سودانايل:
2024-10-12@11:17:27 GMT

الإطاري مقطوع الطاري

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

عبد الله علي إبراهيم

كنت نشرت خلال هذا الأسبوع كلمة من جزءين "وليه ما خرجت الحرب من رحم الاتفاق الإطاري الفطير؟" وجاء محمد حمدان دقلو، قائد مليشيا الدعم السريع، بعدي بيومين أو ثلاثة ليقول إنه حذر من يهمهم الأمر من ذلك الاتفاق لأنه منذر بحرب. وددت لو عرفنا منه لماذا تشاءم من الإطاري في يومه. ولكني في كلمتي قلت إنه كره من يومه الأول في الدعم السريع الإطاري حتى قبل أن يولد.

كره منه اثنتين وهما دمجه في القوات المسلحة والالتزام إلا يستثمر كقوة نظامية في السوق. فحرص حميدتي حتى في لحظة ميلاد الدعم السريع بقانون 2017 أن يبقي الدعم السريع مستقلاً عن الجيش بصور عرض لها المقال. ومن الجهة الأخرى، لم يكف في أحاديثه من التأكيد على أن الدعم السريع ليس حركة مسلحة تندمج في الجيش متى فرغت من "تمردها" على الدولة. فالدعم، في قوله، جيش ثان رضي من رضى وغضب من غضب. وبناء على ذلك قلت أن الدعم السريع سيكون الخاسر الأكبر من الإطاري إذا تم تنفيذه دون أي أحد غيره. فالإطاري سيجرد حميدتي من ال والإضافة: لا جند ولا مال. وبدا لي أنه لما قال لهم إن الإطاري شر فتجنبوه كان يعرف أن ظهره للحائط ولن يخسر بالحرب سوى أغلاله. وأشعل الحرب.
السؤال هل ربح حميدتي من الحرب؟
نعم.
فإذا طالعت الوثيقة التي وقعها حميدتي مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في أديس أبابا (يناير 2024) لوجدتها في جانب الإصلاح العسكري والأمني مطابقة لما جاء في "رؤية الدعم السريع" عن "قضايا إنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية". فكلاهما دعت إلى جيش مهني قومي جديد "لنج" خلا من مبدأ دمج أي قوة سواء الدعم السريع أو الحركات المسلحة في القوات المسلحة القائمة. فجاء في وثيقة أديس أبابا في المادة الثانية منه وجوب قيام إصلاح عسكري أمني:
" القطاع الأمني من القطاعات المهمة في الدولة الحديثة وعليه يجب تنفيذ برامج شاملة لإعادة بناء وتأسيس القطاع الأمني وفقاً للمعايير المتوافق عليها دولياً. على أن تبدأ هذه البرامج بالتعاطي إيجابياً مع المؤسسات الموجودة حالياً، وعلى أن تفضي هذه العمليات للوصول إلى جيش واحد مهني وقومي يعبر عن كل السودانيين وفقاً لمعيار التعداد السكانين ويخضع للسلطة المدنية ويدرك واجباته ومهامه وفقاً للدستور، لتضع حداً لظاهرة تعدد الجيوش (القوات المسلحة، الدعم السريع، الحركات المسلحة، المليشيات) خارج إطار الجيش المهني القومي الواحد، مع ضمان خروج المنظومة الأمنية (القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات) من النشاط السياسي والاقتصادي وقبولهم بالمبادئ المذكورة أعلاه، وتعهدهم بساندة عمليات الانتقال المدني الديمقراطي والعمل عل استدامة واستقرار النظام الديمقراطي وتوفير الضمانات المطلوبة لقيام حكومة لاستكمال مهام الانتقال والتأسيس الدستوري والسياسي والإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي، وإزالة آثار وإعادة بناء ما دمرته الحرب". (التشديد من وضع الكاتب)
ولم يحتج الدعم السريع في "رؤيته" إلا إلى ما قل ودل. قال:
"الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تأنى عن السياسة وتعكس تنوع السوان في قيادتها وقاعدتها وفقاً للثقل السكاني".
ففي النصين تساوت الكتل المسلحة وتلاحقت كتوفها. فجميعها سواء في كونها حالة "تعدد جيوش" (إعلان أديس أبابا" أو "جيوش متعدد" (رؤية الدعم السريع) تنحل في "جيش واحد مهني يعبر عن السودانيين وفقاً لمعيار التعداد السكاني" (اتفاق أديس أبابا) أو في "مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة . . . وفقاً للثقل السكاني".
ربح البيع. تبخر مطلب دمجه في الجيش الذي صار بآخرة واحداً في "تعدد الجيوش".

