أثار استهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" في لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي، موجة من التنديد الدولية، فيما دعا زعماء أوروبيون لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل للضغط على إسرائيل على خفض تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أصيبا، الجمعة، في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة الخاص بهما في جنوب لبنان، بينما هزت انفجارات القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في المنطقة للمرة الثانية بغضون 48 ساعة وسط مواجهات بين القوات الإسرائيلية وجماعات حزب الله.

ووصفت "اليونيفيل" إصابة اثنين من قواتها بـ "التطور الخطير"، مضيفة أنه يجب ضمان أمن أفراد قوة الأمم المتحدة وممتلكاتها.

الجيش الإسرائيلي طلب من اليونيفيل نقل قواتهم . أرشيفية

وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالهجوم على أفراد الأمم المتحدة في وقت سابق.

وقال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من قوات حفظ السلام أصيبا بنيران إسرائيلية في أثناء اشتباك مع جماعة حزب الله. وأوضح أن القوة تلقت تحذيرا قبل ساعات من الهجوم وطلب منها التواجد في أماكن محمية. وقالت الأمم المتحدة إن المصابين من سريلانكا.

ويقع برج المراقبة الذي تعرض لإطلاق نار إسرائيلي، الجمعة، في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة.

وذكرت اليونيفيل أن جرافة إسرائيلية أسقطت أيضا حواجز في مواقع للأمم المتحدة بالقرب من الخط الأزرق الذي يمثل الحدود بين لبنان وإسرائيل، بينما تحركت دبابات إلى منطقة مجاورة.

ماذا يقول القانون الدولي؟ قوات اليونيفيل تتواصل مع السلطات على جانبي الخط الأزرق

بول مرقص، أستاذ القانون الدولي قال إن القانون الدولي يلزم "الأطراف المرتبطة بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، أن تحترم هذه قوات اليونفيل ووجودها وصلاحيتها، والامتناع عن أي أعمال عدائية أو استفزازية بحقها".

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمرة خاضاها صيف 2006. وينص القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

ولفت مرقص وهو مقيم في بيروت في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" إلى أن ما وقع من إسرائيل تجاه اليونفيل ليست الأعمال العدائية الأولى بحقها، وأضاف أن إسرائيل استهدفت قوة الأمم المتحدة منذ بداية الأحداث الأخيرة أربع مرات على الأقل، بما يشكل خرقا مباشرا للقرار 1701.

وفي نيويورك، قال داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل توصي بانتقال قوة اليونيفيل لمسافة خمسة كلم شمالا "لتجنب الخطر مع تصاعد القتال".

تحذير من مخاطر تهدد قوات حفظ السلام في لبنان تحذير من مخاطر تهدد قوات حفظ السلام في لبنان

ويرى أن إسرائيل تريد إبعاد قوات اليونفيل لمسافة إضافية داخل العمق اللبناني، أو حتى الإطاحة بعمل هذه القوات واستباحة المناطق التي تراقبها على الحدود حتى تسيطر عليها إسرائيل.

وقال مرقص إن إسرائيل "لا يحق لها إعادة تمركز القوات بخمسة كلم للداخل اللبناني"، مشيرا إلى أنها تتواجد في نقاط "محددة لا تخضع لإرادة منفردة لأي من الفرقاء".

مندي صفدي، عضو مركزي في حزب الليكود، رفض الاتهامات التي تطال إسرائيل بأنها تستهدف قوات حفظ السلام.

حقائق بشأن "الخط الأزرق" بين إسرائيل ولبنان يشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيدا داميا، لتكرر الأمم المتحدة تعبيرها عن "القلق العميق" إزاء زيادة كثافة تبادل إطلاق النار عبر "الخط الأزرق" الخميس، محذرة من خطر "اندلاع حرب واسعة النطاق".

ورغم اعتراف الجيش الإسرائيلي بإصابة شخصين من اليونفيل، قال صفدي في حديثه لبرنامج "الحرة الليلة" إن "التحقيق لم ينته، وهناك أبعاد كثيرة وأسباب لإطلاق النار في هذه المنطقة تحديدا".

وقال إن إسرائيل لم تطلب ابتعاد اليونفيل عن مناطقه لاحتلالها، بل لـ "حماية حياة جنود اليونفيل، الذين منذ وجودهم لا يقومون بواجبهم".

واشنطن تحث إسرائيل على ضمان سلامة اليونيفيل قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، إنه حث نظيره الإسرائيلي على ضمان سلامة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بعد أن قالت إن اثنين من أفرادها أصيبا في جنوب لبنان.

ولفت صفدي إلى أنه مثلما طلب الجيش الإسرائيلي "من المواطنين اللبنانيين الانتقال لمناطق آمنة، طلب من اليونفيل الانتقال لمنطقة آمنة"، مؤكدا أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة "لا تستطيع أن تغير أي شيء على أرض الواقع في وقت الحرب".

