كانتْ الحلقةُ الفائتة ( ٣٢ ) مِن المُذكّرات كلَّها عن مركزِ التّدريب ، موقعهِ ، مبانيِهِ ، وما تَحتويهِ من قاعاتِ الدَّرسِ والمكاتبِ وما هيَّأتهُ إدارةُ المركزِ للمُعلِّمين والدارِسينَ من الوسَائلِ التَّعليميةِ الحَديثةِ و السَّكن مع راتبٍ شهري للطُّلابِ وغيرِها من السُّبل التي تُضفِي على العمليةِ التعليميةِ إغراءً ومتعةً .


لمَّا كانتْ رحلةُ الذَّهابِ من الجُبيل إلى المركز صباحاً والعودةِ منه مساءاً مُرهِقةً ومُمِلة ، قررتُ أنْ أنقلَ الأسرةَ إلى الرَّاكة بالخُبر إلى السَّكن الذي ذكرتُه من قبلُ حيثُ المشوارُ الى المركز لا يزيدُ عن نصفِ الساعة مهما طالَ ومثلِها في العَودَة . تمَّ الانتقالُ بِسلاسةٍ وكانتْ السُّكنَى طَيِّبةً حَفَّها التوفيقُ من كلَّ النواحي والحمدُ لله ربِّ العالمين . فالجِوارُ كانَ أسرةً سودانيةً على رأسِها المُهندِس أحمد مُضَوي وله وَلدان عبدُ الرَّحمن وعَمَّار وهما في عُمْر أحمد وعُمَر وانضَمَّ إليهما أبنائي بنفسِ المدرسة والتي كانتْ على بُعد أمتارٍ من السَّكن - عُبور الشَّارِع فقط وكانَ شارِعاً داخِلياً في الحي . وكانَ المَسجِدُ الجَامعُ قريباً كذلك . تَعرَّفنا بواسطةِ الأخ العزيز أحمد مضوي على عددٍ من الجِيران الذين كُنّا نُقابِلهٌم في المسجد في أوقاتٍ مُتفرقةٍ ، وقد كانوا نّعمَ الجِيران مِنهُم سعوديون وآخرون سوريون . شكَّل هؤلاءِ الجِيران مجموعةً طَيِّبةً ومجلساً أطيبَ ، إذ كُنّا نجتمعُ كلَّ خميسٍ بعد صلاةِ العِشاءِ في منزلِ أحدِهم - وكُلٌّ له خَميس - ويدورُ الأُنسُ والسَّمرُ والأحاديثُ دينيةً واجتِماعيةً تتَخلَلُها القهوةُ والشايُ وقوالبُ الكيك والحلوى والمُكسَّرات . نشأتْ تبَعا لذلك علاقةٌ حميمةٌ بين نِساءِ الجِوار . وقد وجدَ الأطفالُ ضالَّتهُم في ساحةٍ خاليةٍ مفروشةٍ بالرَّملِ تقعُ بين السَّكنِ والمَسجِد ، فَحَوَّلُوها إلى ملعبٍ للكُرة ومجلسٍ للأنسِ في الأُمسَيات .
نعودُ إلى مركزِ التَّدريبِ التَّابعِ للشركة السعودية للكهرباء ونختمُ بإلقاءِ بعضِ الضَّوءِ على المُوظّفين staff of personnel وهمُ كُثرُ ، على رأسِهم الإدارةُ التي لا نلتقي بها - نحنُ معشرَ المُعلِّمين - إلا في الاجتماعاتِ الدَّورِية أو الاحتفالاتِ التي تُقامُ في ختامِ كلِّ فترةٍ دِراسيةٍ . يَكمُن إبداعُ الإدارةِ في نجاحِ الخُطَّة التي يَتمُّ بها تَسييرُ المركز بعد تنفيذِها على الوجهِ الأكْمَل . والدَّليلُ على تَفَوقِ الإدارة في تِلكُمُ الأعوامِ هو حُصُولها على شهاداتِ الكفاءةِ من المّنظَّمة الأمريكية التي تمنَحُها كلَّ عامٍ والتي لا أذكُر إسمَها الآن . تأتي الفئةُ الثَّانية بعد الادارةِ وهي مجموعةُ المُشرِفين التي تقومُ على تَقيِيم أداءِ المُعلِّمين . ولِكلِّ مادةٍ دراسيةٍ مُشرِفٌ أو أكثر supervisor وما أكثرَ المَواد التي تدخلُ قائمةَ المَنهَجِ المُقرَّر في المركز . نذكُر منها اللغةَ الإنجليزية والرِّياضياتِ والرسمَ الفنّي والميكانيكا والكهرباء . وهُم - أي المُشرِفون - عمادُ التَّسييرِ والوَقودُ المُحرِّكُ للعَمليةِ التعليمية في المركز . أما المُعلِّمون فَهُم التُّروسُ التي تُديرُ ماكينةَ العَملِ الجَادّ والنَّاجِح وتُؤدِي إلى صِناعةِ أجيالٍ من المُوظفين البارزين المُنضوينَ تحت لواءِ الشَّركة السعودية للكهرباء . والثَّلاثُ فئاتٍ تعملُ في تَناغُمٍ وانسجامٍ أكسَب المركزَ والشركةَ سُمعةً قوميةً وإقليميةً هي حُلُم الشركاتِ الأُخرَى .
----------------------------------
محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

علوم الرياضة تحصد المركز الأول بالدورة الرمضانية بجامعة بنها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

برعاية الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها،  اختتمت فعاليات الدورة الرمضانية لخماسيات كرة القدم التي نظمتها الإدارة العامة لرعاية الطلاب بالجامعة  بمشاركة مختلف الكليات، والتى أقيمت بملاعب الجامعة ببنها.
وأشار الدكتور ناصر الجيزاوي إلي أن هذه الدورة من الفعاليات التي تحرص جامعة بنها على تنظيمها سنويا ، تعزيزًا للأنشطة الرياضية التي يتم إقامتها بالجامعة ، موجها التهنئة للفرق الفائزة فى الدورة.
وأكد " الجيزاوي " حرص الجامعة  على تشجيع الطلاب على ممارسة كافة الأنشطة الرياضية والمشاركة الإيجابية في البطولات المختلفة ، مشيرا إلي أن الجامعة لا تألو جهدا فى اكتشاف الموهوبين والعمل على توفير بيئة مُحفزة لهم.
يذكر ان المباراة النهائية جمعت بين فريقي كليتى علوم الرياضة والتجارة ، وأسفرت عن فوز كلية علوم الرياضة بالمركز الأول والميدالية الذهبية ، فيما حصل فريق كلية التجارة على المركز الثاني والميدالية الفضية ، كما حصل فريق كلية الطب البشري على المركز الثالث والميدالية البرونزية ، وحصل منتخب الوافدين علي المركز الرابع .

مقالات مشابهة

  • فريق «جمعية التأمين التعاوني» يحقق المركز الثالث في الدورة الرمضانية الرياضية
  • علوم الرياضة تحصد المركز الأول بالدورة الرمضانية بجامعة بنها
  • المركز الوطني للأرصاد يعلن أهدافه الإستراتيجية
  • المركز الوطني للأرصاد ينبّه من أمطار على منطقة المدينة المنورة
  • عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية: الرزق ليس مجرد مال بل هبة من الله
  • مسلسل قلبي ومفتاحه يحتل المركز الثاني رغم انتهاء عرضه
  • جامعة القاهرة تحتل المركز 249 عالميًا فى تصنيف الأداء الاكاديمى (URAP)
  • المركز المصري لحقوق المرأة يقدم توصيات لتعزيز حقوق النساء
  • إنجاز جديد.. جامعة القاهرة تحتل المركز 249 عالميا بتصنيف الأداء الأكاديمي "URAP"
  • المركز الأوروبي للدراسات: يجب على الناتو دفع تعويضات لليبيين لتحقيق العدالة