صلاح جلال

(١)
التضامن الدولى الإنسانى الحميد هدف مشروع لكل الشعوب المضطهدة والتى ترزح تحت الأزمات من بينها الكوارث الطبيعية والحروب ، وهو أحد الأسباب الرئيسية فى تأسيس التجمعات الإقليمية والدولية منها فكرة الإتحاد الأفريقى والأمم المتحدة إلى منظمة الإيقاد والساحل والصحراء ، وعلاقات تبادل المنافع الدولية كلها أهداف مشروعة ومقبولة نرحب فى السودان بكل أشكال التضامن من الحكومات والشعوب الشقيقة والصديقة.


(٢)
هذه التدخلات الحميدة لوقف الحرب وتحقيق السلام ومد يد العون الإنسانى من خلال المنابر والمؤسسات المعلومة فى جدة بالمملكة العربية السعودية ومنبر سويسرا والإيجاد والإتحاد الأفريقى وكل الأدوار التى تتطلع بها الأمم المتحدة وكالاتها المتخصصةوالمساعدات الدولية التى تدعم توصيل الطعام والدواء للمحتاجين، فنحن سنظل جزء من الأسرة الإنسانية فى العالم .

(٣)
نحن أغلبية الشعب فى قواه الديمقراطية المدنية نرفض الحرب من حيث المبدأ ولن نمنحها شرعية كآلية للوصول للسلطة ووسيلة لحسم الخلافات فيما بيننا كسودانيين ، وندين كل من أشعلوا حرب ١٥ أبريل ونطالب بتحقيق دولى لمعرفة من هم لتقديمهم لمحاكمات عادلة أمام القضاء الوطنى أو الدولى وتحميلهم كل أوزار وإنتهاكات هذه الحرب اللعينة وجرائمها بتدخلها الأجنبى وأطرافها المحلية التى تعمل على تغذيتها وإستمرارها ، ونحتشد كمواطنين لنزع الشرعية والكرامة عن هذه الحرب المدمرة وندعو لوقفها فوراً.

(٤)
نحن نرفض من حيث المبدأ أن يتحول السودان لحروب الوكالة Proxy War وأن يكون السودان مكان لتبادل الإتهامات بالتدخل الأجنبى الخبيث بمد أطراف النزاع بالسلاح ودعم آليات الدمار على رؤوس الأحياء والأشياء نرفض بوضوح أن تكون بلادنا مكان للحروب بالوكالة للتدخل مع والضد لتفتح أرضنا سماءاً وبراً وبحر للتقاطعات الدولية والإقليمية لتصفية الخصومات وتحقيق الأطماع على أرضنا وفوق رؤوس مواطنينا وتدمير مصالحنا ومزيد من سفك دماء أهل السودان ، لقد شاهدنا حروب الوكالة من حولنا دمرت العراق وسوريا وليبيا واليمن ومازالت مشتعلة فقد إتسع فتقها على الراتق ، لا نريد تسجيل أسم السودان فى دفتر الضحايا المفتوح عالمياً ونحمل طرفى الحرب مسئولية ذلك ونناشدهم بوقف هذا القتال المهدد لوجود الدولة ووحدة أرضها وسلامة شعبها فوراً، بالجلوس للتفاوض بلا تحفظات لوقف دمار وحرب الكاسب فيها خاسر .

(٥)
نناشد الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقى والدول الشقيقة والصديقة تكثيف الجهود لمساعدة شعب السودان لحمل قيادة القوات المسلحة المتعنتة والدعم السريع لطاولة التفاوض فوراً
وتفعيل كل مايسمح به القانون الدولى ومواثيق المنظمات من مساحات للتدخل لضمان حماية المدنيين وللحد من تحول حرب السودان لتصبح من حروب بالوكالة الإقليمية والدولية حتى لايتسع نطاقها لدول الجوار وتصبح مرتعاً للإرهاب ومهدد للسلم والأمن الدوليين .

