روى المقريزي أن الجامع الأقمر بُني في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، الذين قُتلوا أثناء فترة الاضطهاد الرومانية، وسُمي الجامع بهذا الاسم نظرًا إلى لون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر. 

غرائب الجامع الأقمر.. و7 ميزات ينفرد بها الجامع عن جوامع القاهرة

والجامع الأقمر هو أحد أجمل الجوامع التي تركها لنا العصر الفاطمي أمر ببناؤه الخليفة الآمر بأحكام الله أبو علي منصور بن أحمد عام 519هـ، 1125م، وكلف بمهمة البناء وزيره محمد بن فاتك بن مختار بن حسن بن تمام المعروف تاريخيًا بـ أبو عبد الله المأمون بن البطائحي، والبطائحي نسبة إلى أصوله التي تنتمي إلى البطائح في العراق والواقعة بين البصرة والكوفة.

 

رواية المقريزي 

وهنا نأتي إلى رواية المقريزي وهل هي صحيحة، وهل بالفعل الجامع تم بناؤه على دير مسيحية قديمة، وهل سبب تسميته هو الأحجار المضيئة، وفي تصريحات إلى الفجر قال الدكتور محمد حمزة الحداد أستاذ الآثار والتراث بجامعة القاهر، إن كلمات المقريزي لا دليل أثري عليها، والجامع الأقمر موجود داخل أسوار القاهرة، والقاهرة كانت عبارة عن سهل رملي لا أبنية فيه، سواء أديرة أو غيرها، كما أنه لا أثر للدير أسفل الجامع أو للبئر المزعومة. 

وعن التسمية قال الحداد، إنه لا علاقة للتسمية بلون الأحجار، فلا توجد أحجار مضيئة في الجامع، بل كان من عادة الفاطميين تسمية الأشياء على صيغة أفعل التفضيل ولذلك نجد الجامع الأزهر والجامع الأفخر والأنور ثم الأقمر. 

احترام خط تنظيم الطريق

الجامع الأقمر به عدة سمات تجعله متميزًا أولًا أنه أول جامع فيه الواجهة تحترم خط تنظيم الطريق بدل أن تكون موازية لصحن الجامع، ذلك كي تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة. 

واجهة بديعة ونقوش وعقود نادرة 

يتميز أيضًا بواجهته التي لا يضارعها في زخارفها البديعة واجهة أخرى في جوامع القاهرة فيزينها أشكال على شكل الشموس المشرقة يصل عددها إلى 7 شموس كما أننا لأول مرة نرى في مدخله في عمارة المساجد العقد المعشق الذي انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي، وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسي، وهـو على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه. 

أول ظهور للمقرنصات 

وأهم ميزة في تصميم الجامع استعمال المقرنصات والتي لم تُستعمل قبله إلا في مئذنة جامع الجيوشي، وتلك الزخرفة انتشرت في جميع العمارة الإسلامية تقريبًا بعد هـذا الجامع، ويعلو الباب طاقة كبرى نُقش على الحلقة الوسطى منها بالخط الكوفى، بسم الله الرحمن الرحيم «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا". 

الشطف المقرنص 

وينفرد جامع الأقمر أيضًا عند التقاء الواجهة الشمالية له بالواجهة الغربية، بشطف يتوجه مقرنص من صفين، كتب على جانبيه محمد وعلي، وفي طاقته، «إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، وهو يعد الأول من نوعه أيضًا في العمارة الإسلامية، ويحافظ هذا الشطف على المارة والدواب التي قد تحتك بحافة الجدار وعلى سلامة مكان التقاء الحائطين الواقع بناصية شارعين، 

الإشارات الشيعية 

كما تحوي الواجهة الإشارات الشيعية حيث يتكرر اسم الإمام علي بن أبي طالب يحيط به اسم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي إحدى التقاليد الشيعية في تزيين واجهات الجوامع وهي تتكرر أيضًا في قبة جامع الحاكم، وواجهة الجامع الأقمر تم تقليدها في عدة مباني مثل واجهة حمام بشتاك في شارع سوق السلاح، والمنشأ في العصر المملوكي، ومثل واجهة المتحف القبطي المنشأ في القرن التاسع عشر. 

