كيف أصبح كريم عبد العزيز "نمبر وان" السينما المصرية؟

بعد عقود من سيطرة الزعيم عادل إمام على شباك تذاكر السينما المصرية، ظهر أواخر تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية الثالثة جيل جديد من نجوم السينما، فتح لهم الباب النجم محمد هنيدي بفيلمه الذي أصبح أيقونة "صعيدي في الجامعة الأمريكية".

نجوم الألفية الثالثة وتوالى فيما بعد حصول النجوم الشباب حينها على فرص البطولة المطلقة، وتحقيق نجاحات كبيرة، أمثال الراحل علاء ولي الدين، وأحمد السقا وكريم عبد العزيز ومحمد سعد وهاني رمزي وأحمد حلمي وأحمد عز، ثم ظهرت أجيال أخرى أمثال أحمد مكي ومحمد رمضان وغيرهما.

وبعد مرور 25 عاماً على انطلاق هذه المنافسة المحتدمة بين هؤلاء النجوم وغيرهم، تشكلت ملامح بورصة النجوم الفنية في شباك التذاكر والإبرادات، فتعثر هنيدي كثيراً بعد البداية القوية، ورحل علاء ولي الدين مبكراً، وتاه محمد سعد بعد شخصية اللمبي، واستمر أحمد السقا بشكل باهت، وتخبط حلمي في اختياراته الأخيرة بعد نجاحات كبيرة على المستوى الفني والإيرادات، وطور عز من نفسه ليضع لنفسه مكاناً بين الكبار.




"نمبر وان" الحقيقي

فيما نصب محمد رمضان نفسه "نمبر وان" دون أي سند حقيقي سواء بالإيرادات أو المستوى الفني ليتجه إلى الأغاني والمسلسلات، مع خسارة جميع الجولات التي دخلها للمنافسة مع نجوم الشباك، ما يجعله يحتاج إلى الوقوف لمراجعة اختياراته السينمائية، ليغرد كريم عبد العزيز منفرداً في الصدارة باستحقاق وباستمرارية لم يحققها غيره ليكون "نمبر وان" السينما المصرية الحقيقي.

















"الوصول إلى القمة صعب لكن الحفاظ عليها أصعب".. من الواضح أن النجم كريم عبد العزيز يضع هذه المقولة نصب عينيه طوال الوقت، فنجده أول نجم مصري يتخطى فيلمه "الفيل الأزرق2" حاجز إيرادات الـ100 مليون جنيه، ليصبح الأعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية بإجمالي إيرادات 103 ملايين و633 ألف جنيه.








وبالعمل بمبدأ أن عليك أن تنافس نفسك أولاً وليس الآخرين، كسر كريم الرقم بتحقيق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية بفيلمه "كيرة والجن"، والذي تشارك أحمد عز البطولة معه بـ 119 مليون و843 ألفا جنيه مصري.

مخرج "بيت الروبي" يكشف عن إيراداتهhttps://t.co/vOq5uJyg3c pic.twitter.com/rhLDUk7jPg

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) August 11, 2023

وعلى طريقة الكبار لم يجلس كريم عبد العزيز ويتفاخر بتحقيقه أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية مرتين على التوالي، لكنه أبدى اهتمامه وتركيزه للحفاظ على هذه المكانة في قلوب الجماهير المصرية والعربية، فهو يعلم جيداً أن الاستمرار على القمة يتطلب الكثير من الاجتهاد مع الكثير من التواضع، ويعود كريم من جديد ويكسر رقمه الثاني بتحقيق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية بفيلمه الأخير "بيت الروبي"، والذي مازال يعرض حالياً في دور العرض متخطياً 122 مليون جنيه مصري، حتى الآن.


