هل تتحضّر إسرائيل لاحتلال تركيا وهل عينها على إسطنبول وأنقرة؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
سرايا - لا يقتصر الخطر الإسرائيلي على دُول خط محور المُقاومة فيما يبدو، فحتّى دول التطبيع والسلام، لم تسلم هي الأخرى من تهديد بالاحتلال لأراضيها، وذلك على لسان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والذي قال أنه يطمح بدولة تشمل الأردن، والسعودية، ومصر، ولبنان، والعراق، وتمتد حتى دمشق، وهو أمر يطرح تساؤلات حول من يتنبّه له، ويتصرّف على أساسه فعليًّا على أرض الواقع.
تركيا واحدة من الدول، ورغم علاقاتها الوطيدة مع دولة الاحتلال، تتخوّف على أمنها القومي منها، وتسعى كما يبدو إلى اتخاذ تدابير، في ظل ما يجري الحديث عنه مع نوايا إسرائيلية للتمدّد، ورغبة أمريكية في توسيع مساحة إسرائيل الجغرافية جاءت على لسان المرشح الأمريكي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قدّم بالفعل إحاطة إلى مجلس النواب إلى جانب وزير دفاع تركيا ياشار غولر، بخصوص تدابير أنقرة لحماية الأمن القومي التركي، في ظل احتمال توسّع دائرة الحرب في المنطقة، ولافت أنها كانت جلسة مُغلقة نُوقش فيها ما لا يُراد بثّه إعلاميًّا، ما يطرح تساؤلات حول نوعية وشكل تلك التدابير، وما إذا كانت أنقرة تتخوّف من مطامع إسرائيلية تصل لعدوان إسرائيلي على الأراضي التركية، وهل تستطيع مُواجهتها عسكريًّا؟
وقال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، إن بلاده ترى السياسات التوسعية لإسرائيل تهديدا لأمنها القومي.
ثمّة خشية تركية فعلية إذًا، من مطامع إسرائيلية، عبّر عنها أيضًا حليف الرئيس التركي دولت بهتشلي، والذي قال إن هدف إسرائيل هو أنقرة وإسطنبول وليس بيروت وبغداد، ويضيف أن تركيا مسجلة في أجندة الإرهاب الإسرائيلي الخفية. ودعا بهتشلي في كلمته أمام نواب حزبه، إلى استخدام القوة لوقف العدوان الإسرائيلي.
تتكرّر في تركيا، نغمة الدعوة إلى ضرورة استخدام القوة ضد إسرائيل، هذه النغمة لم تأت فقط على لسان حليف أردوغان، بل على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه، حين قال إن على بلاده أن تكون “قوية جداً، حتى لا تستطيع إسرائيل أن تفعل ما تفعله بالفلسطينيين”، مضيفاً أنها تدخّلت في كل من إقليم ناغورنو قره باخ (الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان) وليبيا و”قد تفعل الشيء نفسه مع إسرائيل”، إذ ليس ثمة ما يمنع ذلك “يكفي فقط أن نكون أقوياء”، وهو الأمر الذي دفع وزير خارجية يسرائيل كاتس للقول إن أردوغان بتهديده للكيان “يسير على خطى صدام حسين”.
تستبعد المُعارضة التركية من جهتها المخاوف التي يُعبّر عنها الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” من إسرائيل، بل إنها تذهب بعيدًا بالقول إن الكيان لا يشكل خطرًا على تركيا، جاء ذلك الموقف على لسان رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزل، ويجد الأخير بأن السلطة تريد أبعاد الأتراك عن مشاكلهم الاقتصادية، وتوجيه البوصلة نحو “الخطر الإسرائيلي”.
تقليل المعارضة التركية من مخاوف الحزب الحاكم، قد لا يتّفق مع فئة عريضة من الأتراك، حيث نتائج استطلاع رأي جديد أجري في عموم البلاد، خلص إلى أن 89,4 في المائة من الأتراك يعتقدون بأن إسرائيل تريد أن تحتل جُزءًا من الأراضي التركية.
