شارك  الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في ورشة عمل بعنوان: "القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان"، نظمها المجلس القومي للمرأة بالقاهرة بحضور المستشارة سناء خليل نائب رئيس المجلس القومي للمرأة، والأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والقس أنطونيوس صبحي استشاري تطوير برامج بأسقفية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ونيافة الأنبا توماس عدلي مطران إيبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك، ونيافة القس رفعت فتحي ممثل الطائفة الإنجيلية، والدكتور حسام عبد الغفار مساعد الوزير للشئون البرلمانية والاتصال السياسي والتطوير المؤسسي والمتحدث الرسمي للوزارة والمبادرة، والشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف وعدد من قيادات وزارة الأوقاف والأئمة والقساوسة والواعظات والراهبات والمكرسات.

وفي كلمته قدم  وزير الأوقاف الشكر على الدعوة لهذا اللقاء المهم، مشيرًا إلى كلمة  الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018 في البرلمان المصري الموقر، والتي حدد فيها  رؤية الدولة المصرية، فقال:  "قضينا سنوات مضت في مقومات الوطن وبناء مؤسسات الوطن وفي مواجهة الإرهاب، وقطعنا شوطًا كبيرًا في كل ذلك، وجاء الوقت الذي نضيف فيه إلى أولويات الدولة المصرية بأن ننتقل إلى ملف بناء الإنسان"، كانت هذه الكلمة الحكيمة نقطة الانطلاق لتتوجه جهود الدولة المصرية إلى أحد أهم وأجل مستهدفات عمل الدولة؛ ألا وهو: قضية بناء الإنسان.

وأضاف: كان في ذلك الوقت لكل من مؤسسات الدولة مسار تعمل فيه على هذا الملف، لكن فارقًا كبيرًا أن يكون لكل مؤسسة على حدة مسار تبذل فيه جهودًا لبناء الإنسان وبين أن يتم حشد تلك الجهود كافة في ميدان واحد، ومن هنا ولدت من جديد مبادرة "بداية جديدة" لبناء الإنسان عقب تشكيل الحكومة الجديدة في يوليو الماضي.

وأكد وزير الأوقاف أن الدولة المصرية أقدمت على خطوة رائدة لتشكيل مجموعة وزارية للتنمية البشرية يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء  الوزير خالد عبد الغفار، ووزارة الأوقاف جزء من هذه المجموعة الوزارية وقد اجتمعنا على مدى شهور مضت على الإعداد والإطلاق لمبادرة "بداية جديدة" على أنها واحدة من صور العمل التي تقوم بها المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، وقد تلقى عدد من المؤسسات الدولية عمل هذه المجموعة الوزارية بقدر من الترحيب والاهتمام.

وقد انطلقت مبادرة "بداية جديدة" وشهدنا الاصطفاف لانطلاقها في العاصمة الإدارية الجديدة، وشرفنا بالانخراط في الإعداد للمبادرة ومتابعة جهودها وصور نجاحاتها التي نعتز بها جميعًا كمصريين، ويبقى لكل مؤسسة مسارها الخاص تعمل عليه على مدى سنوات بل على مدى عقود، واليوم هو يوم حشد الطاقات وجمع الجهود للدولة المصرية في مرآة واحدة وفي ميدان واحد؛ يبرز للعالم كيف أن الدولة المصرية بفضل الله تضع أقدامها على الطريق الصحيح.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن قضية بناء الإنسان بعد دراسة لما يقوم به العالم من حولنا وصلنا إلى أن هناك محاور رئيسية لا بد من العمل عليها من أجل تحقيق المستهدف الأكبر الذي هو بناء الإنسان، وتلك المحاور أربعة أشياء محددة، وهي: التعليم، والصحة، والعمل، وجودة الحياة، موضحًا أن هذه المبادرة والأوسع منها أن تنطلق من تلك المبادرة مبادرات أخرى ضمن سلسلة أنشطة عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، كل هذا الجهد والحشد يستهدف في المقام الأول العمل على تحقيق تلك المتطلبات للإنسان المصري.

