حزب الله فاجأ مراقبين.. كواليس عمليات جنوب لبنان وما قاله جنود إسرائيليون لـCNN
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
(CNN)-- مستشفى زيف في شمال إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وقد تم تعليق العمليات الجراحية غير العاجلة، وطُلب من الموظفين التحضير للتبرع بالدم عند الحاجة، في حين نقل جميع المرضى بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة إلى تحت الأرض.
والتوقع هنا واضح: إذا انتهى الأمر بإسرائيل إلى إرسال المزيد من القوات إلى جنوب لبنان، فقد يصبح الأمر دموياً.
وفاجأ مستوى المقاومة من جانب حزب الله العديد من المراقبين بالنظر إلى أن إسرائيل قتلت مؤخرًا قيادة الجماعة المدعومة من إيران بالكامل تقريبًا، بما في ذلك زعيمها حسن نصرالله، وفي الوقت نفسه، يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم. وبينما تعترض أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية معظم القذائف، إلا أن بعضها يتسلل، والأربعاء، قُتل مدنيان إسرائيليان عندما سقط صاروخ على مدينة كريات شمونة، وهي بلدة تقع على بعد أميال قليلة من الحدود.
وقال العديد من الجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون حاليًا في لبنان لشبكة CNN، إن التضاريس الجبلية المفتوحة حيث يوجد عدوهم فيها تجعل العملية صعبة.
وقال جندي أرسل إلى غزة من أكتوبر/ تشرين الأول إلى مارس/ آذار، وفي يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، والذي يقاتل الآن في جنوب لبنان، إن الحرب على طول الحدود الشمالية مختلفة تماماً عما شهده في غزة، موضحا أن "التحدي لا يكمن في أن حزب الله مجهز بشكل أكبر من قبل إيران أو لديه المزيد من التدريب، التحدي هو التحول الذهني من أشهر من القتال في منطقة حضرية مقابل القتال في منطقة مفتوحة"،
وتابع: "حتى المناورات الأساسية - بما في ذلك الطريقة التي يتحرك بها الجنود مختلفة تمامًا".
وبما أنه لا يُسمح لجنود الجيش الإسرائيلي بالتحدث إلى وسائل الإعلام دون إذن رسمي، فإن شبكة CNN لا تنشر اسم الجندي.
وقال مدير المستشفى، سلمان زرقا، لشبكة CNN: "لقد كنا في حالة حرب خلال العام الماضي، ولكن بعد دخول الجيش إلى لبنان، أصبحت خدماتنا وجميع الموظفين جاهزين، لسوء الحظ، للموجة التالية من الضحايا".
وأضاف الزرقا، وهو جندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي وقائد سابق لمركز الخدمات الطبية التابع للجيش الإسرائيلي: "عندما يكون لديك قتال على الأرض، عادة ما يكون لديك عدد أكبر من الجرحى، ولسوء الحظ، من الجنود القتلى، آمل ألا يحدث ذلك، (لكن) علينا أن نكون مستعدين".
ورغم أن الخسائر في الجانب الإسرائيلي أقل بكثير ومقتصرة في الغالب على العسكريين، إلا أنها ليست قليلة: فقد قُتل ما لا يقل عن 14 جنديًا من الجيش الإسرائيلي، وقال الزرقا لشبكة CNN إن هناك أيضًا تدفقًا مستمرًا للجنود المصابين الذين يأتون إلى المستشفى منذ بدء العملية البرية، وقال إن المستشفى استقبل أكثر من 100 جندي في الأيام القليلة الأولى فقط.
ويعتبر مركز زيف الطبي المستشفى الوحيد في المنطقة والأقرب إلى حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا، بالإضافة إلى مرتفعات الجولان المحتلة. ويستقبل المستشفى في صفد منذ أشهر جرحى جراء النيران العابرة للحدود، بما في ذلك أطفال أصيبوا في الهجوم المميت على مجدل شمس في تموز/ يوليو.