الرئيس التركي مُقتنع من جهته تمامًا بأن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تتحرّك من مُنطلق “هذيان الأرض الموعودة”، وتضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان، وتأتي هذه القناعة لعلّها من تصريحات الكيان برغبة “إعادة ترتيب الشرق الأوسط”.
ماذا عن القوات المسلحة التركية، وهل تتّفق مع مواقف الرئيس التركي حول المخاوف من المطامع الإسرائيلية؟، قد تكون الإجابة بالإيجاب، فوزارة الدفاع التركية أكدت أن القوات المسلحة التركية تتابع عن كثب جميع التطورات التي تشهدها المنطقة، وتقوم بتقييمها في إطار إستراتيجية أمنية ذات أبعاد متعددة، وتتخذ كافة التدابير اللازمة، كما أنها مستعدة لتحييد أي خطر أو تهديد يوجّه أو يمكن أن يوجّه إلى تركيا، كما شدّدت في ذات البيان على أن الهجمات الإسرائيلية غير الإنسانية تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط وتهدد الأمن الدولي والاستقرار العالمي والإقليمي.
ولا تقتصر المخاوف التركية على مُهاجمة إسرائيل للأراضي التركية عسكريًّا، بل قد يتجلّى ذلك بإحداث القلاقل وصناعة الإرهاب، وهو ما حذّر منه وزير الدفاع التركي يشار غولر الخميس من تصاعد خطر جر المنطقة الجنوبية من تركيا إلى اضطرابات وصفها بالكبيرة، وقال غولر إن “جهود إسرائيل لنشر إرهاب الدولة والاضطهاد في لبنان بعد فلسطين وقطاع غزة، زادت من خطر جر المنطقة الجنوبية (لتركيا) إلى اضطرابات كبيرة”.
وشدّد وزير الدفاع التركي، على أن “الصراعات الخارجية لا سيما في المنطقة القريبة، وتهديد الإرهاب والصراعات الجيوسياسية تُحتّم على الجيش التركي زيادة جاهزيّته القتالية”.
وبينما التزمت حكومة نتنياهو الصمت، ولم تعلق تطمينًا، سارع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للقول إن تل أبيب “لا تعد أي خطط عسكرية ضد أنقرة”، وأضاف: “أريد أن أوضح أن إسرائيل لم يكن لديها قط أي خطط عسكرية ضد تركيا”. وتابع: “على العكس من ذلك، لدينا احترام كبير لشعب تركيا، وهُم يحترمون شعب إسرائيل كثيرًا”.
وفيما تُعبّر تركيا عن مخاوفها هذه من إسرائيل، وتُطالب بإيقاف الكيان بالقوة، تصمت دول عربية جرى ذِكرها بالاسم كجزء من إسرائيل الكبرى، الأمر الذي يطرح تساؤلات إذا كانت تلك الدول تملك من الخطوات العملية التي ستمنع تحقيق ما وصفه الرئيس أردوغان بهذيان أرض الميعاد!
راي اليوم
إقرأ أيضاً : الكشف عن موعد توجيه "إسرائيل" ضربتها العسكرية “الكبيرة” على إيران - تفاصيلإقرأ أيضاً : قنابل غبية عدلتها "بوينغ" .. جديد استهداف وفيق صفاإقرأ أيضاً : دعم أممي لغوتيريش بعد قرار "إسرائيلي" ضدهالمصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس مجلس النواب تركيا رئيس الرئيس تركيا الرئيس رئيس الشعب الحكومة فلسطين القوات الرئيس الدفاع القوات الدفاع المنطقة تركيا الدولة لبنان فلسطين المنطقة الدفاع المنطقة الرئيس تركيا الرئيس فلسطين ترامب إيران المنطقة الأردن لبنان مجلس النواب تركيا الحكومة الدولة الدفاع غزة الاحتلال الشعب رئيس الرئيس القوات الرئیس الترکی على لسان
إقرأ أيضاً:
غريتا تونبرغ تدعو للتظاهر أمام السفارات التركية والأذرية لوقف تدفق النفط إلى إسرائيل
انضمت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ إلى مجموعة من النشطاء الداعمين لفلسطين، الذين دعوا إلى تنظيم تظاهرات أمام السفارات التركية والأذرية في مختلف أنحاء العالم من أجل وقف تدفق النفط إلى إسرائيل.
