خاص صفا في "يوم الغفران" اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة ويستمر حتى مغيب شمس يوم السبت، تتحول مدينة القدس المحتلة وحياة أهلها إلى "سجن كبير"، بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المشددة، والتي تُفاقم معاناتهم اقتصاديًا، وتُقيد حركة تنقلهم. المدينة المقدسة بشوارعها وطرقاتها الرئيسة تتحول إلى ثكنة عسكرية، تعج بالآلاف من عناصر شرطة الاحتلال ووحداتها الخاصة ودورياتها الراجلة، وحواجزها، الأمر الذي يشل حركة المقدسيين ويُعطل مصالحهم ويعيق وصولهم لأماكن عملهم.

ويعتبر "يوم الغفران" أو "كيبور" من أقدس الأعياد لليهود، وهو اليوم الوحيد الذي تفرض فيه الشريعة اليهودية عليهم صيامه، إذ تُمنع فيه الحركة بصورة كاملة، وتُشدد سلطات الاحتلال الخناق على الفلسطينيين في القدس. و"الغفران" الذي يحل بعد ثمانية أيام من بدء السنة العبرية الجديدة يعد من أهم الأعياد اليهودية بحسب التوراة والكتاب المقدس بالعهد القديم، و"هو يوم يؤمن به جميع اليهود حتى العلمانيين منهم. ويتم بهذا اليوم الصوم لمدة 25 ساعة تكرس لمحاسبة النفس والتكفير والتطهير من الذنوب وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية بالكنس، ويتوجه اليهودي للخالق بالدعاء والاستغفار ليكفر عنه ذنوبه وسيئاته التي ارتكبها بحق الله والبشر كذلك". ويُعد في الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة يحظر فيه على اليهود (الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات، تناول الطعام والشرب، الاستحمام، المشي بالأحذية الجلدية، وأعمال أخرى). حصار وركود المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول في حديثه لوكالة "صفا"، إن سلطات الاحتلال في"يوم الغفران" تفرض حصارًا مشددًا على المدينة المقدسة وبلدتها القديمة، وتحولها إلى ثكنة عسكرية، عبر نشر الآلاف من عناصرها ووحداتها الخاصة في المدينة. ويوضح أنه في هذا العيد اليهودي تغلق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسة ومداخل البلدات والأحياء بالمكعبات الإسمنتية، وتُمنع الحركة وسير المركبات في المدينة، ما يجبر المقدسيون على سلوك طرقًا التفافية. وتخيم حالة من الركود الاقتصادي والشلل التام على المدينة المحتلة في كل مناحي الحياة، بسبب الحصار والإغلاق الشامل عليها، وإغلاق المحال التجارية في البلدة القديمة، مما يفاقم معاناة أصحابها الذين يُعانون الأمرين، بفعل الإجراءات الاحتلالية. ويأتي هذا العيد مختلفًا هذا العام، كونه يحل يومي الجمعة والسبت، الذين يغلق فيهما باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك. يوضح أبو دياب ويشير إلى أن هذا العام لن يكون هناك اقتحامات للأقصى، كما شهد خلال أعوام سابقة، تصاعدت فيها حدة الاقتحامات وأعداد المستوطنين المقتحمين. تنغيص حياة ويؤكد أن الاحتلال يتعمد تنغيص حياة المقدسيين وزيادة معاناتهم خلال أعياده، ويُقيد حركة وصولهم إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، في وقت يسمح للمستوطنين باستفزاز أهالي المدينة، وتسهيل حركة تنقلهم ووصولهم إلى حائط البراق لأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية. ودائمًا ما تستغل المنظمات المتطرفة، التي تتبنى فكرة هدم المسجد الأقصى وإقامة "الهيكل" فوق أنقاضه، موسم الأعياد في التحريض على تنفيذ المزيد من الاقتحامات للأقصى وزيادة أعداد المقتحمين وساعات الاقتحام، وفرض واقع جديد فيه وتحقيق قفزات نوعية في مخطط التقسيم المكاني والزماني للمسجد. وفي "يوم الغفران"، تحرص الجماعات المتطرفة فيه على محاكاة طقوس "قربان الغفران" في المسجد الأقصى، والنفخ في البوق والرقص في كنيسهم الواقع داخل المدرسة التنكزية في الرواق الغربي للأقصى بعد أذان المغرب مباشرة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: القدس يوم الغفران إجراءات الاحتلال المقدسيين یوم الغفران

إقرأ أيضاً:

حركة حماس تؤكد أن مجزرة رفيدة امتداد لجرائم الإبادة الإسرائيلية وبغطاء أمريكي

يمانيون../ قالت حركة حماس إن المذبحة الإسرائيلية “الوحشية” التي ارتكبت في دير البلح، تعد امتداداً لجرائم جيش الاحتلال على مدار عام من حرب الإبادة في قطاع غزة.

وأضافت حماس في بيان لها اليوم الخميس، إن العدو الإسرائيلي ارتكب “المذبحة البشعة” في مدرسة رفيدة المكتظة بآلاف النازحين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في وقت يُطبق فيه الاحتلال الفاشي على شمال قطاع غزة ويُعمِل فيه تنكيلاً وقتلاً.

وشددت حماس أن المجازر والجرائم الإسرائيلية التي تُرتَكَب في رفح وفي شمال قطاع غزة وخاصة جباليا؛ تتم بغطاء أمريكي ضمن حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

وجاء في البيان، أن “هذه المذبحة الوحشية، تُعَدّ امتداداً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني، على مدار عام كامل من الإبادة، مارس فيها جيش الاحتلال الإرهابي أبشع عمليات الاستهداف المتعمّد للمدنيين العزل، في الأحياء السكنية والبيوت ومراكز الإيواء والنزوح، وذلك بدعم من الإدارة الأمريكية الشريكة في هذه الإبادة”.

وشددت الحركة على أن تواصل المجازر على مرأى ومسمع من العالم، دون أن يحرّك ساكناً، يمثل سلوكاً مريباً يُنذِر بانهيار كامل للمنظومة الدولية بكافة أسسها وقوانينها وقِيَمها.

ووفق معطيات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تصاعد وتيرة قصف المدارس المستخدمة كمراكز إيواء منذ شهر أغسطس، حيث ارتفع عدد المدارس المستهدفة إلى 21 مدرسة، حتى 21 سبتمبر/2024، في حين بلغ مجموع مراكز الإيواء التي استهدفت منذ بدء حرب الإبادة 180 مركزاً.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق حرب إبادة على غزة، أسفرت عن أكثر من 139 ألف شهيد وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال، و10 آلاف مفقود تحت الركام وفي الطرقات، ودمار هائل في البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • في "يوم الغفران".. إجراءات الاحتلال تحوّل القدس لـ"سجن كبير"
  • في "يوم الغفران".. إجراءات الاحتلال تُعكر صفو حياة المقدسيين
  • حركة فتح: الفلسطينيون يعيشون أياما كارثية ولا يثقون بالقانون الدولي والعدالة الإنسانية
  • خطة الجنرالات.. ما الذي يحدث الآن في شمال غزة؟
  • «حركة فتح»: الإبادة الجماعية بغزة وصمة عار على جبين العدالة الدولية
  • حركة حماس تؤكد أن مجزرة رفيدة امتداد لجرائم الإبادة الإسرائيلية وبغطاء أمريكي
  • سوريا.. غارات الاحتلال تستهدف المدينة الصناعية في حمص
  • من هو القيادي الذي اغتاله الاحتلال بنابلس
  • حركة حماس: عملية “الخضيرة” رسالة بأن إجرام الاحتلال في غزة والضفة لن يمر دون عقاب