(٦)
لا نريد المزيد من التصريحات و الكلام الحامض الذى يسمم العلاقات بين الشعوب التى تربطها الجغرافية والتاريخ المشترك بعلاقات لافكاك منها ، يمكنك إختيار أصدقائك ولكن لايمكنك إختيار جيرانك ، فهم واقع لايرحل ولايتبدل يمكن أن يكون وعاء للخير أو مِعول للشر ، نتطلع لتعايش سلمى وتبادل مصالح بعدالة وإنصاف مع كافة جيران السودان بلا تدخلات متعسفة لفرض خيارات مرفوضة أو دعم خيارات مقبولة لطرف داخل أرضنا بما يتجاوز حقوقنا السيادية فى تقرير مصيرنا بأنفسنا بيدنا لابيد عمر ، شكر الله مسعاكم العندو خير لشعبنا يأتى به للضرا فى وضح النهار ولايتسرب به فى الظلام ليصبح مكان لتبادل الإتهامات والنفى والمقارعة بالبيانات .

(٧)
ختامة
نرحب بقرار مفوضية حقوق الإنسان بجنيف L.22 الخاص بإجازة تقرير لجنة تقصى الحقائق F.F.M بخصوص حرب السودان ونرحب بقرار التمديد للجنة حتى ٢٠٢٥م فهى آلية مهمة لضمان حماية المدنيين فى ظروف الحرب برصدها للإنتهاكات وضمان الملاحقة الجنائية و عدم الإفلات من العقاب أمام القضاء المحلى أو الدولى.

١١إكتوبر ٢٠٢٤م

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال

إقرأ أيضاً:

«الشرق الأوسط» قنبلة موقوتة على وشك الانفجار (ملف خاص)

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثانى، واتساع دائرة الصراع إلى الجنوب اللبنانى وإعلان الاحتلال مساعيه لفتح جبهات أخرى، تتضح العقلية الاستعمارية التى تُحرّك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ليس فقط من خلال تصريحاته المثيرة للجدل، بل من خلال أفعاله التى أبرزها ما عرضه فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ قدّم خريطة جديدة للشرق الأوسط، لم تكن مجرد رسم جغرافى، بل كشفت نيته فى إعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مصالح دولة الاحتلال.

وبالعودة إلى كتاب «الشرق الأوسط الجديد»، الذى صدر 1996، وقام بتأليفه الرئيس الإسرائيلى الأسبق شيمون بيريز، وجاء فيه: «الوقت لم يحن بعد لتفكيك أسلحتنا وإعادة جنودنا إلى بيوتهم، إننا لا نجرؤ على السقوط فى سذاجة قادة الغرب بعد الحرب، إلا أننا نستطيع على أى حال، أن نُؤسس لعملية تدريجية لنزع السلاح المتقابل»، وهذا يعنى أن المصطلح أو «الخطة» ليست جديدة، بل قديمة، وأعاد إحياءها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أو وزير المالية الإسرائيلى اليمينى المتطرّف بتسلئيل سموتريتش، الذى تحدّث فى أكثر من مناسبة عن المشروع الإسرائيلى، و«نتنياهو»، رفض كل التسويات والتهدئة، ويسعى لحروب تتبدّل فيها الحدود وتتغير ملامح الخرائط فى المنطقة، سواء شمالاً فى لبنان، أو جنوباً فى قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • نرفض أن يتحول السودان لحروب الوكالة
  • الوكالة الأميركية: الاعتداءات على متطوعي الإغاثة في السودان تهدد جهود تقديم المساعدات
  • ابو الخير رئيسا وكمال امينا عاما للتحالف الدولى للمصريين بالكويت
  • المندلاوي:نرفض استهداف إيران ويجب إيقاف الحرب في غزة ولبنان
  • هل اكتملت حرب الوكالة في السودان؟
  • مسئول أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عن مكان يحيى السنوار.. ماذا قال؟
  • «الشرق الأوسط» قنبلة موقوتة على وشك الانفجار (ملف خاص)
  • إنصاف السادات
  • أوجاع فلسطين تختتم مهرجان «وهران الدولى» للفيلم العربى