(CNN)-- مستشفى زيف في شمال إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وقد تم تعليق العمليات الجراحية غير العاجلة، وطُلب من الموظفين التحضير للتبرع بالدم عند الحاجة، في حين نقل جميع المرضى بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة إلى تحت الأرض.

والتوقع هنا واضح: إذا انتهى الأمر بإسرائيل إلى إرسال المزيد من القوات إلى جنوب لبنان، فقد يصبح الأمر دموياً.

وفاجأ مستوى المقاومة من جانب حزب الله العديد من المراقبين بالنظر إلى أن إسرائيل قتلت مؤخرًا قيادة الجماعة المدعومة من إيران بالكامل تقريبًا، بما في ذلك زعيمها حسن نصرالله، وفي الوقت نفسه، يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم. وبينما تعترض أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية معظم القذائف، إلا أن بعضها يتسلل، والأربعاء، قُتل مدنيان إسرائيليان عندما سقط صاروخ على مدينة كريات شمونة، وهي بلدة تقع على بعد أميال قليلة من الحدود.

وقال العديد من الجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون حاليًا في لبنان لشبكة CNN، إن التضاريس الجبلية المفتوحة حيث يوجد عدوهم فيها تجعل العملية صعبة.

وقال جندي أرسل إلى غزة من أكتوبر/ تشرين الأول إلى مارس/ آذار، وفي يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، والذي يقاتل الآن في جنوب لبنان، إن الحرب على طول الحدود الشمالية مختلفة تماماً عما شهده في غزة، موضحا أن "التحدي لا يكمن في أن حزب الله مجهز بشكل أكبر من قبل إيران أو لديه المزيد من التدريب، التحدي هو التحول الذهني من أشهر من القتال في منطقة حضرية مقابل القتال في منطقة مفتوحة"، 

وتابع: "حتى المناورات الأساسية - بما في ذلك الطريقة التي يتحرك بها الجنود مختلفة تمامًا".

وبما أنه لا يُسمح لجنود الجيش الإسرائيلي بالتحدث إلى وسائل الإعلام دون إذن رسمي، فإن شبكة CNN لا تنشر اسم الجندي.

وقال مدير المستشفى، سلمان زرقا، لشبكة CNN: "لقد كنا في حالة حرب خلال العام الماضي، ولكن بعد دخول الجيش إلى لبنان، أصبحت خدماتنا وجميع الموظفين جاهزين، لسوء الحظ، للموجة التالية من الضحايا".     

وأضاف الزرقا، وهو جندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي وقائد سابق لمركز الخدمات الطبية التابع للجيش الإسرائيلي: "عندما يكون لديك قتال على الأرض، عادة ما يكون لديك عدد أكبر من الجرحى، ولسوء الحظ، من الجنود القتلى، آمل ألا يحدث ذلك، (لكن) علينا أن نكون مستعدين".

ورغم أن الخسائر في الجانب الإسرائيلي أقل بكثير ومقتصرة في الغالب على العسكريين، إلا أنها ليست قليلة: فقد قُتل ما لا يقل عن 14 جنديًا من الجيش الإسرائيلي، وقال الزرقا لشبكة CNN إن هناك أيضًا تدفقًا مستمرًا للجنود المصابين الذين يأتون إلى المستشفى منذ بدء العملية البرية، وقال إن المستشفى استقبل أكثر من 100 جندي في الأيام القليلة الأولى فقط.

ويعتبر مركز زيف الطبي المستشفى الوحيد في المنطقة والأقرب إلى حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا، بالإضافة إلى مرتفعات الجولان المحتلة. ويستقبل المستشفى في صفد منذ أشهر جرحى جراء النيران العابرة للحدود، بما في ذلك أطفال أصيبوا في الهجوم المميت على مجدل شمس في تموز/ يوليو.

عندما شنت قوات الجيش الإسرائيلي عملية برية ضد جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران في جنوب لبنان الأسبوع الماضي، أصر قادتها على أن أي عمل عبر الحدود سيكون "محدودًا" من حيث النطاق الجغرافي والمدة. لكن الواقع على الأرض يشير إلى أنه ربما تستعد لاحتمال نشوب حرب أكبر بكثير.

وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن وحدات من أربع فرق تقاتل الآن في جنوب لبنان. ولا يكشف الجيش عن أعداد قواته، ولكن يُعتقد أن كل فرقة تتكون من حوالي 10000 إلى 20000 جندي، ووسعت إسرائيل أيضًا أوامر الإخلاء لتشمل ما يقرب من ربع الأراضي اللبنانية، مع نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة.

