القسام تفجّر عبوة بـ15 جنديا إسرائيليا وتدمر 3 دبابات
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تفجيرها عبوة ناسفة في قوة إسرائيلية من 15 جنديا غرب مخيم جباليا واستهدافها 3 دبابات في مدينتي غزة ورفح، في حين قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها فجّرت آلية للاحتلال توغلت شمالي غزة باستهدافها بعبوة برملية شديدة الانفجار من نوع "ثاقب".
وأوضحت القسام أن مقاتليها فجّروا عبوة شديدة الانفجار في "قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جنديا خلال محاولتها اقتحام أحد المنازل، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح" وذلك قرب مفترق الاتصالات غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
وأعلنت القسام استهداف مقاتليها لدبابة من نوع "ميركافا" بقذيفة "الياسين 105" في منطقة "التوام" شمال مدينة غزة إلى جانب استهدافهم ناقلة جند قرب محطة الخزندار شمال غرب مدينة غزة.
كما نشر مكتب الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام مشاهد مصورة تظهر تفجير عين نفق مفخخة في قوة إسرائيلية هندسية في منطقة الريان بشرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأوضحت القسام استهدافها دبابتي ميركافا وجرافة عسكرية "دي 9" بقذائف الياسين 105 في حي الجنينة بشرق رفح جنوبي قطاع غزة، وأنها رصدت مروحيات الاحتلال وهي تجلي الجنود بعد استهدافهم هناك.
سرايا القدسمن جهتها، أعلنت سرايا القدس تفجير آلية عسكرية إسرائيلية توغلت في منطقة "الصفطاوي" شمال قطاع غزة باستهدافها بعبوة برملية شديدة الانفجار من نوع "ثاقب".
وقالت سرايا القدس إنها "دمرت ناقلة جند إسرائيلية متوغلة في مفترق التوام شمالي غزة بتفجير عبوة ناسفة من نوع ثاقب زرعتها مسبقا"، إلى جانب قصفها بالهاون تجمعا لآلياتٍ وقواتٍ إسرائيلية شرق جباليا.
كما بثت كتائب شهداء الأقصى مشاهد من قصف مقاتليها بالاشتراك مع كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني موقع القيادة والسيطرة في الإدارة المدنية شرق معسكر جباليا بصاروخ موجه من نوع مائة وسبعة.
ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي -وفق وكالة الأناضول- حتى الساعة أي تعليق بشأن ما ورد في بيانات القسام وسرايا القدس، في وقت يواصل فيه حربه المدمرة على قطاع غزة لليوم الـ372 مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على هذا القطاع المحاصر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات سرایا القدس قطاع غزة من نوع
إقرأ أيضاً:
عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
عبدالله علي صبري
لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30