سودانايل:
2025-03-07@02:28:28 GMT

رحل الدوش .. والساقية لسه مدورة

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

بقلم : صلاح الباشا

الشاعر والمسرحي والمعلم عمر الطيب الدوش .
يظل تاريخ العاشر من اكتوبر في كل عام يحمل في طياته حزناً دفيناً يحمل في جوفه رحيل أجمل مبدعي بلادنا المعطاءة في كافة المجالات وأجناس الإبداع ، ففي هذا التاريخ غادر الدنيا إلي دارالخلود الشاعر الفلسفي والمؤلف المسرحي ومربي الأجيال الأستاذ عمر الطيب الدوش بتاريخ ١٠ اكتوبر ١٩٩٨م، غادر الدنيا وقد كان يتوكأ علي عكازة بسبب الكسر الذي اصيب به في مفصل الفخذ ، غادر بعد أن أعطي الوطن الكثير ، حيث تم إعفائه للصالح العام من عمله إبان هوجة الفصل الكئيبة الظالمة من الخدمة لكل صاحب رأي متقدم وبلا وازع من دين أو أخلاق ، فكان قطع الأرزاق قد طال رقاب كثيرة بلا سبب جنوه ، وبلغ عددهم(٥٠٠ الف موظف).


مما أعطي ومنذ البداية نهجاً سيئا لحركة الإسلام السياسي الباطشة .. نعم ، فصلوه من وظيفته الأكاديمية كأستاذ بكلية الموسيقي والدراما ( قسم المسرح ) والذي أبلي فيه بلاءً حسناً يشهد له فيه طلابه وزملاؤه حتي اللحظة. .
ونحن إذ نتذكره الآن في ذكري رحيله بتاريخ١٠/١٠ من كل عام فإننا نظل نعيش أجمل مفردات قصائده الفلسفية التي ضمها ديوان شعره الوحيد ( ليل المغنين ) والذي صدر عقب وفاته بقليل . وقد سبق له حين كان معلماً بالمرحلة المتوسطة في حقبة ستينيات القرن الماضي أنه قد أشتهر بتلك الأغنية التي أداها الموسيقار الراحل وإمبراطور الغناء السوداني والأفريقي ( محمد وردي ) بذلك اللحن المتعدد النغمات ( الود ) حيث سبق أن طبعت بالقاهرة في أسطوانة وقد أشرف علي توزيع موسيقاها خبير الموسيقي الإيطالي بالقاهرة والذي كان يعمل بالمعهد العالي للموسيقي العربية ( كونسيرت فتوار) وإسمه ( اندريه رايدر ) طلياني. وبعدها لم يغن له وردي قصيدة إلا بعد مرور عدة سنوات ، فجاءت ( بناديها ) تتبختر في خيلاء وترسل رسائل فلسفية عديدة في تلك الحقبة التي كان الضغط فيها عاليا من نظام مايو الحاكم علي رقاب مجمل القوي السياسية الوطنية .
ولما تغيب عن الميعاد
بفتش ليها في التاريخ
وأسأل عنها الأجداد
وأسأل عنها المستقبل
اللسه سنينو بعاد
بفتش ليها في اللوحات
محل الخاطر الماعاد
وفي الأعياد
وفي أحزان عيون الناس
وفي الضل الوقف
مازاد .... بناديها
وجدت تلك القصيدة رواجا كبيرا حين تغني بها الراحل وردي ، ثم لم تمض سنوات طويلة إلا وتأتي القصيدة الأخري لعمر الدوش ، ليغرد بها وردي ، حيث ظل وردي يعتبر أن هذا النوع من الغناء يعتبر ولوجاً إلي ما كان يسميه وردي شخصيا ( بالقصائد الفلسفية ) والتي لايعرف مضامينها إلا الشاعر نفسه أو إجتهاد المستمعين لفن وردي، والقصيدة هي ( الحزن القديم ) والتي سبق أن حكي موقف معين حولها الأخ الأستاذ الشاعر والمسرحي الكبير والصحفي ايضا ( يحيي فضل الله ) المقيم بكندا حيث ذكر في مقال قديم له أن عمر الدوش لايطيق سماع تلك الأغنية ، وقد حكي فيها يحيي أنه حين كان يعتلي مع الدوش تاكسي اجرة ذات مساء من ندوة بجامعة الخرطوم إلي أم درمان حيث يقيمان ، كيف أن الدوش قد أغلق مؤشر راديو العربة التاكسي حين كان يبث أغنية ( الحزن القديم ) فإحتك الدوش مع سائق التاكسي وأوقفه ونزل منه ، إلي أن قام يحيي بشرح الأمر لسائق التاكسي وأن هذا هو عمر الدوش شاعر الأغنية ، وتم التصافي وركب الدوش السيارة وأغلق سائقها الراديو.
ولكن ، للدوش قصيدة قوية جدا ومعبرة وذات مضامين فيها العديد من الحكاوي ، وقام بإعطائها للأستاذ حمد الريح حيث قام موسيقار ملحن بتأليف لحنها المتعدد الألوان الموسيقية وذلك الملحن الأسطورة السوداني واليمني الأصل الراحل ( ناجي القدس ) وهي التي إخترناها لتكون عنوانا لهذا المقال ( الساقية لسه مدورة ) ... هذه القصيدة فسرها الجمهور بأنها ذات مضامين سياسية بحتة إبان سنوات الضغط المايوي في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي ، حتي أن وزير الإعلام والثقافة وقتها الأديب الأريب الراحل العميد عمر الحاج موسي قد أوقف بثها عبر الأجهزة بعد أن تغني بها حمد الريح في سهرة مشهورة علي الهواء من التلفزيون. ولكن كان للدوش رأيا آخر حيث ذكر للصحف وقتها أن القصيدة تحكي قصة حياته منذ كان طفلا في شندي يكابد مع أسرته مشاق الحياة وليس لها علاقة بالسياسة او بالنظام القائم وقتها ، غير أن الجماهير كانت تعتبرها متنفساً ضد النظام وأنها من أشعار المقاومة.
وهنا نود القول أن أستاذنا الكابلي ومن فرط إعجابه بقصائد عمر الدوش قد تغني له بأغنية ( سعاد ) والتي كانت تأخذ إيقاع السيرة (العرضة ) فتمددت ايضا وسط الناس.
وفي مجال الأعمال المسرحية ، فإن الراحل عمر الدوش قد قام بكتابة مسرحية مشهورة تم تقديمها علي خشبة المسرح القومي بام درمان وأخذت حظها من القبول في عدة عروض وقد كانت بعنوان ( ياعبدو.. روق ) .
ومن بعدها غادر الدوش الدنيا الفانية في بيته بامبدة بتاريخ العاشر من اكتوبر 1998م .
ولكن تظل ....
الساقية لسه مدورة ،،،،،

