سودانايل:
2025-10-30@03:09:30 GMT

رحل الدوش .. والساقية لسه مدورة

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

بقلم : صلاح الباشا

الشاعر والمسرحي والمعلم عمر الطيب الدوش .
يظل تاريخ العاشر من اكتوبر في كل عام يحمل في طياته حزناً دفيناً يحمل في جوفه رحيل أجمل مبدعي بلادنا المعطاءة في كافة المجالات وأجناس الإبداع ، ففي هذا التاريخ غادر الدنيا إلي دارالخلود الشاعر الفلسفي والمؤلف المسرحي ومربي الأجيال الأستاذ عمر الطيب الدوش بتاريخ ١٠ اكتوبر ١٩٩٨م، غادر الدنيا وقد كان يتوكأ علي عكازة بسبب الكسر الذي اصيب به في مفصل الفخذ ، غادر بعد أن أعطي الوطن الكثير ، حيث تم إعفائه للصالح العام من عمله إبان هوجة الفصل الكئيبة الظالمة من الخدمة لكل صاحب رأي متقدم وبلا وازع من دين أو أخلاق ، فكان قطع الأرزاق قد طال رقاب كثيرة بلا سبب جنوه ، وبلغ عددهم(٥٠٠ الف موظف).


مما أعطي ومنذ البداية نهجاً سيئا لحركة الإسلام السياسي الباطشة .. نعم ، فصلوه من وظيفته الأكاديمية كأستاذ بكلية الموسيقي والدراما ( قسم المسرح ) والذي أبلي فيه بلاءً حسناً يشهد له فيه طلابه وزملاؤه حتي اللحظة. .
ونحن إذ نتذكره الآن في ذكري رحيله بتاريخ١٠/١٠ من كل عام فإننا نظل نعيش أجمل مفردات قصائده الفلسفية التي ضمها ديوان شعره الوحيد ( ليل المغنين ) والذي صدر عقب وفاته بقليل . وقد سبق له حين كان معلماً بالمرحلة المتوسطة في حقبة ستينيات القرن الماضي أنه قد أشتهر بتلك الأغنية التي أداها الموسيقار الراحل وإمبراطور الغناء السوداني والأفريقي ( محمد وردي ) بذلك اللحن المتعدد النغمات ( الود ) حيث سبق أن طبعت بالقاهرة في أسطوانة وقد أشرف علي توزيع موسيقاها خبير الموسيقي الإيطالي بالقاهرة والذي كان يعمل بالمعهد العالي للموسيقي العربية ( كونسيرت فتوار) وإسمه ( اندريه رايدر ) طلياني. وبعدها لم يغن له وردي قصيدة إلا بعد مرور عدة سنوات ، فجاءت ( بناديها ) تتبختر في خيلاء وترسل رسائل فلسفية عديدة في تلك الحقبة التي كان الضغط فيها عاليا من نظام مايو الحاكم علي رقاب مجمل القوي السياسية الوطنية .
ولما تغيب عن الميعاد
بفتش ليها في التاريخ
وأسأل عنها الأجداد
وأسأل عنها المستقبل
اللسه سنينو بعاد
بفتش ليها في اللوحات
محل الخاطر الماعاد
وفي الأعياد
وفي أحزان عيون الناس
وفي الضل الوقف
مازاد .... بناديها
وجدت تلك القصيدة رواجا كبيرا حين تغني بها الراحل وردي ، ثم لم تمض سنوات طويلة إلا وتأتي القصيدة الأخري لعمر الدوش ، ليغرد بها وردي ، حيث ظل وردي يعتبر أن هذا النوع من الغناء يعتبر ولوجاً إلي ما كان يسميه وردي شخصيا ( بالقصائد الفلسفية ) والتي لايعرف مضامينها إلا الشاعر نفسه أو إجتهاد المستمعين لفن وردي، والقصيدة هي ( الحزن القديم ) والتي سبق أن حكي موقف معين حولها الأخ الأستاذ الشاعر والمسرحي الكبير والصحفي ايضا ( يحيي فضل الله ) المقيم بكندا حيث ذكر في مقال قديم له أن عمر الدوش لايطيق سماع تلك الأغنية ، وقد حكي فيها يحيي أنه حين كان يعتلي مع الدوش تاكسي اجرة ذات مساء من ندوة بجامعة الخرطوم إلي أم درمان حيث يقيمان ، كيف أن الدوش قد أغلق مؤشر راديو العربة التاكسي حين كان يبث أغنية ( الحزن القديم ) فإحتك الدوش مع سائق التاكسي وأوقفه ونزل منه ، إلي أن قام يحيي بشرح الأمر لسائق التاكسي وأن هذا هو عمر الدوش شاعر الأغنية ، وتم التصافي وركب الدوش السيارة وأغلق سائقها الراديو.
ولكن ، للدوش قصيدة قوية جدا ومعبرة وذات مضامين فيها العديد من الحكاوي ، وقام بإعطائها للأستاذ حمد الريح حيث قام موسيقار ملحن بتأليف لحنها المتعدد الألوان الموسيقية وذلك الملحن الأسطورة السوداني واليمني الأصل الراحل ( ناجي القدس ) وهي التي إخترناها لتكون عنوانا لهذا المقال ( الساقية لسه مدورة ) ... هذه القصيدة فسرها الجمهور بأنها ذات مضامين سياسية بحتة إبان سنوات الضغط المايوي في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي ، حتي أن وزير الإعلام والثقافة وقتها الأديب الأريب الراحل العميد عمر الحاج موسي قد أوقف بثها عبر الأجهزة بعد أن تغني بها حمد الريح في سهرة مشهورة علي الهواء من التلفزيون. ولكن كان للدوش رأيا آخر حيث ذكر للصحف وقتها أن القصيدة تحكي قصة حياته منذ كان طفلا في شندي يكابد مع أسرته مشاق الحياة وليس لها علاقة بالسياسة او بالنظام القائم وقتها ، غير أن الجماهير كانت تعتبرها متنفساً ضد النظام وأنها من أشعار المقاومة.
وهنا نود القول أن أستاذنا الكابلي ومن فرط إعجابه بقصائد عمر الدوش قد تغني له بأغنية ( سعاد ) والتي كانت تأخذ إيقاع السيرة (العرضة ) فتمددت ايضا وسط الناس.
وفي مجال الأعمال المسرحية ، فإن الراحل عمر الدوش قد قام بكتابة مسرحية مشهورة تم تقديمها علي خشبة المسرح القومي بام درمان وأخذت حظها من القبول في عدة عروض وقد كانت بعنوان ( ياعبدو.. روق ) .
ومن بعدها غادر الدوش الدنيا الفانية في بيته بامبدة بتاريخ العاشر من اكتوبر 1998م .
ولكن تظل ....
الساقية لسه مدورة ،،،،،

