في ظهيرة الثاني عشر من أكتوبر عام 1992، اهتزت القاهرة بأقوى زلزال شهدته منذ عام 1847، لم تتجاوز الهزة 30 ثانية بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر لكنّها كانت كافية لتحويل المدينة إلى مشهد من الفوضى والدمار، ما أسفر عن وفاة 561  مواطنا وإصابة أكثر من 12 ألفا، وتشريد نحو 50 ألف مواطن، وفقًا لبيانات مجلس الوزراء حينها.

وبين تلك اللحظات العصيبة، ظهرت قصص نجاة معجزة، ومشاهد لم تُمحَ من ذاكرة المصريين حتى اليوم، من مولود أبصر النور على السلم، وناجٍ وحيد ظل تحت الأنقاض أكثر من 80 ساعة وخرج حيًا.

سيدة توضع مولودتها على السلم.. ذكريات زلزال 1992

مأساة عاشها المصريين عام 1992، لا تزال الأجيال تتذكرها حتى يومنا هذا، فتسرد منى أحمد 54 عامًا، من حدائق القبة، لـ«الوطن» إن سلالم منزلها شهد حالة ولادة في أثناء الزلزال، إذ وضعت إحدى أقاربها مولودتها الثانية، وسط صراخ أهل المنزل، وهرولة الجيران في الشوارع، وكل منهم يحمل ما يستطيع حمله، على أمل الهروب من الموت.

وتصف منى المشهد وقتها قائلة: «حسينا بهزة غريبة، الناس فجأة بتصرخ وتجري، اللي قدر ياخد فلوس، أو تلفزيون، أو دهب ويهربوا بيها، لكن كان الأصعب هو إن بنت عمتي ولدت يومها وهي بتجري على السلم، فجأة وقعت ووضعت مولودتها، وكانت من أصعب المواقف اللي عشتها ووثقها الزلزال، وكل سنة بنفتكر المشهد ده لأنه بيكون عيد ميلاد المولودة اللي اتولدت على السلم». 

ومن الحدائق إلى حلوان تتذكر عبير عبدالستار ذكريات زلزال 1992 المدمر، إذ كانت في المرحلة الثانوية وتعرضت للدهس وقتها من قِبل الجيران، قبل أن تستقر هي وأسرتها داخل إحدى السيارات النقل لعدة أيام: «كنت في ثانوية عاملة، واخواتي بيلعبوا كورة، وقتها حسينا بهزة جامدة، والبيت بدأ يترج جامد، جرينا كلنا ووالدتي شالت أختي الصغيرة ونسيتني، وقتها وقعت والجيران داسوا عليا وأُصيبت بجرح ولما الكل نزل كان الزلزال خلص، وفضلت ماما تدور عليا في الزحمة لحد ما لقيتني أنا وإخواتي».

وتابعت: «خالي خدنا كلنا وفتح صندوق عربية نقل بتاعة نقل الموبيليا وقعدنا فيها 3 أيام». 

«أكثم» الناجي الوحيد من زلزال 1992

تفاصيل مرعبة ممن عاشوا زلزال 1992، إلا أن «أكثم» الناجي الوحيد من أنقاض الزلزال المدمر، معجزة هذه الكارثة، بات أشهر مواطن مصري حينها، الشاب المسالم الذي تصدرت صورته عناوين وصفحات الأخبار الرئيسية، لتصفه بالشاب الذي أنقذته العناية الإلهية؛ ليخرج من أنقاض عمارة الموت بعد أكثر من 3 أيام، تحديدًا 82 ساعة. 

وكانت صحيفة الأهرام، تحدثت عن خروج «أكثم» حيًا يرزق، من أسفل أنقاض الزلزال، «زلزال مدمر يهز مصر 60 ثانية، ومصرع  368 مواطنا بجميع المحافظات وإصابة 2500 شخص وانهيار وتصدع 182 منزلا».

وحول الناجي الوحيد من زلزال مصر 1992، وصفته قائلًا: «رجل الزلزال الذي حوّل لحظة اليأس القومي إلى رسالة للجميع، حيث حدثت المعجزة الحقيقية تحت أنقاض عمارة هليوبوليس التي أطلقت عليها الصحف عمارة الموت».

قصة «أكثم» كانت أشبه بالمعجزة، يتناول الغداء مع أسرته «أمه وزوجته وابنته»، على المائدة وفجأة حدثت الهزة الأرضية، فاختبأوا جميعا أسفل منضدة الطعام، وخلال لحظات وجودوا أنفسهم يسقطون أسفل الأنقاض والركام. 

من هو الناجي الوحيد من زلزال 1992؟

ظل «أكثم» تحت الأنقاض يصارع الموت هو وأسرته، فلم يجد سبيلًا سوى أن يتناول «بوله»، حتى يظل حيًا، بل اقترح الأمر على أسرته، لكنهم رفضوا، ليلفظوا أنفاسهم الأخيرة بجواره، ويخرج هو عقب أكثر من 80 ساعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: زلزال 1992 زلزال مصر أكثم الناجی الوحید من على السلم أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير: زلزال إيران الغامض يثير تكهنات حول "اختبار نووي"

ضرب زلزال بقوة 4.6 درجة إيران في 5 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مما أثار تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول قيام إيران بتجربة نووية سرية، وفق تقرير لصحيفة "إيكونوميك تايمز".

