أصيبت إسرائيل بلوثة فائض القوة بعيد انتصارها المفاجئ و المدوي في حرب الايام الستة 1967 و التي اسفرت عن نتائج كارثية علي المستوى الاستراتيجي و المعنوي ووصل الغرور القاتل لدرجة جعلت موشيه ديان يصرح في لقاء متلفز بأنه ينتظر بلهفة قرب الهاتف لتلقي مكالمة الاستسلام من الزعماء العرب ،سريعا لم يتاخر العرب عليه فكان ردهم الحاسم و المتحدي هو اللاءات الثلاث لمؤتمر الخرطوم الشهير ،ثم اجتمع عبد الناصر مع قادة القوات المسلحة و سألهم عن كيفية استعادة زمام المبادرة وطريقة وقف هذا التطاول الوقح فقال له الفريق عبد المنعم رياض رئيس الاركان الذي كان قد تولى منصبه للتو "لقد عرفت يا سيادة الرئيس من أين سوف ننال منهم إنها ثغرة الغرور" و بالفعل دفعت إسرائيل ثمّنا باهظاً لهذا الغرور المريض فكانت حرب الاستنزاف مقدمة منطقية لملحمة العبور العظيم لأكبر مانع مائي و اجتياز و تدمير خط بارليف الحصين هذا الإعجاز العسكري كان بمثابة مفاجأة مذهلة زلزلت الأرض من تحت أقدام الدفاعات الاسرائيلية المتغطرسة اعقبها اندفاع مباغت و جرئ للقوات المصرية عبر التحصينات التى لم تخترق منذ ستة سنوات ثم صد الهجوم التكتيكى المضاد للدبابات الاسرائيلية و التخندق باستماتة بطولية بعمق عشرة كيلومتر ،عندئذ كانت تل أبيب غارقة في ظلمات الحزن و أنين الرعب و كانوا قادتها جولدا مائير و موشية ديان في حالة صدمة مفزعة من أصوات الجنود الاسرائيليون الذين كانوا يبكون كالاطفال و يصرخون كالنساء يتأوهون من شلال الدماء يتملكهم ذعر من يتعرف لأول مرة معنى الحرب الحقيقية و القتال وجهاً لوجه امام رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يتمنون الموت في سبيل تحرير الوطن من دنس الخزي و عار الهزيمة كانوا يحلمون و ينتظرون بفارغ الصبر تلك اللحظة الفاصلة لاستعادة كرامتهم و شرفهم العسكري و هذا ليس من قبيل المبالغة المجازية و انما تؤكدها الاحصائيات الرسمية لخسائر إسرائيل من القتلى والجرحى حيث جاء علي لسان الناطق باسم الوكالة اليهودية آفي مائير ان عدد القتلى بلغ (2656) وعدد الجرحى (7251) جريحا ومعاقا، بالإضافة إلى أن هناك آلاف أُصيبوا بمرض الصدمة الدائمة ، و يكفي تصريح وزير المالية انذاك بنحاس سابير الذي قال ان إسرائيل لم تتعرض منذ ان أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة وخلال 25 سنة من قيامها لخطر الدمار كما حدث في ذلك اليوم المصيرى كان بيننا وبين القضاء علينا خطوة واحدة، هذه التجربة المريرة أجبرتهم علي فتح تحقيق قضائي من خلال لجنة أجرانات التي جرى تكوينها في 21 نوفمبر 1973 للتحقيق في القصور الخطير وخلصت إلى أن أسباب الفشل بأن مصر لن تهاجم دون أن تكون متفوقة من ناحية القوات الجوية، و بأن مناورات الجيش المصري لا تعتبر استعدادًا للحرب و أوصت بتشكيل لجنة وزارية للدفاع وتعيين مستشار لرئيس الوزراء لشؤون المخابرات كما أوصت بإقالة إلياهو زعيرا مدير المخابرات العسكرية "أمان" وكذلك رئيس الأركان ديفيد بن اليعازر و قائد الجبهة الجنوبية شلومو جونين وكذلك عدد من ضباط الاستخبارات.