وصف الجامع 

والجامع عبارة عن صحن صغير مربع، طول ضلعه 10م محاط بأربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة به ثلاث بوائك عقودها محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة تربطها كتل خشبية ، والجامع مغطى بقباب ضحلة منخفضة وهو عنصر جديد فى ذلك الوقت يظهر كيفية تطور تغطية الأروقة في جوامع القاهرة، وقد شاع استخدام هذا الأسلوب فيما بعد في مساجد العصر العثماني. 

تجديدات الجامع 

وأهمل الجامع بعد العصر الأيوبى، وتم تجديده فى العصر المملوكى فى عهد السلطان الظافر سيف الدين برقوق عام 799هـ، 1397م، بواسطة الأمير أبو المعلى يلبغا بن عبد الله السالمي، والذي عُرف عنه التصوف وحب آل البيت، فأعاد الحياة لجامع الأقمر، وجدد المئذنة والمنبر وحوض الدواب المجاور له، وأقام بركة مياه معلقة في الصحن، وسجل ما فعله من تجديدات أعلى محراب الجامع ومنبره مع احتفاظ الجامع ببعض زخارفه الفنية المتميزة فى العصر الفاطمى 

وقام الأمير سليمان أغا السلحدار عام 1821 في فترة حكم محمد علي باشا بتجديده، وتلا تجديداته تجديدات لجنة حفظ الآثار العربية عام 1928 التى أزالت المباني من أمام واجهته لتظهرها كاملة مع الحفاظ على طابعه التاريخي. 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الجامع الأقمر الأقمر الأثار الأسلامية الجامع الأقمر

إقرأ أيضاً:

علماء اليمن يؤكدون:الفتاوى التي تعطل الجهاد أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة خطيئة كبرى وذنب عظيم لا تبرأ ذمة من أصدروها إلا بالتراجع عنها

العلامة الحاضري: فتوى دار الإفتاء المصرية تتناسق مع موقف النظام المصري ووساطته لصالح العدو الإسرائيلي  العلامة خالد موسى: على علماء الأمة القيام بدورهم في دحض دعوات علماء السوء الذين يبررون للأنظمة تواطؤها وخذلانها للشعب الفلسطيني

الثورة / محمد الروحاني

مثلما قدم علماء اليمن نموذجا قويا لما يجب أن يكون عليه علماء الأمة من الصدع بالحق واستنهاض الأمة لتقوم بمسؤولية الجهاد في سبيل الله والتصدي للعدو الإسرائيلي يخوض علماء اليمن معركة التبيين والتصدي للفتاوى المضللة التي تصدر من علماء السوء تبريرا لمواقف أنظمة العمالة التابعين لها ومنها الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية التي تعطل الجهاد وتجمده حيث أكدت دار الإفتاء المصرية عدم شرعية وجوب الجهاد ضد العدو الإسرائيلي وبطلان الفتاوى التي تؤكد وجوب الجهاد ضد العدو الإسرائيلي ومنها الفتوى الصادرة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

ونظرا» لخطورة ما تمثله هذه الدعوى من الأمة الإسلامية فقد تداعى علماء اليمن وعقدوا لقاء موسعا في العاصمة صنعاء -منتصف الأسبوع الماضي- أكدوا فيه أن الفتوى بإغلاق باب الجهاد في سبيل الله وتجميده أمام حرب الإبادة الجماعية في غزة خطيئة كبرى وزلة عظمى، وذنب عظيم كونها دعوة إلى الاستسلام، والخنوع والخضوع للأعداء وتشكيكا في وعود الله بالنصر، وتبريرا للمواقف المخزية للأنظمة المطبعة، والعميلة وتطعن في تضحيات عظماء الأمة، وشهدائها الذين قضوا نحبهم في أعدل قضية، وأوضح مظلومية.. مؤكدين أن أصحاب هذه الفتاوى لو كانوا سكتوا لكان الذنب عليهم أهون ولا تبرأ ذمتهم أمام الله إلا بالتراجع عنها، والتوبة النصوح منها، بتحريض الأمة أنظمة، وجيوشا، وشعوبا على جهاد العدو الإسرائيلي والأمريكي بكل الوسائل العسكرية، والمقاطعة الاقتصادية، وقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع العدو الإسرائيلي.

كما أكدوا مشروعية الجهاد في سبيل الله، وقرار التصدي لأمريكا وكيان العدو الإسرائيلي بكل الوسائل والأساليب الممكنة والمستطاعة كما يفعله اليمن قائدا، وشعبا، وجيشا، كونه يمثل النموذج الإسلامي الصحيح، ويجسد تعاليم القران الإيمانية، والجهادية.

