روى الصحفي الاستقصائي الأميركي الشهير بوب وودوارد قصة لقائه هو وزميله الصحفي كارل برنستين بدونالد ترامب لأول مرة قبل أكثر من ربع قرن.

وأورد تفاصيل تلك المقابلة في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، ذكر فيه أن زميله برنستين -الذي شاركه في إعداد تقارير فضيحة ووترغيت الشهيرة- قابل دونالد ترامب مصادفة في إحدى أمسيات فبراير/شباط عام 1989، في حفل عشاء بنيويورك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: حروب الشرق الأوسط من أجل الوصول إلى نهاية العالمlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: لا يمكن بناء المستقبل على أنقاض الخرابend of list

وأوضح أن كارل اتصل به هاتفيا وحثه على الصعود إلى الطابق العلوي من منزل أحمد إرتيغون، رجل المجتمع الأميركي التركي البارز ومدير التسجيلات الموسيقية، الذي يستضيف الحفل.

ترامب هنا

ولكي يغريه بالقدوم، قال لوودوارد "ترامب هنا، إنه أمر مثير للاهتمام حقا. لقد كنت أتحدث معه". ولأن كارل كان مفتونا بكتاب ترامب "فن الصفقة"، فقد وافق وودوارد بعد تردد على الانضمام إليه.

وكان قد مر 17 عاما منذ أن تعاون الاثنان لأول مرة في كتابة تقارير صحفية استقصائية عن حادثة تجسس مساعدين للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، في عام 1972، على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في "مبنى ووترغيت" بواشنطن، التي انتهت بتقديم نيكسون استقالته في عام 1974.

وفي حفل العشاء ذاك، ألقى ترامب نظرة على وودوارد وزميله، ثم توجه نحوهما مخاطبا "ألن يكون مذهلا أن يجري وودوارد وبرنستين مقابلة مع دونالد ترامب؟".

نظر وودوارد إلى زميله الذي سارع بالرد على السؤال قائلا "بالتأكيد"، قبل أن يسأله: "ماذا عن الغد؟"، فوافق الرجل على الفور وطلب منهما المجيء إلى مكتبه في برج ترامب.

"هذا الرجل مثير للاهتمام"، قالها كارل بعد مغادرة ترامب المكان، ورد عليه وودوارد "ولكن ليس في السياسة".

رجل أعمال مخادع

أشار الصحفي الاستقصائي الشهير في مقاله إلى أن ترامب كان يثير فضوله، ووصفه بأنه رجل أعمال مخادع، وأن شخصيته الفريدة وُجدت -حتى ذلك الحين- للتلاعب بالآخرين بدقة، كما أنها تتسم ببعض القسوة.

وكشف أن مقابلتهما مع ترامب سُجِّلت على شريط كاسيت صغير، وفُرِّغت وطبعت ثم أودعت في مظروف مع نسخة من كتاب ترامب، لكنها ضاعت وسط أكداس من السجلات والتدوينات المتعلقة بالمقابلات وقصاصات الأخبار. وظل وودوارد وزميله كارل يبحثان عن ذلك الشريط أكثر من 30 عاما.

وقالت إنه تحدث مازحا مع ترامب بشأن "المقابلة المفقودة"، عندما كان يجري معه مقابلة أخرى في المكتب البيضاوي في ديسمبر/كانون الأول 2019 بعد أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة. وكان الغرض من المقابلة هذه المرة، كما يقول وودارد، هو إيرادها في كتابه الذي يحمل عنوان "الغضب"، ثاني كتبه الثلاثة عن رئاسة ترامب.

وواصل الصحفي سرده فقال إنه ذهب العام الماضي إلى منشأة "تُخزَّن فيها سجلاتي، وغربلت مئات الصناديق من الملفات القديمة. وفي صندوق من القصاصات الإخبارية المتنوعة من الثمانينيات، لاحظت مظروفا عاديا مهترئا بعض الشيء"، وكان هو الذي يحتوي على كاسيت المقابلة المفقودة.

غامض بشأن مستقبله

كانت هناك صورة شخصية لترامب في سن الـ42، عندما كان اهتمامه منصبًّا على عقد الصفقات العقارية، وجني الأموال، وترسيخ مكانته كشخصية مشهورة، إلا أنه كان غامضا بشأن مستقبله.

