يقولون إنه فى سالف العصر والزمان كان يعيش رجلا عرف عنه الحكمة والذكاء والصبر ، هذا الرجل طلب من الخالق سبحانه أن يمد فى عمره  الى أقصى الدرجات وأن يظل بعافيته ولا يهرم أبدًا . ويقولون أن الله استجاب لدعائه وعاش من العمر ما جعله يظل يشاهد ويرى الكثير والكثير من الاحداث والعبر ؛ وجاء عليه اليوم الذى أصبح فيه وحيدا ، فقد مات كل أهله ، وبلدته وعالمه الذى نشأ فيه .

 

هذا الرجل خرج من تجربته الحياتية بحكمة كان يقصها دوما على كل مرافقيه ويقولها فى بداية ونهاية كل حديث له وهى أن اجتثاث الزهور من أوانيها لن يمنع دخول الربيع ، ويحكى ويبرهن على مقولته بحقائق شهدها تاريخه الطويل من بينها مافعله التتار فى المنطقة العربية ، ومن القتل والخراب والدمار ، كل ذلك لم يمنع من وجود زعيم استطاع ان يقضى على التتار ويوقف بربريتهم ضد الآمنين فى منطقتنا المغضوب عليها من الغرب  الطامعين دوما فيها ، وفى سلب خيراتها . اجتثاث الزهور واقتلاعها من جذورها ، هو الذى خلق زعيما  أوقف الصليبيين واسترد بيت المقدس من براثن الغرب القاتل السارق لخيرات منطقة الشرق الاوسط. التاريخ وشيخنا الكريم يقصون علينا مايؤكد ذلك ، فاحتلال اسرائيل لسيناء لسنوات طويلة لم يكن الا قوة أعطيت لمصر ولزعيمها الراحل محمد انور السادات بأن يحاربوا ابنة أمريكا الشرعية اسرائيل ، وتنتصر عليها مصر فى حرب أكتوبر المجيدة وتجبرها جبرا على الدخول فى محادثات سلام وتعيد اليها كافة الاراضى المصرية المحتلة ، وكان آخرها طابا ، اخر بقعة مصرية تطهرت من نجس المحتل وعربدته . 

