كيف حولت «30 ثانية» حياة الملايين إلى كابوس؟.. قصص واقعية بذكرى زلزال 1992 في مصر
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
في ظهيرة الثاني عشر من أكتوبر عام 1992، اهتزت القاهرة بأقوى زلزال شهدته منذ عام 1847، لم تتجاوز الهزة 30 ثانية بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر لكنّها كانت كافية لتحويل المدينة إلى مشهد من الفوضى والدمار، ما أسفر عن وفاة 561 مواطنا وإصابة أكثر من 12 ألفا، وتشريد نحو 50 ألف مواطن، وفقًا لبيانات مجلس الوزراء حينها.
وبين تلك اللحظات العصيبة، ظهرت قصص نجاة معجزة، ومشاهد لم تُمحَ من ذاكرة المصريين حتى اليوم، من مولود أبصر النور على السلم، وناجٍ وحيد ظل تحت الأنقاض أكثر من 80 ساعة وخرج حيًا.
سيدة توضع مولودتها على السلم.. ذكريات زلزال 1992مأساة عاشها المصريين عام 1992، لا تزال الأجيال تتذكرها حتى يومنا هذا، فتسرد منى أحمد 54 عامًا، من حدائق القبة، لـ«الوطن» إن سلالم منزلها شهد حالة ولادة في أثناء الزلزال، إذ وضعت إحدى أقاربها مولودتها الثانية، وسط صراخ أهل المنزل، وهرولة الجيران في الشوارع، وكل منهم يحمل ما يستطيع حمله، على أمل الهروب من الموت.
وتصف منى المشهد وقتها قائلة: «حسينا بهزة غريبة، الناس فجأة بتصرخ وتجري، اللي قدر ياخد فلوس، أو تلفزيون، أو دهب ويهربوا بيها، لكن كان الأصعب هو إن بنت عمتي ولدت يومها وهي بتجري على السلم، فجأة وقعت ووضعت مولودتها، وكانت من أصعب المواقف اللي عشتها ووثقها الزلزال، وكل سنة بنفتكر المشهد ده لأنه بيكون عيد ميلاد المولودة اللي اتولدت على السلم».
ومن الحدائق إلى حلوان تتذكر عبير عبدالستار ذكريات زلزال 1992 المدمر، إذ كانت في المرحلة الثانوية وتعرضت للدهس وقتها من قِبل الجيران، قبل أن تستقر هي وأسرتها داخل إحدى السيارات النقل لعدة أيام: «كنت في ثانوية عاملة، واخواتي بيلعبوا كورة، وقتها حسينا بهزة جامدة، والبيت بدأ يترج جامد، جرينا كلنا ووالدتي شالت أختي الصغيرة ونسيتني، وقتها وقعت والجيران داسوا عليا وأُصيبت بجرح ولما الكل نزل كان الزلزال خلص، وفضلت ماما تدور عليا في الزحمة لحد ما لقيتني أنا وإخواتي».
وتابعت: «خالي خدنا كلنا وفتح صندوق عربية نقل بتاعة نقل الموبيليا وقعدنا فيها 3 أيام».
«أكثم» الناجي الوحيد من زلزال 1992تفاصيل مرعبة ممن عاشوا زلزال 1992، إلا أن «أكثم» الناجي الوحيد من أنقاض الزلزال المدمر، معجزة هذه الكارثة، بات أشهر مواطن مصري حينها، الشاب المسالم الذي تصدرت صورته عناوين وصفحات الأخبار الرئيسية، لتصفه بالشاب الذي أنقذته العناية الإلهية؛ ليخرج من أنقاض عمارة الموت بعد أكثر من 3 أيام، تحديدًا 82 ساعة.
وكانت صحيفة الأهرام، تحدثت عن خروج «أكثم» حيًا يرزق، من أسفل أنقاض الزلزال، «زلزال مدمر يهز مصر 60 ثانية، ومصرع 368 مواطنا بجميع المحافظات وإصابة 2500 شخص وانهيار وتصدع 182 منزلا».
وحول الناجي الوحيد من زلزال مصر 1992، وصفته قائلًا: «رجل الزلزال الذي حوّل لحظة اليأس القومي إلى رسالة للجميع، حيث حدثت المعجزة الحقيقية تحت أنقاض عمارة هليوبوليس التي أطلقت عليها الصحف عمارة الموت».
قصة «أكثم» كانت أشبه بالمعجزة، يتناول الغداء مع أسرته «أمه وزوجته وابنته»، على المائدة وفجأة حدثت الهزة الأرضية، فاختبأوا جميعا أسفل منضدة الطعام، وخلال لحظات وجودوا أنفسهم يسقطون أسفل الأنقاض والركام.
من هو الناجي الوحيد من زلزال 1992؟ظل «أكثم» تحت الأنقاض يصارع الموت هو وأسرته، فلم يجد سبيلًا سوى أن يتناول «بوله»، حتى يظل حيًا، بل اقترح الأمر على أسرته، لكنهم رفضوا، ليلفظوا أنفاسهم الأخيرة بجواره، ويخرج هو عقب أكثر من 80 ساعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زلزال 1992 زلزال مصر أكثم الناجی الوحید من على السلم أکثر من
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأوكرانية: كييف لا ترى مقترحات واقعية لهدنة عيد الميلاد
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي، إن كييف لا ترى مقترحات واقعية لهدنة عيد الميلاد.
وقال تيخي في مؤتمر صحفي: "لا توجد مقترحات لهدنة حقيقية في عيد الميلاد على طاولة المفاوضات".
يشار إلى أن أوربان كان قد أعلن في 11 ديسمبر الجاري أن بلاده اقترحت على أوكرانيا وقف إطلاق النار في أعياد الميلاد وتبادل أسرى مع روسيا.
وسرعان ما استجابت موسكو لمبادرة أوربان، وفور المحادثة بين زعيمي البلدين، قدم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مقترحات لتبادل السجناء في السفارة الهنغارية في موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن الجانب الروسي يدعم جهود رئيس الوزراء الهنغاري الرامية إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا وحل القضايا الإنسانية المتعلقة بتبادل الأسرى.
من جانبه رفض زيلينسكي الاقتراح واستبعده، وحاول إهانة رئيس الوزراء الهنغاري، قائلا إنه لن يسمح له بالعمل كوسيط في المفاوضات لحل النزاع في أوكرانيا.
وردا على إهانات زيلينسكي قال أوربان إنه لن يستسلم للاستفزازات، وأن اقتراح وقف إطلاق النار في أعياد الميلاد لا يزال ساريا، ويجب على زيلينسكي نفسه أن يتحمل المسؤولية سواء قبله أم لا.
جدير بالذكر أن موسكو أكدت مرارا وتكرارا أنها لم تتخل أبدا عن الحل السياسي والدبلوماسي للصراع الدائر حول أوكرانيا.
ويؤكد الرئيس بوتين باستمرار استعداد روسيا للسلام وأن أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع الجديد على الأرض، ومطالب روسيا الأمنية.