فايننشال تايمز: ما أسباب انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا عن ملابسات انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر ودولة قطر.
وقالت إن المؤشرات كانت تبشر بأن جولة المباحثات التي عُقدت في العاصمة الإيطالية روما في يوليو/تموز الماضي ستُكلل بالنجاح، لكنها لم تمض كما كان مخططا لها.
وأضافت أن فريق الوساطة الثلاثي، الذي كان مكونا من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كانوا على قناعة بأنهم على وشك تحقيق اختراق، وأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بات قريبا جدا.
الفريق الثلاثيوأوضحت أن المفاوضين الثلاثة كانوا يضغطون بلا هوادة على الطرفين و"يغرونهما" لقبول اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء الحرب بشكل دائم في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وكان الثلاثي يعرف بعضه بعضا لسنوات، فالأميركي بيرنز دبلوماسي مخضرم وقد كلفه الرئيس جو بايدن بإنهاء الحرب في غزة التي تسببت في شرخ داخل الحزب الديمقراطي، وأثارت الاضطرابات في حرم الجامعات الأميركية.
وقد ساعد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في "ترسيخ مكانة" دولة قطر كوسيط في مختلف الأزمات، فيما كان المصري عباس كامل، "الذي يعمل عادة في الخفاء"، يضطلع بدور صانع السلام. وأشارت الصحيفة إلى أن مصر لطالما شكّت -منذ زمن- في أن نية إسرائيل هي إجبار مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة على الرحيل عبر الحدود إليها.
العقبة الرئيسيةورغم التفاؤل الذي كان سائدا قبل محادثات روما، فإنه سرعان ما تبدد، وأصبح المزاج متوترا للغاية بعد التصلب الذي أبدته إسرائيل، وفق الصحيفة.
وأفاد التقرير أن العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق تمثلت في قطعة أرض على طول الحدود بين غزة ومصر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تراجع عن التأكيدات التي قدمتها إسرائيل للوسطاء بأنها ستسحب قواتها من ممر فيلادلفيا، وهو شريط طوله 14 كلم يمتد على طول الحدود التي تتشاركها غزة مع مصر، وفقا لمسؤول مشارك في المفاوضات. ويشمل الممر معبر رفح، وهو نقطة الخروج والدخول الوحيدة إلى القطاع التي لم تكن تسيطر عليها إسرائيل قبل الحرب.
وكشفت فايننشال تايمز أن الوسطاء ازدادوا قنوطا بعد 3 أيام، حيث تعرضت المحادثات لضربة أخرى عندما اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
واعتقدت الدول الغربية والعربية، للوهلة الأولى، أن إبرام اتفاق لوقف الصراع في غزة هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لمنع نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط.
لا نية لنتنياهوغير أن الصحيفة أكدت أن نتنياهو لم يكن لديه أي نية للموافقة على وقف إطلاق النار، وبدلا من ذلك كان مصمما على إفشال العملية، مقوضا بذلك جهود كبير المفاوضين الإسرائيليين ديفيد برنيع من خلال طرح شروط جديدة مرارا وتكرارا.
وأضافت نقلا عن مسؤول مشارك في المفاوضات، أنه بات من الواضح أن نتنياهو يعمل جاهدا على "تخريب" جهود الوسطاء، الذين كانوا يعملون في ظل ظروف دقيقة ومعقدة.
ومنذ اجتماع يوليو/تموز في روما، وصلت المحادثات إلى طريق مسدود. وبدلا من ذلك، وبينما أحيت إسرائيل الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، كان الشرق الأوسط يقترب أكثر من أي وقت مضى من الحرب الأوسع التي كان الوسطاء يأملون في تجنبها.
بحر لا ساحل لهونسبت الصحيفة إلى شخص -قالت إنه مطلع على الجهود الدبلوماسية -دون أن تفصح عن اسمه- القول "لقد فقدنا جميعا الأفق ولا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، وكأننا في بحر مفتوح بلا ساحل نراه".
ومع ذلك، فإن المسؤولين الأميركيين ما انفكوا يصرون على أنهم لن يستسلموا، بعد أسابيع من اجتماع يوليو/تموز. وفي الشهر الماضي، قالوا إنهم سيقومون بمحاولة أخيرة على أمل إحياء المحادثات.
وشهدت المنطقة بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على يد إسرائيل، تصعيدا خطيرا تجلى في شن إيران هجمات صاروخية على دولة الاحتلال انتقاما لمقتله وقبله اغتيال هنية. وبعدها، توغلت إسرائيل بجنوب لبنان، بينما صرفت الأنظار عن غزة، على حد زعم فايننشال تايمز.