اجتثاث الزهور العربية فى العراق ، وسوريا ، واليمن وليبيا ، وانتهاك سيادة هذه الدول ودخول القوات الانجلو امريكية فيها وسلب أقوات شعوبها بزعم نشر الديمقراطية ؛ كل هذا لم يمنع اطلاقا من اصرار ابناء هذه الدول على البقاء والبناء ، ومواجهة الغطرسة الانجلو امريكية والتى تخدم بصفة رئيسة الكيان المحتل الاسرائيلى . كل مامضى شىء ومايجري فى قطاع غزة شيئا أخر ؛ فبعد عام من الابادة والقتل الممنهج ، ومحاولة تصفية فلسطين ارضا وشعبا وتاريخا ، وربما دينا ايضا ، فعلى مدى اكثر من عام عربدت اسرائيل بدعم امريكى وامداد غربى موصول ، وهيمنة اعلامية دولية،  عربدت فى غزة واجتثت زهورها اليانعة اليافعة وقتلت امهات هذه الزهور وزجت بالالاف من الشباب والنساء والاطفال فى غياهب السجون والاعتقالات ، لم تترك اسرائيل ذنبا الا فعلته فى غزة والضفة المحتلة ، ولكن هل نجح ذلك الغباء السياسى فى وقف عجلة الحياة واستمرار المقاومة ؟ هل حققت دولة إسرائيل اهدافها من حربها على قطاع غزة ؟ هل دافعت إسرائيل عن نفسها وحققت الامن المزعوم لشعبها المختار كما يدعون ؟ هل نجحت إسرائيل فى اقناع العالم بأنها مظلومة وانها تعرضت لهجوم من حماس فى السابع من اكتوبر من العام الماضي قتل فيه واصيب اكثر من الف برىء يعيشون فى مستوطنات وان شئت الدقة مستعمرات ،مغتصبات ، من الاراضى الفلسطينية ؟ هل مواصلة اسرائيل فى حربها سيمنع حلم المقاومة بالمواصلة وتقديم كل نفيس وغالى  من اجل الوطن الام فلسطين ؛ التى اغتصبت أمام أعين القريب والبعيد وكل مافعله القريب بأنه طالبها بألا تصرخ وهى تغتصب حتى لايسمع الناس صراخها ويعرفون أنها تغتصب ؛ لانه كان يجب عليها ان تغتصب وهى صامتة حتى لاتهبن اخوانها الجيران بخذلانهم لها ليصدق بذلك ماقاله الشاعر مظفر النواب رحمه الله " أتصمت مغتصبة " .. مايحدث فى غزة لم يمنع ظهور نبت فدائي يحمل سلاحه البدائى فى وجه اعتى النظم العسكرية المتقدمة ويجبرها على ماهم عليه الان،  من مرحلة هل يستطيعون النفاذ من جدار العقيدة والايمان بالجهاد فى سبيل الله !! فالعدو الصهيونى أمام مأزق حقيقى لايعرف كيف يخرج منه فقوته لم  تحقق له القضاء على حماس ولا استعادة اسراه من قبضة حماس ، الغباء العسكرى الاسرائيلى كان خط مرور اخضر للمقاومة بان يجعلها تكشف للعالم كله مدى جبروت وانتهاك الاحتلال لكافة القيم الانسانية والتشريعات الدولية ، فقد صدرت حماس العالم اجمع مفهوم انهم مقاومين يدافعون عن ارضهم من المحتل الذى اوهم العالم منذ اكثر من سبعة عقود بأنه صاحب حق وانه محاط بمجموعة من الدول تريد الانقضاض عليه وفناءه ، اجتثاث براعم فلسطين ونساءها وشبابها وشيوخها لم ولن يمنع من ربيع منتظر أصبحت رياحه تركم الانوف وتبشر بالخير وتمحى ماقالته جولدا مائير رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة التى قالت واكدت مرارا وتكرارا انها تنصح بنى جلدتها ومن سيأتى بعدها بأن يعملون على اضعاف المنطقة وجعلها مذعنة على قبول مبدأ الأمر الواقع والتخلى عن استعمال القوة ضد إسرائيل.قطع الورد والزهر لن يمنع من بزوغ شمس ربيعية تزهر فيها قوة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر،  ومن بينهم شيخنا الذى اصبح الان يطلب من الخالق الا يستجيب لمطلبه بعمر طويل لأنه زهد العيش فى عالم غير أصيل ..

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

حرب أنفاق وعقد قتالية واستشهاديون أربكوا جنرالات إسرائيل

بعد تجربة فيتنام مع الجيش الأميركي المحتل في الخمسينيات والستينيات، سطّرت غزة ومقاومتها إسهاماتها الخاصة في تاريخ الحروب عبر قتال فوق الأرض وتحتها، وأتاح لها ذلك الصمود عاما كاملا أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي المعتدي، رغم عدم تناسب القوى.

وإلى جانب مقاومة الأنفاق التي أذهلت القيادة العسكرية الإسرائيلية، أتاح الناطق باسم القسام أبو عبيدة لجمهور المقاومة الوقوف على مصطلح "العقد القتالية". وهي إشارة إلى خلايا مقاومة صغيرة يتراوح عدد أفرادها بين 3 و5 أفراد، ويمكن أن يرتفع العدد إلى أكثر من 10 عناصر، وهدفها تنفيذ مهمة قتالية واحدة، مثل استهداف آلية للاحتلال، أو تنفيذ عملية قنص، أو العمل العسكري المركّب.

وبعد مرور شهور الحرب العشرة الأولى، أعادت القسام العمليات الاستشهادية إلى الواجهة، فضربت في تل أبيب ثم يافا، موقعة قتلى وجرحى.

