مُذَكِّرَات مُغتَرِب في دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبي (٣٣)
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
كانتْ الحلقةُ الفائتة ( ٣٢ ) مِن المُذكّرات كلَّها عن مركزِ التّدريب ، موقعهِ ، مبانيِهِ ، وما تَحتويهِ من قاعاتِ الدَّرسِ والمكاتبِ وما هيَّأتهُ إدارةُ المركزِ للمُعلِّمين والدارِسينَ من الوسَائلِ التَّعليميةِ الحَديثةِ و السَّكن مع راتبٍ شهري للطُّلابِ وغيرِها من السُّبل التي تُضفِي على العمليةِ التعليميةِ إغراءً ومتعةً .
لمَّا كانتْ رحلةُ الذَّهابِ من الجُبيل إلى المركز صباحاً والعودةِ منه مساءاً مُرهِقةً ومُمِلة ، قررتُ أنْ أنقلَ الأسرةَ إلى الرَّاكة بالخُبر إلى السَّكن الذي ذكرتُه من قبلُ حيثُ المشوارُ الى المركز لا يزيدُ عن نصفِ الساعة مهما طالَ ومثلِها في العَودَة . تمَّ الانتقالُ بِسلاسةٍ وكانتْ السُّكنَى طَيِّبةً حَفَّها التوفيقُ من كلَّ النواحي والحمدُ لله ربِّ العالمين . فالجِوارُ كانَ أسرةً سودانيةً على رأسِها المُهندِس أحمد مُضَوي وله وَلدان عبدُ الرَّحمن وعَمَّار وهما في عُمْر أحمد وعُمَر وانضَمَّ إليهما أبنائي بنفسِ المدرسة والتي كانتْ على بُعد أمتارٍ من السَّكن - عُبور الشَّارِع فقط وكانَ شارِعاً داخِلياً في الحي . وكانَ المَسجِدُ الجَامعُ قريباً كذلك . تَعرَّفنا بواسطةِ الأخ العزيز أحمد مضوي على عددٍ من الجِيران الذين كُنّا نُقابِلهٌم في المسجد في أوقاتٍ مُتفرقةٍ ، وقد كانوا نّعمَ الجِيران مِنهُم سعوديون وآخرون سوريون . شكَّل هؤلاءِ الجِيران مجموعةً طَيِّبةً ومجلساً أطيبَ ، إذ كُنّا نجتمعُ كلَّ خميسٍ بعد صلاةِ العِشاءِ في منزلِ أحدِهم - وكُلٌّ له خَميس - ويدورُ الأُنسُ والسَّمرُ والأحاديثُ دينيةً واجتِماعيةً تتَخلَلُها القهوةُ والشايُ وقوالبُ الكيك والحلوى والمُكسَّرات . نشأتْ تبَعا لذلك علاقةٌ حميمةٌ بين نِساءِ الجِوار . وقد وجدَ الأطفالُ ضالَّتهُم في ساحةٍ خاليةٍ مفروشةٍ بالرَّملِ تقعُ بين السَّكنِ والمَسجِد ، فَحَوَّلُوها إلى ملعبٍ للكُرة ومجلسٍ للأنسِ في الأُمسَيات .
نعودُ إلى مركزِ التَّدريبِ التَّابعِ للشركة السعودية للكهرباء ونختمُ بإلقاءِ بعضِ الضَّوءِ على المُوظّفين staff of personnel وهمُ كُثرُ ، على رأسِهم الإدارةُ التي لا نلتقي بها - نحنُ معشرَ المُعلِّمين - إلا في الاجتماعاتِ الدَّورِية أو الاحتفالاتِ التي تُقامُ في ختامِ كلِّ فترةٍ دِراسيةٍ . يَكمُن إبداعُ الإدارةِ في نجاحِ الخُطَّة التي يَتمُّ بها تَسييرُ المركز بعد تنفيذِها على الوجهِ الأكْمَل . والدَّليلُ على تَفَوقِ الإدارة في تِلكُمُ الأعوامِ هو حُصُولها على شهاداتِ الكفاءةِ من المّنظَّمة الأمريكية التي تمنَحُها كلَّ عامٍ والتي لا أذكُر إسمَها الآن . تأتي الفئةُ الثَّانية بعد الادارةِ وهي مجموعةُ المُشرِفين التي تقومُ على تَقيِيم أداءِ المُعلِّمين . ولِكلِّ مادةٍ دراسيةٍ مُشرِفٌ أو أكثر supervisor وما أكثرَ المَواد التي تدخلُ قائمةَ المَنهَجِ المُقرَّر في المركز . نذكُر منها اللغةَ الإنجليزية والرِّياضياتِ والرسمَ الفنّي والميكانيكا والكهرباء . وهُم - أي المُشرِفون - عمادُ التَّسييرِ والوَقودُ المُحرِّكُ للعَمليةِ التعليمية في المركز . أما المُعلِّمون فَهُم التُّروسُ التي تُديرُ ماكينةَ العَملِ الجَادّ والنَّاجِح وتُؤدِي إلى صِناعةِ أجيالٍ من المُوظفين البارزين المُنضوينَ تحت لواءِ الشَّركة السعودية للكهرباء . والثَّلاثُ فئاتٍ تعملُ في تَناغُمٍ وانسجامٍ أكسَب المركزَ والشركةَ سُمعةً قوميةً وإقليميةً هي حُلُم الشركاتِ الأُخرَى .
