومتطلبات العصر الحديث في هذا المجالالمهم.. وأيضاً استغلال الطاقات والفرص الكامنة لديها... وهو ما وضح خلال الفتراتالأخيرة... حيث أطلقت العديد من الدول العربية مبادرات لتعزيز استخدام الذكاءالاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية.

​وأشار إلى التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة على صعيد مايُعرف بـ "النماذج اللغوية الكبيرة"، والذكاء التوليدي... وقد صار المشهد أقرب إلى"سباق التسلح" بين القوى الكبرى في ابتداع منظومات وتطبيقات جديدة لهذهالتكنولوجيا الخطيرة... بكفاءة وإمكانيات أكبر وتكلفة أقل.

وقال "لقد رأينا مؤخراً كيف أدى ظهور تطبيق صيني جديد في مجال الذكاء الاصطناعيإلى هزة مفاجئة في الأسواق ولدى الشركات التكنولوجية الكبرى.

ونبه إلى  ​ أن هذه المنافسة الضاربة سوف تزداد حدتها في المرحلة القادمة.. فلا أحديمكنه تحمل تكلفة التخلف في هذا المضمار.. لاسيما وأن له انعكاسات عسكريةمباشرة.

وقال إن ثمة تخوفات واضحة لدى الكثير من الأوساط من تأثير هذه المنافسة علىالقواعد والقيم الإنسانية والاعتبارات الأخلاقية.. وما يمكن أن تفضي إليه من نتائجكارثية على البشرية... وقد رأينا بالفعل بعض التطبيقات الشريرة التي استخدمهاووظفها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الوحشية على غزة... وكان من شأنها -كمارأينا- مضاعفة الخسائر بين المدنيين، وارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين.

​وقال "إنه بينما نُدين هذه الجوانب غير الأخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونحذرمن مخاطرها على مستقبل الإنسانية، إن أُطلقت يد المنافسة والسوق.. بلا أي ضابط أوكابح.. فأننا نشدد في نفس الوقت على ما تتيحه من إمكانيات غير مسبوقة للنمووالازدهار البشري.. وإيجاد التوازن المناسب بين المخاطر المحتملة والمنافع المنتظرةهو سؤال كبير في عصرنا الراهن.

وأضاف "يتعين أن ينشغل العقل العربي بهذا السؤال.. وأن يكون له إسهام واضح فيمحاولة الإجابة عنه.

وقال إنه لا يجب أن تتأخر المنطقة العربية عن ملاحقة ومواكبة هذا التطور المهم.. ويتعين أن يكون علماؤنا وسياسيونا ومفكرونا مواكبين لكل ما يدور بشأن الذكاءالاصطناعي في العالم... خاصة وأنه ملف سيشمل كافة جوانب الحياة بلا استثناء... حيث ستعيد هذه التكنولوجيا ذات الأغراض العامة، تشكيل الطريقة التي نعملونتفاعل ونعيش بها بشكل يدفع نمط الحياة إلى التغيُّر بوتيرة لم نشهدها منذ انتشاراستخدام المطبعة قبل ستة قرون مضت.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل هو ثورة في طريقةالتفكير والعمل... وهي منصة لإنتاج التكنولوجيا والأفكار الجديدة في كافة المجالات... ويجب استخدامها بحكمة ومسؤولية في جميع المناحي التي أصبحت تتأثر بالذكاءالاصطناعي بما في ذلك مجال الدبلوماسية... والتي كُرس لها حيز في برنامج العملضمن دائرة الحوار الثانية، بعنوان: "الذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية وحفظالسلام: آفاق التعاون الدولي ودوره في منع النزاعات.


 

( من جانبه أكد الدكتور عمرو سميح طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنالتطورات التكنولوجية أدخلت تحديات جديدة على الحكومات عالميا من المنافسةالجيوسياسية في السباق الرقمي  إزاء الريادة في قضايا الذكاء الاصطناعي وسد الفجوةالرقمية  ودرء المخاطر السيبرانية.


 

وطالب الوزير الدول العربية بالتصدى لهذه التحديات برؤية موحدة تضمن حضورادوليا فاعلا يُعبر عن إرادة شعوبنا ويعرب عن تطلعات حكوماتنا.

وقال الوزير: "بتزامن عقد دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في العالمالعربي  تحت رعاية ورئاسة الأمين العام أحمد أبو الغيط مع احتفائنا بمرور ثمانين عاماعلى تأسيس جامعة الدول العربية .. فإننى أثمن هذه المبادرة المتميزة من الأمانةالعامة  والتي توفر منصة فريدة للتفاعل البناء وتبادل المعرفة يهدف صياغة رؤىمشتركة واستراتيجيات مستقبلية تعكس محورية الاتصالات وتكنولوجيا المعلوماتكممكن فاعل لكافة القطاعات في دولنا.

