تطور خطير أثار موجة تنديد.. اليونيفيل وسط الاشتباكات في لبنان
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
أثار استهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" في لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي، موجة من التنديد الدولية، فيما دعا زعماء أوروبيون لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل للضغط على إسرائيل على خفض تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أصيبا، الجمعة، في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة الخاص بهما في جنوب لبنان، بينما هزت انفجارات القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في المنطقة للمرة الثانية بغضون 48 ساعة وسط مواجهات بين القوات الإسرائيلية وجماعات حزب الله.
ووصفت "اليونيفيل" إصابة اثنين من قواتها بـ "التطور الخطير"، مضيفة أنه يجب ضمان أمن أفراد قوة الأمم المتحدة وممتلكاتها.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالهجوم على أفراد الأمم المتحدة في وقت سابق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من قوات حفظ السلام أصيبا بنيران إسرائيلية في أثناء اشتباك مع جماعة حزب الله. وأوضح أن القوة تلقت تحذيرا قبل ساعات من الهجوم وطلب منها التواجد في أماكن محمية. وقالت الأمم المتحدة إن المصابين من سريلانكا.
ويقع برج المراقبة الذي تعرض لإطلاق نار إسرائيلي، الجمعة، في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة.
وذكرت اليونيفيل أن جرافة إسرائيلية أسقطت أيضا حواجز في مواقع للأمم المتحدة بالقرب من الخط الأزرق الذي يمثل الحدود بين لبنان وإسرائيل، بينما تحركت دبابات إلى منطقة مجاورة.
ماذا يقول القانون الدولي؟بول مرقص، أستاذ القانون الدولي قال إن القانون الدولي يلزم "الأطراف المرتبطة بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، أن تحترم هذه قوات اليونفيل ووجودها وصلاحيتها، والامتناع عن أي أعمال عدائية أو استفزازية بحقها".
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمرة خاضاها صيف 2006. وينص القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
ولفت مرقص وهو مقيم في بيروت في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" إلى أن ما وقع من إسرائيل تجاه اليونفيل ليست الأعمال العدائية الأولى بحقها، وأضاف أن إسرائيل استهدفت قوة الأمم المتحدة منذ بداية الأحداث الأخيرة أربع مرات على الأقل، بما يشكل خرقا مباشرا للقرار 1701.
وفي نيويورك، قال داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل توصي بانتقال قوة اليونيفيل لمسافة خمسة كلم شمالا "لتجنب الخطر مع تصاعد القتال".
ويرى أن إسرائيل تريد إبعاد قوات اليونفيل لمسافة إضافية داخل العمق اللبناني، أو حتى الإطاحة بعمل هذه القوات واستباحة المناطق التي تراقبها على الحدود حتى تسيطر عليها إسرائيل.
وقال مرقص إن إسرائيل "لا يحق لها إعادة تمركز القوات بخمسة كلم للداخل اللبناني"، مشيرا إلى أنها تتواجد في نقاط "محددة لا تخضع لإرادة منفردة لأي من الفرقاء".
مندي صفدي، عضو مركزي في حزب الليكود، رفض الاتهامات التي تطال إسرائيل بأنها تستهدف قوات حفظ السلام.
ورغم اعتراف الجيش الإسرائيلي بإصابة شخصين من اليونفيل، قال صفدي في حديثه لبرنامج "الحرة الليلة" إن "التحقيق لم ينته، وهناك أبعاد كثيرة وأسباب لإطلاق النار في هذه المنطقة تحديدا".
وقال إن إسرائيل لم تطلب ابتعاد اليونفيل عن مناطقه لاحتلالها، بل لـ "حماية حياة جنود اليونفيل، الذين منذ وجودهم لا يقومون بواجبهم".
ولفت صفدي إلى أنه مثلما طلب الجيش الإسرائيلي "من المواطنين اللبنانيين الانتقال لمناطق آمنة، طلب من اليونفيل الانتقال لمنطقة آمنة"، مؤكدا أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة "لا تستطيع أن تغير أي شيء على أرض الواقع في وقت الحرب".
وذكر أن إسرائيل طلبت عبر القنوات الرسمية في الأمم المتحدة نقل هذه القوات، ومن "يريد أن يبقى ويكون ضحية لاعتداءات حزب الله، ليكن به".
من يحمي قوات حفظ السلام؟وقال الخبير القانوني مرقص، أن حماية القوات الأممية تقع مسؤوليته على "مجلس الأمن الدولي، الذي يحتاج لإلزام إسرائيل بعدم التعرض لقوات الأمم المتحدة، ويعود للأمين العام للأمم المتحدة أن يطلب انعقاد مجلس الأمن".
