هجرة بأعداد كبيرة أو حرب أهلية.. ماذا تقول التوقعات بشأن إسرائيل؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
كشفت معركة طوفان الأقصى عن الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أظهرت صورتها كدولة وحشية إجرامية تقتل النساء والأطفال والصحفيين، وتنتهج التهجير والتجويع كسلاح، وتستهدف المساجد والمستشفيات ومراكز الإيواء، وهو الأمر الذي أدّى إلى تدهور صورة إسرائيل كدولة ليبرالية ديمقراطية، مقابل بروز صورتها كدولة مارقة منبوذة سواء في أعين الرأي العام العالمي، أو حتى في أعين جزء غير قليل من مواطنيها الذين باتت الانقسامات التي تعصف بهم أقوى من أي وقت مضى.
عندما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصٌ غير مرغوب فيه في إسرائيل متهمًا إياه بدعم المنظمات الإرهابية، كان هذا مثالًا لاستعداء دولة الاحتلال الإسرائيلي للأمين العام لأكبر منظمة دولية. وليس هذا فحسب، بل إن إسرائيل باتت دولة موصومة بالعار أمام محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، وغيرها من المؤسسات الدولية.
على صعيد آخر، تناقلت وسائل الإعلام مؤخرًا رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصف فيها موقف الرئيس الفرنسي ماكرون بالعار، بعد أن دعا ماكرون لوقف توريدات الأسلحة لإسرائيل من أجل المساعدة في تسوية النزاع، وأضاف نتنياهو أن "إسرائيل قادرة على الانتصار بكم وبدونكم". قبل هذا بأيام قليلة، كانت وفود عدة دول تغادر قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدت شبه فارغة مع اعتلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصة للحديث.
إن حالة العزلة التي تعيشها دولة الاحتلال جعلت الكثيرين فيها يفكرون في هذا الواقع، وهل هو اتجاه عابر يمكن معالجته مع انجلاء غبار الحرب، أم أنه بات عملية أوسع نطاقًا وأكثر تجذرًا وأصعب بكثير من القدرة على المعالجة؟
وفي هذا الصدد، تشير دراسة الباحثة بنينا شارفيت باروخ – وهي عقيد احتياط وعملت في قسم القانون الدولي بوحدة المدعي العام العسكري لمدة 20 عامًا ومسؤولة عن تقديم المشورة لقادة جيش الاحتلال وصناع القرار على المستوى الحكومي – إلى أنه مع تكثف اتجاهات عزلة دولة الاحتلال الإسرائيلي على كافة المستويات، فإن إمكانية العودة إلى المكانة السابقة تبدو مستحيلة.
إن تدهور التصور الدولي لدولة الاحتلال بات أمرًا لا جدال فيه، وإن إسرائيليين كثرًا باتوا يائسين من إمكانية تعديل هذه الصورة في ظل ازدياد المقاطعة للشركات الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات من الكيان، وتجنب دعوة إسرائيليين للفعاليات الثقافية والأكاديمية والرياضية، حتى إن هذا وصل إلى القطاع الطبي، إضافة إلى الاحتجاجات العالمية واعتبار إسرائيل رمزًا للشر العالمي لدى فئة الشباب.
قد يقول قائل إن هذه العزلة لم تترجم بعد إلى إجراءات عملية تنفيذية تضغط على الاحتلال وتردعه عن الاستمرار في سلوكه العدواني، ولكن في الحقيقة، إن تحول إسرائيل إلى وصمة عار على المستوى العالمي ليس شيئًا هينًا، فهو يعطي شرعية لكل الإجراءات التي يمكن أن تُنفذ ضدها. ومع تمادي دولة الاحتلال، فإن العزلة مرشحة للزيادة أكثر.
إن موضوع عزلة إسرائيل يقابل في إسرائيل اليوم بنظرتَين، وهذا يؤكد حالة الانقسام. فالنظرة الأولى تستشعر خطر العزلة وتدهور صورة الكيان، وتحولها إلى عبء حتى على دول المعسكر الغربي، مما يخرب مسار التطبيع مع الدول الإقليمية التي كانت تراها بوابة للغرب. أما النظرة الثانية فهي استعلائية تتجاهل الواقع وتستمر في التمادي. ومع ذلك، فإن أصحاب النظرة الأولى يائسون من إمكانية التغيير للأحسن بالرغم من توصياتهم بالقيام بعدد من الإصلاحات، والتي من بينها تغيير سلوك ذوي النظرة الثانية التي تكرس العزلة.
