أبوظبي (الاتحاد)
تشارك حكومة أبوظبي تحت شعار «نحو حكومة رائدة في الذكاء الاصطناعي» في معرض جيتكس العالمي للتقنية 2024، الذي يقام في الفترة من 14 حتى 18 أكتوبر الحالي في مركز دبي التجاري العالمي.

أخبار ذات صلة حكومة أبوظبي تشارك في «معرض جيتكس العالمي للتقنية 2024» "جي 42" تكشف عن "شبكة الذكاء" في"جيتكس 2024"

ويشهد العام الحالي المشاركة الثالثة عشرة لحكومة أبوظبي، ما يعكس التزام الإمارة بالحوكمة الرقمية، وتبنّي حلول الجيل المقبل من الحلول الرقمية ودعم الابتكار.


وتتولّى دائرة التمكين الحكومي مهمة تنسيق مشاركة حكومة أبوظبي في المعرض، بين أكثر من 30 مؤسَّسة حكومية وأكاديمية، لتقديم تجربة موحَّدة لزوّار جناح الحكومة في المعرض.
وتستعرض مشاركة حكومة أبوظبي التقدُّم الذي حقَّقته الإمارة في اعتماد الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمعتمدة على البيانات التي تُطوِّر تجربة المتعاملين، وتؤسِّس لحكومة جاهزة للمستقبل.
وينقسم الجناح إلى خمس مناطق رئيسية، هي الخدمات وتجربة المتعامل، ورؤى البيانات، والتكنولوجيا المبتكرة، والتكنولوجيا المستدامة، والأمن السيبراني والثقة الرقمية. وتكشف حكومة أبوظبي، خلال مشاركتها في المعرض، عن أحدث خدماتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى برامج تجربة المتعاملين، وتعمل على عقد شراكات تحفِّز الابتكار والكفاءة والتميُّز في الجهات الحكومية في الإمارة.
وقال معالي أحمد تميم هشام الكتّاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي: «نعمل من خلال التعاون الوثيق مع الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي، على تسريع التحوُّل الرقمي نحو مستقبل مدعوم بالتكنولوجيا، وفق رؤية القيادة الرشيدة للإمارة، ما يسهم في بناء حكومة جاهزة للمستقبل قائمة على الذكاء الاصطناعي».
وأضاف معاليه: «عبر الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى المعنية بالبيانات، نستطيع توفير خدمات أذكى وأسهل لتعزيز رفاهية وتجارب المواطنين والمقيمين، وتجسِّد مشاركتنا في معرض جيتكس 2024 رؤيتنا الطموحة لترسيخ مكانة إمارة أبوظبي الريادية في الحوكمة الرقمية، وتجربة المتعاملين من أجل ضمان كفاءة وفاعلية الخدمات الحكومية، ومواكبتها للاحتياجات المتغيّرة للمجتمع».
ويتضمَّن جناح حكومة أبوظبي في المعرض أكثر من 80 مشروعاً مبتكراً، ويشهد إطلاق عدد من المشاريع، تشمل تطبيقاً صحياً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، ونسخة جديدة من تطبيق «تم» توفِّر تجربة مخصَّصة للمتعاملين، وغيرهما من المشاريع والحلول الرقمية المبتكرة.
وقال الدكتور محمد العسكر، مدير عام «تم» في دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي: «نتطلَّع إلى الإعلان عن النسخة المتقدِّمة من منظومة خدمات أبوظبي الحكومية الموحَّدة «تم»، التي تعدُّ نموذجاً فريداً ورائداً يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها جهات حكومية عديدة في إمارة أبوظبي، ما يمكِّننا من إرساء معايير جديدة لتميُّز الخدمات والكفاءة وتجربة المتعاملين، عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى».
وأضاف: «يعدُّ إطلاق هذه النسخة الجديدة من «تم» تجسيداً لجهودنا في دعم الابتكار وتبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويؤكِّد سعينا المستمر لصياغة تصوُّر جديد للخدمات الحكومية من أجل استمرار ريادة إمارة أبوظبي وفق رؤيتها الاستراتيجية».
وستعمل دائرة التمكين الحكومي والجهات الحكومية المشاركة في المعرض على تعزيز علاقاتها مع شركات عالمية متخصصة في مجال التكنولوجيا، إضافة إلى المشاركة في حوارات بشأن مستقبل آليات الحوكمة والأمن السيبراني وتجربة المتعاملين، وستَعقِد عدداً من الاتفاقيات الاستراتيجية الداعمة للمنظومة الرقمية في إمارة أبوظبي.
وقال سعيد الملا، المدير التنفيذي لقطاع تجربة المتعاملين في دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي: «تعمل حكومة أبوظبي على تقديم نموذج مستقبلي وفريد لتجربة المتعاملين، في ظل التزامها بتبنّي التقنيات المتقدِّمة والحلول الرقمية، وخلال مشاركتنا في معرض جيتكس العالمي للتقنية 2024 سنلقي الضوء على برامج جديدة لتجربة المتعاملين، من شأنها أن تعزِّز التفاعل بين الحكومة وأفراد المجتمع، انسجاماً مع حرصنا الدائم على ضمان تجربة سريعة وسَلِسَة ومخصَّصة وعالية الكفاءة تعزِّز من جودة حياة المجتمع في إمارة أبوظبي».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: حكومة أبوظبي جيتكس دائرة التمکین الحکومی تجربة المتعاملین الذکاء الاصطناعی فی إمارة أبوظبی فی معرض جیتکس حکومة أبوظبی فی المعرض