وأكد أن وزارة الأوقاف كان لها شرف المشاركة والمساهمة في هذا من خلال عدة أنشطة وفعاليات، فنظمنا عددًا كبيرًا من القوافل التي شهدتها محافظات مصر؛ (المنيا، وأسيوط) وغيرهما من المحافظات التي انطلق فيها ابن من أبناء وزارة الأوقاف من الأئمة والخطباء لمشاركة أخيه من القساوسة والرهبان، وانطلقت فيها ابنة كريمة من بنات وزارة الأوقاف من السيدات الواعظات مع شقيقتها الراهبة أو المكرسة من أجل النزول إلى القرى والنجوع والمدن المختلفة كافة للجلوس إلى الإنسان المصري لرفع الوعي، هذا مسار صبور وطويل الأمد، ويحتاج إلى وقت، وإلى إيمان بالقضايا التي نحتاج أن نتكلم فيها مع الإنسان المصري.

وأضاف هذه القوافل المشكلة من الأوقاف والأزهر والكنيسة المصرية العريقة والمجلس القومي للمرأة ومؤسسات الدولة كافة تحتاج أن تضع أمامها مرصدًا للقضايا والمشكلات والأمور كافة التي يجب الحديث فيها إلى الإنسان المصري، فنحتاج للحديث معه عن مواجهة الإدمان؛ ويحتاج هذا من القوافل أن تكون على إلمام جيد بقضية الإدمان، وخطورة انتشارها، والتحذير منها، وتوسيع وعي الإنسان المصري فيها، نحتاج إلى تحصين وعي الإنسان المصري من قضية الزيادة السكانية، وهذا يحتاج إلى إعداد علمي وتحضير وقراءة ودراسة، ورصد لما تقوم به مؤسسات الدولة، ووزارة الصحة والسكان، والأزهر الشريف، والأوقاف، والكنيسة من تأصيل علميٍّ لقضية خطورة زيادة النسل والإنجاب، وتبيين الخطورة في الزيادة العشوائية المفرطة وغير المنضبطة، وتؤصل شرعًا وعلمًا بإحصائيات من الواقع لبيان الخطر.

وأشار إلى أننا نحتاج إلى تحضير جيد في قضية محاربة العنف الأسري، والاهتمام بالطفولة، والبيئة، والحد من الطلاق، وحرمان المرأة من الميراث، والتسرب من التعليم، والتغذية التي تؤثر تأثيرًا حادًّا على صحة الأم والجنين والإنسان والتي تؤثر سلبًا على قدراته المعرفيَّة والذهنيَّة، نحتاج إلى أن نمر بحالة من الإفاقة، والوعي، والهمة، والحشد، والغيرة على الوطن وعلى الإنسان المصري، والتعامل معه بحب، والصبر عليه، والتشرف بتقديم الخدمة له.

وأضاف: إن هذا العمل مقدس وجليل، ومن أنبل وأشرف ما يمكن أن نلقى الله عز وجل به.

وأكد أن مبادرة بداية جديدة ولقاءنا اليوم من خلالها نقطة انطلاق، وأثرها على الوطن عظيم قد يظهر بعد سنوات، ولكن العمل الصادق والجهد في خدمة الإنسان المصري بكل شرائحه نخدمه ونقدم له أجود ما يمكن من اعتصار العقل والعمر لندفعه للنجاح، وهو هدف مبادرة "بداية جديدة"، وهدف وزارة الأوقاف في الخطاب الديني والمسجد وخطبة الجمعة والدروس والندوات والقوافل والمحاضرات، وكلها تجعلنا جنودًا في خدمة الإنسان المصري، ونتحمل ضيّق الصدر ومن أثقلته الهموم بكل تقدير واحترام وصدق، فهدفنا خدمة الإنسان المصري في كل وقت.

 

واختتم وزير الأوقاف أن هدفنا الكبير في مواجهة فلسفات الموت هو فلسفة الإحياء، ويكفي أن أختم كلمتي بثلاث آيات من الذكر الحكيم، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم"، فلخص الله مهمة حبيبه صلى الله عليه وسلم في كلمة الإحياء، وهذا الإحياء يبدأ بالحفاظ على الإنسان من الموت، ثم إحياء الإنسان بالعلم، ثم إحيائه بالأمل، ثم بالثقافة، ثم بالصحة الجيدة، ثم بالعمل الجليل، ثم بالمستوى المعيشي اللائق، ثم بالرضا، ثم إحيائه بالقيم والأخلاق، وإحياه طفلًا أو امرأة أو كان من أصحاب الهمم، والآية الأخرى هي قوله تعالى: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" وهذه الآية تقوم عليها أعظم المواثيق لحفظ النفس البشرية، والآية الثالثة هي قوله تعالى: "أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الاوقاف أسامة الأزهري المجموعة الوزاریة الإنسان المصری الدولة المصریة وزارة الأوقاف بناء الإنسان وزیر الأوقاف بدایة جدیدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد لقاء وزير الخارجية نظيره الفلسطيني| هذه مستجدات الجهود المصرية الهادفة للقضية المحورية

تواصل الدولة المصرية كل جهودها الممكنة لدعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخطط تصفيتها ودفع المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء، فموقف مصر راسخ وثابت من دعم ومناصرة القضية الفلسطينية على مدار عقود طويلة، حيث ضحت كثيراً وقدمت شهداء في سبيل دعم القضية، لتظل القضية الفلسطينية هى القضية الأم والأولى والأهم لدى الدولة المصرية والوطن العربي بشكل عام.