وذكر أن إسرائيل طلبت عبر القنوات الرسمية في الأمم المتحدة نقل هذه القوات، ومن "يريد أن يبقى ويكون ضحية لاعتداءات حزب الله، ليكن به".

من يحمي قوات حفظ السلام؟ قوات "اليونيفيل" وصلت لبنان في 23 مارس 1978 ـ صورة أرشيفية.

وقال الخبير القانوني مرقص، أن حماية القوات الأممية تقع مسؤوليته على "مجلس الأمن الدولي، الذي يحتاج لإلزام إسرائيل بعدم التعرض لقوات الأمم المتحدة، ويعود للأمين العام للأمم المتحدة أن يطلب انعقاد مجلس الأمن".

ويعتقد أن إسرائيل تمارس نوعا من "القمع" تجاه الأمم المتحدة وأمينها العام، الذي أصدرت قرارا يحظر دخوله لإسرائيل.

وأصيب اثنان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من إندونيسيا، الخميس، بعد سقوطهما من برج مراقبة أُصيب بقذيفة دبابة إسرائيلية، وبعد ذلك قالت إسرائيل إن قواتها فتحت النار في مكان قريب، وإن مسلحي حزب الله كانوا ينشطون في مناطق قريبة من مواقع اليونيفيل.

وتضم قوة اليونيفيل أكثر من 10 آلاف فرد، ومن بين أكبر المساهمين فيها إيطاليا وفرنسا وماليزيا وإندونيسيا والهند.

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إنه يطلب من إسرائيل عدم استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال الصراع مع جماعة حزب الله اللبنانية.

مع تصاعد حدة القتال.. ما هو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الخاص بلبنان؟ مع تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وازدياد عمليات قصف الأخير لمناطق متفرقة في لبنان، وسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، كثر الحديث مؤخرا عن ضرورة العودة لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بشأن لبنان وضرورة تطبيقه على أرض الواقع.

وحث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، نظيره الإسرائيلي على ضمان سلامة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

نددت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا الجمعة باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوة "اليونيفيل" وقالت إن مثل هذه الهجمات "غير مبررة" ويجب "أن تنتهي على الفور".

وعبرت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهي أكبر المساهمين الأوروبيين في اليونيفيل من حيث عدد الأفراد، في بيان مشترك عن "غضبها" بعد إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة.

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: "تمثل هذه الهجمات انتهاكا خطيرا لالتزامات إسرائيل بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وبموجب القانون الدولي الإنساني".

توسيع أهداف الحرب و"منطقة عازلة" مع لبنان.. ماذا تريد إسرائيل الآن؟ قررت السلطات الإسرائيلية توسيع أهداف الحرب لتشمل عودة مواطني الشمال إلى منازلهم قرب الحدود مع لبنان، في خطوة يمكن اعتبارها بمثابة خطوة تمهيدية لاحتمال شن هجوم ضد حزب الله اللبناني الذي يتبادل مع إسرائيل الضربات على مدار عام تقريبا.

وأضافت في البيان "نذكر أنه يتعين حماية جميع قوات حفظ السلام ونكرر إشادتنا بالالتزام المستمر والضروري لقوات وأفراد اليونيفيل في هذا السياق الصعب للغاية".

وفي بيان منفصل دعا زعماء تسع دول بالاتحاد الأوروبي مطلة على البحر المتوسط الجمعة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط.

وقال زعماء دول منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان والبرتغال في بيان مشترك "نسعى إلى وقف إطلاق نار فوري على طول الخط الأزرق وإرسال المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب إلى لبنان"، وذلك في إشارة إلى خط ترسيم حدود وضعته الأمم المتحدة ويفصل الأراضي اللبنانية عن الإسرائيلية وعن هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

دعوات لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات برية محدودة ضد أهداف وبنى تحتية لحزب الله في جنوب لبنان

دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث الجمعة المجتمع الدولي إلى التوقف عن بيع أسلحة لإسرائيل، وندد بالهجمات الإسرائيلية على قوة "يونيفيل".

ونشرت إسبانيا 650 جنديا لحفظ السلام في لبنان في حين يقود المهمة جنرال إسباني.

وقال سانتشيث، بعد اجتماعه مع البابا فرنسيس في الفاتيكان "اسمحوا لي في هذه المرحلة أن أنتقد وأندد بالهجمات التي تنفذها القوات المسلحة الإسرائيلية على بعثة الأمم المتحدة في لبنان".

وأضاف أن إسبانيا أوقفت بيع أسلحة لإسرائيل في أكتوبر 2023، ودعا العالم إلى اتخاذ الإجراء ذاته لمنع مزيد من التصعيد في المنطقة.