الانقسامات الداخليةما من شك أن الانقسامات الداخلية كانت موجودة في كيان دولة الاحتلال الإسرائيلي من قبل حدث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقد تفاقمت بعده. ومع كل المحاولات التي قام بها نتنياهو لإظهار أن إسرائيل موحدة، فإن الحقيقة أن كل هذه المظاهر كانت مؤقتة وشكلية ولم تغطِّ على حقيقة الانقسامات ولم تستطع إخفاءها، حتى إن شعوره بالحاجة إلى القول إنه "لن يكون هناك حرب أهلية في إسرائيل" قبل عدة أشهر لم يكن سوى مؤشر على مستوى التخوفات من هذا السيناريو.
وفي الحقيقة، لم يعد الأمر متوقفًا عند وجود انقسامات متفاقمة فحسب، بل إن دراسات علمية عربية وأجنبية وقراءات حتى من داخل المجتمع الصهيوني بدأت تتحدث عن إمكانية تطور الانقسامات.
وفي هذا السياق، تشير دراسة وليد عبد الحي بعنوان "البجعة السوداء في المستقبل الإسرائيلي"، والتي صدرت عن مركز الزيتونة للدراسات في سبتمبر/ أيلول 2024، إلى أن احتمال الحرب الأهلية في إسرائيل هو 40.3%، وهذه النسبة قابلة للزيادة في حال تضافُر عاملَي قدرة المقاومة على الصمود في غزة من ناحية، واتساع تأثيرات الخطر الخارجي مما يؤدي لاتساع الاستقطاب السياسي في دولة الاحتلال. وحاليًا نشاهد أن هذين العاملين حاضران، وهناك صمود للمقاومة، وتوسع لتأثيرات الخطر الخارجي، مما ينذر بزيادة هذه النسبة.
إن كتّابًا إسرائيليين – مثل ديفيد أوهانا في مقاله في صحيفة "هآرتس" – باتوا يتحدثون عن مخاوف متزايدة من تطور هذه الانقسامات إلى نزاع داخلي، وربما لحرب أهلية بين الإسرائيليين. ويتم تفسير ذلك بأن الهوية المشتركة بين الإسرائيليين قد تعرضت لتصدعات كبيرة خلال عام على عملية طوفان الأقصى.
بل إن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت قال بشكل واضح قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول: "إن الحرب الأهلية في إسرائيل قادمة وتذكروا كلامي هذا". وبعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول قال أولمرت: "ليس بعيدًا اليوم أن تستخدم المليشيات اليهودية الأسلحة التي حصلت عليها للقضاء علينا نحن اليساريين". كما أن رئيس حزب العمل وقائد المنطقة الشمالية السابق يائير غولان دعا لتنفيذ عصيان مدني واسع النطاق، ودعا أنصاره إلى رفض الانضمام إلى خدمة الاحتياط بالجيش.
إن الاحتجاجات في دولة الاحتلال الإسرائيلي باتت مشهدًا دوريًا في تل أبيب، سواء قبل طوفان الأقصى بسبب الانقلاب القضائي، أو بشكلها الأكثر كثافة؛ بسبب الاحتجاج على موقف حكومة نتنياهو، والمطالبة بتوقيع اتفاقية تبادل أسرى بعد نضوج كافة الظروف لذلك.
وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها بعد مقتل 6 أسرى إسرائيليين؛ بسبب سلوك الجيش الإسرائيلي في غزة، والذي يعتمد على القوة في إعادة الأسرى، حيث بلغ عدد المتظاهرين قرابة 770 ألف متظاهر، وهو رقم غير مسبوق تاريخيًا في دولة الاحتلال. كما أن هذا الاحتجاج ترافق مع إضراب عام ليوم واحد نظمته أكبر نقابة عمالية في دولة الاحتلال، وهو ما يشير إلى أن هذه الاحتجاجات ستعود من جديد، وستتصاعد مع توفر ظروف البيئة الداخلية.
تعد الاحتجاجات الكبيرة أحد مظاهر انقسام المجتمع الصهيوني، وهناك بعض المفكرين والسياسيين السابقين ينظرون إلى أنه ما لم تتحول هذه الاحتجاجات إلى تمرد أو عصيان مدني عام، فإن قدرة الطرف الآخر الذي يقود الائتلاف الحكومي على تجاوزها ستبقى موجودة.
ويكمن في هذا الطرح إشارة إلى أن الوضع الحالي للاحتجاجات قد يكون جزءًا من حالة قابلة للتطور من احتجاج سلمي إلى تمرد مدني، ومن ثم إلى عنف ضد الحكومة، خاصة أن كل عمليات الحرب الأهلية التي عاشتها دول أخرى قد شهدت مثل هذه المظاهر قبل اندلاع الحرب الأهلية.