وقال خبير الأمن الدولي في الجامعة العبرية في القدس، دانيال سوبلمان، إن الجيش الإسرائيلي ظل غامضا عن عمد بشأن نطاق العملية، لافتا إلى أنه "في البداية، قالت إسرائيل إن هذا يهدف فقط إلى التأكد من تدمير جميع البنية التحتية (لحزب الله) على الجانب الآخر من السياج.. لكن الشيء الذي نعرفه جميعا هو أن هذه البنية التحتية لا تتوقف على بضع مئات من الأمتار أو حتى بضعة كيلومترات، بل تمتد على طول الطريق إلى بيروت، إلى شمال لبنان، إلى وادي البقاع. إذا كانت إسرائيل تريد حقا تطهير تلك المنطقة، فسنتطلع إلى عملية طويلة الأمد للغاية".

وتثير فكرة الغزو البري الكبير القلق على جانبي الحدود، حيث تظل ذكريات الحرب الأخيرة في الذاكرة. ويُعرف صراع عام 2006 في إسرائيل باسم "حرب لبنان الثانية" رغم أنها كانت المرة الثالثة التي تعلن فيها إسرائيل علناً أنها دخلت الأراضي اللبنانية، بعد غزوها في عامي 1978 و1982. وانتهت الحرب بطريق مسدود بعد 34 يوماً، وبعد سقوط قتلى يبلغ عددهم نحو 1100 لبناني ونحو 170 إسرائيليا بينهم 120 جنديا.

بالنسبة للبنانيين، فإن الصراع الحالي هو بالفعل أكثر دموية من الحرب الأخيرة. وقُتل أكثر من 1500 شخص في البلاد منذ 16 سبتمبر/ أيلول، عندما كثفت إسرائيل حملتها ضد حزب الله، وفقاً لإحصاء CNN لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.       

وانتقدت عدة منظمات دولية إسرائيل بسبب التصعيد. وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إنه "بينما أطلق حزب الله المزيد من الصواريخ بشكل عشوائي، مما أجبر الآلاف من الإسرائيليين على مغادرة منازلهم، صعدت إسرائيل غاراتها الجوية العشوائية والواسعة النطاق في جميع أنحاء لبنان"، محذرة من أن العنف المتزايد "يزيد من عدم الاستقرار".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: حزب الله الجيش الإسرائيلي بيروت حزب الله حسن نصرالله حصريا على CNN الجیش الإسرائیلی جنوب لبنان بما فی ذلک حزب الله

إقرأ أيضاً:

تحليل لـCNN: سوريا قد تصبح أكبر مكسب استراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط الجديد لنتنياهو

تحليل بقلم مصطفى سالم من شبكة CNN

(CNN)--  بعد ساعات فقط من إطاحة المتمردين الإسلاميين بالديكتاتور السوري بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أطراف مرتفعات الجولان المحتلة، مُطلاً على سوريا، وقال في رسالة مصورة إن هذا السقوط التاريخي سيخلق "فرصاً بالغة الأهمية" لإسرائيل.

مع انزلاق سوريا إلى الفوضى بعد سقوط الأسد، حيث أن شعبها الذي مزقته الحرب يُصارع مستقبلاً غامضاً، وأقلياتها العرقية والدينية تُبدي حذرها من التاريخ "الجهادي" للقيادة الجديدة، رأت حكومة نتنياهو فرصةً سانحة للمضي قدما في مسعاه لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وهو مساعي تتوخى تقسيم سوريا إلى مناطق حكم ذاتي أصغر.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لقادة أوروبيين في اجتماع عُقد في بروكسل الشهر الماضي: "لا يمكن لسوريا المستقرة إلا أن تكون سوريا اتحادية تضمّ مناطق حكم ذاتي مختلفة وتحترم أساليب الحياة المختلفة".

ومنذ هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول وما تلاه من صراعات إقليمية، تباهى نتنياهو مرارًا وتكرارًا بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" لصالح إسرائيل، ويرى التطورات في سوريا نتيجة مباشرة لأفعال إسرائيل، وهو الآن ينتهز الفرصة لتوسيع سيطرته الإقليمية وإنشاء مناطق نفوذ من خلال السعي إلى تحالفات مع الأقليات في أطراف سوريا.

وفي الأيام التي تلت الإطاحة بالأسد، أمر نتنياهو بشن هجوم بري غير مسبوق في سوريا، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى عمق أكبر في البلاد من أي وقت مضى، وأدى إلى قلب 50 عامًا من الوفاق الضمني بين إسرائيل وعائلة الأسد.