بالطبع لم يكن مسموحاً أميركياً أن تُهزم إسرائيل، أو أن تفقد قدرتها على إخافة من حولها. فوصل المدد الامريكي يوم 12 اكتوبر بالمعدات الإلكترونية الحديثة والدبابات المتطورة والطائرات الحربية وبمجموعة قيادة وعدد هائل من الطيارين وأطقم الدبابات ومشغلى المعدات المعقدة التى لم يكن الجيش الإسرائيلى يعرف عنها شيئاً ولا يستطيع استخدامها. و الاقمار الصناعية اثبتت قدرة الجيش المصرى الإطباق على القوات الإسرائيلية فى الثغرة لذا حذر كيسنجر السادات من أنه فى حالة إصدار الأمر بتصفية الثغرة فإن الجيش الأمريكى سيتدخل بشكل كامل لمنع إبادة القوات الإسرائيلية.
في نهاية المطاف، لاشك أن الحروب تقاس بنتائجها السياسية لقد كان السادات قائد فذ سابق عصره ذو رؤية و بصيرة ثاقبة فمواقفه و سياساته أثبتت العقود مدي صوابها فقد تنبأ بأنها ستكون آخر الحروب فلم تجرؤ دولة عربية او غير عربية علي محاربة إسرائيل لانه ذكر السبب الحقيقي و هو انه لا يستطيع محاربة امريكا و انها تملك 99 % من اوراق اللعبة في الشرق الأوسط فهل تغير شيئا!! الفاتحة لروح بطل الحرب و السلام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف: بعد 5 سنوات من الجائحة.. 10% لا يعلمون إن كانوا مصابين بـ"كوفيد طويل الأمد"
كشفت دراسة جديدة، استنادًا إلى بيانات استقصائية، أن نحو شخص واحد من كل عشرة أشخاص غير متأكد مما إذا كان مصابًا بـ"كوفيد طويل الأمد" أم لا، وذلك بعد مرور خمس سنوات على انتشار الجائحة التي أجبرت العالم على الإغلاق لمنع تفشي الفيروس.
ووفقًا لاستطلاع أجرته هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (NHS) في إنجلترا شمل أكثر من 750 ألف شخص، أظهرت الدراسة أن حوالي شخص واحد من كل 20 شخصًا يعاني من كوفيد طويل الأمد، وهو المصطلح المستخدم لوصف الأعراض المستمرة لفيروس كورونا.
كتعريف، يعد "كوفيد طويل الأمد" حالة مرضية مزمنة بعد الإصابة بالفيروس، تشمل أعراضًا مثل التعب الشديد، الضباب الدماغي، الدوار، ضيق التنفس، وآلام العضلات. وأكد المصابون بهذه الحالة أنها قد تؤدي إلى إنهاك شديد يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة هيلث إكسبكتايشنز (Health Expectations)، أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق محرومة اقتصاديًا أكثر عرضة للإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد".
ويرى الخبراء أن نتائج الدراسة تتماشى مع تقديرات الانتشار السابقة، مشيرين إلى وجود عوامل متعددة قد تفسر سبب عدم تأكد البعض من إصابتهم بهذا المرض.
وفي هذا السياق، أوضحت نسرين علوان، أستاذة الصحة العامة في جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة وأحد مؤلفي الدراسة، أن غياب التشخيص الطبي الرسمي لحالة "كوفيد طويل الأمد" قد يترك المرضى غير متأكدين مما إذا كانوا يعانون منه أم لا.
وأضافت أن هناك وصمة اجتماعية تحيط بهذه الحالة، حيث قد لا يعترف البعض بتدهور صحتهم بعد الإصابة بكورونا، خاصة إذا اعتبروا أن العدوى التي أصيبوا بها كانت "خفيفة"، مما يمنعهم من طلب التشخيص أو الدعم.