من أهم العوامل التي أثقلت موهبة كريم عبد العزيز وجعلته يعرف أين يضع قدمه بالتحديد؟، هو نشأته في بيئة فنية خالصة وفي منزل فني، حيث أن والده المخرج محمد عبد العزيز وعمه المخرج عمر عبد العزيز، ما جعله يتعرف على عالم الفن والتمثيل مبكراً، ويشاهد نجومه المفضلة وجهاً لوجه، والاستماع لهم وتجاربهم وخبراتهم الفنية والإنسانية.

#بيت_الروبي يشهد أول تجربة غنائية لكريم عبد العزيزhttps://t.co/uuZetWyWFd pic.twitter.com/XzgMcxyt1k

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) June 13, 2023

من أهم الأسباب التي فتحت لكريم عبد العزيز الباب على مصراعيه ليصل إلى ما هو عليه اليوم هو التمثيل في سن مبكرة، فيعد مشاركته في عدد من الأفلام، أتاح له الزعيم عادل إمام فرصة العمر لطفل باختياره للتمثيل معه في دور ابنه بفيلم "المشبوه"، بمشاركة السندريلا سعاد حسني، فطفل يبدأ حياته الفنية أمام الكاميرات مع الزعيم والسندريلا ويلفت الأنظار له بشدة فلابد أن يتفوق على نفسه في المستقبل.


بعد اختفاء لسنوات طويلة عاد كريم عبد العزيز شاباً ليحصل على فرصة عمره بالصدفة في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" في عام 1998 أمام الإمبراطور أحمد زكي، رغم أنه لم يخطط يوماً أن يصبح ممثلاً، وكان يرغب في أن يسير في طريق الإخراج ليكمل مسيرة والده وعمه، إلا أن الاختيار وقع عليه من قبل مخرج الفيلم شريف عرفة ومؤلفه وحيد حامد، بل ويتحمس له أحمد زكي ويشيد بأدائه.


بعد محطة فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة، شارك كريم علاء ولي الدين بطولة فيلم "عبود ع الحدود" عام 1999، وإلهام شاهين في فيلم "جنون الحياة" عام 2000 لينطلق فيما بعد في تقديم البطولة المطلقة بفيلم "ليه خلتني أحبك" عام 2000 الذي لم يحقق نجاحاً كبيراً، ليحقق نجاحات هائلة فيما بعد بداية من فيلم "حرامية في كي جي تو" عام 2001، والذي حقق نجاحاً كبيراً وكان البداية الحقيقية لجماهيرة ونجومية كريم عبد العزيز.

بعد إيرادات قياسية.. #بيت_الروبي أول فيلم عربي في السينما التركية

https://t.co/bUK7RXuUEs

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) August 2, 2023

بعد البداية القوية مطلع الألفية الجديدة بدى كريم عبد العزيز متخوفاً طوال الوقت من الإخفاق والسقوط بعد الصعود إلى القمة، كما حدث للنجوم الذين سبقوه في النجومية، ما جعله يختار بعناية الأفلام التي سيقدمها ويحترم جمهوره بشكل كبير جداً ليقدم أفلاماً تعيش في الوجدان المصري والعربي، وتحفظ "إفيهاته" الجماهير من كل الأعمار.

البساطة والشموخ

من أهم العوامل أيضاً التي جعلت كريم عبد العزيز يستمر على القمة لسنوات طويلة هو اختيار أدوار مناسبة لعمره، كما أنه لم يقف في وجه الزمن كما يفعل أبناء جيله ومن سبقوه، فيترك شعره ولحيته للشعر الأبيض الذي يزيده وقاراً، ويترك تجاعيد وجهه ليبدو أكثر شموخاً، فكريم عبد العزيز اختار أن يكون "شبه الجمهور" الذي يحبه ويعشقه، لم يظهر بسيارات فارهة ولم يلق بالدولارات أمام الكاميرات، كما أن إطلالته دائماً ما تكون مميزة بملابس بسيطة وأنيقة، كما أنه لم يطلق على نفسه أي لقب، لذلك كله يستحق كريم عبد العزيز لقب "نمبر وان" السينما المصرية.

المصدر: موقع 24