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في المسرح

لستُ من القلقين حول توظيف الذكاء الاصطناعي فـي المسرح على المستويات جميعها، لكن قلقي ينبع ككثيرين (المؤلف والمخرج والسينوغراف) من الاعتماد الكامل فـي توجيه الذكاء الاصطناعي للقيام بمهمات عديدة كزرع نواة الحكاية وتأليفها وتسليمها إلى المخرج الذي بدوره سوف يعدلها وحصر عدد ممثليها، فعلى سبيل الشاهد عوضَ أن تكون المسرحية متضمنة عددا من الممثلين أو الجوقة بتعبير الكلاسيكيين، يمكن للذكاء الاصطناعي اقتراح اختزالها فـي مونودراما أو ديودراما. ولا يقف الأمر بالاستفادة من قدرة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته عند هذا الأمر، بل يُمكنه التمدد إلى مستويات متعددة كاختيار نوع الإضاءة والأزياء والموسيقى المناسبة والقاعة المثالية الصالحة لتقديم العرض وكذلك قدرته على انتخاب الجمهور الملائم، من الأعمار والشرائح .

أعود إلى سؤال قديم سألته نفسي بعد قراءاتي لقصة حُلم الحكيم الصيني (جوانج زو)، وكان السؤال: هل يُمكن تحقيق حلم جوانج زو فوق خشبة المسرح على وجه الحقيقة، لا وجه المجاز؟ أمّا الحلم فتروى قصته كما يلي: «رأيتُ أنا جوانج زو مرّةً فـي منامي أنّني فراشةٌ تُرفرفُ بجناحيها فـي هذا المكان وذاك، أنا فراشةٌ حقا من الوجوه جميعها، ولمْ أَكنْ أُدركُ شيئا أكثرَ منْ تتبعي لخيالاتي التي تُشعرني بأنّني فراشة، أمّا ذاتي الإنسانيّة، فلم أكنْ أُدركها البتّة، ثُمَّ استيقظتُ على حينِ غفلة وها أنا ذا مُنطرحٌ على الأرض رجلا كما كنت، ولستُ أعرفُ الآن هل كنتُ فـي ذلكَ الوقتِ رجلاً يحلمُ بأنّه فراشة، أو أنّني الآن فراشةٌ تحلمُ بأنّها رجل».

لم أخفِ دهشتي أو متعتي بحلم جوانج زو. منطلقات الحلم ليس صراعا بين الأنا والذات فحسب، أو بين الحقيقي وغير الواقعي، أو المحسوس واللامحسوس، بل أعدّه درسا تأسيسيا فـي تربية الخيال الإبداعي وتنمية مستوياته، ومحفزا للابتكار وآلية أوليّة لتشريح التفكير الناقد.