ونقل وودوارد عن ترامب قوله له هو وزميله كارل في لقائهما عام 1989 "أتطلع حقا إلى بناء أعظم فندق، ولهذا السبب أبني أجنحة في الأعلى. أنا أبني أجنحة رائعة".

وأضاف ترامب موجها حديثه لوودوارد "تسألني إلى أين أنا ذاهب، ولا أعتقد أنني أستطيع أن أخبرك على الإطلاق. ولكن إذا بقي كل شيء على ما هو عليه الآن، ربما يمكنني أن أخبرك جيدا أين سأكون". غير أنه استدرك أن "العالم يتغير"، معربا عن اعتقاده بأن هذا هو الشيء الوحيد المؤكد.

الرجل الصارم القوي

وبدا ترامب، في المقابلة، منشغلا بالظهور بمظهر الرجل الصارم القوي. وقال "إن أسوأ ما في المقابلات التلفزيونية أنهم يضعون مساحيق التجميل" على كل وجهك، "لكنك إذا وضعت مكياجا وأنت تعمل في مجال البناء فستواجه مشاكل".

وعندما طلب منه الصحفيان إخبارهما عن الخطوات التي يتبعها في عقد صفقاته العقارية، قال إن "أسوأ الصفقات التي أبرمتها هي التي لم أتبع فيها غريزتي، ولم أستمع إلى جميع الأشخاص الذين نصحوني بأنها لن تنجح".

وسأله وودوارد عما إذا كان ضميره سيقوده نحو السياسة أو الاضطلاع بدور في مجال العمل العام، فأجابه ترامب "في نظري، الأمر كله مثير للاهتمام. في ذلك الأسبوع، كنت أشاهد مباراة ملاكمة في أتلانتيك سيتي، وهؤلاء رجال أقوياء، كما تعلم، رجال أقوياء جسديا، وأقوياء ذهنيا بمعنى ما. حسنا، أعني أنهم لن يؤلفوا كتبا لكنهم أقوياء ذهنيا إلى حد ما".

وتابع "لقد خسر البطل وهُزم على يد شخص كان ملاكما جيدا جدا ولكن لم يكن من المتوقع أن يفوز. وأجروا معه مقابلة بعد المباراة وسألوه: كيف فزت؟ فأجابهم لقد وجهت له وابلا من اللكمات المتتابعة فقط".

توجيه اللكمات

وفي تشخيصه لشخصية الرئيس السابق، قال وودوارد إننا إذا نظرنا إلى حياة ترامب الآن، وصفقاته العقارية، ورئاسته، ومساءلته، والتحقيقات، والمحاكمات المدنية والجنائية، وإدانته، ومحاولة اغتياله، وحملته لإعادة انتخابه، فإن ما يفعله بالضبط هو "توجيه اللكمات".

وبدا ترامب بعد ذلك أكثر جدية في المقابلة، لافتا إلى أن "العالم يتغير، وسيكون هناك كساد وفترات ركود، وستشهدون صعودا وهبوطا (للاقتصاد)، وستكون هناك حروب، وأشياء أخرى خارجة عن السيطرة، أو عن سيطرة الناس في معظم الحالات".

ونصح الصحفييْن بأن يتكيفا مع التقلبات، وأن "من السيئ أن تتنبأ مسبقا بما ستكون عليه الأمور".

في ذلك الوقت، كان ترامب "مهووسا تقريبا" بعناوين الأخبار التي تنتقده بسبب خسارته للصفقات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: غوغل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع حرب غزة

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن أن شركة غوغل عملت على تزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ الأسابيع الأولى للعدوان على غزة.

وأوضحت الصحيفة أن التعاون بين غوغل ووزارة الدفاع الإسرائيلية بدأ عام 2021، حين طلبت إسرائيل توسيع استخدامها لخدمة "فيرتيكس" من غوغل لتطوير خدمات بالذكاء الاصطناعي.

وذكرت واشنطن بوست أن موظفا في غوغل حذر من لجوء الجيش الإسرائيلي إلى خدمات شركة أمازون إن لم يجد ما يطلبه عند عملاق محركات البحث الأميركي.

وقالت إن موظفا طلب منح الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة "جيميناي" للجيش الإسرائيلي، الذي أراد تطوير مساعد ذكاء اصطناعي خاص به لمعالجة الوثائق والصوتيات.