وسرعان ما أدى هذا التصعيد إلى التخلي عن تعهد نتنياهو الأولي بممارسة "حسن الجوار" تجاه سوريا الجديدة.

 واستهدفت مئات الغارات الجوية القدرات العسكرية لجيش الأسد لمنع وقوعها في أيدي الجماعات المسلحة، واستولت القوات الإسرائيلية على جبل الشيخ، أعلى قمة في سوريا، وموقع استراتيجي حيوي يطل على إسرائيل ولبنان وسوريا.

 واستهدفت إسرائيل يوم الاثنين مواقع رادار ومراكز قيادة عسكرية في جنوب سوريا، ويوم الخميس استهدفت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق.

وتعهدت إسرائيل بمواصلة عملياتها، حيث صرّح مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN أن بلاده لن تسمح لقوات النظام السوري الجديد بالانتشار في الجنوب، معتبرة إياها تهديدًا للمواطنين الإسرائيليين.

تغيير الحدود

ظلت حدود إسرائيل مع سوريا دون تغيير إلى حد كبير منذ حرب عام 1967، عندما احتلت مرتفعات الجولان السورية وضمتها لاحقًا في خطوة رفضها معظم المجتمع الدولي، لكن أيدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، ولكن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا طمست خطوط تلك الحدود مع استيلائها على المزيد من الأراضي.

 ولم ترسم إسرائيل حدودها بالكامل مع جيرانها.

لمدة نصف قرن، حكم حافظ الأسد وابنه بشار سوريا بقسوة، وتحملا الحروب والثورات والانتفاضات، وأججا المخاوف الطائفية لردع دعوات التغيير.

 وتجنب الأسد الابن المواجهة المباشرة مع إسرائيل، لكنه وفّر لعدوها اللدود، إيران، طرق إمداد رئيسية للجماعات المسلحة التابعة لطهران، وأبرزها "حزب الله" في لبنان، الذي أطلق آلاف الصواريخ على إسرائيل خلال الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

وأطاح الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع - المعروف سابقًا باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، والذي كان مرتبطًا سابقًا بتنظيم القاعدة - بالأسد في هجوم خاطف بدعم تركي قبل توليه السلطة في ديسمبر، وتخلّى عن الزي العسكري التقليدي، وارتدى بدلة وربطة عنق، وصرّح مرارًا لوسائل الإعلام الأجنبية بأنه لا يرغب في مواجهة إسرائيل.

وقالت ناتاشا هول، الزميلة البارزة في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "كان يعتقد أنه يستطيع التودد إلى إسرائيل من خلال طمأنتها بأنه لن يكون هناك عنف على طول حدودها ولن يكون هناك قتال معها لكن إسرائيل تشجعت خلال العام والنصف الماضيين، وبدعم من إدارة ترامب، ولديها طموح أكبر". 

وطاالب نتنياهو بنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا، كما قال إن القوات الإسرائيلية المنتشرة داخل المنطقة العازلة التي فرضتها الأمم المتحدة وخارجها في مرتفعات الجولان بعد سقوط نظام الأسد، ستبقى إلى أجل غير مسمى في الأراضي السورية المحتلة.

وكذلك يقول المسؤولون الإسرائيليون الآن إنه سيكون هناك وجود عسكري إسرائيلي في سوريا "لأجل غير مسمى"، ودعوا إلى حماية الدروز والأكراد السوريين، وهم أقليات مهمة تعيش في جنوب وشمال شرق سوريا على التوالي. 

ويسكن الدروز ثلاث محافظات رئيسية قريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل في جنوب البلاد.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، بعد أن قتلت القوات الموالية للشرع مئات من أفراد الأقلية العلوية ردًا على محاولة أنصار الأسد السيطرة على مدن قرب ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​السوري: "خلع الجولاني (الشرع) جلبابه، وارتدى بدلة، وتظاهر بالاعتدال - والآن نزع القناع وكشف عن هويته الحقيقية: إرهابي جهادي من مدرسة القاعدة، يرتكب فظائع بحق السكان المدنيين".

وأبرزت المذبحة، التي أودت بحياة أكثر من ٨٠٠ شخص من كلا الجانبين، الخطر الذي يتهدد نظام الشرع الهش، في ظل تكثيف الأطراف الإقليمية جهودها لعقد تحالفات مع مختلف الطوائف داخل سوريا.

