شبكة اخبار العراق:
2024-10-12@10:15:42 GMT

ونحن ضحايا النصر أيضا

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

ونحن ضحايا النصر أيضا

آخر تحديث: 12 أكتوبر 2024 - 11:00 ص بقلم: فاروق يوسف سنة من الدمار المفتوح على الجحيم مرت من غير أن يُتاح لنا التعرف على الحقيقة، حقيقة ما جرى، أو على الأقل كيف يفكر صانعو الحدث؟ ومَن هم؟ وما هي أهدافهم؟ وهل هم صادقون حين يؤكدون أن النصر قادم وقريب؟ ولكن الأجدى البدء بالاستفهام عن الجهة التي ستُهزم لكي يكون النصر محكما.

أكثر من مليوني إنسان وضعوا في المقلاة بغزة. رسم بنيامين نتنياهو خطوط تشردهم على أرضهم. مرة ينتقل بهم من الشمال إلى الجنوب ومرة أخرى يعيدهم إلى الشمال لكن ليس إلى مساكنهم التي لم يبق منها أثر. مليونا إنسان لم يكونوا على علم بقرار الحرب الذي اتخذته حركة المقاومة الإسلامية وهي التي احتكرت تمثيلهم منذ عام 2007. لم تكن المقاومة ملزمة في استفتاء رأي المليونين حين عزلتهم في غزة فصاروا فلسطينيين من غير فلسطين.حين زُج بهم في حروب ست وهذه السابعة لم تكن القضية الفلسطينية سوى شعار هامشي. كانوا مواد للقتل، حطبا جاهزا لنارها. في كل حرب من تلك الحروب لم تكن إسرائيل تترك حجرا على حجر لتتحول غزة إلى مسألة إنسانية. غير أن ذلك لم يمنع من استمرار الصوت العالي الذي يؤكد أن المعنويات لم تنخفض وأن إسرائيل لم تكسر شوكة المقاومة. المقاربة هنا تبدو في أشد حالاتها جنونا.قيادة حماس التي تقيم في الدوحة لم يمسسها ضرر إلا حين ذهب إسماعيل هنية إلى طهران وهي ملهمته الروحية فقُتل. كانت المعنويات عالية. أما أهل غزة وهم أكثر من مليوني إنسان، فمعظمهم أطفال ونساء وشيوخ فليست معنوياتهم قياسا. ما عليهم سوى الانتظار ليروا أن وعد السماء بالنصر سيتحقق. أما مَن أخبر المقاومة بذلك الوعد فتلك مسألة لا تخضع للنقاش.ضحايا النصر في غزة يعرفون أن انتظارهم لن يفضي إلا إلى كذبة. فمَن مات مات وهدأت ظنونه أما مَن بقي حيا فإنه يتعذب لأنه سيشهد فصول المهزلة التي تمزج السخرية بالمأساة . المأساة لا تخلو من السخرية. غالبا ما تسخر التنظيمات والأحزاب العقائدية من الشعوب. هناك دائما لغة متعالية تكشف عن قدر هائل من السخرية. فالشعوب من وجهة نظر العقائديين لا تدرك المغزى البعيد لما يحدث. إنها تهتم بشؤون حياتها المباشرة. ماذا تأكل وأين تعيش وماذا تلبس وهل هناك ماء صالح للشرب أما الكهرباء والخدمات التعليمية والصحية فهي ترف فائض. الشعوب حسب نظريات العقائديين ما عليها سوى أن تنتظر. وبالنسبة إلى منتسبي الشركات الدينية فإن الانتظار قد يمتد إلى الحياة الآخرة.