منذ اختراع الأساطير، والإنسان يسعى باحثًا عن تفسير الماورائيات والموجودات من حوله. كانت الأفكار الغريبة وتشظياتها تحفر فـي داخله، فلا يستكين، ولا يهدأ. فلماذا وصل بنا الخوف أن نرى ما نتخيله مجسدا فوق الخشبة؟ هل سببه الخوف لمجرد الخوف؛ لأن الإنسان عدو ما يَجهل؟ فـي سياق الابتكار والإبداع والطموح بالذهاب مع الخيال إلى عوالم غير مُدركة ولا ملموسة، لم يكن مثلا صانعا أول طائرة حقيقية (الأخوان رايت - 1903م) إلا تراكما لحق بأفكار مَن سبقهم من محاولات فـي الطيران بدأها (عباس بن فرناس 810 - 887م) الذي حاول «الطيران عن طريق القفز من مكان مرتفع عن طريق أجنحة من الحرير وريش الطيور».

هذه المحاولات وغيرها الكثير كانت دافعا لتطوير البحث فـي مجالات العلوم التي من بينها علم الحاسوب، حتى جاء اكتشاف الذكاء الصناعي Artificial Intelligence- AI الهادف «إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة القدرات العقلية البشرية، مثل التفكير والتعلّم واتخاذ القرارات وحل المشكلات. يعتمد الذكاء الاصطناعي على خوارزميات وتقنيات تمكّن الآلات من أداء مهام تتطلّب ذكاء بشريا».

الناظر إلى الذكاء الاصطناعي المُنطلق من فعل المُحاكاة Mimesis يعيدنا إلى المعلم الأول أرسطو. فالمحاكاة نقلا عن (معجم المصطلحات المسرحية - للدكتور أحمد بلخيري - ص396) هي «تقليد أو عرض شيء. وفـي الأصل تعتبر المحاكاة تقليدا لشخص بوسائل فـيزيقية أو لغوية؛ هذا الشخص يمكن أن يكون شيئا أو فكرة، كما يمكن أن يكون بطلا أو إلها. وفـي شعرية أرسطو يتحدد الإنتاج الفني انطلاقا من كونه تقليدا للفعل».

ليس من شك فـي أن موضوعة المحاكاة هي منطلق جميع الفنون والأفكار والإبداع، وأن السعي البشري بالتقدم العلمي إنما يهدف إلى السيطرة على الوجود والتمركز فـي العالم والتحكم فـي المسار البشري والهيمنة عليه بتعطيل أجزاء من قدراته الحيوية، فالعقل البشري الجامح الذي لا يعترف بوجود إله يُنظم الكون، لا تُهمه الأخلاق ولا القوانين ولا الأعراف التي وضعها الإنسان لتنظيم العلاقات بين الناس على امتداد الحضارات المنتجة.

أعود من جديد إلى أرسطو، ولكن هذه المرة فـي فلسفته التي نظر من خلالها إلى الوجود، الفلسفة التي شكلّت أساسا لنظرية الدراما فنيا لا تاريخيا. فـي كتابها (المسرح بين الفكر والفن) تناقش الأكاديمية الراحلة الدكتورة نهاد صليحة بتوسع المسرح بين النظرية الدرامية والنظرة الفلسفـية متتبعة فـي أحد فصوله أسباب هيمنة النظرية الدرامية الأرسطية على المسرح الغربي حتى القرن العشرين، متمثل ذلك كما تقول فـي وجود «تشابه الأيديولوجيا التي بطنت النظرية الأرسطية للدراما مع جوهر الأيديولوجيات التي تلتها»، فنظرية أرسطو بحسب قولها لم «تكن فلسفته مجرد بحث موضوعي غير مغرض فـي الحقيقة والوجود، بل كانت طرحا على مستوى الوعي أو اللاوعي- لتصور نظري، أو رؤية للعالم تتضمن تأصيل نظام سياسي - اجتماعي - أخلاقي معين». إن نظرة أرسطو إلى الوجود بجعل العالم يتحرك نحو غاية مسبقة محسوبة لا دخل فـيها للإنسان تجعل من وجود تشابه بين نظريته عملا أو فكرا يستعاد بفعل الذكاء الاصطناعي. صحيح أن هذا الأخير ينطلق من وفرة المعلومات والخوارزميات لدى الإنسان ومحاولة محاكاتها وابتكار لحظات جديدة أو قدرات خارقة، فـي حين أن نظرية المحاكاة تتمظهر أو تتمركز فـي القدرة على إنتاج وتقليد الفعل البشري.