وإذا نجحت إسرائيل في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في سوريا بدعم من السكان الدروز المحليين، فسيُخضع ذلك أجزاءً كبيرة من جنوب البلاد للنفوذ الإسرائيلي، مما يُمثل أكبر سيطرة إقليمية لإسرائيل في سوريا منذ تأسيسها.

وقال تشارلز ليستر، الزميل البارز ورئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن العاصمة، لشبكة CNN: "هناك خطر حقيقي من أن يؤدي ذلك في النهاية إلى دوامة من التصعيد"، وأضاف: "لم تفعل الحكومة السورية المؤقتة شيئًا ردًا على كل هذه الإجراءات الإسرائيلية، وإذا تغير هذا الوضع، فقد تشتعل الأوضاع".

وفي الأسابيع الأخيرة، اتخذ الشرع موقفًا أكثر صرامة تجاه تحركات إسرائيل، مُدينًا تقدمها باعتباره "توسعًا عدائيًا"، في حين يسعى إلى المصالحة مع الأقليات ذاتها التي تقربت منها إسرائيل.

وبعد يوم من العنف الدموي على الساحل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقّع الشرع اتفاقية تاريخية مع القوات التي يقودها الأكراد لدمجهم في مؤسسات الدولة، ويُقال إنه على وشك توقيع اتفاقية مماثلة مع الدروز في جنوب سوريا.

وذكرت كارميت فالنسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، بأن "تصرفات إسرائيل مدفوعة بقلقها من امتداد الاضطرابات وعدم الاستقرار في سوريا إلى أراضيها".

وقالت فالنسي لـCNN: "ما يحفز إسرائيل هو الخوف من ظهور نظام إسلامي معادٍ لها بالقرب من حدودنا... لقد قرروا عدم الاعتماد على ما يجري الآن، بل التأكد من أنه في حال ظهور أي تهديد، فسيكون موجودًا للحد منه".

 وتابعت: "التصور السائد في إسرائيل هو أنه لا ينبغي الاعتماد على البراغماتية التي يُظهرها الشرع حتى الآن، وأننا يجب أن نكون مستعدين للسيناريو السلبي.

مغازلة الأقليات السورية

في الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو إلى توسيع نفوذ إسرائيل في سوريا، فقد خصَّ دروز سوريا بالحماية، ساعيًا إلى التحالف مع أقلية دينية قد تُحرم من حقوقها على يد الحكام الإسلاميين الجدد في سوريا.

وأوعز نتنياهو وكاتس للجيش الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر "بالاستعداد للدفاع" عن الدروز في سوريا، وقالا إن إسرائيل "لن تسمح للنظام الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء" الدروز.

 وقد يُسمح أيضًا للدروز السوريين بالعمل في مرتفعات الجولان المحتلة.

وعلى الرغم من أن معظم دروز الجولان يُعرّفون أنفسهم بأنهم عرب سوريون ويرفضون دولة إسرائيل، إلا أن بعضهم قبل الجنسية الإسرائيلية.

 وفي إسرائيل، يُطلب من المواطنين الدروز الخدمة في الجيش - على عكس مواطنيهم العرب المسلمين والمسيحيين.

ورفض العديد من أفراد الطائفة الدرزية السورية عرض نتنياهو للدعم منذ سقوط الأسد، وخرجت الحشود إلى شوارع السويداء، وهي مدينة سورية ذات أغلبية درزية، احتجاجًا على دعوته لنزع السلاح من جنوب سوريا، واتهم زعماء إقليميون يمثلون الطائفة إسرائيل بأهداف توسعية.

وحذّر وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي اللبناني الذي يحظى باحترام واسع بين الدروز خارج لبنان، من طموحات إسرائيل الأسبوع الماضي.

وقال في مؤتمر صحفي عُقد في بيروت، الأحد: "إسرائيل تريد استغلال القبائل والطوائف والأديان لمصلحتها الخاصة، إنها تريد تفتيت المنطقة"، وأضاف: "على الدروز توخي الحذر".

ومع ذلك، رحب بعض أفراد المجتمع الدرزي، القلقين من أن يفرض الشرع حكمًا إسلاميًا صارمًا في سوريا، بعرض نتنياهو سرًا، معتبرين إياه ضمانًا للحماية في مستقبل غامض، وفقًا لما ذكره ناشط محلي وصحفي لـCNN.

وفي أعقاب تصريحات نتنياهو، شكّل بضعة آلاف من الدروز فصيلًا مسلحًا يُسمى "المجلس العسكري"، على حد قولهم.