وأوضحت الصحيفة أنه حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد حولت أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض، تُظهر الوثائق أن الجيش الإسرائيلي كان لا يزال يستعين بآخر تقنيات الذكاء الاصطناعي من غوغل.

ونقلت الصحيفة عن موظفة بالشركة أن أكثر من 100 من طواقم غوغل طالبوا الشركة بمراجعة عملها مع الجيش الإسرائيلي إلا أن الشركة تجاهلتهم تماما.

وتقول غوغل إنها تنأى بنفسها عن أجهزة الأمن القومي الإسرائيلية، وكانت قد فصلت أكثر من 50 موظفا العام الماضي بعد احتجاجهم على العقد المعروف باسم "نيمبوس"، خشية من أن تُستخدم تقنيات غوغل في برامج عسكرية واستخباراتية تضر بالفلسطينيين.

إعلان

وقالت الشركة الأميركية إن عقد نيمبوس مع الحكومة الإسرائيلية "لا يستهدف الوظائف الحساسة للغاية أو السرية أو العسكرية المتعلقة بالأسلحة أو الخدمات الاستخباراتية".

عقد بالمليارات

وفي 2021 تم اختيار غوغل جنبا إلى جنب أمازون لإبرام عقد "نيمبوس" للحوسبة السحابية بمليارات الدولارات، والذي يهدف إلى إجراء ترقية شاملة لتكنولوجيا الحكومة الإسرائيلية.

وشهدت الصفقة قيام الشركتين المتنافستين ببناء مراكز بيانات في إسرائيل والموافقة على تقديم برامج وخدمات تخزين سحابية للأقسام الحكومية، وأخبر المسؤولون الإسرائيليون في ذلك الوقت وسائل الإعلام المحلية بأن الصفقة ستشمل العمل مع الجيش الإسرائيلي.

وأكدت واشنطن بوست أن الوثائق التي حصلت عليها لا تشير إلى كيفية استخدام الجيش الإسرائيلي لقدرات الذكاء الاصطناعي من غوغل، إلا أنها نقلت تصريحات سابقة للمدير العام للمديرية الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلية جابي بورتنوي، أكد فيها أن عقد نيمبوس يدعم مباشرة التطبيقات القتالية، وقال "تحدث أشياء مذهلة في أثناء القتال، وهذه الأشياء تلعب دورا كبيرا في الانتصار.. لن أفصح عن المزيد".

ووفقا للصحيفة الأميركية، يوسع الجيش الإسرائيلي منذ سنوات قدراته في مجال الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة الصور الاستخباراتية واختيار الأهداف العسكرية المحتملة.

وأوضحت أن جيش الاحتلال استعان خلال العدوان على غزة بأداة ذكاء اصطناعي تدعى "هبسورا" تم تطويرها داخليا لتزويد القادة بآلاف الأهداف البشرية والبنية التحتية للقصف.

وبُنيت "هبسورا" على مئات الخوارزميات التي تحلل بيانات من مصادر متعددة، مثل رصد الاتصالات وصور الأقمار الصناعية، بهدف توليد إحداثيات لأهداف عسكرية محتملة. لكن بعض القادة الإسرائيليين أثاروا مخاوفهم بشأن دقة هذه التقنية.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: ترامب يستعد لإرسال 10 آلاف جندي إلى الحدود الجنوبية لمنع دخول المهاجرين
  • ميقاتي: الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان
  • «واشنطن بوست»: جوجل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حرب غزة
  • واشنطن بوست: غوغل سارعت لتزويد إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي بعد 7 أكتوبر
  • «واشنطن بوست» تفضح تورط «جوجل» في حرب غزة.. هل زودت إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟
  • واشنطن بوست: هذه أمنيات فلسطينيات بعد وقف إطلاق النار
  • “واشنطن بوست” تكشف عن مساعدة قدمتها “غوغل” للجيش الإسرائيلي في حربه على غزة
  • واشنطن بوست: العفو الذي أصدره بايدن وترامب تقويض لسيادة القانون
  • واشنطن بوست: غوغل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع حرب غزة
  • واشنطن بوست لترامب: لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية بالسيطرة على أراضي الغير