بيان مشترك لفرنسا وإيطاليا وإسبانيا: الهجمات على اليونيفيل "غير مبررة" نددت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، الجمعة، باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

من جانبه جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة دعوته إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في قطاع غزة ولبنان، مضيفا أنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لإنهاء الصراعين الدائرين بين إسرائيل من ناحية وحركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومتين من إيران من ناحية أخرى.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في قبرص في ختام قمة "ميد9" التي تجمع دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط "هذه ليست بأي حال من الأحوال دعوة لنزع سلاح إسرائيل... بل دعوة لوقف أي زعزعة للاستقرار في هذا الجزء من العالم".

وفرنسا ليست من كبار موردي الأسلحة لإسرائيل، إذ صدرت إليها معدات عسكرية بقيمة 30 مليون يورو (33 مليون دولار) العام الماضي، وفقا لتقرير صادرات الأسلحة السنوي الصادر عن وزارة الدفاع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوة الأمم المتحدة المؤقتة قوات حفظ السلام فی الجیش الإسرائیلی القانون الدولی للأمم المتحدة فی جنوب لبنان الخط الأزرق أن إسرائیل مجلس الأمن فی لبنان حزب الله من قوات

إقرأ أيضاً:

السعودية تقدم عرضا جديدا لصنعاء حول اتفاق السلام.. تطور مهم

رئيس وفد صنعاء ووزير الدفاع السعودي (وكالات)

في خطوة جديدة تسعى من خلالها السعودية لإعادة إحياء العملية السياسية في اليمن، أعلنت المملكة عن عرض جديد لجماعة الحوثيين، وذلك في ظل تصاعد المخاوف من تداعيات استئناف العمليات العسكرية اليمنية التي تدعم قطاع غزة.

جاء هذا الإعلان من وزير الخارجية في حكومة عدن، شائع الزنداني، الذي كشف عن وجود رغبة حقيقية لدى الرياض لاستئناف الحوار السياسي في اليمن، مشيرًا إلى أن المملكة عرضت تعديلات جزئية على خارطة الطريق الأممية التي كانت قد توقفت بسبب العمليات العسكرية في البلاد.

اقرأ أيضاً قرار أمريكي جديد وكارثي حول ميناء الحديدة 13 مارس، 2025 الريال اليمني يواصل رحلة الهبوط التاريخية: سعر صرف جديد اليوم الخميس 13 مارس، 2025

وأوضح الزنداني، في تصريحات له أثناء وصوله إلى العاصمة القطرية، أن السعودية لا تزال تعتبر خارطة الطريق الأممية هي الحل الأمثل لإنهاء الأزمة في اليمن.

وأكد أن المملكة، رغم التصعيد العسكري المستمر، تسعى إلى إحياء المسار السياسي بشكل جدي، معربًا عن استعدادها لقبول بعض المقترحات السابقة التي قدمتها صنعاء بشأن هذه الخطة.

وأشار الزنداني إلى أن هذا العرض يعد خطوة هامة نحو إعادة فتح قنوات الحوار بعد فترة من الجمود، ما يبعث برسالة إيجابية نحو التوصل إلى تسوية شاملة.

وعلى الرغم من أن العرض السعودي يشمل تعديلًا جزئيًا للخطة الأممية، إلا أن الملامح الدقيقة لهذه التعديلات ما زالت غير واضحة.

وبالرغم من تلميح الزنداني إلى إمكانية إدخال إجراءات اقتصادية ضمن التعديلات المقترحة، مثل صرف المرتبات للموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلا أن هذا العرض يظل يحمل تساؤلات عدة حول ما إذا كانت السعودية تحاول الخروج من دوامة التصعيد العسكري أو أنها تسعى للمناورة في وقت حساس.

وفي وقت سابق، كان السفير السعودي قد قام بمحاولات وساطة عراقية، خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن قرارها بتصنيف جماعة الحوثيين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، حيث التقى السفير العراقي في عمان لتبادل الآراء حول كيفية معالجة الأزمة.

ومع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية، يبدو أن السعودية تسعى لتحقيق تقدم سياسي في اليمن رغم العقبات المستمرة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تؤكد التزامها بدعم مشاركة المرأة في حفظ السلام
  • اختيار فتاة 17 عاما متطوعة بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان للمشاركة في قرع الأجراس من أجل السلام
  • محافظ النبطية تبحث مع اليونيفيل تداعيات العدوان ودعم الأهالي
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • اختيار فتاة 17 عاما متطوعة بصندوق الإدمان للمشاركة في قرع الأجراس من أجل السلام بـ فيينا
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال "عنف وإبادة جماعية" في غزة
  • السعودية تقدم عرضا جديدا لصنعاء حول اتفاق السلام.. تطور مهم
  • الدعم السريع تنهب شاحنات أممية وتحتجز عاملين اجانب
  • السيّدة نعمت عون شاركت في انطلاق فاعليات الدورة 69 لمؤتمر وضع المرأة في مقر الأمم المتحدة
  • الأمم المتّحدة ترحّب باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية