دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد سبع سنوات من السفر، كان المغامر، توم تورشيتش، من ولاية نيوجيرسي الأمريكية متفائلاً للغاية بشأن المستقبل أثناء سيره إلى مسقط رأسه برفقة كلبته المحبوبة، سافانا.

تم الترحيب به وبحيوانه الأليف في احتفال ضخم في بلدة هادون في 21 مايو/أيار من عام 2022، عندما أصبح تورشيتش رسميًا الشخص العاشر على الإطلاق الذي يمشي حول العالم، وحصلت سافانا على لقب أول كلب يفعل ذلك أيضًا.

وخلال رحلة، مشى الثنائي عبر ست قارات، و38 دولة معًا.

رفيقة دائمة أمضى المغامر، توم تورشيتش، وكلبته، سافانا، سبع سنوات في المشي حول العالم معًا. ولكن تغيرت حياتهما إلى الأبد بعد وصول الرحلة إلى نهايتها.Credit: Tom Turcich

وقال تورشيتش لـ CNN أثناء الحديث عن مجيء الأصدقاء وأفراد العائلة لدعم الثنائي: "كانت النهاية مذهلة".

وأكّد: "عند عبور خط النهاية، كان الأمر أشبه بالجنة".

وظل تورشيتش مغمورًا بالسعادة طيلة الأشهر الثلاثة التالية وهو يتفكر في إنجازه المذهل.

ولكن مع تلاشي ذلك الشعور، بدأ تورشيتش يدرك أنّ جزءًا كبيرًا من حياته قد وصل لنهايته، وسرعان ما وجد نفسه في حالة نفسية سيئة.

تبنّى المغامر سافانا عندما كان في تكساس ببداية رحلته.Credit: Tom Turcich

وشرح: "من الصعب حقًا الانتقال من التركيز على نقطة معينة بكل جهدك إلى عدم وجود هدف".

ووفقًا للمغامر، وصلت الأمور إلى ذروتها عندما انتقل إلى سياتل ليعيش مع شريكته، بوني سنايدر، التي التقى بها في نهاية رحلته، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال: "وقعت في حالة اكتئاب ربما كانت الأولى اليت واجهتها على الإطلاق".

خسارة مفجعة تورشيتش وخطيبته، بوني، مع كلبيهما، سافانا، وكليو، المتوفيتان.Credit: Courtesy Tom Turcich

وعندما شق تورشيتش طريقه للخروج من الظلام وأخيرًا، توفيت رفيقة دربه، سافانا.

ومع أنّها كانت تعاني من المرض من حين لآخر على مدى أشهر، إلا أنّ المغامر لم يكن مستعدًا للخبر.

وقال: "وصلت كليتاها لحالة فشل.. لم يكن هناك شيء تمكنوا من فعله بشأن ذلك. كان عليهم اللجوء إلى القتل الرحيم".

وبعد أن كان بمثابة "حارس" لسافانا في ظل الطقس السيئ، و"الأماكن الغريبة" أثناء تواجدهما على الطريق، وجد تورسيتش صعوبة في قبول أنّه لم يكن قادرًا على حمايتها هذه المرة.

ولكنه أكّد أنّها "عاشت تسع سنوات رائعة. أنا ممتن لذلك"، واستذكر كيف حفزته مرارًا وتكرارًا طوال.

اعتبر المغامر نفسه "حارسًا" لسافانا أثناء رحلتهما.Credit: Courtesy Tom Turcich

وقرّر تورشيتش خوض تحدي المشي حول العالم بعد أن قرأ عن ستيفن نيومان، الذي أدرجته موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأول شخص يمشي حول العالم، إضافةً للمغامر كارل بوشبي، الذي تجول حول العالم سيرًا على الأقدام منذ عام 1998.

وانطلق تورشيتش في رحلته في 2 أبريل/نيسان 2015، قبل عيد ميلاده الـ26 بقليل، ومعه عربة أطفال تحتوي على معدات المشي، وكيس نوم، وجهاز حاسوب محمول، وكاميرا، وحاوية بلاستيكية استخدمه لتخزين طعامه.

ورُغم أنّه بدأ الرحلة بمفرده، إلا أنّه تبنّى سافانا، التي كانت جروًا آنذاك، من ملجأ للحيوانات في أوستن بولاية تكساس، خلال المرحلة الأولى من رحلته، والتي سار خلالها من نيوجيرسي إلى بنما.

قصة مغامرة اعتبر المغامر نفسه "حارسًا" لسافانا خلال الرحلة.Credit: Courtesy Tom Turcich

سار الرفيقين معًا لـ 29 إلى 38 كيلومترًا تقريبًا كل يوم في المتوسط.

تتطلب موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية السفر لمسافة 30 ألف كيلومترًا تقريبًا، وعبور أربع قارات (وهو رقم تجاوزه تورشيتش) لاعتبار أنّه نجح في السفر حول العالم سيرًا على الأقدام.

وعند سؤاله عمّا إذا كان يعتقد أنّه كان سيتمكن من إكمال الرحلة بدون سافانا، قال تورشيتش إنّه غير متأكد.

وألّف تورشيتش كتاب "The World Walk" لسرد تجاربه خلال الرحلة المذهلة.

ومع أنّ عملية تأليف الكتاب، الذي صدر في أكتوبر/تشرين الأول، كانت بمثابة تجربة علاجية بالنسبة له، إلا أنّه أكّد أنّ هدفه الرئيسي كان تشجيع الناس على التمتع "بفضول أكبر بشأن الأماكن، وبثقة أكبر تجاه العالم".

والأهم من ذلك، أراد المغامر إنتاج مادة قرائية ممتعة و"سرد قصة مغامراتية جيدة عن رجل وكلبته وهما يتجولان حول العالم".

وزار المغامر العديد من البلدان، ولكنه يتوق للعودة إلى تركيا وجورجيا على وجه الخصوص.

أعظم درس Credit: Tom Turcich

أفاد تورشيتش أنّ من أكبر الدروس التي تعلمها من مغامرته هو "مدى صغرنا وعدم أهميتنا" في المخطط العام للأمور.

ومع أنّ المغامر سعيد للغاية بالحصول على لقب الرجل العاشر الذي يمشي حول العالم، إلا أنّ ذلك لم يكن هدفه حقًا.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تجارب جورجيا حيوانات أليفة رحلات صحة نفسية حول العالم لم یکن إلا أن

إقرأ أيضاً:

ليس هناك من لحظة مملة أبدًا.. ثنائي يغادر كندا للعيش في بلد سوفييتي سابق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن أمضيا ثماني سنوات في دولة الإمارات قبل ولادة ابنتهما في أواخر التسعينيات وعودتهما إلى كندا، لم يكن المعلمان زورا وديف كيفير غريبين عن استكشاف العالم.

وبالتالي، بعد أن كبرت ابنتهما وتخرجت، صادف الثنائي فرصة للتدريس في آسيا الوسطى، وقررا السفر مرة أخرى في مغامرة ستأخذهما أولاً إلى كازاخستان، ومن ثم إلى مدينة صغيرة في أوزبكستان.

ورُغم شعورهما بالخوف في البداية من أن فكرة التواجد في منطقة سوفييتية سابقة نائية، قد يعرضهما لانقطاع التيار الكهربائي وموجات الحر التي لا تطاق، إلا أنّهما أكّدا أنّ الانتقال إلى هناك كان تجربة لا تُصدَّق قدمت جوانب إيجابية لم تعد موجودة في العالم الغربي.

صورة لزورا كيفر في مدينة بخارى بأوزبكستان. Credit: Zora Keffer

وقالت زورا، التي تنحدر من تشيكوسلوفاكيا السابقة، إن الثنائي وجد أنه قد حان الوقت لاستئناف طريقة عيشهما المتنقلة، بعد أن غادرت ابنتهما المنزل.

 وعندما اكتشفا أنّ كازاخستان تبحث عن مدرسين، اعتقد الزوجان أنّ الأمر "يبدو كمشروع مثير للاهتمام"، وقاما بالالتحاق به لـ5 أعوام تقريبًا.

مغامرة جديدة عاش الثنائي في مدينة نوكوس لأربع سنوات.Credit: uskarp/Alamy Stock Photo

بمجرد انتهائهما من كازاخستان، قَبِل الثنائي عقد عمل في الكويت، ولكنها "علقا" فيها أثناء جائحة كورونا. 

وكانا على استعداد لشيء جديد مرة أخرى بعد تخفيف قيود الجائحة.

وفي مارس/آذار من عام 2020، تلقى كلا من زورا ودايف عروضًا للعمل في مدرسة "للأطفال الموهوبين" في أوزبكستان، وقاما بالتفكير بإمكانية الانتقال إلى هناك.

ورغم أنهما لم يشعرا بالحماس أثناء إجراء البحث عن المكان الذي سيعيشان فيه، أي نوكوس، وهي سادس أكبر مدينة في أوزباكستان، إلا أنّهما قررا تجربة الأمر في النهاية.

وعندما الوصول إلى أوزبكستان في عام 2020، انبهرت زورا بالهندسة المعمارية للبلاد، ووصفتها بكونها "مزيج من المباني غير الجذابة والعملية من الحقبة السوفييتية إلى جانب ناطحات السحاب الحديثة".

زار الثنائي بحر "آرال"، وهو عبارة عن بحيرة بين كازاخستان وأوزباكستان.Credit: Zora Keffer

ورغم أنّ البلاد كانت لا تزال متأثرة بالجائحة، إلا أنّ الثنائي، اللذان كانا يحملان تأشيرة عمل متعددة الدخول، استقرّا بسهولة نسبية، وحظيا بترحيبٍ حار.

وشرحت زورا قائلة: "السكان المحليون كانوا يتسمون بالتهذيب والودّ إلى حد كبير".

الاختلافات الثقافية تمكن الثنائي من المشاركة في الاحتفالات التقليدية، بما في ذلك عيد النوروز، وهو مهرجان بمناسبة رأس السنة الفارسية الجديدة.Credit: Zora Keffer

ورُغم أنّ التكيف في بلدٍ مثل أوزبكستان قد يكون صعبًا على الوافدين الجدد، إلا أن زورا أوضحت أنّ وقتهما في كازاخستان ساهم في تسهيل الأمر للغاية بالنسبة لهما.

وأوضحت: "كلاهما يقع في آسيا الوسطى، وكلاهما عبارة عن جمهوريات سوفييتية سابقة. والثقافات متشابهة جدًا. لذا لم تشكل أوزبكستان صدمة ثقافية".

في البداية شعر الثنائي بالقلق بشأن نوكوس، التي يقدر عدد سكانها بنحو 329 ألف نسمة، لكنهما استمتعا بالعيش هناك، وشعرا بالارتياح بين أفراد المجتمع.

وقالت زورا: "يحب الأشخاص ممارسة التكلّم باللغة الإنجليزية. إنّه أمر مضحك حقًا، فهم يوقفونك طوال الوقت، ويودون الدردشة معك (باللغة الإنجليزية)".

مجموعة من الإبل شاهدها الثنائي خلال رحلتهما إلى بحر "آرال".Credit: Zora Keffer

وتمثلت الأشياء التي أحبتها زورا في أوزبكستان بتجربة خوضها لتجارب جديدة بشكلٍ مستمر، مؤكدّة أنّها "ليست مملة أبدًا. لا توجد لحظة مملة هنا".

روح المجتمع

وأشارت زورا، التي سجلت تجاربها في مدونة على الإنترنت، إلى أنّها أُعجِبت بقوة المجتمع المحلي وأفراده الذين كانوا يرغبون في بذل قصارى جهدهم من أجل جيرانهم.

وقالت: "المجتمع هنا أقوى بكثير، فالعائلات أكثر ترابطًا. وهذا الجانب مفقود نوعًا ما في الغرب.. ولا يزال الناس هنا يعتمدون على بعضهم البعض كثيرًا إلى حدٍ ما".

ومع أنّهما أمضيا معظم وقتهما في نوكوس، إلا أنّهما سافر إلى العاصمة طشقند كل ستة أسابيع تقريبًا "لقضاء عطلة نهاية أسبوع ممتعة".

وفي عام 2021، أخذ الزوجان إجازة من العمل لاستكشاف مدن طريق الحرير القديم، وهي سمرقند، وبخارى، وخيوة.

وأكّدت زورا أنها "مذهلة حقًا وأشبه بالعودة بالزمن إلى الوراء، والدخول في واحدة من تلك القصص، مثل ألف ليلة وليلة".

دولة نامية

مقالات مشابهة

  • 11 أكتوبر خلال 9 أعوام.. 53 شهيداً وجريحاً في جرائم بغارات العدوان على اليمن
  • 102 ألف رحلة طيران يومياً حول العالم منذ بداية 2024
  • صيغة دعاء السفر كامل مكتوب.. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
  • ضبط مطلوب أمنياً في مطار عدن الدولي قبل مغادرته البلاد
  • ليس هناك من لحظة مملة أبدًا.. ثنائي يغادر كندا للعيش في بلد سوفييتي سابق
  • سعودي يدمج بين حيوان المها والثعبان في تكوين أسطوري.. ما سرّه؟
  • حسام حسن: نحترم المنافس ومجموعة مصر هي الأصعب بأمم إفريقيا
  • تعميم مهمّ جدّاً من مصرف لبنان.. إليكم ما جاء فيه
  • صور صادمة توثق إعصار ميلتون.. إليكم سرعة الرياح وما نعلمه للآن