الموارد المائية تعلن إنجازها عدد من المشاريع في البصرة
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم السبت (12 تشرين الأول 2024)، عن إنجاز أعمال تأهيل وتطوير ناظم العشار في مركز محافظة البصرة.
وقال رئيس لجنة الإشراف والتنفيذ في مديرية الموارد المائية في المحافظة احمد سلطان بدر في بيان تلقته "بغداد اليوم"، ان العمل تضمن تأهيل بناية الناظم بالكامل وتخفيض منسوب اكتاف التكسية الحجرية واستبدالها بالمقرنص المرمري ، مشيراً الى انشاء مصطبات ومظلات عدد 10 موزعة على جوانب مقدم ومؤخر الناظم
وأضاف انه تم إنشاء مساحات خضراء مزروعة بالثيل الطبيعي ونافورة مياه عدد1 وتبديل الاسيجة الحديدية المحيطة بالناظم لتتلائم مع تطوير المنشأ ، منوهاً ان الهدف من الأعمال الحفاظ على منشأت الري ولمواكبة تطورات مركز المدينة واظهارها بالمظهر اللائق واضفاء لمسة جمالية للمكان
وعلى صعيد متصل أعلنت شركة الفاو العامة لتنفيذ مشاريع الري بالوزارة، عن إنجاز المراحل النهائية لمشروع العبارات الانبوية على نهر الصالحية في منطقة الأكوات التابعة لقضاء شط العرب بمحافظة البصرة، فيما بينت ان نسبة الإنجاز للمشروع بلغت 98% وبأشراف مديرية الموارد المائية في المحافظة
وقالت المدير التنفيذي للمشروع زينب خلف علي في بيان تلقته "بغداد اليوم"، إن العمل تضمن تنفيذ عيارات انبوبية عدد 15 قطر كل انبوب 1,20م وبطول 15م ، فيما أشارت الى تنفيذ التكسية الحجرية للميول الجانبية لأحواض العبارات لمنع التأكلات والانهيارات الترابية
وأضافت أن الهدف من المشروع هو السبطرة على المياه الداخلة للانهر الفرعية اثناء مواسم الفيضان ، فضلاً عن انشاء طريق استطلاعي لملاكات شعبة ري شط العرب لمراقبة آلياتها اثناء أعمال كري ورفع الترسبات والصيانة الدورية للنهر وانسيابية مرور العجلات والاليات لموقع العمل .
وعلى صعيد منفصل أعلنت مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة العراقية في محافظة البصرة عن وضع اعمال برنامج وتنفيذ خطة شاملة لإدارة السياحة البيئية في مناطق الأهوار ، جاء ذلك بناءٌ على توصيات لجنة التراث العالمي بالفقرة (11) في الجلسة (46) بشأن ممتلك أهوار جنوب العراق
وقال معاون مدير المركز في البصرة ناظم عبد الامام فايز، في بيان تلقته "بغداد اليوم"، إن اللجنة أكدت على ضمان ممارسة السياحة بشكل مستدام وتحديد المسارات البيئية داخل الاهوار ، مضيفاً لأهمية السياحة وتنظيمها وضرورة تحديث تلك الدراسة لتحسين البيئة في أهوار الجنوب
وأضاف انه تم أجراء جولات ميدانية نهرية داخل أهوار المسحب والصلال والتي تعتبر جزء من هور الحمار الشرقي وتقع ضمنها محمية التراث العالمي بواقع (200)كم٢ ، انطلاقاً من مرسى الزوارق في المنذوري بالمحافظة ، وذلك لتحديد المسارات البيئية والنهرية ، بصحبة لجنة مشتركة من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومحافظة البصرة وممثلين عن الوزارات والهيئات ذات العلاقة
وتابع أن الوزارة أولت اهتماماً بمناطق الاهوار من خلال وضع خطة سنوية لتطهير المغذيات الرئيسية والفرعية ودعم السداد وتقويتها للحفاظ على التنوع الاحيائي والنباتي والخزين المائي وتحسين نوعيته ، فضلاً عن نصب محطات رصد للتعرف على نوعية المياه والتصاريف الواردة للأهوار بشكل يومي وبالتعاون مع المركز الوطني لادارة الموارد المائية في محافظة البصرة .
