غرائب الجامع الأقمر.. 7 ميزات ينفرد بها عن جوامع القاهرة الأثرية
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
روى المقريزي أن الجامع الأقمر بُني في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، الذين قُتلوا أثناء فترة الاضطهاد الرومانية، وسُمي الجامع بهذا الاسم نظرًا إلى لون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.
غرائب الجامع الأقمر.. و7 ميزات ينفرد بها الجامع عن جوامع القاهرةوالجامع الأقمر هو أحد أجمل الجوامع التي تركها لنا العصر الفاطمي أمر ببناؤه الخليفة الآمر بأحكام الله أبو علي منصور بن أحمد عام 519هـ، 1125م، وكلف بمهمة البناء وزيره محمد بن فاتك بن مختار بن حسن بن تمام المعروف تاريخيًا بـ أبو عبد الله المأمون بن البطائحي، والبطائحي نسبة إلى أصوله التي تنتمي إلى البطائح في العراق والواقعة بين البصرة والكوفة.
رواية المقريزي
وهنا نأتي إلى رواية المقريزي وهل هي صحيحة، وهل بالفعل الجامع تم بناؤه على دير مسيحية قديمة، وهل سبب تسميته هو الأحجار المضيئة، وفي تصريحات إلى الفجر قال الدكتور محمد حمزة الحداد أستاذ الآثار والتراث بجامعة القاهر، إن كلمات المقريزي لا دليل أثري عليها، والجامع الأقمر موجود داخل أسوار القاهرة، والقاهرة كانت عبارة عن سهل رملي لا أبنية فيه، سواء أديرة أو غيرها، كما أنه لا أثر للدير أسفل الجامع أو للبئر المزعومة.
وعن التسمية قال الحداد، إنه لا علاقة للتسمية بلون الأحجار، فلا توجد أحجار مضيئة في الجامع، بل كان من عادة الفاطميين تسمية الأشياء على صيغة أفعل التفضيل ولذلك نجد الجامع الأزهر والجامع الأفخر والأنور ثم الأقمر.
احترام خط تنظيم الطريقالجامع الأقمر به عدة سمات تجعله متميزًا أولًا أنه أول جامع فيه الواجهة تحترم خط تنظيم الطريق بدل أن تكون موازية لصحن الجامع، ذلك كي تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.
واجهة بديعة ونقوش وعقود نادرةيتميز أيضًا بواجهته التي لا يضارعها في زخارفها البديعة واجهة أخرى في جوامع القاهرة فيزينها أشكال على شكل الشموس المشرقة يصل عددها إلى 7 شموس كما أننا لأول مرة نرى في مدخله في عمارة المساجد العقد المعشق الذي انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي، وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسي، وهـو على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه.
أول ظهور للمقرنصاتوأهم ميزة في تصميم الجامع استعمال المقرنصات والتي لم تُستعمل قبله إلا في مئذنة جامع الجيوشي، وتلك الزخرفة انتشرت في جميع العمارة الإسلامية تقريبًا بعد هـذا الجامع، ويعلو الباب طاقة كبرى نُقش على الحلقة الوسطى منها بالخط الكوفى، بسم الله الرحمن الرحيم «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا".
الشطف المقرنصوينفرد جامع الأقمر أيضًا عند التقاء الواجهة الشمالية له بالواجهة الغربية، بشطف يتوجه مقرنص من صفين، كتب على جانبيه محمد وعلي، وفي طاقته، «إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، وهو يعد الأول من نوعه أيضًا في العمارة الإسلامية، ويحافظ هذا الشطف على المارة والدواب التي قد تحتك بحافة الجدار وعلى سلامة مكان التقاء الحائطين الواقع بناصية شارعين،
الإشارات الشيعيةكما تحوي الواجهة الإشارات الشيعية حيث يتكرر اسم الإمام علي بن أبي طالب يحيط به اسم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي إحدى التقاليد الشيعية في تزيين واجهات الجوامع وهي تتكرر أيضًا في قبة جامع الحاكم، وواجهة الجامع الأقمر تم تقليدها في عدة مباني مثل واجهة حمام بشتاك في شارع سوق السلاح، والمنشأ في العصر المملوكي، ومثل واجهة المتحف القبطي المنشأ في القرن التاسع عشر.