اليوم تدخل دولة الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة من الحرب من خلال العدوان على لبنان، والذي قد يؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ وتأجيل الانتخابات المقررة لعام 2026. ويمكن لمثل هذه القرارات أن تؤدي إلى احتجاجات عنيفة. ويشار هنا إلى عمليات تسييس الشرطة وعمليات التسليح التي يقوم بها بن غفير للمستوطنين في الضفة الغربية، مما يؤسس لبناء مليشيات فئوية خاصة قد تقوم بأفعال مزعزعة للاستقرار.
إن معادلة استقرار دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما أي كيان آخر، مرتبطة بعوامل داخلية وخارجية، وإن العزلة الخارجية والانقسامات الداخلية في حالة تزايد؛ بسبب سلوك دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وإن مزيدًا من التشظي والتفكك والتدهور في هذه العوامل مع وجود ضغوط خارجية من خصوم دولة الاحتلال تساهم بالتعمق في هذا المسار من شأنها أن تضعف دولة الاحتلال وتؤذي استقرارها الهش.
وإذا أضفنا لذلك العوامل الخاصة بكونها دولة احتلال اغتصبت حقوق شعب وأرضه ومقدساته، فإن اهتزاز الثقة وهاجس البقاء، الذي يرتبط بالتشوه في التصورات والتخبط في القرارات، هي عوامل مسرعة لتدهور استقرار دولة الاحتلال الإسرائيلي أكثر من التوقعات.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دولة الاحتلال الإسرائیلی فی دولة الاحتلال دولة الاحتلال ا الحرب الأهلیة تشرین الأول فی إسرائیل فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني ذهاب دروز سوريا إلى إسرائيل لأول مرة منذ 50 عامًا؟
أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن وفدًا يضم نحو 60 رجل دين من الطائفة الدرزية السورية، عبروا خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى إسرائيل الجمعة 14 مارس/ آذار الجاري، في أوّل زيارة من نوعها منذ حوالي 50 عامًا.
وعبر الوفد في 3 حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وتوجه شمالًا لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا، وللقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل موفق طريف، وفق مصدر مقرب من الوفد.
في الشكل تحمل الزيارة طابعًا دينيًا لا سيما أنها أتت تحت عنوان زيارة أحد المقامات الدينية داخل فلسطين المحتلة. لكن مضمون الزيارة يحمل دلالات لا يمكن إلا التوقف عندها، لا سيما أنها تضمنت لقاء مع مرجعية درزية يرى فيها البعض أنها موالية للاحتلال في الداخل الفلسطيني. هذا ما يتخوف منه البعض، لا سيما من استغلال الإعلام الإسرائيلي تلك الزيارة، وإظهارها بأنها تأتي ضمن سياق "هرولة" الأقليات في سوريا إلى طلب الحماية من تل أبيب.
بين شكل الزيارة ومضمونها، يكمن واقع درزي بات يرتاح إليه الإسرائيلي، ويتمثل في حالة التشظّي التي أصابت الطائفة الدرزية، خصوصًا بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وما ترافق مع التطورات الأمنية التي حصلت مؤخرًا، تحديدًا في مناطق الساحل السوري.
إعلاندفعت الأحداث الأخيرة في سوريا الجيش السوري- عقب الكمائن التي نفذتها فلول النظام البائد في 7 مارس/ آذار الجاري، بحق القوى الأمنية السورية والتي ذهب ضحيتها العشرات- إلى تنفيذ حملة عسكرية هدفت إلى القضاء على تلك المجموعات المخلة بالأمن والتي تسعى لتقسيم سوريا بمباركة إسرائيلية.
لهذا، تحت شعار "حماية الأقليات"، استغلت إسرائيل الفوضى التي سببتها تلك المجموعات لتطرح نفسها بمثابة الحامية والمدافعة عن هذه الأقليات، حيث لم يتوانَ المسؤولون في إسرائيل على تقديم الحماية الأمنية لها.
تشهد الطائفة الدرزية حالة من الانقسام على الذات، بين مؤيد للدعوة الإسرائيلية التي صدرت عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أكد من خلالها تقديم إسرائيل كل الدعم للطائفة الدرزية في سوريا لحمايتها من الإدارة الجديدة التي وصلت إلى السلطة في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وبين رافض لها، على اعتبار أن لإسرائيل تاريخًا أسودَ في ارتكاب المجازر بحق الطائفة منذ احتلالها الجولان في حرب النكسة عام 1967، إلى سيناريو الصاروخ الذي أصاب أطفال منطقة مجدل شمس في 27 يونيو/ تموز الماضي، وأدّى إلى قتل عدد منهم، وإلصاق التهمة بحزب الله، وتؤكد هذه الفئة على حالة "اللاثقة" بكافة الوعود الإسرائيلية التي جلّ ما تريده هو تحقيق غاياتها في سوريا كما في لبنان.
