تثير العلاقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلق البيت الأبيض، وذلك بعدما سلط كتاب الصحفي بوب وودوورد الجديد الضوء على بُعد غير معروف من هذه العلاقة.

ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن التفاصيل التي أوردها الكتاب المشار إليه أعادت لفت الأنظار إلى العلاقة بين ترامب وبوتين، فضلا عن الحوارات المستمرة للرئيس الأمريكي السابق الذي يسعى للعودة مجددا إلى البيت الأبيض، مع العديد من القادة حول العالم.



وكشف كتاب وودوورد، أن ترامب أجرى 7 اتصالات هاتفية متعددة مع الرئيس الروسي، منذ مغادرته البيت الأبيض في 2021، كما كشف إرسال  ترامب اختبارات كوفيد-19 إلى بوتين بشكل سري في العام 2020، بينما كانت روسيا تعاني نقصا في هذا المجال.


ويعد وودوورد من أبرز الصحفيين المطلعين على خبايا البيت الأبيض، وبرز اسمه بعدما كشف وزميله في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كارل برنستين، فضيحة "ووترغيت" التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974.

وتداولت وسائل إعلام أمريكية مقتطفات مما ورد في كتاب الصحفي، المقرر صدوره  في 15 تشرين الأول/ أكتوبر تحت عنوان War (حرب).

وكانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، أشارت إلى  أن الإدارة الأميركية سيكون لديها "مخاوف جدية" في حال كانت المكالمات المبلغ عنها بين ترامب وبوتين صحيحة.

وقالت في إفادة صحفية، الأربعاء الماضي، "لسنا على علم بشأن هذه المكالمات، ولا يمكنني تأكيد أي منها هنا. لكن إذا كان الأمر صحيحا بالفعل، فهل نحن (قلقون)؟ هل لدينا مخاوف جدية؟ نعم".

وعلى الرغم من إشارتها إلى أن قيام رئيس سابق بالحفاظ على علاقته مع نظرائه الأجانب ليس مستغربا، أوضحت وكالة "أسوشيتد برس" أن التفاصيل الواردة في كتاب وودوارد أثار الجدل على وقع التحقيق الخاص مع ترامب بشأن العلاقات المحتملة بين روسيا والجمهوريين.


كما تأتي هذه التفاصيل بالتزامن مع حديث ترامب، الذي يخوض غمار الانتخابات الأمريكية المقررة مطلع الشهر المقبل، عن استيائه من تقديم المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة روسيا، التي بدأت عليها حربا متواصلة منذ شباط /فبراير 2022.

وقالت خبيرة في الأمن القومي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إميلي هاردينغ، التي قادت تحقيقا في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية عام 2016، "أحذر أي زعيم عالمي من الثقة في فلاديمير بوتن بشأن أي شيء".

تجدر الإشارة إلى أن حملة ترامب الانتخابية، نفت صحة ما أورده كتاب الصحفي وودوورد حول الاتصالات الهاتفية مع بوتين وإرسال اختبارات كوفيد-19 إلى روسيا بالسر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب بوتين البيت الأبيض روسيا روسيا بوتين البيت الأبيض ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

ترامب دخل البيت الأبيض.. والعالم عند مفترق طرق

أدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وسط مشهد عالمي أكثر تعقيدا مما كان عليه عند بدء رئاسته الماضية.

كان العالم في عام 2017 عندما دخل ترامب البيت الأبيض لأول مرة يشهد صعودًا للقوى غير الغربية، وتراجعا للهيمنة الأمريكية التقليدية.. لكن العالم اليوم يبدو أكثر انقساما واستقطابا؛ فالحرب في أوكرانيا لا تزال مشتعلة، والتوترات في بحر الصين الجنوبي تتفاقم، والشرق الأوسط يغلي على وقع التحولات الجيوسياسية العاصفة التي شهدها خلال حرب طوفان الأقصى. لكن العالم الذي شاهد ترامب وهو يعود ثانية للبيت الأبيض أمس يراقب أولوياته السياسية التي قد تعيد تشكيل ملامح النظام الدولي.

ومنذ حملته الانتخابية، لم يخفِ ترامب عزمه على إعادة إحياء شعاره الشهير «أمريكا أولا»، وهو ما يعني مراجعة التحالفات الدولية، والتعامل مع الحلفاء من منطلق الربح والخسارة، لا القيم والمبادئ المشتركة. هذا التوجه الاستراتيجية من شأنه أن يربك أوروبا التي تعيش خطر الحرب الأوكرانية ويضعها أمام اختبار صعب جدا وهي التي كانت تعتمد على مدى عقود طويلة على المظلة الأمنية الأمريكية. وإذا قرر ترامب تقليص الدعم العسكري والمالي لكييف، أو انسحب مجددًا من التزامات واشنطن تجاه الناتو فإن أوروبا ستعيد أسوأ أربع سنوات في تاريخها الحديث خاصة إذا ما استغلت روسيا توجهات ترامب السياسية في تحقيق أهداف عسكرية في أوكرانيا.

ورغم أن أوروبا أكثر المترقبين لبرنامج ترامب السياسي إلا أن الشرق الأوسط قد يكون الساحة الأكثر تأثرًا بعودة ترامب الذي تنتظره ملفات شائكة بدأ حسم بعضها عشية دخوله البيت الأبيض فيما تبقى أخرى تبحث عن حسم جديد. ولكن حتى هذه الملفات التي انشغل بها ترامب في فترة رئاسته الأولى لم تعد كما كانت. قضية غزة لم تنته وإن بدا أن وقف إطلاق النار وبدء تبادل الأسرى قد أزاح العقبة الأصعب ولكن منطقة الشرق الأوسط تتشكل الآن وفق معطيات جديدة تماما فرضتها حرب غزة.. حتى إيران التي عرفها ترامب في رئاسته الأولى لم تعد كما كانت بعد حرب غزة وبعد أن أعادت تشكيل تحالفاتها مع دول عربية أو مع روسيا.. حتى فيما يخص تخصيب اليورانيوم فإن

إيران أكثر تقدمًا في التخصيب مما كانت عليه في عام 2020 وهي أيضا، أكثر جرأة في تحدي العقوبات. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يذهب نحو مواجهة مباشرة، أو يعيد التفاوض بشروط أكثر صرامة؟

على الجانب الآخر، هناك ملف تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل والذي يتوقع أن يعود له ترامب خلال الأيام القادم مستغلا إرث اتفاقات «أبراهام». لكن أي خطوة في هذا الاتجاه قد تصطدم بتداعيات الحرب الأخيرة في غزة، التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وأثارت موجة غضب في الشارع العربي، وستكون الدول العربية التي قد ترغب في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل أمام حرج شعبي عربي وربما أمام حرج شعبي عالمي بعد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة وسيكون منطقيا ثمن أي تطبيع جديد إعلان دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل.

أما دول الخليج، فستكون في قلب استراتيجية ترامب للطاقة، إذ يسعى إلى تعزيز الإنتاج النفطي الأمريكي لتقليل الاعتماد على الخارج، بينما يواصل الضغط على «أوبك+» لضبط الأسعار وفق المصالح الأمريكية. ولكن هل يمكن لترامب أن يفرض على السعودية التي تتزعم «أوبك+» قرارات لا تتماشى مع تحولاتهما الاقتصادية واستقلالية قراراتهما السياسية؟

لا يمكن تصور أن عودة ترامب يمكن أن تكون مجرد تغيير إداري في البيت الأبيض، بل هي إعادة خلط للأوراق على المسرح الدولي والمسرح الأمريكي الداخلي والذي قد يعمد ترامب إلى إعادة تشكيله عبر بناء مؤسسات جديدة وهدم مؤسسات قائمة.

الحلفاء والخصوم في الداخل والخارج سيعيدون حساباتهم، والأسواق عليها أن تترقب قرارات ترامب وتغريداته منذ اليوم، والعالم أجمع عليه أن يقف عند مفترق طرق، حيث يمكن لسياسات ترامب أن تعيد رسم ملامح النظام الدولي، إما عبر صدامات جديدة، أو عبر إعادة ترتيب الأولويات وفق نهجه «التجاري» في السياسة. الأيام القادمة وحدها ستكشف كيف سيتعامل ترامب مع عالم أكثر تعقيدا مما تركه قبل أربع سنوات.

مقالات مشابهة

  • ترامب: بايدن ترك لي رسالة ملهمة في البيت الأبيض
  • شاهد | ترامب في البيت الأبيض.. السعودية تستعد للتطبيع
  • أول المتضررين من وصول ترامب إلى البيت الأبيض.. كوبا في مرمى العقوبات الأمريكية
  • البيت الأبيض: ترامب يعتزم الانسحاب من «باريس للمناخ»
  • ترامب دخل البيت الأبيض.. والعالم عند مفترق طرق
  • أمريكا عادت.. موقع البيت الأبيض يتفاعل بعد تنصيب ترامب
  • الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب يصل إلى البيت الأبيض
  • ترامب يغادر البيت الأبيض متوجهاً إلى الكونغرس لتأدية اليمين الدستورية
  • الرئيس الأمريكي ترامب يصل إلى البيت الأبيض قبل حفل التنصيب
  • ترامب يصل البيت الأبيض للقاء بايدن