abulbasha009@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قريبا.. رامي صبري يعلن عن حفله المقبل في العراق

يستعد الفنانرامي صبري، لإحياء حفل غنائي كبير في العراق خلال الفترة المقبلة، والمفترض أن يقدم خلاله باقة من أفضل أعماله الغنائية التي طرحها مؤخرًا.

وفي هذا السياق، شوق رامي صبري، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» لحفله في العراق، قائلا: «حفلة كبيرة في العراق، قريبا»، والتي تعد ضمن جولة حفلاته الغنائية في 2025.

آخر أعمال رامي صبري

وفي وقت سابق، أزاح رامي صبري، الستار عن أجدد ألبوماته الغنائية الذي يحمل اسم «أنا بحبك أنت»، وتم طرحه كاملا عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب» وكافة المنصات الموسيقية.

وضم ألبوم «أنا بحبك أنت» لـ رامي صبري 10 أغنيات، تعاون خلالهم مع نخبة من أبرز الشعراء والملحنين والموزعين، وجاءت الأغاني كالتالي:

- أغنية «أنا بحبك أنت» كلمات أمير طعيمة، ألحان رامي صبري، توزيع أسامة الهندي.

- أغنية «بحكيلك عن الأيام»، من كلمات أدهم معتز، ألحان حسام حبيب، توزيع أسامة الهندي.

- أغنية «بياع»، وتعاون خلالها رامي صبري مع الشاعر عمرو المصري، الملحن والموزع عمر الخضري.

- أغنية «العوض على الله»، وتعاون خلالها رامي صبري مع الشاعر محمد عاطف، الملحن رامي صبري، الموزع طارق توكل.

- أغنية «بقلبي معاك»، وتعاون خلالها رامي صبري مع الشاعر تامر حسين، الملحن مدين، الموزع أسامة الهندي.

- أغنية «مستغرب أنت»، وتعاون خلالها رامي صبري مع الشاعر تامر حسين، الملحن علي شعبان، الموزع طارق توكل.

- أغنية «فقدت الأمل فيكي»، وتعاون خلالها رامي صبري مع الشاعر عمرو المصري، الملحن رامي صبري، الموزع عمرو الخضري.

- أغنية «كل حاجة فيها حلوة»، وتعاون خلالها رامي صبري مع الشاعر أحمد جابر، الملحن محمد شحاتة، الموزع طارق توكل.

اقرأ أيضا:

ضبط ثلاثة أشخاص في القاهرة بتهمة إدارة كيان تعليمي وهمي دون ترخيص

أبو الغيط يلتقي الرئيس اللبناني: تأكيد دعم الجامعة لسيادة لبنان وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار

ياسمين صبري تشعل مواقع التواصل.. ما السبب؟

مقالات مشابهة

  • تأهل شاعرين من السعودية في أولى حلقات الموسم الـ 12 من «شاعر المليون»
  • أنغولا تُكرّم الرئيسين الراحلين هواري بومدين وأحمد بن بلة
  • أنغولا تُكرم الرئيسين الراحلين هواري بومدين وبن بلة
  • لتخليد إرثه.. دعوات لتكريم الشاعر الزجلي طليع حمدان
  • إيقاع الموج ونزيف الحرائق ..قراءة في مجموعة «شيء يشبه الرقص»
  • قريبا.. رامي صبري يعلن عن حفله المقبل في العراق
  • استقبال «وردي» لبعثة منتخب شباب المواي تاي
  • 350 ألف إسترليني لـ«ذات العيون الخضراء»
  • الشاعر الكبير عماد حسن في ضيافة برنامج "السهرة" على القناة الثانية.. الخميس
  • حبيب الزيودي.. شاعر الهوية والوجدان الأردني