شمسان بوست / متابعات:

كد وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، الجمعة، أن القوات المسلحة جاهزة لكل الخيارات ولديها خطط استراتيجية كاملة، لافتاً إلى استفزازات الميليشيات الحوثية المستمرة، والتي تسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

وقال الفريق الداعري، “نحن في الجيش وكل المكونات اليمنية والمقاومة هدفنا الأساسي هو صنعاء، والحوثي مشروع غير مستمر ووقتي يمكن أن ينتهي في أي لحظة”.



وأكد وزير الدفاع في حوار موسع مع جريدة “الشرق الأوسط”، أن “الجيش اليمني جاهز للتحرك باتجاه صنعاء في أي لحظة، والحوثيين تضعف يوماً بعد آخر”.


وأضاف: الحوثي لا تلتزم بالعهود والاتفاقيات، وعندما تضعف تستخدم أساليب عدة للحصول على تعاطف الآخرين.

وأشار الداعري، إلى أن هنالك مساعٍ كبيرة من التحالف لتحقيق السلام أفضل من لغة الحرب، لكن لا يعني ذلك أن الحرب قد لا تتجدد، يمكن أن تتجدد في أي يوم من الأيام.

وتابع: رغم الهدنة وتواجد القوات ورغم توقفنا عن إطلاق النار، نجد الميليشيات تستفز كل يوم في اتجاه، ويسقط شهداء وجرحى ولكن الصبر ما زال شيمة السلطة الشرعية وهو صبر واستعداد وجاهزية إلى أن تحين ساعة الصفر، سواء للسلام أو للحرب نحن جاهزون.

وتحدث الفريق الداعري، عن تنسيق وصفه بأنه عالي المستوى بين القوات اليمنية وقيادة العمليات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه السعودية قائدة التحالف، وبيّن أنها لم تتوانَ يوماً عن تقديم أشكال الدعم كافة للجمهورية اليمنية على الصعد كافة.



وأكد الفريق الداعري، أن زيارته للمملكة تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمرَين مع المسؤولين في قيادة العمليات المشتركة ووزارة الدفاع السعودية، وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

وأشار وزير الدفاع إلى أن التعاون والتنسيق مع السعودية في أعلى المستويات، لا سيما خلال فترة الحرب التي عصفت باليمن خلال السنوات الماضية.


وفي سياق حديثه عن جهود توحيد القوات العسكرية التابعة للشرعية، أشار وزير الدفاع، إلى أن اللجان التي شكَّلها مجلس القيادة الرئاسي حققت تقدماً ملموساً، حيث تم تشكيل هيئة للعمليات المشتركة، مبدياً تفاؤله رغم الصعوبات، بأن تستمر هذه الجهود لتوحيد القيادة العسكرية في مواجهة العدو المشترك، المتمثل في الميليشيات الحوثية.

وقال: “هذه اللجان بدأت أعمالها وقطعت شوطاً كبيراً، ورافقتها الكثير من الصعوبات واستطاعت أن تنجز الكثير ومن ضمنها تشكيل هيئة العمليات المشتركة التي تحوي كل المكونات”.



وأضاف الداعري بقوله: “نحن في قيادة وزارة الدفاع نسعى إلى أن تكون هذه المكونات العسكرية كلها تحت قيادة واحدة بحيث تستطيع أن توحد قرارها، لا يوجد لدينا في المرحلة الحالية غير عدو واحد وهو الميليشيات الحوثية، واللجنة أنجزت ما يصل إلى 70 في المائة ويبقى التنفيذ”.


وفي ملف البحر الأحمر، أوضح الفريق الداعري أن استمرار الميليشيات الحوثية استهدافها الملاحة الدولية في البحر الأحمر، يشكل خطراً على اليمن والمنطقة.

وعدّ الداعري الهجمات الحوثية على الملاحة هروباً من الوضع السيئ الذي كانت تواجهه الميليشيا في الداخل.



وقال: “جاءت أحداث 7 أكتوبر بغزة في وقت كان الحوثي يعيش رمق المواجهة الأخير في أكثر من منطقة، وحاولت أن تبتدع فكرة المشاركة في دعم غزة لاستغلال تعاطف اليمنيين مع فلسطين، لكنها كانت تضر الشعب اليمني ودول المنطقة وحتى الفلسطينيين أنفسهم”.

ووصف الفريق الداعري الوضع في المنطقة بالخطير، مشيراً إلى أن الأحداث الأخيرة في غزة ولبنان تشير إلى تصاعد التوترات، وحذَّر من حرب إقليمية غير مسبوقة في ظل تصاعد العنف والصراعات.


وأكد على دعم إيران للميليشيات الحوثية منذ سنوات طويلة، من خلال تهريب السلاح والخبراء، في محاولة لإشعال الفوضى دون النظر إلى المصالح المشتركة أو استقرار اليمن والمنطقة.