ويعتقد أن إسرائيل تمارس نوعا من "القمع" تجاه الأمم المتحدة وأمينها العام، الذي أصدرت قرارا يحظر دخوله لإسرائيل.
وأصيب اثنان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من إندونيسيا، الخميس، بعد سقوطهما من برج مراقبة أُصيب بقذيفة دبابة إسرائيلية، وبعد ذلك قالت إسرائيل إن قواتها فتحت النار في مكان قريب، وإن مسلحي حزب الله كانوا ينشطون في مناطق قريبة من مواقع اليونيفيل.
وتضم قوة اليونيفيل أكثر من 10 آلاف فرد، ومن بين أكبر المساهمين فيها إيطاليا وفرنسا وماليزيا وإندونيسيا والهند.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إنه يطلب من إسرائيل عدم استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال الصراع مع جماعة حزب الله اللبنانية.
وحث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، نظيره الإسرائيلي على ضمان سلامة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
نددت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا الجمعة باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوة "اليونيفيل" وقالت إن مثل هذه الهجمات "غير مبررة" ويجب "أن تنتهي على الفور".
وعبرت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهي أكبر المساهمين الأوروبيين في اليونيفيل من حيث عدد الأفراد، في بيان مشترك عن "غضبها" بعد إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: "تمثل هذه الهجمات انتهاكا خطيرا لالتزامات إسرائيل بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وبموجب القانون الدولي الإنساني".
وأضافت في البيان "نذكر أنه يتعين حماية جميع قوات حفظ السلام ونكرر إشادتنا بالالتزام المستمر والضروري لقوات وأفراد اليونيفيل في هذا السياق الصعب للغاية".
وفي بيان منفصل دعا زعماء تسع دول بالاتحاد الأوروبي مطلة على البحر المتوسط الجمعة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط.
وقال زعماء دول منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان والبرتغال في بيان مشترك "نسعى إلى وقف إطلاق نار فوري على طول الخط الأزرق وإرسال المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب إلى لبنان"، وذلك في إشارة إلى خط ترسيم حدود وضعته الأمم المتحدة ويفصل الأراضي اللبنانية عن الإسرائيلية وعن هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
دعوات لوقف بيع الأسلحة لإسرائيلدعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث الجمعة المجتمع الدولي إلى التوقف عن بيع أسلحة لإسرائيل، وندد بالهجمات الإسرائيلية على قوة "يونيفيل".
ونشرت إسبانيا 650 جنديا لحفظ السلام في لبنان في حين يقود المهمة جنرال إسباني.
وقال سانتشيث، بعد اجتماعه مع البابا فرنسيس في الفاتيكان "اسمحوا لي في هذه المرحلة أن أنتقد وأندد بالهجمات التي تنفذها القوات المسلحة الإسرائيلية على بعثة الأمم المتحدة في لبنان".
وأضاف أن إسبانيا أوقفت بيع أسلحة لإسرائيل في أكتوبر 2023، ودعا العالم إلى اتخاذ الإجراء ذاته لمنع مزيد من التصعيد في المنطقة.
من جانبه جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة دعوته إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في قطاع غزة ولبنان، مضيفا أنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لإنهاء الصراعين الدائرين بين إسرائيل من ناحية وحركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومتين من إيران من ناحية أخرى.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في قبرص في ختام قمة "ميد9" التي تجمع دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط "هذه ليست بأي حال من الأحوال دعوة لنزع سلاح إسرائيل... بل دعوة لوقف أي زعزعة للاستقرار في هذا الجزء من العالم".
وفرنسا ليست من كبار موردي الأسلحة لإسرائيل، إذ صدرت إليها معدات عسكرية بقيمة 30 مليون يورو (33 مليون دولار) العام الماضي، وفقا لتقرير صادرات الأسلحة السنوي الصادر عن وزارة الدفاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قوة الأمم المتحدة المؤقتة قوات حفظ السلام فی الجیش الإسرائیلی القانون الدولی للأمم المتحدة فی جنوب لبنان الخط الأزرق أن إسرائیل مجلس الأمن فی لبنان حزب الله من قوات
إقرأ أيضاً:
الأونروا: اقتحام إسرائيل مركز قلنديا للتدريب انتهاك غير مسبوق لامتيازات الأمم المتحدة
أكد مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية «رولاند فريدريك»، أن اقتحام القوات الإسرائيلية مركز قلنديا للتدريب التابع للأونروا، يمثل انتهاكا خطيرا لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة، واصفا الحادثة بأنها تطور غير مسبوق، الأمر الذي أثر على مئات الشباب الذين يتلقون التدريب في مركز التدريب المهني.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد رولاند فريدريك، أن هذا الحادث يأتي في أعقاب اعتماد الكنيست الإسرائيلي قانونين، من شأن أحدهما أن يوقف عمل الوكالة في الأرض الفلسطينية المحتلة، فيما يحظر الآخر على المسؤولين الإسرائيليين التواصل مع الأونروا.