وبينما ألقت إسرائيل والولايات المتحدة اللوم في فشل محادثات وقف إطلاق النار على حماس بشكل مباشر -كما تفيد الصحيفة- صبّت قطر ومصر جام غضبهما على نتنياهو، متهمتين إياه بعرقلة العملية الدبلوماسية وتزييف الحقائق لتضليل الرأي العام العالمي.
حتى الإسرائيليينحتى برنيع ووزير الدفاع يوآف غالانت وأعضاء آخرون في فريق التفاوض الإسرائيلي ألقوا اللوم سرا على نتنياهو لتعطيل العملية بعد اجتماع يوليو/تموز، كما صرح بذلك للصحيفة البريطانية أشخاص "مطلعون على موقف أولئك المسؤولين".
وختمت تقريرها بتصريح لآرون ديفيد ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والذي يعمل حاليا في مؤسسة كارنيغي، قال فيه "لقد عاصرت المفاوضات العربية الإسرائيلية لفترة طويلة. إنها تنجح عندما يكون صانعا القرار الأساسيان في عجلة من أمرهما، لكن ليس هناك استعجال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات وقف إطلاق النار فایننشال تایمز یولیو تموز
إقرأ أيضاً:
ويتكوف: حماس هي المعتدية ونقف إلى جانب إسرائيل
قال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" مسؤولة عن تجدد القتال في قطاع غزة بعد رفضها الجهود المبذولة للمضي قدما فيما كان يُعتبر "اتفاقا مقبولا"،لكنه أوضح أنه منفتح على التواصل مجددا.
وقال يتكوف في تصريح لقناة فوكس نيوز "المسؤولية تقع على حماس. الولايات المتحدة تقف إلى جانب دولة إسرائيل".
وأضاف قائلا "كانت لدى حماس كل الفرص لنزع السلاح، وقبول اقتراح الخطة المؤقتة".
وكانت الخطة "المؤقتة" التي قدمها ويتكوف في وقت سابق من آذار/ مارس تهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار حتى نيسان/ أبريل ، بعد رمضان وعيد الفصح اليهودي، لإتاحة الوقت اللازم للتفاوض على وقف دائم للحرب.
وقال ويتكوف "هل سنكون مستعدين للتواصل مع حماس؟ بالطبع، نريد إنهاء القتل، لكن علينا أن نكون واضحين بشأن من هو المعتدي، وهي حماس".
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة قتلت إسرائيل 675 فلسطينيا وأصابت 1233 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت دولة الاحتلال عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
السبت الماضي، قالت حركة حماس، إن الاتصالات "لم تتوقف" مع الوسطاء بشأن إتمام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى.
وأضاف متحدث الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان: "مقترح ويتكوف، وبعض الأفكار يتم مناقشتها مع الوسطاء والاتصالات لم تتوقف لإتمام الاتفاق".
وفي 13 مارس/ آذار الجاري، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ويتكوف قدم مقترحا يقضي بإطلاق 5 أسرى إسرائيليين مقابل 50 يوما من وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
وأعلنت حماس، في اليوم التالي، موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء يتضمن إطلاق جندي إسرائيلي ـ أمريكي وتسليم 4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف مفاوضات المرحلة الثانية.
وجدد القانوع تأكيد حركته أن "معطل الاتفاق هو نتنياهو"، لافتا إلى أن الرجوع "لتنفيذ الاتفاق سيكون منوطا بموقفه الذي يقدم بقاء حياة حكومته على حياة الأسرى بغزة".
وأكد جاهزية حماس لـ"أي ترتيبات بشأن إدارة قطاع غزة" على أن تحظى بـ"التوافق"، مشددا على أن الحركة ليست معنية لأن تكون جزءا من أي ترتيبات إدارية.
وتابع أن حماس وافقت في وقت سابق على "تشكيل لجنة إسناد مجتمعي في غزة لا تتضمن الحركة"، مضيفا: "لا طموح لدينا لإدارة غزة وما يعنينا التوافق الوطني ونحن ملتزمون بمخرجاته".
وندد القانوع باستئناف إسرائيل حرب إبادتها على قطاع غزة قائلا إنه جاء بـ"غطاء أمريكي"، داعيا الولايات المتحدة إلى ممارسة الضغط على تل أبيب للعودة لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم التحول لتكون "طرفا".