وألمح وزير الدفاع إلى وجود أطراف “تريد تصوير الحوثييين على أنها أصبحت قوة إقليمية في المنطقة، لكنها في الحقيقة لا تساوي شيئاً، نحن نعرفهم على الأرض لم يستطيعوا أن يتقدموا على الإطلاق، وهم يحاولون انتهاج سياسة الابتزاز للدول التي تمر في البحر الأحمر”.

وأضاف: “الميليشيا الإرهابية ليس لها حدود ولا أمان في توقفها يوماً من الأيام؛ فهي تبحث كل يوم عن التحالف مع أي جهات إرهابية أخرى، كانت تدعي أنها تحارب (داعش) و(القاعدة) وهما تنظيمان إرهابيان، لكننا وجدناها في الفترة الأخيرة هي من تتخادم معهما وتقدم لهما الدعم والتدريب والتجهيز، كما أن لهم علاقات بالتنظيمات الإرهابية في الطرف الآخر من البحر الأحمر، وأماكن أخرى”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: المیلیشیات الحوثیة الفریق الداعری البحر الأحمر وزیر الدفاع إلى أن

إقرأ أيضاً:

أولياء فاسدون.. هكذا وصل قادة الثورة الحوثية الزائفة إلى الثروة الفاحشة وحياة الترف

 

عندما سيطر الحوثيون على صنعاء في 2014 أعلنوا قيام ثورة من أجل الشعب واحتجاجاً على "جرعة" حكومية في المشتقات النفطية، ومنذ جاءوا دخلت اليمن وخصوصا المحافظات تحت سيطرتهم في أزمات اقتصادية حادة، بالتزامن مع بروز مظاهر الحياة المترفة والثراء الفاحش لقادة الجماعة.

 

وإذ استولوا على صنعاء حصل قادة الجماعة على سلطة كبيرة وموارد لا محدودة واستحوذوا على إيرادات الدولة، وفرضوا جبايات كبيرة على التجار والمؤسسات الخاصة، وبحسب مجموعة الأزمات الدولية، فإن الجماعة أصبحت أكثر فعالية في فرض الضرائب على السلع والشركات، والسيطرة والتربح من مبيعات النفط والغاز. وهم يتحصلون كل ذلك دون أن يدفعوا أي مرتبات منذ نقل البنك المركزي على عدن عام 2016، وحولوا كل تلك الأموال لتمويل الحرب وإثراء القيادات.

 

إضافة إلى ذلك تحولت أهم الأعمال والشركات التجارية لصالح قيادات الجماعة، الذين قطعوا صعوداً صاروخياً نحو الثراء بعد أن سطوا على هذه المؤسسات من خصوم الجماعة غالباً، وبأساليب وطرق مختلفة، أبرزها مصادرتها عبر "الحارس القضائي"، وسابقاً أكد تقرير لفريق الخبراء الدوليين المعني باليمن، صدر مطلع العام 2022، "أن الحوثيين يستخدمون أساليب مختلفة للثراء والحفاظ على أنشطتهم، ولا سيما من خلال العنف أو التهديد باستخدامه والممارسات التنظيمية القسرية".

 

وفي دراسة نشرها البنك الدولي عام 2010، للباحثين وأستاذي الاقتصاد في جامعة أكسفورد بول كوليير وأنكي هوفلر، بعد دراسة 79 صراعاً في الفترة بين 1960 – 1999، اعتبرت التمرد جريمة منظمة إذ تُثري الإيرادات المتولدة من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة قادة المتمردين وتفقر الأمة.

 

وهذا ما نشهده حالياً، فلا يكاد يمر شهر إلا ونطالع خبراً عن عقوبات تصدرها وزارة الخزانة الأمريكية بحق شبكات مالية تابعة للحوثيين ومرتبطة بالتهريب والتمويل الإيراني للجماعة، وتكشف عن أسماء تجار لم يسبق لليمنيين أن سمعوا بهم أو عرفوهم محلياً، ناهيك عن أن يكونوا عابرين للقارات، كسعيد الجمل الوسيط المالي الأهم بين إيران والحوثيين، وصاحب أوسع شبكة فرضت بحقها عقوبات حتى الآن، وتتكون من شركات وسفن وشركات صرافة وأشخاص من مختلف الجنسيات. 

 

ورغم حرص الحوثي وقيادات الجماعة على الإخفاء التام للمعلومات المالية إلا أن الترف يظهر على شكل سيارات وبنايات حديثة، وتجارة ومولات ومراكز تسوق فخمة، وإذا تجولت في صنعاء حالياً فسترى الفرق بين أحياء الفقراء حيث الوضع الاقتصادي المتردي والأدخنة المتصاعدة من مطابخ العاجزين عن الوصول إلى أسطوانة غاز والمحرقين ما وجدوه أمامهم من كراتين وقمائم وحطب لإنضاج طعامهم، وبين أحياء الأثرياء الجدد من محدثي النعمة، حيث الحياة المنعمة، والشوارع الإسفلتية وخدمات الماء والكهرباء. لن تصدق أن هذا الثراء الفاحش يعيش جنباً إلى جنب مع ذاك الفقر المدقع.

