تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم  قداس إحياء الذكرى الليتورجية للقديس يوحنا الـ 23، وهو الحدث الذي شهد الدخول الرسمي للكنيسة الكاثوليكية في الحركة المسكونية.

و عبّر البابا فرنسيس مرة أخرى عن الشوق إلى الوحدة الكاملة بين الطوائف المسيحية. وذلك في الصمت وفي نص العظة الذي سلّمه، في نهاية عشيّة الصلاة المسكونية التي أحيتها جماعة تيزيه في ساحة الشهداء الرومان الأوائل في الفاتيكان، مع المندوبين الإخوة المشاركين في السينودس حول السينودسية والإخوة والأخوات من الكنائس الأخرى.

كتب البابا فرنسيس في عظته " وأنا وهبت لهم ما وهبت لي من المجد". يمكن لهذه الكلمات من صلاة يسوع قبل آلامه أن تشير بشكل خاص إلى الشهداء، الذين تم تمجيدهم للشهادة التي قدّموها للمسيح. في هذا المكان نتذكر الشهداء الأوائل للكنيسة في روما: على دمائهم بُنيت هذه البازيليك، وعلى دمائهم تأسست الكنيسة. عسى أن يعزز هؤلاء الشهداء يقيننا بأننا، باقترابنا من المسيح، نحن نقترب من بعضنا البعض، تعضدنا صلاة جميع القديسين في كنائسنا، المتُحدين من خلال مشاركتهم في السر الفصحي. كما ينص القرار المجمعي في "الحركة المسكونيّة" استعادة الوحدة، الذي نحتفل بالذكرى الستين على صدوره، كلما اقترب المسيحيون من المسيح، اقتربوا من بعضهم البعض أيضًا.

تابع البابا فرنسيس يقول في هذا اليوم، الذي نتذكر فيه افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي طبع الدخول الرسمي للكنيسة الكاثوليكية في الحركة المسكونية، نجتمع مع المندوبين الأخوة، وإخوتنا وأخواتنا من الكنائس الأخرى. لذلك، أستعيد الكلمات التي قالها القديس يوحنا الثالث والعشرون للمراقبين عند افتتاح المجمع: "إنَّ حضوركم الموقر هنا، والتأثُّر الذي يملأ قلبي ككاهن وأسقف في كنيسة الله  يدعوانني لكي أوكل إليكم رغبة قلبي، الذي يتّقد بشوق العمل والألم من أجل اقتراب الساعة التي ستتحقق للجميع فيها صلاة المسيح في العشاء الأخير".  لندخل في صلاة يسوع هذه، ولنجعلها صلاتنا في الروح القدس، مصحوبة بصلوات الشهداء.

أضاف البابا فرنسيس يقول إنَّ وحدة المسيحيين والسينودسيّة هما مرتبطتان. في الواقع، إذا كانت مسيرة السينودسيّة هي المسيرة التي يتوقعها الله من الكنيسة في الألفية الثالثة، فعلينا أن نسيرها مع جميع المسيحيين. إن المسيرة السينودسيّة، هي مسكونيّة يجب أن تكون كذلك، تمامًا كما أن المسيرة المسكونية هي سينودسيّة. في كلتا العمليتين، لا يتعلق الأمر ببناء شيء ما، بقدر ما يتعلق بقبول وجني الثمار من العطيّة التي نلناها. وكيف تظهر عطيّة الوحدة؟ تساعدنا الخبرة السينودسيّة على اكتشاف بعض جوانبها.

تابع البابا يقول الوحدة هي نعمة، وعطيّة غير متوقعة. والرائد الحقيقي لسنا نحن، بل الروح القدس الذي يقودنا نحو شركة أكبر. كما أننا لا نعرف مسبقًا نتيجة السينودس، كذلك لا نعرف بالضبط كيف ستكون الوحدة التي قد دُعينا إليها. يخبرنا الإنجيل أن يسوع، في تلك الصلاة العظيمة، "رفع عينيه نحو السماء": وبالتالي فالوحدة ليست أولاً ثمرة الأرض، بل ثمرة السماء. إنها عطيّة لا يمكننا أن نتوقّع أوقاتها أو أساليبها؛ بل علينا أن نقبلها "بدون أن نضع أي عقبات أمام العناية الإلهية وبدون أن نحكم مسبقًا على الإيحاءات المستقبلية للروح القدس"، كما يقول القرار المجمعي في "الحركة المسكونيّة" استعادة الوحدة. لقد كان الأب بول كوتورييه يقول علينا أن نطلب وحدة المسيحيين "كما يريدها المسيح" و"بالسبل التي يريدها".

