نقود بحجم الجبال.. تعرف على قصة أغرب نظام مالي في العالم
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
في عالمنا المعاصر، تُستخدم العملات الورقية والمعدنية في كل زاوية من زوايا الكوكب، لكن في جزيرة «ياب» النائية بميكرونيزيا، تدور الحكاية بشكل مختلف تمامًا.. تخيل أن تشتري احتياجاتك اليومية باستخدام صخور ضخمة تُسمى «أحجار الراي»، التي يزن بعضها أطنانًا.
فعلى تلك الجزيرة تلعب هذه الرواسب الجيرية دور العملات منذ مئات السنين، وتُعتبر رمزًا للقيمة والمكانة، فكلما كانت عملية تشكيلها ونقلها أصعب كلما زادت قيمتها، ما يُثير الفضول حول طريقة عمل هذا النظام العجيب الذي يُشبه الأساطير.
الرواسب الجيرية أو الصخور، تُعدّ من العملات الرائجة في جزيرة «ياب»، بولاية ميكرونيزيا المتحدة غرب المحيط الهادي، منذ سنوات طويلة، وهو ما دفع القرويين على الجزيرة إلى نحت أحجار ضخمة أطلقوا عليها «أحجار راي»؛ لتقوم بمهمة النقود المعروفة في العصر الحديث.
أحجار الراي، من أضخم أشكال العملة في العالم القديم، والذي توارثها الأجيال عبر الزمن، إذ كان يصل وزنها إلى 8 أطنان، فحجم الحجر يفرق في حساب القيمة، لأنّه كلّما زادت الصعوبة في تشكيل الحجر ونقله، كانت قيمته كبيرة، وفق ما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
الأحجار مهر العروسوعلى الرغم من أنّ «الراي» العملة المستخدمة في جزيرة «ياب»، فإنّه كان لا يستخدم سوى في مهر العروس وغيرها من المعاملات التي تتطلب دفع أموال كثيرة، إضافة إلى استخدامها في عمليات الشراء اليومية، وتختلف الكمية بحسب القيمة أيضًا.
يصل عدد العملات من أحجار الراي المتداولة في الجزيرة، إلى 13 ألف قرص، ويتراوح قطرها بين 30 سم و3.50 متر، وتحدد قيمتها بحسب حجمها، ووفق علماء الأنثروبولوجيا، فإنّهم لم يستطيعوا تحديد موعد ظهور تلك الأحجار في الجزيرة، إلا أنّها تعود إلى العالم القديم.
بعد اكتشاف تلك الأحجار، قارن العديد من خبراء الاقتصاد بين الراي والذهب، ومنهم ميلتون فريدمان، حينما كتب ورقة عن تلك المقارنة في عام 1991، حول النظام النقدي في الجزيرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عملات عملة ورقية عملة معدنية الراي
إقرأ أيضاً:
"مزرعة الفراولة" في حتا.. إطلالة مستدامة بين أحضان الجبال
تعد مزرعة حتا النموذجية للفراولة المملوكة للمواطن خلفان حميد المطيوعي، وجهة زراعية مستدامة تستقطب المستثمرين والسياح، وتقدم نموذجاً حياً على إصرار أبناء الإمارات على ارتقاء قمم التميز، ودليل مثمر على جهود شبابها المبدعين في مختلف المجالات لا سيما المجال الزراعي من خلال ما يقدمونه من أفكار ومشاريع لزيادة إنتاجية القطاع الزراعي والتوسّع في إنتاج الغذاء محلياً.
عامان فقط على إنشاء المزرعة أثبتت خلالهما ريادتها في مجال السياحة الخضراء التي تشكل شعاراً لحملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة والتي انطلقت بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.مزرعة حتا النموذجية للفراولة التي تم إنشاؤها في عام 2022 تتضمن حقلين أحدهما مكشوف بلغ عدد الشتلات المزروعة فيه 6000 شتلة، والآخر زجاجي بإجمالي عدد شتلات 1870 شتلة، مع تميزها بتوفير الجهد والوقت والماء وتحافظ على البيئة، وتساعد على الزراعة المستدامة بتقنية مبتكرة، تنبع من نقاء وجمال الطبيعة.
وما يجعل هذه المزرعة وجهة مفضلة للسياح والزائرين الأجواء الريفية البِكر التي يضفيها المكان بين سلاسل الجبال، مقرونة باللمسات العصرية التي تتيحها المرافق الملحقة بالمزرعة؛ فلا يكتفي الزوار بالاستمتاع بجمال الفراولة الغضة في أرجاء المزرعة، بل يمكنهم الاستمتاع بعصير طازج بعد قطاف الثمار بأيديهم ثم وزنها لشرائها، أو يستمع برؤية صناعة "آيس كريم" الفراولة أو كيك الفراولة أمام عينيه.
إضافة إلى ذلك، يمكن لزوار المزرعة أثناء تجوالهم في المزرعة الاستمتاع بجلسات هادئة وتذوق المشروبات الساخنة والباردة بنكهة الفراولة التي يتم إعدادها طازجة في الوقت نفسه، فضلاً عمّا تقدمه المزرعة من منتجات تشمل التين والعصائر الطبيعية.
يذكر أن المشروع حظي بزيارة كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في فبراير (شباط) 2023 على هامش زيارته، لمنطقة حتا، حيث أثنى خلال الزيارة على فكرة المزرعة النموذجية للفراولة ودورها في جذب السياح والزوار من مرتادي المنطقة، الذين يأتوا إلى المزرعة للاستمتاع بما تقدمه لهم.
وتشكل المزرعة النموذجية للفراولة، الفكرة الإبداعية الرائدة في ميدان السياحة الخضراء بين أحضان الطبيعة الخلابة قرب سد حتا، علامة فارقة على استثمار الموارد الطبيعية باحترافية وعصرية وباستخدام أحدث التقنيات الزراعية التي تجد فيها العائلات والزوار نافذة ممتعة للهروب من زحمة الحياة اليومية، فضلاً عن دورها في تقليل البصمة الكربونية، وتقليص التأثير البيئي، وعدم الإسراف في استعمال المياه والطاقة، وتوظيف التكنولوجيا، مع تبنّي التقنيات الزراعية المتقدمة وأحدث وسائل التكنولوجيا الذكية واستخدام أساليب الزراعة في البيوت البلاستيكية والزراعة المائية لضمان بقاء المحصول على مدار العام.