واضاف انه خلال العامين الماضيين شهدنا حراكاً وتحولاً غير مسبوق في دور قطاعالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الساحة الدولية الذي بات يعيد تشكيلالاقتصادات ويحدث ثورة في الصناعات ويغير المجتمعات بصورة مطردة.


 

من جانبه أكد رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، أن الذكاء الاصطناعي باتيشكل إحدى أهم أدوات التغيير في عالم اليوم، ولم نعد نملك بشأنه رفاهية الاختياربين مواكبة هذا التطور العالمي أو الابتعاد عنه، وإنما بات مفروضاً علينا التعامل معه،باعتباره التقنية الاستراتيجية التي ستقود العالم في المستقبل، وهو ما انعكس في قيامالكثير من دول العالم بإقرار استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، واستثمار أموالضخمة في هذا المجال.


 

وقال اليماحي إن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة بات خياراً حتمياً لدول العالمكافة، وبقدر ما يوفر فرصاً عديدة للابتكار والتنمية وتحسين الكفاءة الإنتاجية وتوفيرالجهد والوقت، فإنه يثير في الوقت ذاته تحديات أخلاقية، وتساؤلات جوهرية حولكيفية حماية قيمنا وثقافتنا العربية، والحيلولة دون انتهاك خصوصيات الأفراد أوتعريض أمن مجتمعاتنا للخطر، وهو ما يعني أننا مطالبون اليوم، ليس فقط بأخذ زمامالمبادرة في استيعاب هذه التكنولوجيا، بل في تطويرها وتوظيفها بما يتماشى معهويتنا وقيمنا ومبادئ أمتنا العربية.

وابرز ضرورة توطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، ووضع الخطط وتوفيرالموارد المالية والبشرية اللازمة لذلك، من أجل مواكبة السباق العالمي المحموم فيهذا المجال، وبما يضمن لنا في الوقت ذاته التوظيف الآمن لتكنولوجيا الذكاءالاصطناعي، على نحو يتناسب ومنظومة الأخلاق والثقافة في مجتمعاتنا العربية.

وتابع: "لا شك في أن بناء منظومة ذكاء اصطناعي عربية تتسم بالابتكار والاستدامةيتطلب شراكة قوية بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، إلى جانبوجود منظومة قانونية وتشريعية قوية تضمن تحقيق التوازن بين الإبداع التقنيوالمسؤولية الأخلاقية.

وذكر اليماحي أن البرلمان العربي ادرك بشكل مبكر أهمية حوكمة استخدامات الذكاءالاصطناعي ووضع إطار قانوني منظم لها بما يتناسب مع خصوصية دولنا العربيةومنظومة القيم والأخلاق الخاصة بها.


 

من جانبه أكد الدكتور ‏عبد المجيد بن عبدالله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلومالأمنية أهمية معالجة مخاطر الذكاء الاصطناعي خاصة في ظل استخدامه في التصديمن الجرائم.


 

وقال البنيان أن السباق حول تطوير الذكاء الاصطناعي سوف يستمر فترة من الزمنولكن هذا يستوجب التعامل مع  مخاطر الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الجرائمالإلكترونية قد استفادت من تقنيات الذكاء الاصطناعي كما أن هناك مشكلة استهلاكالمياه وكهرباء الضخم لشركات الذكاء الاصطناعي .

وأضاف أن مثل هذه التحديات الكبيرة تتطلب اهتمام الجميع للتعامل معها ووضعالتشريعات اللازمة للتعامل مع الأخطاء ومنع وقوعها والمساعدة في التنبؤ.

3d52ea66-f08e-4ead-abbb-5916851b553d ba673678-3e3f-4afa-bf0f-d0b331c437ee e36171a9-8b4c-4145-826c-4eceecab25d8 cbd2dce6-0a50-46a4-9c5d-30ef7bf47303

مقالات مشابهة

  • المعهد القومي للمعايرة يناقش تحديات تخزين الهيدروجين الأخضر في ورشة عمل علمية
  • تفاصيل دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي.. أبو الغيـط يطالب بوضع وثيقة.. ووزير الاتصالات: التطورات التكنولوجية فرضت تحديات جديدة
  • وزير البترول يناقش تحديات التعدين والفرص الاستثمارية في مؤتمر كيب تاون 2025
  • مدبولي يجتمع بلجنة الشئون السياسية لمناقشة تحديات الأمن القومي والمشهد الدولي
  • وزير الاتصالات: التطورات التكنولوجية أدخلت تحديات جديدة على حكومات العالم
  • بحضور ممثلي 40 دولة.. مؤتمر يناقش تحديات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سوق العمل
  • كاتب صحفي: التعاون العربي المشترك ضرورة حتمية لمواجهة تحديات المنطقة
  • برقية ولي العهد إلى الرئيس السوري الجديد.. خطوة إستراتيجية نحو استقرار المنطقة
  • مؤتمر سوق العمل يناقش مستقبل الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي
  • 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي