هل يمكن لليورو واليوان أن يشكلا تهديدا لهيمنة الدولار؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
في ظل الهيمنة الطويلة للدولار الأميركي كعملة عالمية رئيسية، بفضل الحجم الهائل والاستقرار الذي يتمتع به الاقتصاد الأميركي، بالإضافة إلى السيولة غير المسبوقة في أسواقه المالية، برز كل من اليورو الأوروبي واليوان الصيني في السنوات الأخيرة كمنافسين محتملين للدولار.
ومع ذلك، يشير تقرير حديث صادر عن موقع "أوراسيا ريفيو" الأميركي إلى أن التحديات الهيكلية والسياسية التي تواجه اليورو واليوان تحول دون أن يصبحا بديلين موثوقين للدولار في المستقبل القريب.
يحتفظ الدولار الأميركي بصدارة لا مثيل لها في النظام المالي العالمي، حيث يمثل حوالي 58% من احتياطيات النقد الأجنبي على مستوى العالم وفقًا لتقرير صادر عام 2023.
ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى:
الحجم الهائل للاقتصاد الأميركي، الذي يبلغ قيمته أكثر من 25 تريليون دولار. الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة. السيولة غير العادية التي توفرها الأسواق المالية الأميركية.هذه العوامل مجتمعة تضمن استمرار قوة الدولار في التجارة والتمويل الدولي، مما يجعله الخيار الأول للأطراف الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
محاولات اليورو لمنافسة الدولارويشير موقع "أوراسيا ريفيو" إلى أن اليورو، رغم قوته السياسية والاقتصادية في إطار الاتحاد الأوروبي، فإنه يعاني من عوائق هيكلية تمنعه من أن يكون منافسا حقيقيا للدولار. ورغم دعم المؤسسات الأوروبية المستقرة له، تظل الانقسامات السياسية بين دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى اختلاف السياسات المالية بينها، عقبة رئيسية أمام صعوده كعملة احتياطية عالمية.
ففي عام 2023، كان نصيب اليورو من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية حوالي 21% فقط. ورغم الخطوة الكبيرة التي تمثلت في إصدار ديون موحدة بقيمة 400 مليار يورو خلال أزمة كورونا، فإن الأسواق المالية في منطقة اليورو لا تزال تفتقر إلى العمق والسيولة التي تمتاز بها نظيراتها الأميركية، مما يحد من قدرة اليورو على تحقيق مكانة أقوى على الساحة العالمية.
في عام 2023 بلغ نصيب اليورو من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية حوالي 21% فقط (شترستوك) صعود اليوانوشهد اليوان الصيني تقدما ملحوظا في دوره الاقتصادي على الصعيد الدولي، حيث ارتفعت حصته في المدفوعات العالمية من 3.71% في عام 2023 إلى 8% في عام 2024، وفقا لتقرير سويفت.
ويعكس هذا النمو المتسارع مكانة الصين الاقتصادية المتزايدة في التجارة الدولية. ومع ذلك، فإن العقبات الرئيسية التي تعيق اعتماد اليوان كعملة احتياطية تشمل السيطرة الصارمة للحكومة الصينية على رأس المال ونقص الشفافية في الأسواق المالية.
علاوة على ذلك، فإن السلطة السياسية المركزية التي يتمتع بها الحزب الشيوعي الصيني تزيد من التردد لدى الدول الأخرى في تبني اليوان كبديل موثوق.
تحديات أمام الدولاروفي ضوء التحديات التي يواجهها الدولار، يقول الموقع إن النقاشات حول مستقبل النظام المالي العالمي في تزايد.
ففي بعض الأسواق الناشئة بدأت الدول بالفعل في إصدار ديون بعملات شركائها التجاريين مثل اليوان.
فعلى سبيل المثال، سجل سوق سندات الباندا في الصين نموا قياسيا في عام 2023، حيث جمعت الجهات الأجنبية أكثر من 15.3 مليار دولار من السندات المقومة باليوان، مما يعكس تزايد الثقة بالعملة الصينية.
حصة اليوان في احتياطيات العالم لا تزال ضئيلة حيث تمثل نحو 3% فقط (شترستوك) تقنيات الدفع البديلةوإلى جانب تعزيز مكانة اليوان، تعمل الصين على تطوير نظام الدفع عبر الحدود (CIPS) واليوان الرقمي، بهدف تقليل الاعتماد على الأنظمة المالية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة مثل سويفت.
ورغم هذه الجهود، فإن حصة اليوان في احتياطيات العالم لا تزال ضئيلة، حيث تمثل نحو 3% فقط مقارنة بحصة الدولار الضخمة.
مستقبل الدولار الرقميويشير التقرير إلى أن العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) قد تعيد تشكيل مشهد العملات العالمية، ولكن هيمنة الدولار تظل قوية، خاصة في عالم التمويل اللامركزي (DeFi)، حيث إن 99% من العملات المستقرة مرتبطة بالدولار. ومن المرجح أن تعزز هذه العملات الرقمية مكانة الدولار أكثر من أن تضعفها.
استمرار هيمنة الدولارويعود استمرار هيمنة الدولار إلى سيولته العالية ووفرته الكبيرة، بالإضافة إلى النفوذ الجيوسياسي الذي تتمتع به الولايات المتحدة.
فميزانية الدفاع الأميركية الضخمة التي تبلغ 877 مليار دولار تسهم أيضا في ترسيخ هيمنة الدولار على الساحة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تسهم القوة السياسية والعسكرية الأميركية في تعزيز موقع الدولار كعملة احتياطية مهيمنة في التجارة الدولية والمعاملات المالية.
ويخلص التقرير إلى أنه رغم التقدم الملحوظ لكل من اليورو واليوان في التجارة والتمويل العالمي، فإن التحديات الهيكلية والسياسية التي تواجهها كلتا العملتين تشير إلى أن هيمنة الدولار الأميركي ستظل ثابتة في المستقبل المنظور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هیمنة الدولار بالإضافة إلى فی التجارة فی عام 2023 إلى أن
إقرأ أيضاً:
خلال لقائه وفد أوروبي.. نائب محافظ البنك: الأزمات المالية التي يشهدها اليمن نتيجة حتمية لتوقف صادرات النفط
أكد نائب محافظ البنك المركزي اليمني د. محمد عمر باناجه، الثلاثاء أن الأزمات المالية التي يشهدها اليمن نتيجة حتمية لتوقف صادرات النفط منذ أكثر من عامين، بفعل الهجمات الحوثية على الموانئ والمنشآت النفطية.
جاء ذلك خلال لقاء نائب محافظ البنك المركزي اليمني محمد باناجه، في العاصمة المؤقتة عدن، مع وفد سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن برئاسة رئيس البعثة غبرائيل مونويرا، لمناقشة مستجدات الأوضاع المالية والاقتصادية.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن نائب المحافظ استعرض أسباب تفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن والتقلبات الحادة في أسعار الصرف والتي أكد أنها نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد.
وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي تدهور بشكل مباشر بسبب هجمات جماعة الحوثي على منشآت تصدير النفط منذ أكتوبر عام 2022م ما أدى إلى توقف الصادرات النفطية التي تعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي مما تسبب بمضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.
ولفت إلى تأثير الاعتداءات الحوثية على الملاحة الدولية والذي أدى الى زيادة في فاتورة المدفوعات، مؤكداً أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة.
بدوره، أكد السفراء استمرار الدعم المقدم من دول الاتحاد اليمن في الجوانب الإنسانية ودعم البنك المركزي في مجال بناء القدرات وترقية الأنظمة ومساعدته في تعزيز الشمول المالي وتعزيز أنظمة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.