مع حلول يوم الغفران، أقدس أيام التقويم اليهودي، دخلت إسرائيل، عصر الجمعة، حالة إغلاق شبه شامل، فيما أبقت قواتها في حالة تأهب قصوى.

ويأتي إحياء هذا اليوم المقدس لدى اليهود، وسط ظروف استثنائية بإسرائيل التي تجد نفسها في حالة حرب نشطة للمرة الأولى منذ عام 1973، في ظل استمرار حربها ضد حماس في غزة وحزب الله، شمالا، وتصاعد التوترات مع إيران، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ويوم الغفران، المعروف بالعبرية باسم "يوم كيبور"، أقدس يوم في التقويم اليهودي ويحلّ في العاشر من شهر "تشري" العبري، وهو عادة ما يصادف سبتمبر أو أكتوبر في التقويم الميلادي.

ويعتبر هذا اليوم "سبت الأسبات" في اليهودية، حيث يصوم البالغون لمدة 25 ساعة ويقضون معظم وقتهم في الصلاة والتأمل داخل المعابد، وخلاله تتوقف معظم الأنشطة العامة في إسرائيل، ويُمنع العمل تماما. 

وضمن إجراءاتها الخاصة بإحياء هذا اليوم، وضعت السلطات الإسرائيلية أنظمة إنذار خاصة لتحذير السكان من الهجمات الصاروخية المحتملة، بعد أن شهدت الساعات الأولى من العطلة،  إطلاق أكثر من 120 صاروخا على شمال البلاد، تم اعتراض معظمها دون وقوع إصابات.

وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات للمواطنين بشأن الاستعداد للطوارئ، داعية إلى ضمان وصولهم الفوري لأنظمة الإنذار المتخصصة، المصممة لتنبيههم من مخاطر محددة كهجمات الصواريخ، أو لإصدار تحذيرات شاملة في حال تصاعد النزاع.

كما تم توجيه المواطنين لتفعيل قنوات بث خاصة على أجهزة الراديو والتلفزيون، والتي ستبقى صامتة، لكنها ستنقل صفارات الإنذار من الصواريخ بصوت عالٍ وبشكل فوري عند الضرورة.

ماذا وراء الخلاف بين بايدن ونتانياهو حول حجم الرد الإسرائيلي على إيران؟ عاصمة القرار | ماذا وراء الخلاف بين بايدن ونتانياهو حول حجم الرد الإسرائيلي على إيران؟

ورغم "حالة الحرب"، التزمت إسرائيل بتقاليد يوم الغفران، إذ أُغلق مطار بن غوريون الدولي للرحلات الجوية في الساعة 2:00 مساء، الجمعة، مع جدولة إعادة فتحه مساء السبت. 

وخلال هذه الفترة، أُغلق المجال الجوي الإسرائيلي أمام جميع الرحلات، بما فيها العابرة. كما أُغلقت المعابر الحدودية، على أن يُعاد فتحها، نهاية السبت.

وتوقفت حركة النقل العام بالكامل، مع إيقاف القطارات في الساعة 1:00 مساء، والحافلات  داخل المدن وبينها. ومن المقرر استئناف خدمات القطار، صباح الأحد، بينما ستعود الحافلات للعمل تدريجياً مساء السبت.

وبحلول مساء الجمعة، خلت الشوارع من السيارات نظرا للمكانة الفريدة لهذا اليوم.

ويشهد يوم الغفران، صمتا إذاعيا وإعلاميا كاملا، لكن هذه المرة، وفي خروج عن المألوف، تقف وسائل الإعلام الإسرائيلية على أهبة الاستعداد لتغطية أي تطورات كبيرة مرتبطة بالحرب، وفقا لفرانس برس.

وخاضت إسرائيل حربا للمرة الأولى في "يوم الغفران" خلال الحرب العربية الإسرائيلية التي أعقبت قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وفي عام 1973، خلال "يوم الغفران"، شنت مصر وسوريا هجوما ضد الجيش الإسرائيلي من الغرب على طول قناة السويس حتى هضبة الجولان. تكبّد الطرفان خسائر فادحة، حيث قُتل الآلاف من الجنود.

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه يعزز تواجده في الضفة الغربية بعدة فصائل قتالية إضافية لحراسة المستوطنات والحاجز الأمني، بعد تقييم حديث للوضع.

وفي سياق متصل، أصدر الحاخام الأكبر السفاردي، تعليمات للجنود المشاركين في القتال بعدم الصيام، خلال يوم الغفران، مؤكدا أن إنقاذ الأرواح يأخذ الأولوية على الشعائر الدينية.

وكانت الشرطة الإسرائيلية أيضا في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء البلاد، وسط موجة أخيرة من سلسلة حوادث الطعن.

تحليل: 4 خيارات أمام إسرائيل لضرب إيران قالت مجلة "ذي إيكونوميست" إن بنيامين نتنياهو واجه معارضة قانونية مرتين على الأقل في عامي 2010 و 2011 لضرب إيران، ولم يحصل على التفويض اللازم من مجلس الوزراء، لكن الطريق اليوم معبدة أمامه ولن يواجه مشكلة في الحصول على التفويض اللازم لتنفيذ ضربة على طهران. صلوات من أجل الرهائن

وفي تل أبيب، احتشد المئات في "ساحة الرهائن" للصلاة من أجل الإسرائيليين المختطفين منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، خلال الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل.