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الموارد المائیة بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا
بقلم : أحمد عصيد
يوم 15 مارس هو اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، قررته الأمم المتحدة من أجل مواجهة كراهية الإسلام عبر العالم، وهذا أمر إيجابي لأن كراهية الأديان والمعتقدات الدينية ليست موقفا نبيلا أو إنسانيا، لكن بالمقابل، على المسلمين أكثر من غيرهم أن يعملوا على تغيير صورة الإسلام في العالم، ليس من خلال تفسير نصوصه وأركانه ومضامينه، فهذا عمل لا جدوى منه إذا لم يغير المسلمون سلوكاتهم التي هي أبعد ما تكون عن النموذج الإيجابي، فالآخر – الذي ارتكب بدوره أخطاء كثيرة وخاصة بعزل الجالية المسلمة في أحياء هامشية – لا يفهم الإسلام إلا من خلال سلوك أهله، وليس ملزما بالتعرف على النصوص والمرجعيات، فقد سأل أحد ملوك الصين القديمة الحكيم كونفوشيوس كيف يتحقق العدل ؟ فكان جوابه: “بطريقة بسيطة جدا، أن تكون عادلا أيها الملك”. فالصورة الإيجابية عن الإسلام ينبغي أن يصنعها المسلمون أنفسهم سواء من خلال إصلاح أنظمتهم السياسية الاستبدادية ومجتمعاتهم التي ما زالت تكرس التمييز والقهر باسم الدين، أو من خلال تقويم سلوكاتهم في بلدان الغير، والتي يتم تبريرها – ويا للأسف – باعتماد نصوص دينية. ولا داعي هنا لسرد النماذج الصاعقة والأمثلة الكثيرة جدا، والتي للأسف تمثل المصدر الرئيسي المغذي لليمين المتطرف المتصاعد بشكل مخيف. لكن تصحيح سلوك المسلمين ستواجهه عقبة كبيرة جدا، وهو أن ذلك التصحيح لابد أن يمر عبر تصحيح فهمهم وتفسيرهم هم أنفسهم للدين الإسلامي، لأنهم إذا كانوا يعتقدون بأنهم بسلوكاتهم الخاطئة يجسدون “الدين الإسلامي الصحيح”، فمن المستحيل أن يغيروا ما بأنفسهم، وأعتقد أن منطلق هذا التغيير هو تجاوز الفقه الإسلامي التراثي الذي يوقعهم في تصادم يومي مع بعضهم البعض ومع بقية العالم، وإبداع فقه اجتهادي جديد ملائم لعصرنا، كما سيكون عليهم أن يحرروا الإسلام من “الإسلام السياسي” الذي نجح في تسريع وتيرة تشويه سمعة الإسلام عبر العالم، وجعله مصدر خوف حتى داخل البلدان الإسلامية نفسها. لاشك أن هناك أيضا عوامل تاريخية ممهدة للإسلاموفوبيا حيث يعود الأساس الأول لظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين إلى سبب تاريخي هو الحروب الصليبية التي مثلت لقاء تصادميا دمويا بين الإسلام والغرب، لم ينته بنهاية الحروب بل استمر من خلال التمثلات التي غذتها الإنتاجات المكتوبة والشفوية لقرون طويلة. وتعود الظاهرة أيضا إلى المرحلة الكولونيالية التي كرست أشكالا من التعامل بين الإنسان الغربي الأبيض وباقي سكان المعمور، قوامها نوع من التعالي والمركزية الغربية، وقد لعب الإسلام دور اللحام الإيديولوجي بين مكونات المجتمعات الإسلامية في مواجهة الاحتلال وتأطير المقاومة والحركات الوطنية. هذه العوامل حكمت نظرة الإنسان الغربي للجاليات المسلمة