نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا عن ملابسات انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر ودولة قطر.

وقالت إن المؤشرات كانت تبشر بأن جولة المباحثات التي عُقدت في العاصمة الإيطالية روما في يوليو/تموز الماضي ستُكلل بالنجاح، لكنها لم تمض كما كان مخططا لها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: إسرائيل تصعد حربها على الأمم المتحدةlist 2 of 2فورين بوليسي: 7 تغيرات إستراتيجية للهجمات بين إيران وإسرائيلend of list

وأضافت أن فريق الوساطة الثلاثي، الذي كان مكونا من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كانوا على قناعة بأنهم على وشك تحقيق اختراق، وأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بات قريبا جدا.

الفريق الثلاثي

وأوضحت أن المفاوضين الثلاثة كانوا يضغطون بلا هوادة على الطرفين و"يغرونهما" لقبول اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح  المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء الحرب بشكل دائم في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وكان الثلاثي يعرف بعضه بعضا لسنوات، فالأميركي بيرنز دبلوماسي مخضرم وقد كلفه الرئيس جو بايدن بإنهاء الحرب في غزة التي تسببت في شرخ داخل الحزب الديمقراطي، وأثارت الاضطرابات في حرم الجامعات الأميركية.

وقد ساعد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في "ترسيخ مكانة" دولة قطر كوسيط في مختلف الأزمات، فيما كان المصري عباس كامل، "الذي يعمل عادة في الخفاء"، يضطلع بدور صانع السلام. وأشارت الصحيفة إلى أن مصر لطالما شكّت -منذ زمن- في أن نية إسرائيل هي إجبار مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة على الرحيل عبر الحدود إليها.

العقبة الرئيسية

ورغم التفاؤل الذي كان سائدا قبل محادثات روما، فإنه سرعان ما تبدد، وأصبح المزاج متوترا للغاية بعد التصلب الذي أبدته إسرائيل، وفق الصحيفة.

وأفاد التقرير أن العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق تمثلت في قطعة أرض على طول الحدود بين غزة ومصر.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تراجع عن التأكيدات التي قدمتها إسرائيل للوسطاء بأنها ستسحب قواتها من ممر فيلادلفيا، وهو شريط طوله 14 كلم يمتد على طول الحدود التي تتشاركها غزة مع مصر، وفقا لمسؤول مشارك في المفاوضات. ويشمل الممر معبر رفح، وهو نقطة الخروج والدخول الوحيدة إلى القطاع التي لم تكن تسيطر عليها إسرائيل قبل الحرب.

وكشفت فايننشال تايمز أن الوسطاء ازدادوا قنوطا بعد 3 أيام، حيث تعرضت المحادثات لضربة أخرى عندما اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

واعتقدت الدول الغربية والعربية، للوهلة الأولى، أن إبرام اتفاق لوقف الصراع في غزة هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لمنع نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط.

لا نية لنتنياهو

غير أن الصحيفة أكدت أن نتنياهو لم يكن لديه أي نية للموافقة على وقف إطلاق النار، وبدلا من ذلك كان مصمما على إفشال العملية، مقوضا بذلك جهود كبير المفاوضين الإسرائيليين ديفيد برنيع من خلال طرح شروط جديدة مرارا وتكرارا.

وأضافت نقلا عن مسؤول مشارك في المفاوضات، أنه بات من الواضح أن نتنياهو يعمل جاهدا على "تخريب" جهود الوسطاء، الذين كانوا يعملون في ظل ظروف دقيقة ومعقدة.

ومنذ اجتماع يوليو/تموز في روما، وصلت المحادثات إلى طريق مسدود. وبدلا من ذلك، وبينما أحيت إسرائيل الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، كان الشرق الأوسط يقترب أكثر من أي وقت مضى من الحرب الأوسع التي كان الوسطاء يأملون في تجنبها.

بحر لا ساحل له

ونسبت الصحيفة إلى شخص -قالت إنه مطلع على الجهود الدبلوماسية -دون أن تفصح عن اسمه- القول "لقد فقدنا جميعا الأفق ولا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، وكأننا في بحر مفتوح بلا ساحل نراه".

ومع ذلك، فإن المسؤولين الأميركيين ما انفكوا يصرون على أنهم لن يستسلموا، بعد أسابيع من اجتماع يوليو/تموز. وفي الشهر الماضي، قالوا إنهم سيقومون بمحاولة أخيرة على أمل إحياء المحادثات.