وصف الجامعوالجامع عبارة عن صحن صغير مربع، طول ضلعه 10م محاط بأربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة به ثلاث بوائك عقودها محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة تربطها كتل خشبية ، والجامع مغطى بقباب ضحلة منخفضة وهو عنصر جديد فى ذلك الوقت يظهر كيفية تطور تغطية الأروقة في جوامع القاهرة، وقد شاع استخدام هذا الأسلوب فيما بعد في مساجد العصر العثماني.
تجديدات الجامعوأهمل الجامع بعد العصر الأيوبى، وتم تجديده فى العصر المملوكى فى عهد السلطان الظافر سيف الدين برقوق عام 799هـ، 1397م، بواسطة الأمير أبو المعلى يلبغا بن عبد الله السالمي، والذي عُرف عنه التصوف وحب آل البيت، فأعاد الحياة لجامع الأقمر، وجدد المئذنة والمنبر وحوض الدواب المجاور له، وأقام بركة مياه معلقة في الصحن، وسجل ما فعله من تجديدات أعلى محراب الجامع ومنبره مع احتفاظ الجامع ببعض زخارفه الفنية المتميزة فى العصر الفاطمى
وقام الأمير سليمان أغا السلحدار عام 1821 في فترة حكم محمد علي باشا بتجديده، وتلا تجديداته تجديدات لجنة حفظ الآثار العربية عام 1928 التى أزالت المباني من أمام واجهته لتظهرها كاملة مع الحفاظ على طابعه التاريخي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجامع الأقمر الأقمر الأثار الأسلامية الجامع الأقمر
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
أكد رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير بن عزيز أن المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى تصب في مصلحة الوطن والشعب، مضيفا أن تحرير الوطن لن يكون مجرد انتصار عسكري، بل هو استعادة للكرامة والحرية، وبداية لعهدٍ جديدٍ من الاستقرار والتنمية.
وحول الأمم التي لا تقهر قال رئيس هيئةالأركان" أن الأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر، وأبطالنا في الميادين يستمدون من القرآن عزيمتهم وصبرهم وثباتهم حتى تحقيق النصر"..
وأكد أن حفظة كتاب الله هم صُنّاع النصر الحقيقي، وهم من يستحقون الإجلال والوقوف احترامًا، لأنهم يمثلون النور الذي يضيء درب الأمة نحو العزة والكرامة.
جاء هذا خلال تكريمه اليوم 100 حافظٍ لكتاب الله من مركز الجفينة بمحافظة مأرب مقدما لهم مبلغ رمزي 18 مليون ريال تشجيعاً وتقديرًا لجهودهم العظيمة في حفظ كتاب الله، وتحفيزًا لمزيد من الشباب على السير في هذا الدرب المبارك.
حضر حفل التكريم عددٍ من القيادات العسكرية والأمنية والمجتمعية.
كما عبّر الفريق الركن صغير بن عزيز، عن اعتزازه الكبير بحفاظ كتاب الله..
معتبراً أن هذا التكريم يأتي في سياق الاهتمام برعاية أهل القرآن، الذين يشكلون الحصن المنيع أمام مشاريع الظلام والتطرف..
مشيراً الى أن المعركة اليوم ليست فقط عسكرية، بل هي أيضًا معركة وعي وإيمان، والانتصار فيها يعتمد على التمسك بالمبادئ والقيم التي جاء بها القرآن الكريم.
وشدد على أهمية تكاتف جميع أبناء اليمن، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة المشاريع التدميرية التي تستهدف الهوية الوطنية والدينية..
واكد بن عزيز، أن النصر قادمٌ لا محالة، وأن اليمن سينهض بعزيمة أبنائه الأوفياء، المستمدين قوتهم من كتاب الله وسنة نبيه،
..داعيًا الجميع إلى الالتفاف حول الثوابت الوطنية والدينية، والعمل معًا من أجل مستقبلٍ أكثر إشراقًا واستقرارًا.
من جانبهم، عبر الحفظة المكرّمون عن سعادتهم بهذا التكريم..مؤكدين عزمهم على مواصلة مسيرتهم في خدمة كتاب الله، والعمل على نشر قيمه العظيمة في أوساط المجتمع.