عندما شنت قوات الجيش الإسرائيلي عملية برية ضد جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران في جنوب لبنان الأسبوع الماضي، أصر قادتها على أن أي عمل عبر الحدود سيكون "محدودًا" من حيث النطاق الجغرافي والمدة. لكن الواقع على الأرض يشير إلى أنه ربما تستعد لاحتمال نشوب حرب أكبر بكثير.
وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن وحدات من أربع فرق تقاتل الآن في جنوب لبنان. ولا يكشف الجيش عن أعداد قواته، ولكن يُعتقد أن كل فرقة تتكون من حوالي 10000 إلى 20000 جندي، ووسعت إسرائيل أيضًا أوامر الإخلاء لتشمل ما يقرب من ربع الأراضي اللبنانية، مع نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة.
وقال خبير الأمن الدولي في الجامعة العبرية في القدس، دانيال سوبلمان، إن الجيش الإسرائيلي ظل غامضا عن عمد بشأن نطاق العملية، لافتا إلى أنه "في البداية، قالت إسرائيل إن هذا يهدف فقط إلى التأكد من تدمير جميع البنية التحتية (لحزب الله) على الجانب الآخر من السياج.. لكن الشيء الذي نعرفه جميعا هو أن هذه البنية التحتية لا تتوقف على بضع مئات من الأمتار أو حتى بضعة كيلومترات، بل تمتد على طول الطريق إلى بيروت، إلى شمال لبنان، إلى وادي البقاع. إذا كانت إسرائيل تريد حقا تطهير تلك المنطقة، فسنتطلع إلى عملية طويلة الأمد للغاية".
وتثير فكرة الغزو البري الكبير القلق على جانبي الحدود، حيث تظل ذكريات الحرب الأخيرة في الذاكرة. ويُعرف صراع عام 2006 في إسرائيل باسم "حرب لبنان الثانية" رغم أنها كانت المرة الثالثة التي تعلن فيها إسرائيل علناً أنها دخلت الأراضي اللبنانية، بعد غزوها في عامي 1978 و1982. وانتهت الحرب بطريق مسدود بعد 34 يوماً، وبعد سقوط قتلى يبلغ عددهم نحو 1100 لبناني ونحو 170 إسرائيليا بينهم 120 جنديا.
بالنسبة للبنانيين، فإن الصراع الحالي هو بالفعل أكثر دموية من الحرب الأخيرة. وقُتل أكثر من 1500 شخص في البلاد منذ 16 سبتمبر/ أيلول، عندما كثفت إسرائيل حملتها ضد حزب الله، وفقاً لإحصاء CNN لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وانتقدت عدة منظمات دولية إسرائيل بسبب التصعيد. وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إنه "بينما أطلق حزب الله المزيد من الصواريخ بشكل عشوائي، مما أجبر الآلاف من الإسرائيليين على مغادرة منازلهم، صعدت إسرائيل غاراتها الجوية العشوائية والواسعة النطاق في جميع أنحاء لبنان"، محذرة من أن العنف المتزايد "يزيد من عدم الاستقرار".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: حزب الله الجيش الإسرائيلي بيروت حزب الله حسن نصرالله حصريا على CNN الجیش الإسرائیلی جنوب لبنان بما فی ذلک حزب الله
إقرأ أيضاً:
قتيل من الجماعة الإسلامية وآخر من حزب الله في غارتين اسرائيليتين في لبنان
بيروت - قتل قيادي في الجماعة الإسلامية في لبنان الحليفة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعنصر في حزب الله جراء غارتين نفذتهما إسرائيل في بلدة تقع جنوب بيروت وأخرى في جنوب البلاد الثلاثاء 22ابريل2025.
ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تواصل إسرائيل شنّ ضربات دامية تؤكد أنها تستهدف عناصر في الحزب أو "بنى تحتية" عائدة له لا سيما في جنوب لبنان. كذلك، طالت بعض الضربات عناصر في حركة حماس أو فصائل لبنانية متحالفة معها ومع الحزب، تتهمهم الدولة العبرية بالضلوع في المواجهة التي امتدت لأكثر من عام على جانبي الحدود.
وطالت الغارة الأولى الثلاثاء سيارة في قضاء الشوف جنوب بيروت، ما أسفر عن مقتل شخص وفق وزارة الصحة اللبنانية.