 

إضافة إلى ذلك تخرج بين الحين والآخر صور ووثائق ومعلومات يمكن اعتبارها مؤشرا على المستوى الفاحش من الثراء الذي بلغته هذه القيادات. ففي حفل تنصيب الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي 2021، ظهر متحدث الحوثيين عبدالسلام صلاح فليتة "محمد عبدالسلام" مرتدياً ساعة "رولكس"، قدر متابعون قيمتها بأكثر من 20 ألف دولار، في قصة أثارت مواقع التواصل في اليمن لعدة أيام، وفليتة هذا كان شخصاً عادياً من طلاب الحوثي في صعدة، قبل أن يغدو بين يوم وليلة تاجر نفط كبير، "يتحكم ويمتلك 27 شركة يديرها مجموعة من الشخصيات القريبة له، وأخرى بأسماء وهمية، إضافة إلى كونه يدير شبكة مالية خاصة تزيد قيمتها على نصف مليار دولار بطرق مخفية ومختلفة"، وفق تقرير سابق لمبادرة استعادة صدر في العام 2020.

 

وفي جلسة لمجلس النواب عام 2021، اعترف يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ووزير التربية في حكومتهم حينها، بابتزاز جماعته للمنظمات الدولية الإنسانية، وذلك إثر صراع مع القيادي النافذ أحمد حامد، مدير مكتب رئيس المجلس السياسي. وقال الحوثي إن "مجلس تنسيق الشؤون الإنسانية" يمنع دخول المساعدات بحجة أنها "تالفة" رغم صلاحيتها. مشيرا إلى أنه "يبتز المنظمات الإنسانية مالياً ويوجه الإعلام ضدها". ونقل موقع "نيوز يمن" عن برلمانيين حضروا الجلسة، أن الحوثي أفاد بأن الجزء الأكبر من إيرادات الدولة لا تذهب إلى البنك المركزي في صنعاء. وأقر بعمليات فساد كبيرة في الجمارك، قال إن لديه تقريرا يكشف عنها، وإنه دفع رشوة لـ"المخابرات" للحصول عليه.

 

وإبان صراع خفي داخل وزارة الزراعة من أجل قضية المبيدات المهربة الشهيرة، منتصف العام الماضي، سربت الجماعة فاتورة حساب تفيد بأن وزير الزراعة عبدالملك الثور، ونائبه رضوان الرباعي، ومدير مؤسسة الحبوب، يحيى السياني، مطالبون بدفع مبلغ 865 ألف ريال يمني (1600 دولار) ثمن وجبة غداء واحدة لمطاعم الشيباني.

 

في حادثة أثارت الناشطين بمن فيهم من الموالين للجماعة، الذين نددوا بالفساد الحاصل في صفوف القيادات، الذين يقطعون رواتب الموظفين وينهبون الحقوق باسم الحرب ومزاعم الحصار.

 

في المقابل تتلظى حياة الشعب ويسوء وضعه الاقتصادي بشكل يومي، وفي أحدث تقرير صدر في أغسطس الجاري، قدّرت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة بقاء اليمن في صدارة قائمة أكثر الدول احتياجاً للمساعدات الإنسانية، وقالت إنّ المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين سوف تظلّ حتى فبراير المقبل تعاني من تفاقم حاد في انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، أي المرحلة الرابعة من التصنيف، مضيفة أنّ عدد اليمنيين الذين سوف يحتاجون بصورة ماسّة إلى مساعدات غذائية إنسانية في ديسمبر المقبل، يُقدَّر عند حدود 19 مليون شخص، أكثر من 55% من السكان.

 

وأوضحت الشبكة أنّ استمرار الظروف الاقتصادية السيّئة وفرص كسب الدخل المحدودة على مستوى البلاد سوف تؤديان إلى انتشار واسع النطاق لانعدام الأمن الغذائي عند مستوى الأزمة، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي أو ما هو أسوأ من ذلك.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع: لا يستبعد تجدد الحرب مع الحوثيين ونحن جاهزون في أي لحظة
  • الداعري: الحوثي لن يتوقف عن استهداف السفن في البحر الأحمر وجاهزون للتحرك نحو صنعاء
  • وزير الدفاع يتوقع عودة الحرب في أي لحظة.. واستعدادات لاقتحام صنعاء
  • اغتيالات غامضة تهز صنعاء: عشرات القيادات الحوثية تلقى حتفها بمادة مجهولة
  • تحدث عن نجاح كبير في توحيد القوات.. وزير الدفاع الفريق الداعري: هدفنا الأساسي هو صنعاء ولدينا خطط استراتيجية كاملة لاستخدام القوات
  • تحذير من مخاطر تهدد قوات حفظ السلام في لبنان
  • تحذير اسرائيلي لسكان حارة حريك.. هذا ما جاء فيه
  • أولياء فاسدون.. هكذا وصل قادة الثورة الحوثية الزائفة إلى الثروة الفاحشة وحياة الترف
  • الداعري يشدد على دعم قوات الجيش لتأمين الملاحة الدولية