وقال إن هذه القوانين تتعارض مع الالتزامات الدولية لإسرائيل وتعيق قدرة الأونروا على التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، وخاصة فيما يتعلق بقضايا الوصول والحماية في الضفة الغربية. وقد أصبح هذا العجز عن التنسيق مشكلة، خاصة مع نزوح 40 ألف فلسطيني مؤخرا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكد أنه من الواضح أن هذه القوانين تتعارض مع التزامات إسرائيل كدولة عضو، يحتوي مـيثاق الأمم المتحدة على أحكام واضحة للغاية وما هو متوقع من دولة عضو، إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها والتي تنص بطبيعة الحال على الالتزام بحماية منشآت الأمم المتحدة وضمان احترام الامتيازات والحصانات، وتمديد التأشيرات وما إلى ذلك. وأعتقد أن هذا يمثل إشكالية كبيرة من حيث ما يقوله القانون الدولي، وكذلك فيما يتعلق بعملنا على الأرض.
وأشار فريدريك إلي التزام وكالة الأونروا بمواصلة خدماتها، بما فيها التعليم لخمسين ألف طفل والرعاية الصحية لنصف مليون مريض في الضفة الغربية، وبرامج التعليم الطارئة لنحو مائتي ألف طفل في غزة. كما أكد على عدم وجود بدائل لمرافق الأونروا، وخاصة مركز تدريب قلنديا.
وقال إن الأمر أكثر إشكالية لدينا الآن وضعا غير مسبوق للنزوح القسري في شمال الضفة الغربية، مع نزوح أكثر من 40 ألف شخص بسبب العمليات المكثفة لقوات الأمن الإسرائيلية منذ 21 يناير. وهذا لم يحدث قط في تاريخ الضفة الغربية منذ الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967.
وأضاف: «هناك أمر واحد واضح للغاية، لا يوجد بديل لهذه الخدمات الشبيهة بالخدمات الحكومية في الضفة الغربية التي تقدمها الأونروا قبل إنشاء دولة فلسطينية». كما سلط الضوء على تأثير العمليات الإسرائيلية المستمرة على وصول الأطفال إلى التعليم.
وقال المسؤول الأممي نحن نقدم في الوقت الحالي مساعدات نقدية وخدمات إغاثية لأكثر من 200 ألف فلسطيني ضعيف، بعضها بتنسيق وثيق مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى. وأشار إلى أنه لا يوجد بديل لمركز تدريب قلنديا حيث نقدم هذا التدريب المهني للمتدربين البالغ عددهم 350 الذين سيأتون من الضفة الغربية، هذه هي منشأة التدريب التي تديرها الأونروا منذ الخمسينيات. ولا يوجد بديل لهذه المنشآت عندما ننظر إلى الوضع في الضفة الغربية بسبب العملية الإسرائيلية الجارية، هناك تأثير مباشر للغاية على قدرة الأطفال على الوصول إلى التعليم. بسبب النزوح في شمال الضفة الغربية وبسبب العمليات الجارية، هناك 13 مدرسة في أربعة مخيمات لاجئين لا تعمل منذ 21 يناير.
هذا يعني حوالي 5 آلاف طفل لا يستطيعون الوصول إلى التعليم الآن وهم نازحون ويقيمون مع عائلاتهم، لافتا إلي أنه ليس من السهل الوصول إلى جميع الأطفال وعائلاتهم وهم بالطبع مشردون ومصدومون.
اقرأ أيضاًبعد التصريحات الأمريكية الأخيرة.. هل تستجيب إسرائيل للولايات المتحدة بشأن الهدنة في غزة؟
أبو الغيط يستنكر تصريحات اسرائيلية غير مسئولة بشأن السعودية
ابو الغيط يشارك في منتدى حوارات روما المتوسطية ويؤكد: اسرائيل تريد ابتلاع كل الارض الفلسطينية