دائما هناك ترحيل لمشكلات الدنيا إلى الآخرة. تلك حكاية يعرفها الجميع. حماس ليست استثناء في ذلك. الاستثناء هنا أن حماس التي أخذت إسرائيليين رهائن حين غزوة السابع من أكتوبر 2023 وعددهم لا يزيد عن الثلاثمئة إنسان كانت قد أخذت في وقت سابق أكثر من مليوني إنسان فلسطيني رهائن وصارت تستعملهم في حروبها. كان نتنياهو سعيدا إذ وجد أمامه حشودا من البشر يمكنه من خلال إبادتها أن يقول لمواطنيه “إنني أنتقم لكم”. كل الذين قتلهم نتنياهو وهم ضحايا حرب لا علاقة لهم بها وهبت حركة حماس كل واحد منهم فرصة أن يكون شهيدا. وتلك منحة لا يحصل عليها المرء بيسر. ما على أهل غزة سوى أن يشكروا “يحيى السنوار” عليها. بدلا من شكر إدوارد سعيد ومحمود درويش وجبرا إبراهيم جبرا وإسماعيل شموط ومنى حاطوم وسواهم من المفكرين والشعراء والفنانين الفلسطينيين صار على أهل غزة أن يشكروا السنوار الذي وهبهم الشهادة.لقد تم اللعب بالمفاهيم بعد أن تمت السيطرة على العقول. ولأن نتنياهو من شاكلة خصومه فإنه لن يوافق على وقف إطلاق النار في غزة، خشية أن تعلن حركة حماس انتصارها على خرائب غزة ومن خلال قبور أهلها. نتنياهو هو الآخر يفكر بطريقة خرافية بمعنويات مواطنيه. غير أن ما خسرته إسرائيل على المستوى البشري لا يمكن مقارنته بما خسره أهل غزة والشيء الأهم ما خسرته فلسطين. لقد وضعت حركة حماس فلسطين على الطاولة الإسرائيلية حين منحت نتنياهو فرصة الانقضاض على المدنيين من سكان غزة. لم يكن كل هذا العنف مبررا إلا إذا كان الهدف منه أبعد مما نراه. وهو القضاء على القضية داخل المجتمع الفلسطيني الذي تشظى وعرف كل أنواع الفرقة ولم يعد في الإمكان جمعه في إطار الدولة الموعودة.ضحايا النصر في غزة يعرفون أن انتظارهم لن يفضي إلا إلى كذبة. فمَن مات مات وهدأت ظنونه أما مَن بقي حيا فإنه يتعذب لأنه سيشهد فصول المهزلة التي تمزج السخرية بالمأساة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: أهل غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش... من الميدان إلى النزوح أيضا