وقال ليستر إن هذه المجموعة "بالكاد تحظى بأهمية تُذكر، هناك فصيل صغير جدًا في السويداء يبدو أنه يُلمح إلى فكرة انفتاحه على نوع من الحماية الخارجية".

كما ترى إسرائيل أكراد سوريا حليفًا محتملًا، ودعت إلى حمايتهم من الحملة العسكرية التركية.

 وتُلقي تركيا باللوم على المسلحين الأكراد السوريين في ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني، وهو جماعة انفصالية مسلحة في تركيا.

وقالت هول: "تكمن مشكلة إقامة تحالفات مع أقليات مسلمة غير سنية أو غير عربية في أن معظم السوريين يرغبون في الوحدة، لذا أعتقد أن إسرائيل ستواصل محاولاتها لخلق التوتر لأن طموحاتها كانت خارجية للغاية، مما أدى إلى نتائج عكسية وخلق لحظة من الوحدة بين السوريين". 

مناطق النفوذ

في حين أن تحركات إسرائيل في سوريا ربما كانت الأكثر وضوحًا، إلا أنها ليست اللاعب الإقليمي أو العالمي الوحيد الذي سعى إلى توسيع نفوذه هناك.

وتعتزم تركيا، التي عارضت نظام الأسد لفترة طويلة وسعت إلى الإطاحة به، توقيع اتفاقية دفاع مع الشرع قد تسمح بنشر طائرات مقاتلة في قاعدتين في وسط سوريا.

وقال ليستر: "لدى تركيا خطط، بإذن من دمشق، لاحتلال قاعدتين جويتين رئيسيتين على الأقل في وسط سوريا، ونشر طائرات مقاتلة في سوريا من أجل فرض بعض مظاهر السيادة السورية، وبالطبع هذا موجه إلى إسرائيل".

وأرسلت المملكة العربية السعودية، حيث وُلد الشرع وقضى سنواته الأولى، طائرةً ملكيةً الشهر الماضي لنقله إلى الرياض لعقد اجتماعات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لفتة جريئة أكدت عزم المملكة على إعادة تأكيد هيمنتها في المنطقة، مع الإشارة إلى تراجع النفوذ الإيراني الهائل في سوريا.

وفي غضون ذلك، فقدت روسيا، التي كان لها دور محوري في إبقاء الأسد في السلطة مقابل وجود عسكري استراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، موطئ قدمها في سوريا. 

وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء الشهر الماضي أنه في ظل عدم وضوح موقف ترامب بشأن سوريا والقلق من تنامي نفوذ تركيا، تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة للسماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية هناك في محاولة لإبقاء البلاد ضعيفة ولامركزية. 

ولم تتمكن CNN من تأكيد التقرير.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الشهر الماضي: "إذا كانت أي قوة أخرى في سوريا اليوم تعتقد أن إسرائيل ستسمح لقوى معادية أخرى باستخدام سوريا كقاعدة عمليات ضدنا، فهي مخطئة تمامًا"، وأضاف: "ستعمل إسرائيل على منع أي تهديد قد ينشأ بالقرب من حدودنا في جنوب غرب سوريا".

أمريكاإسرائيلالسعوديةتركياسورياالإدارة الأمريكيةالجيش الإسرائيليالحكومة الإسرائيليةالحكومة التركيةالحكومة السعوديةالحكومة السوريةبشار الأسدبنيامين نتنياهودونالد ترامبنشر الجمعة، 14 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عن غارة يحمر.. هذا ما قاله الجيش الإسرائيلي
  • قصف واشتباكات بعد مقتل جنود سوريين برصاص مسلحين من لبنان
  • الجيش: عمليات دهم وتوقيف مواطنين في مناطق مختلفة
  • جنود إسرائيليون يطلقون النار عشوائيا في غزة خلال احتفالهم بعيد “المساخر”
  • آخر خبر من الجنوب.. جنود إسرائيليون يدخلون العديسة
  • شهيد وجريح جراء استهداف مسيّرة للعدو الإسرائيلي سيارة في جنوب لبنان
  • جنود إسرائيليون يحوّلون احتفالات المساخر لرعب بإطلاق النار العشوائي في غزة
  • كاتس: الجيش الإسرائيلي باقٍ في 5 مواقع استراتيجية بجنوب لبنان "إلى أجل غير مسمى"
  • تحليل لـCNN: سوريا قد تصبح أكبر مكسب استراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط الجديد لنتنياهو
  • لتعويض النقص بـ«جنود الاحتياط».. الجيش الإسرائيلي ينفّذ استراتيجيات «غير مسبوقة»