وألقت شاي ديكمان، قريبة إحدى الضحايا التي قتلت في الأسر، كلمة دعت فيها إلى تحويل مشاعر الأسف إلى إجراءات ملموسة، حسبما نقلته "أسوشيتد برس".

وقالت ديكمان: "اليوم هو يوم للتفكير في كيفية التصرف بشكل مختلف لتجنب مثل هذه الفظائع. نحتاج إلى صفقة تنقذ حياة الرهائن الآخرين الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم".

وعبر المشاركون الآخرون في الوقفة، عن أملهم في أن تلهم روح يوم الغفران الجهود المبذولة لإنهاء معاناة الرهائن وعائلاتهم.

وأسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 عن 1206 قتلى في إسرائيل، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. 

وتشمل هذه الحصيلة الرهائن الذين قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة. ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية للجيش ردا على الهجوم عن سقوط 42126 قتيلا على الأقل في القطاع المحاصر والمدمر وفق آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحماس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: یوم الغفران

إقرأ أيضاً:

الإعلام العبري يكشف عن أساليب تجنيد إيران للجواسيس في إسرائيل

كشف الباحث الإسرائيلي المختص بالشأن الإيراني، إلياهو يوسيان، عن تفاصيل شبكة التجسس الإيرانية داخل إسرائيل، محذرًا من أن هذا يشكل تهديدًا خطيرًا ومتزايدًا. 

وأوضح أن المعلومات التي تم كشفها حتى الآن تشير إلى وجود 16 حالة تجسس موثقة على الأقل، لكن يعتقد أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، وفقا لما ذكرته القناة 14 العبرية.

وقال يوسيان: "إنها شبكة تجسس منظمة تعمل ليس فقط داخل إسرائيل، بل أيضًا في مناطق أخرى حول العالم.. الإيرانيون يمتلكون مهارات متطورة في تجنيد الأشخاص، ونحن نلاحظ زيادة في عدد الإسرائيليين الذين يقعون في فخهم ليصبحوا عملاء لإيران."

وحسب تصريحاته، فإن أساليب التجنيد الإيرانية تشمل استخدام المنصات الرقمية، وتقديم عروض عمل وهمية، والتلاعب بالهويات، وفي بعض الحالات ممارسة الضغط والتهديد على عائلات المجندين. 

وأضاف قائلاً: "إيران تستثمر موارد ضخمة في هذه الأنشطة، وهذا ليس تهديدًا افتراضيًا، بل هو واقع يحدث الآن."

وتطرق يوسيان أيضًا إلى الاحتمالات المتعلقة بهجوم إيراني مباشر على إسرائيل، مؤكدًا أن الوضع في طهران معقد. 

وأوضح: "من الناحية الجغرافية والاقتصادية، إيران غير قادرة على خوض حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل، وبالتالي تركز على استراتيجيات بديلة مثل الحروب بالوكالة، الهجمات الإلكترونية، وتجميع شبكات التجسس."

وأكد يوسيان على ضرورة استعداد إسرائيل لأي سيناريو محتمل، قائلاً: “ردنا يجب أن يكون حازمًا وصريحًا؛ من ينضم إلى شبكات التجسس الإيرانية يجب أن يدرك أنه يوقع على حكم إعدام، إن لم يكن قانونيًا، فعمليًا.”

وفي ختام تصريحاته، شدد يوسيان على ضرورة أن تتحرك إسرائيل بشكل حاسم لمواجهة هذا التهديد: "إيران لا تريح نفسها أبدًا، ونحن لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالتهاون.. يجب على كل من يتعرض لمحاولات تجنيد إيرانية أن يبلغ السلطات، ويجب أن يكون هناك رد واضح لا لبس فيه تجاه أي عمل إيراني."

وأشار إلى أن التعامل مع شبكات التجسس الإيرانية ليس مجرد مسألة استخباراتية، بل هو جزء من الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران.

مقالات مشابهة

  • الإعلام العبري يكشف عن أساليب تجنيد إيران للجواسيس في إسرائيل
  • تقرير: خبراء صواريخ روس توجهوا إلى إيران خلال مواجهة إسرائيل
  • MEE: كيف طبع الإسرائيليون مصطلحات إبادة الفلسطينيين بدون خجل؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • مواقيت الإفطار والإمساك والصلاة في محافظة مطروح اليوم الإثنين
  • سيامة كاهن جديد لإيبارشية سيدني بأستراليا
  • موعد أذان المغرب في القليوبية اليوم الاثنين 3 رمضان
  • إسرائيل تعتقل مواطنا بتهمة التجسس لصالح إيران
  • النصر يغادر إلى إيران لمواجهة الاستقلال بغيابات بارزة أبرزها كريستيانو رونالدو
  • وول ستريت جورنال”صحيفة: مصر طلبت من حماس تسليم الصواريخ والقذائف.. بماذا ردت الحركة؟