ونعت الجماعة الاسلامية في بيان "القيادي الأكاديمي والأستاذ الجامعي الدكتور حسين عزات عطوي"، مضيفة أنه قتل بضربة من مسيّرة اسرائيلية "استهدفت سيارته أثناء انتقاله صباح اليوم الثلاثاء... من منزله في بلدة بعورتا إلى مكان عمله في بيروت".
وكان مصدر أمني لبناني أفاد وكالة فرانس برس بمقتل عطوي "بغارة اسرائيلية على سيارته" في البلدة القريبة من مدينة الدامور الساحلية التي تبعد حوالى 20 كيلومترا عن بيروت.
وأعلن الجيش الاسرائيلي لاحقا أنه "قضى" على عطوي الذي قال إنه شارك في "تخطيط وتنفيذ أنشطة إرهابية من لبنان باتجاه الأراضي الاسرائيلية"، و"نفّذ هجمات صاروخية خلال السنوات الماضية (...)وساهم في محاولات التسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية".
وبحسب المصدر الأمني اللبناني، فإن عطوي رجل دين وقيادي في قوات الفجر، الجناح العسكري في الجماعة الاسلامية، التنظيم الحليف لحماس وحزب الله. وكان يُعرف بنشاطه العسكري ضد اسرائيل منذ سنوات، وسبق أن استهدفته الدولة العبرية خلال مواجهتها الأخيرة مع حزب الله التي امتدت بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى سريان وقف إطلاق النار.
- غارة قرب صور -
وشاهد مصور لفرانس برس في الموقع هيكل السيارة المستهدفة المحترقة تماما، وقد طوّقت وحدات الجيش اللبناني المكان، بينما حضرت فرق الأدلة الجنائية لتفقده.
وخلال الأشهر الأولى من المواجهة بين حزب الله واسرائيل التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تبنّت الجماعة الاسلامية مرارا عمليات إطلاق صواريخ باتجاه شمال الدولة العبرية. وشكلت الجماعة وجناحها العسكري هدفا لضربات إسرائيلية عدة خلال تلك الفترة.
وبعد ساعات من الغارة التي أودت بعطوي، شنّت إسرائيل غارة جديدة في قضاء صور في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل شخص.
وأوردت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن "الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي على بلدة الحنية قضاء صور أدت إلى سقوط شهيد". وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن الغارة استهدفت شاحنة صغيرة ودراجة نارية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قضى على قائد في مجمّع مجدل زون (بلدة في جنوب لبنان) التابع لحزب الله الإرهابي".
وأتت غارتا الثلاثاء بعد يومين من مقتل شخصين الأحد في ضربات جوية إسرائيلية بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وأعلن الجيش أنه هاجم منشأة عسكرية لحزب الله و"قضى" على عنصرين من الحزب المدعوم من إيران.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، يعمل الجيش اللبناني على تفكيك بنى عسكرية تابعة لحزب الله تقع جنوب نهر الليطاني، وهي المنطقة التي نص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الحزب منها في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) فيها.
وأوقعت الضربات الاسرائيلية منذ سريان وقف إطلاق النار 190 قتيلا على الأقل في لبنان، وفق السلطات. وقالت الأمم المتحدة الاسبوع الماضي إن 71 مدنيا على الأقل في عداد القتلى.
وكان الجيش اللبناني أعلن الأربعاء توقيف ضالعين في عمليتي إطلاق صواريخ في آذار/مارس. ولم تتبنَّ أي جهة العمليتين، ونفى حزب الله أي علاقة له.
وفي حين لم يحدد الجيش انتماء الموقوفين، أفاد مصدر أمني الأربعاء بتوقيف ثلاثة منتمين الى حركة حماس التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من لبنان خلال الحرب.
كذلك، أعلن الجيش اللبناني الأحد توقيف أشخاص كانوا يعدّون "لعملية جديدة لإطلاق صواريخ" نحو إسرائيل.
وأضاف في بيان أن قواته دهمت "شقة في منطقة صيدا-الزهراني وضبطت عددا من الصواريخ بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت أشخاصا عدّة متورطين في العملية".