سودانايل:
2025-03-18@01:04:57 GMT

الانتصار العسكري .. بداية أم نهاية؟!

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

مناظير السبت 12 اكتوبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* يجب ان يفهم الجميع أن الإنتصار العسكري لأي طرف في الحرب الدائرة في السودان الآن، لا يعني نهاية الحرب وانما بدايتها، لأنها ليست حربا بين فرقتين أو جيشين عاديين يقضي المنتصر على المهزوم ويدحره الى الابد، وإنما حرب (مكونات مجتمعية) انتصار أى منهما على الآخر يعني بداية العداء الحقيقي بينهما وليس العكس، كما يفهم الذين يهللون للحرب ويُحرضون عليها.



* صحيح قد تسكت البنادق فترة من الوقت إذا انتصر طرف على الآخر عسكريا، ولكنها يمكن أن تنطلق في أي وقت من الأوقات بسبب ما يشعر به المهزوم من ظلم وعار، أو الغرور الذي يشعر به المنتصر. ويحدثنا التاريخ عن الكثير من التجارب الإنسانية التي إنتصرت فيها فئة ثم عادت وانهزمت، وحتى لو لم يحدث ذلك ستظل حالة العداء والخصومة والثأر وانعدام الأمان قائمة بين الفئتين، الى ان تحين الفرصة لاندلاع الحرب من جديد، وهكذا تستمر دوامة العنف، والحل الوحيد لكى تتوقف هو التصالح والسلام على أسس مقبولة للجميع.

* ولا يختلف الأمر كثير في الحرب الدائرة الآن في السودان التي تكاد تتحول، او تحولت بالفعل، الى حرب (مجتمعية) أو لنطلق عليها إسمها الحقيقيي (حرب أهليه) مهما أنكر البعض ذلك، أو تلاعبوا بالالفاظ والعبارات لإنكار طبيعتها، ولقد ذكرها قائد مليشيا الدعم السريع صراحة في خطابه الأخير عندما أشار الى الاصطفاف القبلي في الجانب الآخر، ووعد بدوره بتجنيد مليون جندي لخوض الحرب في المرحلة القادمة، ورغم أنه لم يذكر مصدر جنوده ومن أين سيأتي بهم، إلا أن المصدر معروف للجميع!

* كما تحدث في غبنٍ واضح عن قصف الجيش للمدنيين في مناطق معينة (دارفور) وقتلهم، بذريعة قصف قوات الدعم السريع، بينما يمتنع عن قصف مناطق أخرى رغم احتلالها بواسطة قوات الدعم السريع لانتماء سكانها مجتمعيا للجيش، قاصدا بذلك انحياز الجيش لمكونات مجتمعية معينة من الشعب مما يعني ان الحرب صارت اهلية .. وأذكر هنا فتوى الشيخ (عبدالحى يوسف) قبل بضعة أسابيع التي أجاز فيها قتل المدنيين في الحرب (حواض الدعم السريع) للقضاء على مليشيا الدعم السريع.

* باختصار شديد صارت الحرب الآن أهلية، أو دعونا نطلق عليها (مجتمعية)، وهذه لا حل لها بانتصار عسكري حتى لو كان ساحقا، كما يدعو ويحرِّض البعض، فالإنتصار الساحق قد يُسكت البندقية بعض الوقت ولكنها تظل جاهزة للإنطلاق في أي وقت ولأبسط الأسباب ما دام الظلم والحقد والإحساس بالعار مخيما في النفوس، خاصة في مجتمعات بدوية قبلية لا تقبل بالهزيمة وتعتبرها عارا لا يمحوه إلا الدم، وهى مجتمعات ضخمة يصل تعدادها الى أكثر من 6 مليون وتحتل معظم غرب السودان بما في ذلك اجزاء من كردفان كما انها تنتشر في معظم بقاع السودان، فضلا عن مثقفيهم ومتعلميهم وأفرادهم الذين اختلطوا بغيرهم من المكونات الاجتماعية الأخرى ولهم اسهامات كبيرة في تاريخ السودان لا يمكن لأحد أن يجادل أو يحاجج فيها، بالاضافة الى انهم يمثلون نسبة لا يستهان بها من السودانيين في الخارج، وينطبق نفس الشئ على المكونات المجتمعية الأخرى سواء في الوسط أو الشمال أو الشرق أو الجنوب، فكلها مكونات مجتمعية سودانية لا يمكن لإنتصار أى مكون منها عسكريا سحق ودحر الآخر، بل العكس تماما وهو إستمرار الحرب وانعدام الأمن والاستقرار والسلام والتدحرج الى الوراء!