ibrahima@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع أدیس أبابا

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: أدلة جديدة تثبت تورط الإمارات في إمداد قوات الدعم السريع

الجيش السوداني أعلن العثور على قذائف (هاون) عيار 120 ملم وذخائر بكميات كبيرة، في مخازن قوات الدعم السريع بعضها يحمل رموز وأرقام خاصة بالقوات المسلحة الإماراتية، رغم محاولات لطمس هذه البيانات.

الخرطوم: التغيير

أعلن الجيش السوداني، الخميس، العثور على أدلة جديدة تثبت تورط الإمارات العربية المتحدة في دعم قوات الدعم السريع في منطقة “جبل موية” وسط البلاد.

ونشرت منصات الجيش السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر شاحنات كبيرة تحمل لوحات إماراتية (دبي)، قال إنه تبين من خلال مطابقة الوثائق أن هذه الشاحنات جاءت من الإمارات وكانت تستخدم لنقل إمدادات ومعدات قتالية للدعم السريع.

كما أعلن الجيش العثور على قذائف (هاون) عيار 120 ملم وذخائر بكميات كبيرة، في مخازن قوات الدعم السريع بعضها يحمل رموز وأرقام خاصة بالقوات المسلحة الإماراتية، رغم محاولات لطمس هذه البيانات.

بالإضافة إلى ذلك، عُثر على أدوية ومستلزمات طبية تشير تواريخ صلاحيتها إلى استمرار الدعم الإماراتي.

وبحسب الإعلام العسكري للجيش تؤكد هذه الأدلة التي تم حفظها على الأرض تورط الإمارات في دعم “المليشيات المتمردة”، مما يعتبر انتهاكًا واضحًا ومساهمة في تأجيج النزاع الدائر في البلاد.

الإمارات، التي تتمتع بنفوذ اقتصادي وسياسي كبير في المنطقة، كانت دائماً في موضع اتهام بدعمها لقوات الدعم السريع من خلال تقديم مساعدات لوجستية وعسكرية.

وقد أثيرت هذه الاتهامات مراراً في التقارير الدولية والإقليمية، حيث ارتبطت قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات حقوقية واسعة في دارفور وأماكن أخرى من السودان، تشمل عمليات قتل جماعي وتهجير قسري.

ورغم نفي الإمارات المتكرر لتقديم دعم مباشر لأي من أطراف النزاع، فإن التقارير المتزايدة حول تورطها في تأجيج الصراع، بما في ذلك دعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والمعدات، تسلط الضوء على دورها في تعقيد الأزمة السودانية.

ومع استمرار النزاع، يبقى التدخل الخارجي عاملًا رئيسيًا يزيد من حدة الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد.

الوسومالإمارات العربية المتحدة الجيش السوداني جبل موية حرب الجيش والدعم السريع قوات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تكشف عن أسرى مصريين بطرفها وتفصح عن معلومات خطيرة تجاه مصر والتسليح والقتال مع الجيش السوداني
  • قوات الدعم السريع: ضبطنا مصريين شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية، وهم أسرى لدينا الان
  • قالت إنهم يقاتلون مع الجيش السوداني .. الدعم السريع تكشف عن أسرى مصريين بطرفها
  • الجيش السوداني: أدلة جديدة تثبت تورط الإمارات في إمداد قوات الدعم السريع
  • خطاب قائد الجنجويد حميدتي هو إعلان عن إنتصار الجيش والخطاب التالي سيكون دعوة لقواته بالإستسلام
  • بعد التقدم المفاجئ والسريع .. حميدتي يتهم الجيش المصري بقصف الدعم السريع ... والقاهرة ترد
  • حميدتي يتهم الجيش المصري بقصف الدعم السريع.. والقاهرة ترد (شاهد)
  • كيف يتعامل الجيش وقوات الدعم السريع مع جثث قتلى الحرب بالخرطوم؟
  • الجيش السوداني يعلن بسط سيطرته وإسترداد مدينة بالكامل من قوات الدعم السريع