وشهدت المنطقة بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على يد إسرائيل، تصعيدا خطيرا تجلى في شن إيران هجمات صاروخية على دولة الاحتلال انتقاما لمقتله وقبله اغتيال هنية. وبعدها، توغلت إسرائيل بجنوب لبنان، بينما صرفت الأنظار عن غزة، على حد زعم فايننشال تايمز.

وبينما ألقت إسرائيل والولايات المتحدة اللوم في فشل محادثات وقف إطلاق النار على حماس بشكل مباشر -كما تفيد الصحيفة- صبّت قطر ومصر جام غضبهما على نتنياهو، متهمتين إياه بعرقلة العملية الدبلوماسية وتزييف الحقائق لتضليل الرأي العام العالمي.

حتى الإسرائيليين

حتى برنيع ووزير الدفاع يوآف غالانت وأعضاء آخرون في فريق التفاوض الإسرائيلي ألقوا اللوم سرا على نتنياهو لتعطيل العملية بعد اجتماع يوليو/تموز، كما صرح بذلك للصحيفة البريطانية أشخاص "مطلعون على موقف أولئك المسؤولين".

وختمت تقريرها بتصريح لآرون ديفيد ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والذي يعمل حاليا في مؤسسة كارنيغي، قال فيه "لقد عاصرت المفاوضات العربية الإسرائيلية لفترة طويلة. إنها تنجح عندما يكون صانعا القرار الأساسيان في عجلة من أمرهما، لكن ليس هناك استعجال".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات وقف إطلاق النار فایننشال تایمز یولیو تموز

إقرأ أيضاً:

مصدر: نتنياهو يتحدث عن ضمانات بدعم أمريكا لعودة إسرائيل للحرب في هذه الحالة

القدس (CNN)-- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لمجلس الوزراء الأمني المصغر، الجمعة، إنه تلقى "ضمانات" من المفاوضين بشأن الدعم الأمريكي لعودة إسرائيل إلى الحرب، إذا انهارت المحادثات المستقبلية مع حماس، حسبما ذكر مصدر مطلع لشبكة CNN.

ونقل المصدر عن نتنياهو قوله لوزرائه: "هناك ضمانات من الأمريكيين بأنه إذا خربت حماس مرحلة معينة من الاتفاق، يمكن لإسرائيل استئناف القتال".

ومن المتوقع أن يبدأ المفاوضون بحلول اليوم الـ16 من وقف إطلاق النار المتفق عليه في قطر، والذي يستمر 42 يوما، محادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي ستشهد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

وقال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي: "خلال الأسابيع الستة المقبلة، ستتفاوض إسرائيل على الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية، وهي انتهاء الحرب بشكل دائم".

وتعهد حزب "الصهيونية الدينية" الإسرائيلي، بزعامة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب في غزة بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والتي تستمر42 يوما. وإلى جانب الاستقالة المحتملة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، فإن هذا سيكون كافيا لإسقاط الائتلاف الحاكم الذي يرأسه بنيامين نتنياهو.

في حين قالت المعارضة الإسرائيلية إنها ستحمي اتفاق وقف إطلاق النار بالتصويت مع الحكومة إذا لزم الأمر.

وفي وقت سابق الجمعة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان، إن مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي المصغر وافق، على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، الذي أُعلن التوصل إليه في قطر، الأربعاء الماضي.

ووافق الأعضاء الـ11 المصوتين في مجلس الوزراء الأمني ​​على الصفقة بأغلبية بسيطة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: ترامب سيدعم إسرائيل للعودة للحرب إذا تم خرق اتفاق غزة
  • خبير بالشؤون الإسرائيلية: نتنياهو يتخوف من خوض انتخابات مبكرة في إسرائيل «فيديو»
  • مصدر: نتنياهو يتحدث عن ضمانات بدعم أمريكا لعودة إسرائيل للحرب في هذه الحالة
  • محلل سياسي أمريكي: نتنياهو لن يكون رئيسا للوزراء في إسرائيل مجددا
  • فايننشال تايمز: القصف الإسرائيلي حوّل جباليا إلى مقبرة للذكريات
  • نتنياهو يوقف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.. تطورات متسارعة
  • عبدالملك الحوثي وقيادته الميدانية على أعلى قوائم الأولويات كأهداف لإغتيالهم .. فايننشال تايمز تكشف التفاصيل
  • مفاوضات هدنة غزة.. إسرائيل تستعد لاتفاق شامل بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار
  • فايننشال تايمز: السوريون يتذوقون الحرية بعد 50 عاما من مصانع رعب الأسد
  • حماس: لم نسلم ردنا على مسودة الاتفاق بسبب تأخر إسرائيل في تسليم الخرائط التي توضح المناطق التي ستنسحب منها