أضاف يقول تعليم آخر يأتي من العملية السينودسيّة هو أن الوحدة هي مسيرة: تنضج في الحركة، على طول الطريق. تنمو في الخدمة المتبادلة، في حوار الحياة، وفي التعاون بين جميع المسيحيين الذي "يجعل وجه المسيح الخادم يظهر بوضوح أكبر". ولكن علينا أن نسير حسب الروح؛ أو كما يقول القديس إيريناوس، مثل تُون أَدِيلفُون سِينُودِيا، أي "قافلة من الإخوة". إنَّ الوحدة بين المسيحيين تنمو وتنضج في حج مشترك "وفقًا لإيقاع الله"، مثل حاجّي عماوس اللذين رافقهما يسوع القائم من بين الأموات.

تابع يقول تعليم ثالث هو أن الوحدة هي انسجام. يساعدنا السينودس على إعادة اكتشاف جمال الكنيسة في تنوع وجوهها. لذلك، فالوحدة ليست تطابقًا، ولا ثمرة تسويات أو توازنات دقيقة. إنَّ وحدة المسيحيين هي انسجام في تنوع المواهب التي يثيرها الروح من أجل بناء جميع المسيحيين. إنَّ الانسجام هو طريق الروح، لأنه هو نفسه، كما يقول القديس باسيليوس، انسجام. نحن بحاجة لأن نسير في درب الوحدة بفضل محبتنا للمسيح ومن أجل جميع الأشخاص الذين قد دُعينا لخدمتهم. وعلى هذا الدرب، لا نسمحنَّ للصعوبات بأن توقفنا! وإنما لتكن لدينا الثقة في الروح القدس، الذي يدفع نحو الوحدة في انسجام من تنوع متعدد الألوان.

وأخيرًا، أضاف يقول إن وحدة المسيحيين هي مثل السينودسية، ضرورية لشهادتهم: الوحدة من أجل الرسالة. "ليكونوا بأجمعهم واحدا... ليؤمن العالم". لقد كانت هذه قناعة آباء المجمع عند تأكيدهم أن انقسامنا "يشكل عثرة للعالم ويُضرُّ بأقدس القضايا: إعلان الإنجيل لكلِّ خليقة. لقد ولدت الحركة المسكونية من الرغبة في الشهادة معًا، مع الآخرين وليس بعيدًا عن بعضنا البعض، أو الأسوأ من ذلك ضد بعضنا البعض. في هذا المكان، يذكرنا الشهداء الأوائل أن اليوم، في أماكن عديدة من العالم، يبذل المسيحيون من تقاليد مختلفة حياتهم معًا من أجل الإيمان بيسوع المسيح، ويعيشون مسكونية الدم. إنَّ شهادتهم هي أقوى من أي كلمة، لأن الوحدة تأتي من صليب الرب.

تابع يقول قبل أن نبدأ هذه الجمعية، احتفلنا برتبة توبة. واليوم نعبر أيضًا عن خجلنا لعار انقسام المسيحيين، وعار عدم تقديم شهادة معًا للرب يسوع. هذا السينودس هو فرصة لكي نفعل الأفضل، ونتخطى الجدران التي لا تزال قائمة بيننا. لنركز على الأرضية المشتركة لمعموديتنا المشتركة، التي تدفعنا لكي نصبح تلاميذًا مرسلين للمسيح، برسالة مشتركة. إنَّ العالم يحتاج لشهادة مشتركة، إنَّ العالم يحتاج لأن نكون أوفياء لرسالتنا المشتركة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أمام المصلوب، نال القديس فرنسيس الأسيزي الدعوة لترميم الكنيسة. ليكن صليب المسيح مرشدنا أيضًا، كل يوم، في المسيرة نحو الوحدة الكاملة، في الانسجام بيننا ومع الخليقة كلِّها، لأنه "قَد حَسُنَ لَدى الله أَن يَحِلَّ بِه الكَمالُ كُلُّه. وأَن يُصالِحَ بِه ومِن أَجلِه كُلَّ موجود مِمَّا في الأَرْضِ ومِمَّا في السَّمَوات وقَد حَقَّقَ السَّلامَ بِدَمِ صَليبِه".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس وحدة المسیحیین البابا فرنسیس ة التی من أجل

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس: وحدة النسيج الوطني المصري ممتدة منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم

كتب- محمد أبو بكر:

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الأربعاء، السفير سوشيال كومار لامسال، سفير دولة نيبال بمصر.

