سرايا - لا يقتصر الخطر الإسرائيلي على دُول خط محور المُقاومة فيما يبدو، فحتّى دول التطبيع والسلام، لم تسلم هي الأخرى من تهديد بالاحتلال لأراضيها، وذلك على لسان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والذي قال أنه يطمح بدولة تشمل الأردن، والسعودية، ومصر، ولبنان، والعراق، وتمتد حتى دمشق، وهو أمر يطرح تساؤلات حول من يتنبّه له، ويتصرّف على أساسه فعليًّا على أرض الواقع.





تركيا واحدة من الدول، ورغم علاقاتها الوطيدة مع دولة الاحتلال، تتخوّف على أمنها القومي منها، وتسعى كما يبدو إلى اتخاذ تدابير، في ظل ما يجري الحديث عنه مع نوايا إسرائيلية للتمدّد، ورغبة أمريكية في توسيع مساحة إسرائيل الجغرافية جاءت على لسان المرشح الأمريكي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.



وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قدّم بالفعل إحاطة إلى مجلس النواب إلى جانب وزير دفاع تركيا ياشار غولر، بخصوص تدابير أنقرة لحماية الأمن القومي التركي، في ظل احتمال توسّع دائرة الحرب في المنطقة، ولافت أنها كانت جلسة مُغلقة نُوقش فيها ما لا يُراد بثّه إعلاميًّا، ما يطرح تساؤلات حول نوعية وشكل تلك التدابير، وما إذا كانت أنقرة تتخوّف من مطامع إسرائيلية تصل لعدوان إسرائيلي على الأراضي التركية، وهل تستطيع مُواجهتها عسكريًّا؟


وقال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، إن بلاده ترى السياسات التوسعية لإسرائيل تهديدا لأمنها القومي.
ثمّة خشية تركية فعلية إذًا، من مطامع إسرائيلية، عبّر عنها أيضًا حليف الرئيس التركي دولت بهتشلي، والذي قال إن هدف إسرائيل هو أنقرة وإسطنبول وليس بيروت وبغداد، ويضيف أن تركيا مسجلة في أجندة الإرهاب الإسرائيلي الخفية. ودعا بهتشلي في كلمته أمام نواب حزبه، إلى استخدام القوة لوقف العدوان الإسرائيلي.


تتكرّر في تركيا، نغمة الدعوة إلى ضرورة استخدام القوة ضد إسرائيل، هذه النغمة لم تأت فقط على لسان حليف أردوغان، بل على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه، حين قال إن على بلاده أن تكون “قوية جداً، حتى لا تستطيع إسرائيل أن تفعل ما تفعله بالفلسطينيين”، مضيفاً أنها تدخّلت في كل من إقليم ناغورنو قره باخ (الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان) وليبيا و”قد تفعل الشيء نفسه مع إسرائيل”، إذ ليس ثمة ما يمنع ذلك “يكفي فقط أن نكون أقوياء”، وهو الأمر الذي دفع وزير خارجية يسرائيل كاتس للقول إن أردوغان بتهديده للكيان “يسير على خطى صدام حسين”.


تستبعد المُعارضة التركية من جهتها المخاوف التي يُعبّر عنها الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” من إسرائيل، بل إنها تذهب بعيدًا بالقول إن الكيان لا يشكل خطرًا على تركيا، جاء ذلك الموقف على لسان رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزل، ويجد الأخير بأن السلطة تريد أبعاد الأتراك عن مشاكلهم الاقتصادية، وتوجيه البوصلة نحو “الخطر الإسرائيلي”.


تقليل المعارضة التركية من مخاوف الحزب الحاكم، قد لا يتّفق مع فئة عريضة من الأتراك، حيث نتائج استطلاع رأي جديد أجري في عموم البلاد، خلص إلى أن 89,4 في المائة من الأتراك يعتقدون بأن إسرائيل تريد أن تحتل جُزءًا من الأراضي التركية.


الرئيس التركي مُقتنع من جهته تمامًا بأن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تتحرّك من مُنطلق “هذيان الأرض الموعودة”، وتضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان، وتأتي هذه القناعة لعلّها من تصريحات الكيان برغبة “إعادة ترتيب الشرق الأوسط”.


ماذا عن القوات المسلحة التركية، وهل تتّفق مع مواقف الرئيس التركي حول المخاوف من المطامع الإسرائيلية؟، قد تكون الإجابة بالإيجاب، فوزارة الدفاع التركية أكدت أن القوات المسلحة التركية تتابع عن كثب جميع التطورات التي تشهدها المنطقة، وتقوم بتقييمها في إطار إستراتيجية أمنية ذات أبعاد متعددة، وتتخذ كافة التدابير اللازمة، كما أنها مستعدة لتحييد أي خطر أو تهديد يوجّه أو يمكن أن يوجّه إلى تركيا، كما شدّدت في ذات البيان على أن الهجمات الإسرائيلية غير الإنسانية تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط وتهدد الأمن الدولي والاستقرار العالمي والإقليمي.