منذ سنوات طويلة وحدّ اليوم لم يبخل الجيش بتقديم دمه وأغلى ما يملك ليحيا لبنان.. تاريخه المشرف أثبت دائمًا ولاءه للوطن الذي ارتفع وعاش بفضل قرابين التضحية التي قدّمتها عناصر استشهدت لاجل هذا الوطن. وعلى الرغم من إمكانات الجيش المحدودة، إلا أن العزيمة، والغيرة الوطنية، أثّرت ولعبت دورها في تاريخ الجيش القديم والمعاصر.   وعلى خطّ العدوان الإسرائيلي الإجراميّ المستمر على قرى وبلدات لبنانية، ومنها العاصمة بيروت، طالت شظايا هذا الهجوم الجيش، إذ أجبرت آلات القتل الإسرائيلية ما يقارب 45 فردًا يرتبطون بالجيش ارتباطًا مباشرا على النزوح من أماكن القصف، ليتحملوا هم أيضا تبعات حرب إجرامية، بعد أزمة اقتصادية كان الجيش من أبرز ضحاياها، ليزيد عبء النزوح تحديًا جديدًا على كاهل المؤسسة العسكرية، خاصة على صعيد العائلات المرتبطة بعناصر الجيش، التي اضطرت لترك منازلها بحثًا عن مناطق أكثر أمانا، وبعيدًا عن مناطق الصراع، التي تشهد حملة تدمير واسعة.   وعلى صعيد النزوح، لا تزال الجهات المعنية تعمل بالقدرات المتوافرة لديها على تأمين مراكز إيواء لكافة النازحين، إذ حسب المعلومات، تم إيواء تقريبًا كافة من نزحوا من الجنوب وبيروت والبقاع. النزوح بطبيعة الحال أثّر على الجيش بشكل مباشر، خاصة وأن عناصر الجيش بمجملهم كانوا يعانون من أزمة اقتصادية خانقة أثّرت على قدرتهم الشرائية، على الرغم من المساعدات المتتالية والدعم الذي كانوا يتلقوه، ما وضع عددًا كبيرًا منهم في موقف صعب خلال هذه الأزمة، خاصة وان معاشهم الشهري لا يكفي قيمة الإيجارات المرتفعة التي تشهدها مناطق النزوح. مصادر تواصل معها "لبنان24" أكّدت أنّ قيادة الجيش استنفرت منذ اللحظة الاولى من خلال لجان طوارئ وُجدت لكي تنظم عملية إيواء عائلات العسكريين، وذلك من خلال مراكز خاصة تم تامينها لهم. وتؤكّد هذه المصادر أن لجانا خاصة موزعة على مختلف المناطق اللبنانية مهمتها تأمين احتياجات العسكر كافة تعمل بشكل متواصل ومن دون أي انقطاع عن الميدان. كما وتم إشغال مراكز خاصة بالجيش كمراكز للإيواء. وتشير المصادر إلى تشكيل لجان أخرى تعمل بشكل يومي على تلقي وتوزيع المساعدات لعناصر وعائلات الجيش في مختلف مراكز الإيواء، عدا عن التقديمات الأخرى التي يستلمها الجيش من قبل الجهات المانحة. وبعيدًا عن المدارس التي يتواجد في داخلها أيضا عدد كبير من عائلات أفراد الجيش، برز من جانب آخر قيام عائلات عدّة في مختلف المناطق اللبنانية باستقبال عائلات افراد الجيش بشكل مجاني داخل بيوتهم. ففي إحدى البلدات الكبرى، تواصل "لبنان24" مع أحد العناصر الذي أشار إلى أنّ عائلة فتحت منزلها بشكل مجاني أمامه وأمام عائلته المكونة من زوجته وابنتيه وأمّه، مشيرا إلى أنّه يتقاسم المنزل مع هذه العائلة التي رفضت أن يغادر لأي مركز إيواء آخر.
والأمر هذا لا يقتصر على عائلة واحدة، إذ علم "لبنان24" أن عددًا من العائلات فتحت منازلها بشكل مجاني أمام عائلات عناصر الجيش، وقرّرت مساندتهم كرد جميل لتضحياتهم التي قدّموها على مدار السنوات. وأكّدت معلومات "لبنان24" أن عددًا كبيرا من الجمعيات قرّر الدخول على خط إغاثة عائلات أفراد الجيش، إذ يتم التنسيق بشكل متواصل لناحية تأمين احتياجات هذه العائلات في ظل الظروف التي يمرون بها.   المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • خطاب النصر في كوالالمبور
  • ذي نيويوركر: نتنياهو يواصل جلب اللعنات علينا وتدخل أمريكا فقط سيوقف حربه
  • الجيش... من الميدان إلى النزوح أيضا
  • نقاش حاد في برلمان الاتحاد الأوروبي.. هل يمكنك أن تدين أفعال نتنياهو التي أدت إلى قتل 40000 شخص؟
  • ارتفاع عدد ضحايا "مذبحة دير البلح" إلى 28 شهيدًا فلسطينيًا
  • المكالمة التي استمرت 50 دقيقه بين نتنياهو وبايدن لمناقشة خطة ضرب إيران
  • مشعل: نتنياهو يعطل وقف العدوان على غزة والعالم يشهد
  • خبير شئون إسرائيلية: إيران "الشماعة" التي يضع نتنياهو عليها "خيبته"
  • ما هي صفقة «الثلاثة أسابيع» التي ستنهي الحرب في غزة؟