بالوقت الذي تجلت صورة احتلال إسرائيل للمواقع الخمسة في جنوب لبنان، حيث أكد كاتس الجمعة 14 مارس/ آذار، أن "جيشه سيبقى فيها إلى أجل غير مسمى، لحماية سكان الشمال"، بات، على ما يبدو، الوضع جليًا بالنسبة إلى الجنوب السوري أيضًا، حيث يفتّش الإسرائيلي على "حجة" للبقاء لأجل غير مسمى في المناطق التي وضعها تحت سيطرته بعد سقوط الأسد، لهذا قد يكون هذا الوفد، الذي سلك الطريق التي استحدثها المحتل في الجولان السوري، قد أعطاه الذريعة نفسها.
إعلانلم تكن موفقة تلك الزيارة التي التقى فيها الوفد "موفق"، لأنّها أتت في التوقيت الذي شهدت فيه العاصمة السورية لقاءً تاريخيًا بين الرئيس السوري أحمد الشرع، مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الاثنين 10 مارس/ آذار، حيث تمّ في الزيارة التوقيع على اتفاق "الدمج" للقوات الكردية في الجيش السوري.
إن الدعوات الإسرائيلية لتقديم الحماية لم تلقّ صدًى عند الطائفة الكردية في شمال شرقي سوريا، حيث عرف أكراد سوريا كيف يقطعون الطريق على المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تقسيم البلاد من أجل تحويلها إلى دولة مستضعفة.
تسعى إسرائيل لتنفيذ مخطط جديد في سوريا بعدما سيطرت على مناطق واسعة، ونشرت قوات معززة من الجيش، وأقامت مواقع عسكرية.
يهدف المخطط إلى تشكيل واقع جديد في سوريا يمنحها إمكانية المراقبة والسيطرة على مناطق واسعة، بذريعة ضمان أمن الحدود، ومنع وصول مقاتلين وتنظيمات معادية لها إلى نقاط قريبة من حدودها ومن مُرتفعات الجولان.
كما عند الكردي كذلك سيكون الحال مع الدرزي، حيث لا مكان لإسرائيل في سوريا، وهذا ما تجلى عند الأغلبية من الطائفة الدرزية التي تجد في وليد جنبلاط زعيمها. فهو الذي قام بزيارة دمشق مع وفد كبير من الطائفة لتهنئة الرئيس أحمد الشرع بتوليه الرئاسة.
جاءت تلك الزيارة لتؤكد على عروبة الدروز، وعلى انتمائهم إلى هذا لبلد، وعلى انخراطهم في مسار بناء الدولة السورية الحديثة ليشكلوا جزءًا لا يتجزأ منها.
ليس جديدًا على دروز لبنان وسوريا رفضهم التطبيع، إذ لطالما أكدوا على ذلك في أكثر من مناسبة، وإن البعض قرأ في كلمة النائب في كتلة اللقاء الديمقراطي، وائل أبو فاعور، في أثناء جلسة إعطاء الثقة لحكومة القاضي نواف سلام، أنها تعدت حدود "نيل الثقة"، لتلامس حدود جبل الشيخ، لترفع لاءات جديدة في وجه إسرائيل وكل من يسعى للتعامل معها، "لا سلام ولا تطبيع ولا اعتراف بالعدو".
إعلانبل أقصى ما يمكن التوصل إليه هو اتفاق الهدنة على مثال هدنة 1948 بين لبنان والعدو. وفي هذا الإطار أصدرت مشيخة العقل الدرزية في لبنان بيانًا يندد بالمشاركة بالزيارة للأماكن المقدسة في فلسطين.
أكثر من حاجة إسرائيلية لكسب ثقة دروز سوريا، هي التي اتخذت من الأحداث التي حصلت في الساحل السوري حجة لتبعث برسائل إلى سوريا وجهات دولية تؤكد فيها أنها لن تقبل بسيطرة تنظيمات معادية على مناطق قريبة لها.
لكن رغم أن إسرائيل لبست ثوب الحمل، فإنّ الطائفة الدرزية لن تنزلق إلى "معمعة" الخديعة الإسرائيلية التي تعمل على استغلال شعور القلق عند البعض؛ لتكريس حضورها وإقامة مناطق عازلة تحمي مستوطنيها على حساب أمن واستقرار المنطقة، فهل سيقع الوفد الدرزي في الفخّ الإسرائيلي؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline