موقع النيلين:
2024-11-27@18:06:32 GMT

منفوحة المصرية وفيصل السودانية

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

في إحدى المناطق القديمة بالعاصمة السعودية الرياض يقع حي “منفوحة”، وبالتحديد في جنوب الرياض، وكان يسكن بهذا الحي قديماً كبار العوائل السعودية.

عندما تدخل إلى منفوحة الآن تستقبلك رائحة القهوة المصرية وشباب يجلسون على المقاهي، ومجموعات سكانية يرتدون معظم ملابس وأزياء المحافظات المصرية وخاصة الصعيدية، بجانب الأزياء المدنية الحديثة، وتستمع وأنت في شوارعها للقفشات والأفيهات والنكات والضحكات والسلام بكل اللهجات المحليّة، لوهلة قد تتخيل نفسك بأحد أزقة وحواري القاهرة القديمة، ولكنك في منفوحة.

وفي محافظة الجيزة بجمهورية مصر، يقع شارع الملك فيصل، حيث سُمي بهذا الاسم نسبة لفيصل بن عبد العزيز ملك السعودية الأسبق، وبجانبي شارع فيصل تقع العديد من المحطات والتجمعات السكانية، حيث يقيم بها عدد كبير من السودانيين، حضروا في فترات زمنية متباعدة لما قبل وما بعد الحرب التي يخوضها الجيش السوداني لإنهاء تمرد الدعم السريع المستمر منذ 15 أبريل من العام 2023.

عندما تدخل على تجمعات السودانيين في فيصل تستقبلك الأزياء السودانية المحلية من ثياب النساء وجلابيب وعمم الرجال، والمقاهي التي تقدم القهوة والمشروبات السودانية المميزة، وتسمع وأنت تتجول في فيصل ” يا زول”، وهي تتردد بكثرة، حيث أصبح يستخدمها حتى المصريين لمناداة بعضهم، بجانب نداء السودانيين.

في منفوحة السعودية المصرية تجد معظم المنتجات التي تأتي من مصر بطلب خاص، وهي تباع جهراً وسرّاً، البقالات والمحلات التجارية والباعة المصريين يقابلونك من كل ناحية، فسكان منفوحة وهم يعملون ويسكنون في المملكة لكن لا يفارقون طعم الرغيف البلدي، ولا الكشري أو الفول والطعمية والحواوشي والكبدة الإسكندراني، وغيرها من المأكولات المحليّة.

وفي فيصل المصرية السودانية، يمكنك شراء “الويكة” والكركدي والدكوة والكسرة والعيش وتناول العصيدة والبوش والكوارع، فالمحلات التجارية والباعة السودانيين والمطاعم التي تقدم الوجبات المحلية منتشرة في معظم الأماكن.

عندما تكون هنالك مباراة في كرة القدم أحد طرفيها المنتخب المصري أو الأهلي والزمالك، أو حتى مشاركة اللاعبين المصريين المشهورين مع أنديتهم الأوربية مثل محمد صلاح وعمر مرموش، تمتلئ مقاهي منفوحة بالجمهور، يتابعون المباريات على شاشات كبيرة، وتسمع عبارات التشجيع المحلّي وكأنك في استاد القاهرة.

وعندما يسمع السودانيون في فيصل المصرية السودانية الأخبار المبشرة بانتصارات القوات المسلحة، فإنك تسمع الهتافات والتهاني المتبادلة بين السكان، وقد يخرجون إلى شوارع الأحياء محتفلين ويشاركهم إخوانهم المصريين كما أظهرت المشاهد، فحلم العودة للسودان مازال يراودهم، ويأملون بعودة الأمان لبلادهم في أقرب وقت حتى يودعون حياة الغربة ومشقة الترحال.

وبينما ارتحل سكان منفوحة من السعوديين إلى مناطق أخرى أكثر حضارة وتمدناً في الرياض بتعاقب زمني متسلسل، وبقيت منفوحة مصرية شبه خالصة، احتفظ المصريون في فيصل بمقاسمة السكن والتعايش مع السودانيين، ومن الشائع أن تجد البنايات نصف سكانها أو ملاكها من كلا البلدين، وكذلك العاملون في الأسواق والمحلات التجارية.

وما بين منفوحة السعودية المصرية وما بين فيصل المصرية السودانية، تمتد روابط التعايش بين الشعوب العربية، بعيداً عن مجالس الإعلام الموجّه، فحلم أبناء الوطن العربي بأن كل أرض على خريطته هي بيتهم ومأكلهم ومشربهم وتواصلهم، لا تفرّق بينهم الحدود المصطنعة.

عمرو كمال – النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی فیصل

إقرأ أيضاً:

الرجل الاسكندنافي يذكّر البرهان وأنصار الحرب بمعاناة السودانيين !!

نهدي إلى البرهان (الذي يريد مواصلة الحرب لمزيد من إنهاك الشعب السوداني- كما قال) ولياسر العطا وأنصار الحرب وإلى (رعاع تظاهرة لندن) والمثقفين الثوريين الاستراتيجيين، وكاتب الشرق الأوسط الصحفي داعية الحرب "عثمان ميرغني".. مقتطفات ما قاله الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين (إيان إيجلاند) عن حرب السودان..بعد زيارته لدارفور وبورتسودان وشرق السودان ومناطق أخرى..!
وبالمناسبة لا نعتقد أن هذا الرجل الاسكندنافي إيجلاند يمكن اتهامه بأنه "قحاتي" أو من جماعة "تنسييقية تقدّم"...!
حديث "إيجلاند" منشور ومذاع في وكالة فرانس برس؛ ووكالة الأنباء الألمانية DPA
نورد هنا مقتطفات مما قاله..ونعتذر عن الإطالة:
الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين..!
حياة 24 مليون شخص في السودان الآن "على المحك".. وتقرير لأمم المتحدة يؤكد معاناة نحو 26 مليون سوداني من الجوع الحاد..!
السودان اليوم من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم..!
الحرب المتواصلة أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا، ما يجعل الوضع في السودان من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حالياً..!
لدينا في السودان أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي..!
إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، سيكون السودان على قمة القائمة الآن..!
نحن ننظر إلى عد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها..!
حرب إسرائيل في غزة ولبنان وحرب روسيا مع أوكرانيا تلقي بظلالها على السودان ويجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة السودانيين.
أنا أتابع وأشهد تداعيات الصراع المستمر منذ 600 يوم.وهناك دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروّعة من منزل إلى منزل ومنطقة بعد منطقة تعرّضت للحرق والدمار والنهب.!.
الوضع "على وشك الانفجار" مثلما هو الحال عندما يهرب ملايين اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب..!
يشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بدأ في الخرطوم..امتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
السودان الذي يشهد حربا مدمّرة يتجّه نحو "مجاعة وشيكة" والمساعدات الإنسانية تقتصر على "تأخير الوفيات" ولا تمنع وقوعها..!
الحرب أوقعت أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص..!
قابلت نساء بالكاد على قيد الحياة.. يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يومياً..!
نحو 1,5 مليون سوداني "على حافة الموت جوعا"..!
العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات..!
قبل عقدين، وقعت إبادة جماعية في إقليم دارفور الشاسع عندما أطلقت الحكومة آنذاك يد مليشيات قبلية ضد أقبائل أخرى..!
من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حالياً على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاما في دارفور عندما كانت الأزمة أصغر بكثير..!
التقيت في تشاد بشبان سودانيين نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء سبقوهم في المحاولة..!
الوضع في السودان مروّع ويزداد سوءاً..حتى المناطق البعيدة عن دمار الحرب تعاني الأمرّين..!
في كل أنحاء شرق السودان تكتظ المخيمات والمدارس والمباني العامة بالنازحين الذين تُركوا لتدبّر أمورهم بأنفسهم.
زرت مدرسة في ضواحي بورتسودان تأوي أكثر من (3700) نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.!
حتى الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد مجاعة..وكلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحا في الحرب. تعرقل السلطات والمليشيات على نحو روتيني وصول المساعدات مع تهديد ومهاجمة طواقم الإغاثة.
الجوع المستمر مأساة من صنع الإنسان وكل تأخير أو إعاقة غذاء شاحنة واحدة هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع إطعام أطفالها.!
أدعو المانحين إلى زيادة التمويل وأدعو منظمات الإغاثة التحلي بمزيد من الشجاعة بالرغم من أن أطراف النزاع متخصصون في إخافتها..!
انتهت المقتطفات....الله لا كسّبكم...!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • وزير “البيئة” يتسلّم جائزة الأمم المتحدة لأعلى معايير الجودة التي حصل عليها برنامج “ريف السعودية”
  • فيصل أبو ثنين يُهاجم التحكيم عقب تعادل الهلال
  • إحصائيات جديدة لأعداد السودانيين العائدين من مصر
  • لن يوحد السودانيين شيءٌ غير الإسلام
  • آلاف المصريين يتوافدون إلى حديقة السويدي للاحتفال بالأيام المصرية
  • اجتماع سنوي بين تخصصي تبوك وفيصل التخصصي بالرياض لتطوير برامج تدريب التمريض 2025
  • الرجل الاسكندنافي يذكّر البرهان وأنصار الحرب بمعاناة السودانيين !!
  • أتمنى أن تتوقف مهزلة لقاءات الوزراء السودانيين بأحمد طه
  • شاهد بالفيديو.. قصة الأغنية السودانية التي حققت أكثر من 2 مليون زيارة على يوتيوب والجمهور يسأل أين هذه المبدعة؟
  • جهود للقنصليات المصرية من قلب القارة الآسيوية مع أبناء الجالية والطلاب المصريين