تناول حديث قداسة البابا مع ضيفه موضوع الحضارات السبع التي مرت بها مصر عبر تاريخها، مشيرًا إلى قوة العلاقات التي تجمع بين جميع المصريين، ووحدة النسيج الوطني الممتدة منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم. كما أكد على العلاقات الطيبة التي تربط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان، بالإضافة إلى الأزهر الشريف وكافة الكنائس داخل مصر وفي كل العالم.

من جانبه، قدم السفير لامسال لمحة عن دولة نيبال، موضحًا أنها دولة علمانية تحتضن تعددية دينية يعيش أبناؤها في تفاهم وتعايش، على غرار ما تشهده مصر. مشيرًا إلى وجود عدد من المواطنين النيباليين الذين يعملون ويدرسون في مصر.

كما تناول اللقاء دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في خدمة المجتمع النيبالي.

وفي ختام الزيارة، دعا قداسة البابا سعادة السفير إلى زيارة الأديرة القبطية، موضحًا أن مصر شهدت نشأة الرهبنة المسيحية، حيث يعد القديس الأنبا أنطونيوس أول راهب في التاريخ، ويعتبر ديره أول دير في العالم.

اقرأ أيضًا:

الرئيس السيسي عن تهجير الفلسطينيين: "الشعب هيخرج كله في الشارع ليقول لا"

رسميًا.. الإفتاء تعلن موعد أول أيام شهر شعبان

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

البابا تواضروس الثاني السفير سوشيال كومار لامسال سفير دولة نيبال بمصر

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: دفاع النواب: رفض السيسي تهجير الفلسطينيين درس للتاريخ في العزة والكرامة والشرف الأخبار المتعلقة البابا تواضروس الثاني يهنئ الكنيسة القبطية بعيد الغطاس المجيد أخبار نقيب الأشراف مهنئًا بعيد الميلاد: مصر ستظل منارة للوحدة والمحبة أخبار "مستقبل وطن" يهنئ البابا تواضروس والإخوة الأقباط بعيد الميلاد أخبار البابا تواضروس يستقبل المهنئين بعيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

البابا تواضروس: وحدة النسيج الوطني المصري ممتدة منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك سوريا.. أحمد الشرع يتولى رئاسة الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية الرئيس السيسي عن تهجير الفلسطينيين: "الشعب هيخرج كله في الشارع ليقول لا" حظر أجهزة التليفون المحمول الجديدة غير المطابقة للمواصفات الدولية بدءًا من 1 فبراير الرئيس السيسي يوجه رسائل حاسمة بشأن تهجير الفلسطينيين: لا تساهل أبدًا الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه "لن نشارك في هذا الظلم".. نص ما قاله الرئيس السيسي عن مقترح تهجير الفلسطينيين 22

القاهرة - مصر

22 12 الرطوبة: 37% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس: وحدة النسيج الوطني المصري ممتدة منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم
  • البابا تواضروس لسفير نيبال بالقاهرة: وحدة النسيج الوطني المصري ممتدة منذ عهد الفراعنة
  • البابا فرنسيس: لقائي بالمرجع السيستاني مؤشر هام بالنسبة للعالم
  • البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
  • الخازن: كلام البابا فرنسيس عن لبنان نافذة أمل
  • رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي للمريض 2025: الرجاء لا يخيب
  • الأب رفعت بدر يقدم لوحة لكنيسة معمودية المسيح للبابا فرنسيس
  • ترامب يجدد رغبته بنقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن
  • البابا تواضروس وحديث الوحدة الوطنية
  • البابا فرنسيس: الوضع في لبنان سيتغيّر نحو الأفضل