اعلانودعت منصات "حظر الطاقة العالمي على فلسطين" و"ألف شاب لأجل فلسطين" و"حظر الطاقة لأجل فلسطين" إلى تنظيم مظاهرات كبيرة أمام السفارات التركية في جميع أنحاء العالم اليوم الاثنين. وذلك بهدف الضغط على الحكومتين التركية والأذرية لوقف تدفق النفط من أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا، من خلال خط أنابيب باكو-تفليس-جيهان المعروف اختصارًا بـ"BTC".
وأشارت تونبرغ إلى أن هذا الخط يزود إسرائيل بالنفط بشكل غير مباشر، وبالتالي فإن هناك حاجة لوقف هذا التدفق حسب تصريحاتها.
ووصفت البلدين -تركيا وأذربيجان- بالـ"متواطئتين" في أعمال العنف الإسرائيلي.
وردا على هذه الادعاءات، نفت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية صحة سماح أنقرة بنقل النفط إلى إسرائيل.
وقالت في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، إن "الادعاءات القائلة بأن النفط تم شحنه من جيهان إلى إسرائيل وأن تركيا سمحت بذلك لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
Relatedغريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكيبعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا تونبرغ كشخصية معادية لليهود لهذا الأسبوعشاهد: اعتقال الناشطة غريتا تونبرغ في أمستردام خلال احتجاج ضد دعم هولندا للوقود الأحفوريوكانت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ قد شاركت في تظاهرة في الدنمارك في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، احتجاجًا على تعاون جامعة كوبنهاغن مع الجامعات الإسرائيلية.
الناشطة غيرتا تونبرغ تحضر مسيرة إضراب المناخ في ميلانو بإيطاليا 11 تشرين الأول أكتوبر 2024Claudio Furlan/LaPresse/APوفي وقت سابق، أطلقت إحدى المنظمات المناهضة لمعاداة السامية على تونبرغ لقب "معادية السامية لهذا الأسبوع"، وجاء ذلك بعد أن اعتقلتها السلطات أثناء مشاركتها في حراك يؤيد فلسطين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يطلب تأجيل شهادته في قضايا الفساد بذريعة الحرب ووزيرة الاستيطان: "غزة جزء من إسرائيل" الرياض تستضيف قمة "جدية" لبحث سبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.. فهل تصغي تل أبيب؟ تركيا: الآلاف يشاركون في تشييع جثمان الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور إزغي إيغي إلى مثواها الأخير تركيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غريتا تونبرغ سفارة النفط أذربيجان اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. نتنياهو يطلب تأجيل شهادته في قضايا الفساد بذريعة الحرب ووزيرة الاستيطان: "غزة جزء من إسرائيل" يعرض الآن Next الرياض تستضيف قمة "جدية" لبحث سبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.. فهل تصغي تل أبيب؟ يعرض الآن Next باريس تنشر الآلاف من رجال الأمن لتأمين مباراة فرنسا وإسرائيل وسط مخاوف من تكرار أحداث أمستردام يعرض الآن Next رغم الحرب.. لماذا قرّر بعض اليهود الأمريكيين المغادرة إلى إسرائيل؟ يعرض الآن Next ثلاثة اتصالات جديدة بين ترامب ونتنياهو.. و"التهديد الإيراني" على الطاولة اعلانالاكثر قراءة المحكمة الجنائية الدولية تفتح تحقيقًا ضد كريم خان بسبب "سلوك غير لائق".. ما القصة؟ مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هو الهجوم الأكبر منذ بداية الحرب.. 34 طائرة أوكرانية مسيّرة فوق سماء موسكو اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما إسبانيا: غضب شعبي عارم في فالنسيا واحتجاجات تطالب باستقالة المسؤولين اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024إسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةدونالد ترامبحزب اللهأمستردام/سكيبوللبنانغزةمعاداة الساميةضحايااحتجاجاتالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024