abulbasha009@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حاتم علي الغائب الحاضر في الموسم الرمضاني 2025

بالرغم من مرور ما يقارب الـ 5 سنوات على وفاة النجم والمخرج السوري حاتم علي إلا أن الجمهور يستذكره في كل موسم رمضاني، بسبب اعماله المختلفة وخاصة التلريخية.

اقرأ ايضاًمشهد قديم يعيد حاتم علي إلى الواجهة: بطل من ورقالجمهور يستذكر حاتم علي في الموسم الرمضاني 2025

منذ بدء الموسم الرمضاني الحالي لا يمر يومًا دون أن يستذكر الحمهور المخرج والنجم السوري الراحل حاتم علي، والذي شكلت وفاته في عام 2020 خسارة للفن العربي.

ومع عرض المسلسل التاريخي معاوية، سارع الجمهور للمقارنة بينه وبين أعمال المخرج الراحل التاريخية والتي كان آخرها مسلسل عمر وعرض عام 2012.

وتطرق الجمهور للحديث عن الفرق الكبير بين مسلسل معاوية ومسلسل عمر حيث أن الأخير أفضل بمراحل كبيرة ويبرز قدرات المخرج السوري الراحل وخبرته وقدراته التي لا ينافسها أحد.

في الليلة الظلماء يفتقد البدر
رحمك الله #حاتم_علي#رمضان2025 pic.twitter.com/MOlFiAs5JV

— أسامة خالد القس (@osamaalqass) March 4, 2025

وجاء في تعليقات الجمهور استذكارًا لأعمال المخرج السوري الراحل: " لا أعلم هل مسلسل عمر رفع مستوى الذائقة للمسلسلات التاريخية أم انتهت المسلسلات التاريخية العظيمة بوفاة المخرج الكبير حاتم علي. ضعف في النص والحوار وممثلين لديهم ضعف واضح في مخارج الحروف للأسف مسلسل ضعيف."

وجاء في أحد التعليقات: " الشراكة الاستثنائية لم يستطع أحد أن ينافس المخرج العبقري حاتم علي "رحمه الله"  في إخراج المسلسلات التاريخية  وأيضاً الكاتب وليد سيف كتب روائع من الصعب أن تتكرر  من يسمع الحوارات في أعماله يعرف حجم الابداع لدي وأنه أسمعنا نصوصاً وكلمات ليست ك الكلمات..

يشار إلى ان مسلسل معاوية يتناول حياة الصحابي معاوية بن أبي سفيان منذ الطفولة وحتى دخوله الإسلام وتأثيره الكبير في التاريخ الإسلامي.
 

كلمات دالة:حاتم علي تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

هيا أبو جبارة محررة في قسم باز بالعربي

محررة في قسم باز بالعربي

الأحدثترند حاتم علي الغائب الحاضر في الموسم الرمضاني 2025 ثلاث دول أوروبية: وقف إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة "انتهاك للقانون الدولي" للمرة الأولى في تاريخها.. واشنطن تجري مباحثات مباشرة مع حماس.. وإسرائيل "قلقة" بعد تقرير نشره الشاباك.. تحقيقات في هجوم 7 أكتوبر مجددا جنوب إفريقيا تدعو لاتخاذ موقف دولي.. إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • «بياعين».. أغنية جديدة تجمع محمود هلال بـ نورا
  • في عيد ميلادها.. تعرف على عمر الفنانة حنان ترك
  • نجم العقرب
  • الشاعر محمد أبو زيد : التكنولوجيا لم تضعف روحانية رمضان بل عززتها
  • حاتم علي الغائب الحاضر في الموسم الرمضاني 2025
  • نجم فم الحوت
  • حسن المطروشي ... معلّقة عمانيّة
  • كلمات رديئة لميثم راضي.. أن تكون شاعرًا عراقيًا
  • نجم العيوق
  • شعر عن يوم المرأة العالمي 2025