بعد المرحلة الاستعمارية، فأظهر نوعا من التعاملات العنصرية لم يكن الجيل الأول من المهاجرين يشعر بها، حيث كان يعطي الأولوية لعلاقته بالدولة وللمكتسبات المادية والخدمات الاجتماعية، على العلاقة بالأفراد. ويفسر هذا الإعجاب الشديد الذي كان يعبر عنه أفراد هذا الجيل بالدول الغربية ومؤسساتها مقارنة بواقع بلدانهم المتردي، كما كانت أزمة الهوية الناتجة عن حالة الاغتراب متحكما فيها عبر الحفاظ على علاقة وطيدة بالجذور وبالوطن الأصلي وبالتقاليد والعادات الأصلية. هذه الروابط التي كانت تلعب دور التوازن النفسي سرعان ما شرعت في التلاشي والذوبان مع الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، وذلك بسبب ضعف العلاقة بالوطن الأصلي، وظهور عامل جديد هو تنظيمات الإسلام السياسي السلفية منها والإخوانية العالمية المتشددة التي تمتلك شبكات تمويل هائلة، والتي نجحت في استقطاب نسب كبيرة من أعضاء الجالية، حيث أصبحت تلعب دور العزاء النفسي والتعويض عن حالة الاغتراب وفقدان المرجعية بالنسبة لأعضاء الجالية الذين عانوا من ضعف الاندماج، وساهم في ذلك بشكل كبير تفاقم الأزمة الاقتصادية وتزايد البطالة مما دفع بالعديد من الشباب نحو المساجد التي يؤطرها أئمة بعضهم لا يكتفي بإمامة الصلاة والوعظ والإرشاد الديني بل يركزون على تكريس الخصوصية بمعناها المغلق، ونشر ثقافة الممانعة ضد قيم حقوق الإنسان على الخصوص، وضرب ثقافة التعايش في الصميم إلى حد يصل إلى درجة زرع مشاعر النفور والكراهية للمواطنين غير المسلمين، مما يظهر في سلوك أبناء الجالية بشكل عنيف. وقد كان لأوضاع تهميش الجالية المسلمة، واستعمال القضية الفلسطينية وأخطاء السياسة الخارجية الأمريكية بشكل كثيف دور كبير في تيسير عملية التأطير المنحرف هذه. و زاد من تأزم هذا الوضع بشكل كبير انتشار ظاهرة الإرهاب المسلح وظهور القاعدة وفروعها، مما جعل الإسلام مرتبطا في وجدان الإنسان الغربي بالعنف والدم، خاصة بعد أن تكاثرت الحوادث والوقائع الدموية التي أبطالها إسلاميون وسلفيون في كل من مالي والجزائر وليبيا وتونس ومصر والعراق واليمن والصومال وكينيا ونيجيريا وأفغانستان وباكستان وغيرها من البلدان. من جانب آخر كان لتخلف الدول الإسلامية وفشلها في بناء ديمقراطيات ناجحة، وفي تنمية مجتمعاتها، وإفراطها في استعمال الدين في اضطهاد أبنائها وخاصة من النساء وعرقلة تطور بلدانها، تأثير كبير في ترسيخ فكرة ارتباط الإسلام بالاستبداد والقهر والظلم لدى الغربيين. من الخطأ إذن البحث عن حلول لـ”الإسلاموفوبيا” فقط عبر السعي إلى إقناع الغربيين بتغيير نظرتهم إلى الإسلام والمسلمين اعتمادا على بعض النصوص، ذلك أن هذه النظرة لا يمكن أن تتغير بدون أن يغير المسلمون سلوكاتهم واقعيا، سواء في بلدانهم أو في بلدان المهجر. ذلك أنّ الحقيقة التي ينبغي أن تظلّ نصب أعيننا هي أن الغرب لن يفهم أبدا الإسلام إلا من خلال ما يفعله المسلمون، سواء بأنفسهم وببعضهم البعض أو بغيرهم