ولا تقتصر المخاوف التركية على مُهاجمة إسرائيل للأراضي التركية عسكريًّا، بل قد يتجلّى ذلك بإحداث القلاقل وصناعة الإرهاب، وهو ما حذّر منه وزير الدفاع التركي يشار غولر الخميس من تصاعد خطر جر المنطقة الجنوبية من تركيا إلى اضطرابات وصفها بالكبيرة، وقال غولر إن “جهود إسرائيل لنشر إرهاب الدولة والاضطهاد في لبنان بعد فلسطين وقطاع غزة، زادت من خطر جر المنطقة الجنوبية (لتركيا) إلى اضطرابات كبيرة”.


وشدّد وزير الدفاع التركي، على أن “الصراعات الخارجية لا سيما في المنطقة القريبة، وتهديد الإرهاب والصراعات الجيوسياسية تُحتّم على الجيش التركي زيادة جاهزيّته القتالية”.


وبينما التزمت حكومة نتنياهو الصمت، ولم تعلق تطمينًا، سارع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للقول إن تل أبيب “لا تعد أي خطط عسكرية ضد أنقرة”، وأضاف: “أريد أن أوضح أن إسرائيل لم يكن لديها قط أي خطط عسكرية ضد تركيا”. وتابع: “على العكس من ذلك، لدينا احترام كبير لشعب تركيا، وهُم يحترمون شعب إسرائيل كثيرًا”.


وفيما تُعبّر تركيا عن مخاوفها هذه من إسرائيل، وتُطالب بإيقاف الكيان بالقوة، تصمت دول عربية جرى ذِكرها بالاسم كجزء من إسرائيل الكبرى، الأمر الذي يطرح تساؤلات إذا كانت تلك الدول تملك من الخطوات العملية التي ستمنع تحقيق ما وصفه الرئيس أردوغان بهذيان أرض الميعاد!

 

 

راي اليوم 

إقرأ أيضاً : الكشف عن موعد توجيه "إسرائيل" ضربتها العسكرية “الكبيرة” على إيران - تفاصيلإقرأ أيضاً : قنابل غبية عدلتها "بوينغ" .. جديد استهداف وفيق صفاإقرأ أيضاً : دعم أممي لغوتيريش بعد قرار "إسرائيلي" ضده

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الرئيس مجلس النواب تركيا رئيس الرئيس تركيا الرئيس رئيس الشعب الحكومة فلسطين القوات الرئيس الدفاع القوات الدفاع المنطقة تركيا الدولة لبنان فلسطين المنطقة الدفاع المنطقة الرئيس تركيا الرئيس فلسطين ترامب إيران المنطقة الأردن لبنان مجلس النواب تركيا الحكومة الدولة الدفاع غزة الاحتلال الشعب رئيس الرئيس القوات الرئیس الترکی على لسان

إقرأ أيضاً:

تركيا تستعين بجمعية مصدّرين لوقف ما تبقى من تجارة مع إسرائيل

طلبت الحكومة التركية من إحدى أكبر جمعيات المصدرين بالبلاد المساعدة في فرض حظر على التجارة مع إسرائيل، وهو ما أدى إلى إبطاء تدفق السلع في الأشهر الماضية، وفق ما نقلت رويترز عن 3 مصادر مطلعة.

وتواجه أنقرة انتقادات شعبية بسبب احتمال استمرار حركة التجارة مع إسرائيل نظرا لارتفاع الصادرات إلى الأراضي الفلسطينية منذ قرار الحظر في مايو/أيار الماضي، وذكرت المصادر أن تلك الانتقادات دفعت الحكومة إلى اللجوء لجمعية المصدّرين المركزيين في الأناضول.

فحوصات إضافية

وقالت المصادر إن وزارة التجارة طلبت من الجمعية أن تطلب المزيد من الفحوصات والموافقات على الشحنات، بما في ذلك التدقيق مع السلطات الفلسطينية.

وقال أحد المصادر -وهو من جمعية المصدّرين- إن النظام الجديد بدأ في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما تسبب في تراكم الشحنات.

وأضاف أن "القلق الرئيسي كان بشأن استمرار وصول البضائع إلى إسرائيل، لذلك هناك تغيير في إجراءات التصدير إلى فلسطين".

وردا على طلب للتعليق من رويترز، قالت وزارة التجارة إن البضائع لا يتم شحنها إلا إذا وافقت عليها السلطات الفلسطينية بموجب آلية تجارية ثنائية، مضيفة أن "الوجهة هي فلسطين والمستورد فلسطيني".