جحيم الأنفاق.. كيف قهرت كتائب القسام جيش الاحتلال؟ كيف نفهم صمود أنفاق غزة أمام طائرات الاحتلال؟ هكذا أدارت المقاومة الحرب النفسية مع الاحتلال في غزة العقد القتالية.. تكتيك القسام في مواجهة جيش الاحتلال خسائر جيش الاحتلال.. هكذا يخفيها ولهذه الأسباب النخبة القسامية.. القوة التي كسرت هيبة إسرائيل في غلاف غزة القسام في البحر.. من العمليات الاستشهادية إلى الضفادع البشرية الدفاع السلبي.. هكذا خطط الضيف للمواجهة بين القسام والاحتلال من أبابيل إلى شهاب.. هكذا صنّعت القسام سلاحها الجوي كيف توقع المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال في كمائن باستخدام أسلحة أميركية رسائل السنوار الثلاث.. تحد للاحتلال وإثبات لصمود المقاومة أيام بمواجهة الجحيم.. جباليا مهد الانتفاضة ومصيدة جنود الاحتلال العمليات الاستشهادية السلاح الإستراتيجي للمقاومة.. هل يعود للواجهة؟ سيكولوجية التديّن.. البنية التحتيّة للمقاومة في غزة عناصر المقاومة (يمين) وهروب جنود الاحتلال (وكالات) السهم الأحمر الحارق.. الصاروخ القسامي مذيب الدروع الإسرائيلية بعد بندقية "الغول" والبندقية الصينية.. كيف يرجح قناصة القسام كفة المقاومة؟ سلاح حماس السري.. كيف يخترق جنود القسام تشكيلات الدبابات الإسرائيلية ويدمرونها؟ بعد انتهاء الهدنة.. 5 تكتيكات عسكرية ستمارسها كتائب القسام ضد الاحتلال بعد 8 أشهر من الحرب.. كيف تستمر المقاومة في إلحاق الخسائر بجيش الاحتلال؟ هبوط الأشباح.. ما الذي يعنيه اختراق القسام للجدار العازل؟ كيف نجحت حماس في تضليل إسرائيل وتغيير قواعد الاشتباك؟ "سام-18".. كيف يغير صائد الطائرات القسامي شكل المعركة ضد إسرائيل؟ كمين الشجاعية.. كيف يستخدم جنود القسام العبوات الناسفة ضد الاحتلال؟ منظومة "رجوم" القسامية.. كيف دمرت قواعد إسرائيل وقتلت جنودها؟ مدفع الهاون.. "صائد جنود الاحتلال" الذي يحبه جنود القسام قوة الياسين الجديدة.. كيف قصمت ظهر المدرعات والدبابات الإسرائيلية؟ خاوة.. العالم كما يراه يحيى السنوار يحيى السنوار.. أسير محرر يقود حركة حماس خليل الحية.. قائد وفد حماس في مفاوضات الهدنة بغزة زاهر جبارين.. رئيس حركة حماس في الضفة الغربية

أبرز قيادات حماس الذين استهدفتهم إسرائيل باحث سياسي للجزيرة نت: اتفاق الهدنة ثمرة انتصار للمقاومة الفلسطينية سؤال وجواب.. الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى في غزة كيف ستنعكس الهدنة في غزة على جبهة لبنان؟ الهدنة التي عمّقت معضلة اليوم التالي لوقف إطلاق النار إنفوغراف.. يوميات الهدنة وتبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل قراءة سياسية وعسكرية.. ما نتائج اتفاق الهدنة على قطاع غزة؟ سجلّ إسرائيل حافل بانتهاك الهدن والاتفاقات.. هل من ضمان قانوني؟ "حماس" في مواجهة تحدي الهدنة المؤقتة

مقالات مشابهة

  • عن حماس في لبنان.. ماذا أعلنت إسرائيل؟
  • مطالب حماس| أستاذ قانون: ليس أمام إسرائيل إلا التواصل مع السنوار
  • مدير تحرير الأهرام يكشف خطة إسرائيل لمساومة حماس: إما المحتجزين أو تدمير لبنان
  • «سى إن إن»: بعد مرور عام على الحرب.. إسرائيل تكثف عملياتها العسكرية فى غزة.. وتفشل فى هزيمة حماس
  • حرب أنفاق وعقد قتالية واستشهاديون أربكوا جنرالات إسرائيل
  • الاحتلال يمنع دخول الوقود لمستشفيات غزة ويهددها بالتوقف خلال 24 ساعة
  • خلاصة خطاب البعاتي اليوم الذي أخذوه من ورجغة الربيع
  • إسرائيل تعلن اعتراض مسيرة فوق البحر الأحمر
  • محلل سياسي لبناني لـ «الأسبوع»: إسرائيل تحاول دخول لبنان بريا لكنها تواجه تصديا قويا من حزب الله