----------------------------------
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
جامعة المنوفية تتقدم بتصنيف "ARU" العربي محققة المركز الـ21
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية تقدم الجامعة فى التصنيف العربي للجامعات العربية (ARU) التابع لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) واتحاد الجامعات العربية، موضحا أن جامعة المنوفية جاءت فى المركز ٢١ على مستوى ١٨٠ جامعة عربية، وفى المركز ٧ على مستوى الجامعات المصرية.
وأضاف “القاصد” أن تصنيف ARU يهدف إلى تقييم أداء الجامعات في المنطقة العربية، مؤكدا أن هذا التصنيف يعد الأول من نوعه الذي يُطور داخل العالم العربي، حيث أُطلق رسميًا في فبراير 2022، وصدر التصنيف الأول في ديسمبر 2023، ويُعد التصنيف العربي للجامعات أداة مهمة للطلاب والأكاديميين وصناع القرار، حيث يوفر تقييمًا موضوعيًا لأداء الجامعات، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التعليم العالي في المنطقة العربية، كما يهدف التصنيف إلى تحفيز الجامعات العربية على تحسين جودة التعليم والبحث العلمي، وتعزيز الابتكار والتعاون الدولي، مما يسهم في رفع مستوى التعليم العالى.
وأكد الدكتور أحمد القاصد أن تقدم جامعة المنوفية في تصنيف ARU للجامعات العربى، يؤكد على مدى تحسين جودة التعليم والبحث العلمى بالجامعة، كما يعكس مجموعة من الجوانب الإيجابية التي تميز أداء الجامعة وتطورها في مجالات متعددة والتى من أهمها نجاح الجامعة فى توفير بيئة تعليمية متميزة تلبي احتياجات الطلاب، وجهود تطوير البرامج الأكاديمية وتحديث المناهج لتتماشى مع المعايير العالمية، وزيادة إنتاجية الأبحاث العلمية وجودتها، سواء من حيث عددها أو تأثيرها من خلال الاقتباسات، كما يُظهر اهتمام الجامعة بدعم الباحثين وتشجيعهم على الابتكار، والاهتمام بإطلاق مبادرات ابتكارية وبرامج ريادة أعمال تدعم الطلاب والمجتمع، كما يعكس دور الجامعة في خدمة المجتمع من خلال المبادرات والمشروعات التنموية.
كما أكد القاصد أن الجامعة تعمل وفق الخطة الاستراتيجية للتعليم العالى التى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتوجهاته لرفع تقدم الجامعات على خريطة التصنيفات العربية والعالمية، لافتا إلى أن تقدم الجامعة في التصنيف يبرز قدرتها على مواجهة التحديات الأكاديمية والبحثية من خلال خطط استراتيجية محكمة، ويعكس ذلك سعيها الدائم للتميز والبقاء في موقع الريادة ضمن الجامعات العربية.
هذا ووجه رئيس الجامعة الشكر للدكتور حازم صالح نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث السابق، والدكتور حسن عليوه رئيس فريق العمل وأفراد فريق العمل ولجميع من ساهم فى تحقيق هذه الخطوة الهامة، مؤكدا أن هذا التقدم ليس مجرد رقم في التصنيفات، بل هو نتيجة عمل جماعي مستمر لتطوير جميع جوانب العملية التعليمية والبحثية، مما يجعل الجامعة مؤهلة للتنافس على المستوى الإقليمي والدولي.
وجدير بالذكر أن تصميف ARU يعتمد على أربعة مؤشرات رئيسية، يتفرع منها معايير فرعية، وهي: التعليم والتعلم (30%): يشمل جودة التعليم وبيئة التعلم، البحث العلمي (40%): يتضمن إنتاجية البحث وجودته، الإبداع والريادة والابتكار (15%): يركز على الابتكار وريادة الأعمال، التعاون الدولي والمحلي وخدمة المجتمع (15%): يقيس مدى انخراط الجامعة في المجتمع والتعاون مع المؤسسات الأخرى.