إن المنطلق الأخلاقي وعلاقته بالذكاء الاصطناعي كسؤال مرحلي هو أحد منطلقات الملتقى الفكري المصاحب للدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي التي أقيمت فـي مسرح العرفان بالعاصمة مسقط للفترة من 10-15 يناير 2024م. حمل الملتقى على مدى يومين العنوان التالي: (المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع)، وبين عناوين الأوراق النقدية التي قدمها الباحثون: «المساحة الرمادية بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي: تجربة مسرحية كونتراست»، للدكتور أسامة لاذقاني، وورقة بعنوان «حول التصميم»، للدكتور محمد مبارك تسولي، وورقة «الإضاءة المسرحية البديلة: استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي فـي التصميم الإبداعي»، للدكتور عماد الخفاجي، وورقة «قناع الفـيروفـيوس... برامج وسائطية فـي الدراما: قناع فـيروفـيوس لدمج حركة الممثل والتكنولوجيا والإنترنت»، للدكتور أيمن الشريف، وورقة «الذكاء الاصطناعي وتوليد النص المسرحي» للأستاذ عبداللطيف فردوس، وورقة «الصوت... المؤثرات الخاصة: الصوت المحيطي والهولوجرافـي والمؤثرات البصرية التفاعلية بين الآلة والممثل»، للأستاذين وسام قطاونة وحسن حينا، وورقة «التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي.. البديل الغامض»، للدكتور خليفة الهاجري، وورقة «التصميم والابتكار - الإبداع» للباحث Shen Qian، وورقة «تصميم إضاءة نحو المستقبل» للباحث Guo Jin Xin، فإن العناوين تضعنا أمام تحديات عدة أهمها: محاولة الذكاء الاصطناعي محاكاة (العقل) البشري لا (الفعل) فـي ظل الخوارزميات التي تعمل بآلية معقدة تستطيع أن تفـيد الإنسان فـي مناحي الحياة العلمية والطبية والفنية، وأنها تقدر أن توجهه التوجيه الذي يراه الذكاء الاصطناعي بأنه «الأمثل»، فـي المقابل قصور الذكاء الاصطناعي عن معرفة المشاعر والأحاسيس من جهة، والحاجة إلى ضوابط أخلاقية صارمة تحفظ للإنسان خصوصيته من جهة مقابلة، هي مسائل فـي غاية الصعوبة. فهل هناك حدود للذكاء الاصطناعي لا يستطيع تجاوزها؟ إن الصانع بتعبير الفلاسفة للذكاء الاصطناعي هو الإنسان، وكما قدم الدكتور يوسف عيدابي فـي افتتاحية الملتقى الفكري بالقول: «المسرح والتقانة صنوان، تأتي التكنولوجيا بجديدها الذي يذهب بعد حين إلى قديم، ويأتي جديد آخر. ولكن ما يثير هو أن الذكاء الاصطناعي يصادم فـي (الخَلق)، هو يكتب ويُخرج ويُمثل وينتج ويفعل بنا ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسيّر، هو لا يؤمن إلا بقدرته وأقداره... هو الهو! - ولكنه من خلق الإنسان الفاني - مع هذا الذكاء يتراجع المؤدي/ الإنسان إلى المرتبة الثانية - الآلة تكون لها الأولوية، وهذا إشكال وجوهره فـي هذا الجدل الذي لن ينتهي.

مقالات مشابهة

  • «حكومة أبوظبي» تطلق استراتيجيتها الرقمية 2025-2027
  • وزير الاتصالات وتقنية المعلومات يناقش مع وزراء وقادة كبرى الشركات التقنية في دافوس 2025 تجربة المملكة الريادية في الذكاء الاصطناعي والابتكار
  • لأول مرة.. معرض الكتاب يستخدم الذكاء الاصطناعي| تفاصيل
  • "توظيف الذكاء الاصطناعي في النشر" لنديم صادق يشارك فى معرض الكتاب
  • الذكاء الاصطناعي في المسرح
  • حكومة أبوظبي تطلق إستراتيجيتها الرقمية 2025-2027
  • حكومة أبوظبي تطلق استراتيجيتها الرقمية 2025-2027
  • مدير عام مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي لـ«الاتحاد»: توظيف الذكاء الاصطناعي
  • جمارك أبوظبي تنشئ دائرة جمركية في ميناء الفاية الجاف
  • جمارك أبوظبي تنشئ دائرة في ميناء الفاية الجاف