* كما يحدثنا التاريخ السوداني القريب جدا عن عدم انتهاء أى حرب بانتصار عسكري للجيش على المتمردين في أى منطقة في السودان، مهما قلَّ عددهم وضَعُف تسليحهم، لانتمائهم لمكونات اجتماعية معينة لا يمكن التعامل معها كفرقة متمردة ودحرها ومحوها من تاريخ وجغرافيا السودان، ولا مناص سوى السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية للوصول الى حل.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان.. الجيش يقترب من القصر الرئاسي وهروب لقوات الدعم السريع

شمسان بوست / متابعات:

حقق الجيش السوداني تقدما ملحوظا في وسط الخرطوم ليضيق الخناق أكثر على قوات الدعم السريع المتواجدة في القصر الرئاسي والمقار الحكومية الأخرى بمركز المدينة.

وقال قائد سلاح المدرعات نصر الدين عبد الفتاح إن الجيش على مشارف إكمال المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية بتحرير ما تبقى من ولاية الخرطوم.

وانطلق جنود سلاح المدرعات من مواقع تمركزهم في جسر الحرية الرابط بين أحياء جنوب الخرطوم ووسط المدينة وسيطروا على مواقع حيوية كانت تنتشر فيها قوات الدعم السريع.

وقال قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح أبو زيد في مقطع فيديو بثته منصات تابعة للجيش: “القوات المسلحة سيطرت على نادي الأسرة والخرطوم 3 وجزء من الخرطوم 2، وعازمة على الوصول إلى القصر الرئاسي”.

وتعهد بالقضاء على عناصر الدعم السريع التي تحتمي بالقصر لرئاسي وعدم السماح لها بالمغادرة.

وأعلن إعلام سلاح المدرعات أن الجيش سيطر بشكل كامل على موقف “شروني”، علاوة على أبراج النيلين، بجانب جسر “المسلمية”. وجميعها تقع قريبا من القصر الرئاسي.

وأعلنت منصات موالية للجيش التحام قوات سلاح المدرعات مع القوة الموجودة في القيادة العامة للجيش والسيطرة على آخر منفذ كانت تستغله قوات الدعم السريع للتحرك.

وبوصول الجيش السوداني إلى “شروني” وسيطرته على أبراج النيلين، والمواقع المحيطة يكون أحكم الحصار بشكل كامل على قوات الدعم السريع المتواجدة في القصر الجمهوري ومنطقة وسط العاصمة.

وهدد قائد قوات “الدعم السريع” السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي” بتصعيد جديد في المعارك مع الجيش، مؤكدا أن قواته لن تنسحب من القصر الرئاسي ومن العاصمة الخرطوم.

مقالات مشابهة

  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • أطباء السودان  تكشف عن قتلى وجرحى بسبب اشتباكات بين منسوبي الدعم السريع 
  • مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان
  • من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى
  • السودان.. الجيش يقترب من القصر الرئاسي وهروب لقوات الدعم السريع
  • السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
  • فك الخلاف ما بين تحالف السودان التأسيسي و”الديمقراطيين السودانيين” والدعم السريع
  • قائد قوات الدعم السريع: سنبقى في الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري
  • حميدتي: الدعم السريع لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري
  • المرحلة الأخيرة.. هل نحن على أعتاب نهاية الحرب في السودان؟