وحسب بيانات رسمية صادرة عن معهد الإحصاء التركي، فإن تركيا -التي تعد من أشد المنتقدين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة– أوقفت صادراتها إلى إسرائيل منذ مايو/أيار الماضي، من متوسط شهري بلغ 380 مليون دولار في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.

لكن في الوقت نفسه قفزت الصادرات إلى الأراضي الفلسطينية -والتي يتعين أن تمر عبر إسرائيل- بنحو 10 أمثال إلى متوسط شهري بلغ 127 مليون دولار في الفترة من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول، من 12 مليون دولار فقط في الأشهر الأربعة الأولى من العام، وفقا للبيانات.

نظام جديد

قالت جمعية المصدّرين الأتراك إن أهم البضائع التي خرجت من الموانئ التركية إلى الأراضي الفلسطينية في الأشهر القليلة الماضية هي صلب وإسمنت وماكينات ومواد كيميائية.

وأثارت قفزة في هذه الصادرات الشكوك في أن ثمة تحايلا على الحظر التجاري، مما أشعل فتيل احتجاجات في الشوارع شككت في إحدى السياسات الرئيسية التي فرضتها حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمعارضة الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة.

وسعى نواب المعارضة في البرلمان أيضا إلى الحصول على إجابات.

وقبل أيام، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده قطعت التجارة والعلاقات مع إسرائيل، وأنها تقف مع فلسطين حتى النهاية.

وقال أردوغان "تشكل القيود التجارية والحظر على إسرائيل شكلا من أشكال النضال".

وتطرق الرئيس التركي إلى مزاعم استمرار بلاده في تجارتها مع إسرائيل، مشددا على أن هدف تلك المزاعم هو إضعاف الحكومة الحالية في تركيا.

وذكر أردوغان أن تركيا هي الدولة التي أبدت أقوى رد في العالم على ظلم إسرائيل، واتخذت خطوات ملموسة، بما في ذلك وقف التعاملات التجارية معها.

وقال وزير التجارة عمر بولات هذا الشهر إن سلعا بقيمة ملياري دولار تقريبا من إجمالي قيمة التجارة السنوية بين تركيا وإسرائيل والبالغة 6.5 مليارات دولار كان يشتريها فلسطينيون في نهاية المطاف قبل الحظر.

وذكر بولات أمام البرلمان الأسبوع الماضي أن وزارة الاقتصاد الفلسطينية تفحص كل الشحنات.

وقالت وزارة التجارة التركية إن الموافقات الفلسطينية تمر بعد ذلك عبر نظام إلكتروني، لكن الإقرارات الجمركية تتطلب موافقات منفصلة.

وتعد جمعية المصدّرين المركزيين في الأناضول مظلة تضم تحتها مجموعات من المصدرين في قطاعات محددة.

وقالت المصادر إن كل مجموعات المصدّرين كانت توافق سريعا من قبل على الشحنات بدون أي استفسارات.

وقال مصدران إن الجمعية هي جهة رئيسية لمنح الموافقات بموجب التعليمات الجديدة للحكومة، مضيفين أنه يتعين على الجمعية أولا تأكيد تلقيها معلومات عن الصادرات المقترحة، بما يشمل موافقة السلطات الفلسطينية، ثم توافق على طلب منفصل للتصدير.

وقال المصدر الأول إن النظام يعمل حاليا، لكنه أبطأ من ذي قبل بسبب ما يستلزمه من فحوصات.

وتظهر بيانات الجمعية أن الصادرات إلى الأراضي الفلسطينية ارتفعت 543% في أول 10 أشهر من العام مقارنة بالعام السابق، ولم ترتفع في أول 4 أشهر قبل فرض الحظر على التجارة مع إسرائيل إلا بنسبة 35% فقط.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد التركية تصدر تحذيرا لمن يقل وزنهم عن 58 كيلو في إسطنبول
  • الأرصاد التركية تصدر التحذير الأصفر لـ49 مدينة بما في ذلك إسطنبول
  • لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة التركي توافق على مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا
  • وزير التجارة التركي يكشف عن اتفاق لزيادة التبادل التجاري مع العراق
  • جلطة أم بلع لسان؟.. حزن في الأردن بعد وفاة طالب بشكل مفاجئ
  • دبابات العدو تسابق هوكشتاين وضغط لاحتلال الخيام
  • إردوغان: لم نسمح للرئيس الإسرائيلي بعبور الأجواء التركية
  • أردوغان يعترف: منع طائرة الرئيس الإسرائيلي من استخدام المجال الجوي التركي
  • تركيا تستعين بجمعية مصدّرين لوقف ما تبقى من تجارة مع إسرائيل
  • زيارة سرية لرئيس الشاباك الإسرائيلي إلى تركيا لبحث ملف المفاوضات مع حماس