ازدادت المخاوف بسبب قرب الزلزال من المنشآت النووية الإيرانية


وحض الخبراء على توخي الحذر في وقت تشتد فيه التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل والجماعات المدعومة من إيران. وأدت الأنشطة العسكرية والمخاوف بشأن طموحات إيران النووية إلى زيادة المخاوف من المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، حسب تقرير الصحيفة الهندية.
في مساء يوم 5 أكتوبر 2024، ضرب زلزال بقوة 4.6 درجة إيران، وكان مركزه في أرادان بمحافظة سمنان، على عمق ضحل يبلغ 10 كيلومترات. شعر سكان طهران بالزلزال، الذي يبعد عنها حوالي 110 كيلومترات، في حوالي الساعة 10:45 مساءً بالتوقيت المحلي. وفي أعقاب الزلزال، تم الإبلاغ عن هزة ارتدادية أضعف في إسرائيل، مما أشعل المناقشات عبر الإنترنت حول تجربة نووية محتملة. تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي

ووفق تقرير لصحيفة "إيكونوميك تايمز"، سارع العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى ربط الزلزال باختبار نووي سري محتمل من قِبَل إيران. وتكهن أحد المستخدمين على موقع X (تويتر سابقاً) قائلاً: "أصبحت إيران دولة نووية منذ الليلة الماضية. استخدم الإيرانيون القنابل التجريبية على عمق 10 كيلومترات تحت السطح بالقرب من سمنان لضمان الحد الأدنى من التعرض للإشعاع وأدى ذلك إلى زلزال بقوة 4.6 درجة تم تسجيله بواسطة أجهزة قياس الزلازل".

 

Iran conduct's first ever nuclear bomb test mysterious seismic in iranian desert sparks rumors is iran preparing ultimate response if israel attacks a four point five magnitude seismic was reported Seminan province the earthquake has sparked suspicions of iran conducting a nuclea pic.twitter.com/8XUDJFvz0G

— Steve Adams (@SteveAd13487346) October 7, 2024


وازدادت المخاوف بسبب قرب الزلزال من المنشآت النووية الإيرانية، مما دفع إلى مناقشات حول آثاره. وذكر منشور آخر: "أخاف الزلزال الإيراني إسرائيل حقاً. إنهم يتحدثون عما إذا كانوا سيهاجمون إيران. يبدو أن السر يكمن في امتلاك الأسلحة النووية. لن تعبث أي دولة مع إحدى القوى النووية".

تحذير الخبراء بشأن التجارب النووية تعامل الخبراء مع مزاعم إجراء اختبار نووي بحذر. وفي حين أن التجارب النووية تحت الأرض يمكن أن تؤدي إلى أحداث زلزالية، فإن طبيعة زلزال 5 أكتوبر أثارت الشكوك. إن المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، مثل تلك الموجودة في نطنز، وعمق الزلزال الضحل، يعقّدان فكرة التفجير النووي. ويشير الخبراء إلى أن "إجراء اختبار نووي ناجح تحت سطح الأرض دون تعطيل السطح عملية معقدة للغاية". الصراعات العسكرية المستمرة

وقع الزلزال وسط تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل والجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله وحماس. وفي أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (شرين الأول) 2023، أسفر رد الفعل العسكري الإسرائيلي عن خسائر بشرية كبيرة، بما في ذلك مقتل أكثر من 42000 فلسطيني في غزة. كما نفذت إسرائيل غارات جوية في جنوب لبنان، مع تقارير عن أكثر من 30 ضربة في ليلة واحدة.

 

Iran conduct's first ever nuclear bomb test mysterious seismic in iranian desert sparks rumors is iran preparing ultimate response if israel attacks a four point five magnitude seismic was reported Seminan province the earthquake has sparked suspicions of iran conducting a nuclea pic.twitter.com/8XUDJFvz0G

— Steve Adams (@SteveAd13487346) October 7, 2024


ورداً على ذلك، شن حزب الله هجمات صاروخية على إسرائيل في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2024. وأفاد الجيش الإسرائيلي بإطلاق حوالي 130 قذيفة من لبنان، مما أدى إلى تصعيد الصراع الدائر.

مخاوف بشأن طموحات إيران النووية وحسب التقرير، عادت المخاوف الجيوسياسية بشأن طموحات إيران النووية إلى الظهور، وتفاقمت بسبب التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الزلزال. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في وقت سابق من أن الضربات العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تكون لها فعالية محدودة، قائلاً إن "البرنامج النووي الإيراني متقدم للغاية، بحيث لا يمكن لضربة أن تعيده إلى الوراء بشكل كبير".
ومع تطور الموقف المتأزم، تتزايد المخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً.

مقالات مشابهة

  • حدث في مثل هذا اليوم| 32 عاما على أكبر زلزال في تاريخ مصر الحديث
  • لقطات من مهرجان الموسيقى العربية في دورته الأولى.. نفض غبار زلزال 1992
  • تقرير: زلزال إيران الغامض يثير تكهنات حول اختبار نووي
  • تقرير: زلزال إيران الغامض يثير تكهنات حول "اختبار نووي"
  • زلزال بقوة 5 ريختر يضرب إندونيسيا
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب إندونيسيا
  • زلزال قوي يضرب الأرجنتين
  • زلزال بقوة 4.6 درجة يضرب الأرجنتين
  • زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب الأرجنتين