العوارض المرافقة للإصابة بكوفيد طويل اأمدماذا كشفت الدراسة أيضًا؟كما أكدت نتائج البحث أن انتشار "كوفيد طويل الأمد" يزداد بشكل ملحوظ في المناطق الأكثر فقرًا، كما أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بالمرض، من بينهم:
النساءالآباء ومقدمو الرعايةالأشخاص المثليون والمثليات ومزدوجو التوجه الجنسيبعض المجموعات العرقية مثل الغجر الأيرلنديين وأصحاب الأصول العرقية المختلطةالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنةفي المقابل، كان الشباب، الرجال، الأشخاص متباينو الهوية الجندرية، وبعض الفئات العرقية الأخرى، بالإضافة إلى المدخنين الحاليين والسابقين، أكثر ميلًا للتعبير عن عدم تأكدهم من إصابتهم بـ"كوفيد طويل الأمد".
Related5 سنوات على كوفيد-19.. تحذيرات أوروبية من التهاون في الاستعداد للأزمات الصحية القادمةدراسة جديدة تحسم الجدل: لقاح كوفيد-19 أثناء الحمل لا يؤثر على نمو الأطفالهل لقاحات mRNA ضد فيروس "كوفيد-19" غير آمنة؟ الأدلة العلمية تحسم الجدل"كوفيد طويل الأمد" يغيّر حياة الملايينأكد داني ألتمان، أستاذ علم المناعة في "إمبريال كوليدج لندن"، أن هناك حاجة ملحة إلى تقديرات دقيقة حول عدد المصابين بـ"كوفيد طويل الأمد" وحجم تأثيره على المرضى، لدعم تخطيط الرعاية الصحية والبحث العلمي.
وقال ألتمان في تصريح ليورونيوز هيلث (Euronews Health) إن "هناك تراجعًا متزايدًا في الاهتمام بمناقشة تبعات كوفيد-19 واحتياجات الرعاية الصحية، مع تزايد الأصوات التي تطالب بتجاهل الأمر والمضي قدمًا".
وفقًا لدراسة نشرتها مجلة نايتشر مديسان (Nature Medicine) في عام 2024، إن عدد المصابين بـ"كوفيد طويل الأمد" يقدّر عالميًا بـ400 مليون شخص، مع تأثير اقتصادي سنوي يعادل 1 تريليون دولار (954.4 مليار يورو).
الدراسة التي أجرتها مجلة نايتشر مديسان حول كوفيد طويل الأمد عام 2024وأشار ألتمان إلى أن العديد من المصابين يشعرون بالإحباط والتخلي عنهم، حيث فقد البعض وظائفهم وحياتهم السابقة بسبب المرض، مضيفًا أن الكثير من الحالات الطويلة الأمد أصابت أشخاصًا لم يتمكنوا من العزل الذاتي في المراحل الأولى من الجائحة.
الحاجة إلى وعي ودعم أكبروأكد الباحثون أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى زيادة الوعي حول "كوفيد طويل الأمد" بين العامة والعاملين في المجال الصحي، فضلًا عن تحسين توزيع خدمات التشخيص والعلاج والدعم.
وقالت نسرين علوان: "كوفيد طويل الأمد يعمّق الفجوات الصحية، لذلك علينا أن نكون أكثر حساسية تجاه هذه المسألة، ونتأكد من تقديم الدعم اللازم للأشخاص الأكثر تضررًا، وتشجيعهم على طلب الرعاية الصحية".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة تكشف: الفقر يعجّل بالشيخوخة ويزيد الأمراض ارتفاع حالات الإصابة بعدوى التهاب السحايا في فرنسا والسلطات تحث على التطعيم دراسة: 11٪ فقط من الفرنسيين يتمتعون بصحة قلبية مثالية كوفيد-19أبحاث طبيةالصحةجائحةدراسة