فتوى تتسق مع موقف النظام المصري

ووفق ما تحدث به الأمين العام لرابطة علماء اليمن طه الحاضري لصحيفة «الثورة» فإن الفتوى التي صدرت من دار الإفتاء المصرية تتناسق مع موقف النظام المصري ووساطته لصالح العدو الإسرائيلي حيث تغلق هذه الدعوى باب الجهاد وتجمده أمام المجازر الصهيونية وتدعو إلى الاستسلام والخنوع للأعداء وتشكك في نصر الله.

ويؤكد العلامة الحاضري أن الجهاد واجب وفريضة ويتساءل إذا لم يكن الجهاد واجباً في هذه المرحلة فمتى سيكون واجبا، والم يكن الجهاد ضد العدو الإسرائيلي فضد من يكون؟

ويرسل العلامة طه الحاضري رسالة لعلماء الأمة ويقول: أنتم مستحفظون على كتاب الله والقرآن الذي تحملونه والعلم الذي بين أيديكم والاستجابة من الناس لكم حجة من الله تعالى عليكم، إما أن تكونوا عاملا إيجابيا لنصرة هذه الأمة وإما أن تكونوا عاملا سلبيا، إما أن يكون لكم أجرا كأجر المجاهدين كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم « مداد العلماء يوازن دماء الشهداء» وإما أن تشاركوا العدو بالسكوت والصمت والحياد في دماء الفلسطينيين واللبنانيين وأبناء الأمة.

من جانبه يشدد عضو رابطة علماء اليمن خالد موسى على أهمية توجيه الأمة من خلال العلماء الربانيين.

ويؤكد موسى على دور العلماء في تأكيد الموقف الشرعي بوجوب الجهاد في سبيل الله ضد العدو الإسرائيلي.. مشددا على أهمية أن يضطلع علماء الأمة والدعاة والخطباء بمسؤولية التبيين، ودحض شبهات المثبطين، وأقاويل المنافقين، وسموم المرجفين، وأعذار المتخاذلين، ودعوات علماء السوء الذين ظلموا وبرروا لحكام الجور التواطؤ والخذلان، ولم يعترضوا على التواطؤ والخذلان، ولم يعترضوا على التطبيع والتعاون بمختلف مجالاته مع العدو الإسرائيلي.

ويرسل العلامة موسى رسالة لعلماء الأمة ويقول: اتقوا الله وكونوا عند مستوى حمل القرآن، والا تخونوا القران، والا تخونوا العهد والميثاق لأن الله قال «وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتو الكتاب لتبيننه للناس، ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون» فعلى علماء الأمة أن يتقوا الله في علمهم وان يفعلوا علمهم، وان يجعلوا من علمهم نورا يستضيء به الأحرار وان يستخرجوا القدرات والطاقات التي تمتلكها الأمة لمواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي، العدو الأول لهذه الأمة.

مقالات مشابهة

  • أفضل الأعمال التي تقدمها لشخص عزيز توفى.. دينا أبو الخير تكشف عنها
  • تحديث أبريل 2025 من سامسونج يصل لهواتف Galaxy S25 مع ميزات One UI 7 الجديدة
  • مواقيت جديدة لفتح أبواب جامع الجزائر
  • الموارد المائية تضع خطة لمواجهة تحديات الشحِّ المائي التي ستواجه البلاد خلال الصيف
  • تحديث جديد لـ(واتساب) يقدّم ميزات استثنائية
  • تعرف على أشهر المطربين والأفلام التي تناولت أعياد الربيع
  • جبريل إبراهيم: المسيرات التي تقتل شعبنا وفرها محمد بن زايد لمليشيا آل دقلو
  • ‏رئيس الحكومة اللبنانية يدعو الأجهزة الأمنية لمواصلة جهودها لإحباط المخططات المشبوهة التي تسعى لتوريط لبنان بالمزيد من الحروب
  • “ترجمة تلقائية”.. تحديث جديد لـ”واتساب” يقدّم ميزات استثنائية
  • علماء اليمن يؤكدون:الفتاوى التي تعطل الجهاد أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة خطيئة كبرى وذنب عظيم لا تبرأ ذمة من أصدروها إلا بالتراجع عنها