مستجدات الجهود المصرية الهادفة

استقبل وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم السبت رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، وذلك لبحث آخر التطورات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في الضفة الغربية وغزة.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن عبد العاطى استعرض مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كافة بنوده خلال مراحله الثلاث.

كما تناول اللقاء خطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس بالقاهرة.

وأك  وزير الخارجية دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية إلى جانب الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وحرص عبد العاطي على الاستماع لرؤية رئيس الوزراء الفلسطيني حول موضوعات إعادة الإعمار، بما في ذلك المخرجات المتوقعة للمؤتمر الذي من المقرر أن تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة.

كما استمع وزير الخارجية لرؤى وتقديرات المسؤول الفلسطيني بشأن الأوضاع في الضفة الغربية في ظل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على مدن ومخيمات الضفة.

موقف مصر من التهجير

 هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن موقف مصر من التهجير واضح وحاسم منذ الأزمة وبمثابة خط أحمر ، ورأس الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من أعلن هذا أمام العالم كله منذ بدء الأزمة 7 أكتوبر 2023 ، وأيضا قامت الدولة المصرية بتوظيف ثقلها السياسى والاستراتيجى لمنع تصفية القضية الفلسطينية، وبالفعل نجحت خلال مدة الحرب وحتى الوصول إلى وقف إطلاق النار من الوقوف بقوة أمام مخططات نتنياهو وإدارة بايدن.

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " ليأتى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد، ويعتقد أنه سينجح فيما فشل فى تحقيقه بايدن، ويتحدث عن ضرورة التهجير  من جديد، ليأخذ القضية إلى تطور جديد وخطير، لكن موقف مصر فى كل الأحوال معروف ومعلوم وحاسم، لذلك كان الرفض من خلال بيان قوى من وزارة الخارجية،

وتابع: والمهم جدا هو موقف الشعب المصري بكل أطياقه وفئاته والكيانات السياسية والأحزاب والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع الدولى،  إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعى الذى تحولت إلى مظاهرات عارمة لرفض تصريحات ترامب، ورفض تهجير الفلسطينيين بأى شكل، وكذلك تأييد القيادة السياسية والرئيس السيسى فى كل الإجراءات اللازمة التى تتطلب حماية الأمن القومى المصرى. 

واردف: وأعتقد أن كل ما يحدث من مواقف مصرية على كل الأصعدة والمستويات والاتفاق على دعم القيادة السياسية ورفض التهجير،  يؤكد الاصطفاف الوطنى ووحدة الجبهة الداخلية،  وأن المصريين يقفون على قلب رجل واحد فى مواجهة أى أزمة تعرض الأمن القومى المصرى للخطر.

مقالات مشابهة

  • إعلام السويس ينظم ورشة عمل حول الدولة المصرية وتنشئة جيل واعى ومثقف ومحب لوطنه
  • ماجد المصري في بودكاست بداية جديدة: مبادرة بداية تسهم في دعم الشباب
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية
  • محافظ القليوبية يُدشن مبادرة استبدال المصاحف المستهكلة بمصاحف جديدة
  • مي كساب في "بداية جديدة": دعم الشباب وتنمية العقول مفتاح المستقبل.. ووالدي كان أكبر داعم لموهبتي
  • ترتيب الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الـ17
  • صراع البقاء والقمة يشتد.. جدول ترتيب الدوري المصري قبل انطلاق الجولة 17
  • تدشين مبادرة الرياضة تجمعنا دعما لمبادرة بداية جديدة بجامعة الأزهر
  • بعد لقاء وزير الخارجية نظيره الفلسطيني| هذه مستجدات الجهود المصرية الهادفة للقضية المحورية
  • إطلاق بودكاست "بداية جديدة".. رامي صبري يكشف رؤيته للنجاح في الحلقة الأولى